وَقَالَ:«أَيُّهَا الْمُمْتَلِئُ كُلَّ غِشٍّ وَكُلَّ خُبْثٍ! يَا ابْنَ إِبْلِيسَ! يَاعَدُوَّ كُلِّ بِرّ! أَلاَ تَزَالُ تُفْسِدُ سُبُلَ اللهِ الْمُسْتَقِيمَةَ؟ فَالآنَ هُوَذَا يَدُ الرَّبِّ عَلَيْكَ، فَتَكُونُ أَعْمَى لاَ تُبْصِرُ الشَّمْسَ إِلَى حِينٍ». فَفِي الْحَالِ سَقَطَ عَلَيْهِ ضَبَابٌ وَظُلْمَةٌ، فَجَعَلَ يَدُورُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَقُودُهُ بِيَدِهِ. (أع 13: 10-11)
ما هو هذا السلطان الذي تكلّم فيه بولس مع عليم الساحر؟ ما هو هذا السلطان الذي جعله أعمى لا يرى أمامه وهو الذي يتمتع بقوى ابليس الشريرة والملائكة الساقطة؟ إنه سلطان الله الخالق. إنه سلطان الروح القدس. فقبل أن يلفظ بولس كلمات الحكم عليه يقول لنا الكتاب المقدس إنه امتلأ من الروح القدس. صحيح أن الأرواح الشريرة هي أقوى من الانسان الطبيعي، ولكن عندما يسكن الروح القدس في الانسان لحظة إيمانه، وعندما يحرص المؤمن على أن يكون ممتلئا من الروح القدس، فإنه يتمتع بسلطان الهي قادر أن يرهب مملكة ابليس وأجناده الشريرة. وكما كان الرب يعمل من خلال بولس بالروح القدس هو قادر أن يعمل من خلالنا ولكن تحت شرط. الشرط الوحيد الذي يطلبه الرب هو أن يكون المؤمن آنية مهيئة لخدمته مملوءة من الروح القدس تسمح له بأن يعمل بها ما يشاء. صحيح أن سُكنى الروح القدس في المؤمن ليس نابعا من المؤمن نفسه، ولكن الامتلاء من الروح القدس هو من مسؤولية المؤمن اليومية لحياة تمجد الرب وتصنع المعجزات.