زاوية الراعي

(وَطَلَبَ إِلَيْهِ كَثِيرًا قَائِلاً:«ابْنَتِي الصَّغِيرَةُ عَلَى آخِرِ نَسَمَةٍ. لَيْتَكَ تَأْتِي وَتَضَعُ يَدَكَ عَلَيْهَا لِتُشْفَى فَتَحْيَا!».” (مر 5: 23″ بهذه الكلمات الواضحة جاء يايرُس أحد رؤساء المجمع إلى يسوع طالباً منه أنْ يَتَدَخَّل لكي يَشفِي ابنته. لقد جاء يايرُس ساجداً عند قدمي الرّب إذْ أَدرَك عَظَمَة المسيح الواقف أمامه وَمُتَضرِّعاً إليه لِكَي يَستَجيب صلاته. وَمَن هُو […]

“لَمْ تُصِبْكُمْ تَجْرِبَةٌ إِلاَّ بَشَرِيَّةٌ. وَلكِنَّ اللهَ أَمِينٌ، الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضًا الْمَنْفَذَ، لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا.“ (1كو 10: 13) إنّ التّجارب هي الواقع الأليم الملازم للمؤمن أثناء رحلته في العالم. وما يجعل التّجربة أليمة في معظم الأحيان هو جَسَد الضُّعف الذي نَحيا به والذي يَتَجَاوب بقوّة مع

(وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَعْتَزِلُ فِي الْبَرَارِي وَيُصَلِّي.” (لو 5: 16″ لقد كان الرّب يسوع المسيح رَجُل الصّلاة الذي كان يَخْتَلي مَع الآب السّماوي لكي يُصَلّي. كانت تَتَضَمّن حياة الرّب يسوع صَلَوات عَلنيَّة أمام تلاميذه وَصَلَوات قبل الطّعام وَصَلَوات أَثْنَاء الخِدمة. ولكن جِزْء كَبير مِن حياة الصّلاة كان فَردِيًّا إذْ كان الرّب يَسوع يَعتَزِل في البَرارِي

(كَنَائِسُ الْمَسِيحِ تُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ.” (رو 16: 16…” يَخاف الكثير مِنَ الطَّوائِف والجماعات المسيحيّة مِنْ هذه الآية. لأنَّها تَتَعارض مع النُّظُم المتّبعة في الكَثير مِن الأوسَاط بِخِلاف كلمة الرّب. فأوّلاً، تَرِد كلمة كنيسة بصيغة الجمع “كنائس” ، ممّا يُناقِض فكرة الكنيسة الجامعة أو الكَونيَّة التي لا أساس لها في العهد الجديد. وثانياً، تُشير كلمة “المسيح” إلى

(وَلَيْسَ ذلِكَ فَقَطْ، بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا فِي الضِّيقَاتِ، عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْرًا،” (رو 5: 3″ يَنظُر الرّسول بولس إلى الضِّيق في العالم كَفُرصَة للنُّمو الرّوحي الذي يُحضِّر المؤمن إلى مجيء المسيح. فَظُروف الضِّيق في حياتنا هي تلك التي تَفرِض نَفسَها علينا لِنَجِد أَنفُسنا عاجِزين عن تغييرها. وَهذا يَضعنا أمام إمتحان صَعْب. فَإمّا أنْ نُواجِه

(لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيمًا أَمَامَ الرَّبِّ، وَخَمْرًا وَمُسْكِرًا لاَ يَشْرَبُ، وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.” (لو 1: 15″ يَستَوقِفنا هذا الإرتباط الوَثِيق بين نوعيَّة حياة الإنسان وَعَمَل الرُّوح القُدس. فالرّوح القدس يَرتَاح وَيتَحَرّك بِفَعَالِيّة في حياة الإنسان الذي يَختَار القَدَاسَة طريقاً والنَّقاوة أسلوب حياة. فالإنسان العظيم أمام الرّب لا بدَّ أنْ يَمتَنِع عن أمور

وَهذِهِ هِيَ الثِّقَةُ الَّتِي لَنَا عِنْدَهُ: أَنَّهُ إِنْ طَلَبْنَا شَيْئًا حَسَبَ مَشِيئَتِهِ يَسْمَعُ لَنَا. وَإِنْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّهُ مَهْمَا طَلَبْنَا يَسْمَعُ لَنَا، نَعْلَمُ أَنَّ لَنَا الطِّلِبَاتِ الَّتِي طَلَبْنَاهَا مِنْهُ.” 1يو 5: 14- 15 يَجمع النّاس من كلّ الدّيانات والطّوائف على أهميّة الصّلاة ولكنّهم يختلفون حَوْل معنَاها وَمُمَارسَتها. تُعتَبر الصّلاة بالنّسبة للكثيرين أحد أهمّ الواجبات الدّينيّة،

“الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا غَيُورًا فِي أَعْمَال حَسَنَةٍ.” (تي 2: 14)  يُعطينا الوَحي في هذه الآية جوابَين:أولاً، لكي يَفديَنا مِن كلِّ إثم وَيُزيل حاجز الخطيّة الذي يَفصِلنا عن الله القدّوس الطّاهر. إنَّ الفِداء هو عمليّة الإنقاذ بدفع الثَّمن، أيْ أنَّ المسيح أنقذَنا مِنَ الهلاك الأبديّ مِنْ

متى ٦: ٣ وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ يميل الإنسان بطبيعته البشرية إلى إعلان انجازاته وإبراز مهارته وإظهر أفعاله. فكيف لا يفعل ذلك في عالم يروج للشهرة ويكفئ أصحاب الإنجازات. يتحدث الكثير من الناس عن انجازاتهم خوفاً من زوالها واضمحلالها وطلباً لكرامة أفضل من هذه الحياة. ولكن ماذا عن