السبت 30 أيار 2020

وَلَمَّا تَمَّمُوا كُلَّ مَا كُتِبَ عَنْهُ، أَنْزَلُوهُ عَنِ الْخَشَبَةِ
وَوَضَعُوهُ فِي قَبْرٍ.
(أع 13: 29)

«وَلَمَّا تَمَّمُوا كُلَّ مَا كُتِبَ عَنْهُ» لقد تردّدت عبارة تمّموا أكثر من مرة في هذا النص، وقَصَد الوحي أن يعلن بذلك أن موت المسيح وصلبه لم يكن نتيجة خطأ بشريّ حُكِمَ به على مصلحٍ اجتماعيٍّ دون أن يجد من يناصره لحظة المحاكمة! لقد كان موت الرّب وصلبه أمراً إلهيًّا محتوماً لا يمكن إلا أن يحدث. إنه مخطّط الله لفداء الإنسان وخلاصه من الموت الأبدي. فالإنسان من دون موت المسيح وقيامته محتوم عليه بالهلاك الأبدي بسبب خطاياه الكثيرة، ولكن المسيح بموته على الصليب :«حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ.» نعم كان لا بدّ أن يتمّ كلّ ما تنبّأ عنه الكتاب المقدس فيما يتعلّق بتجسّد المسيح وموته وقيامته، لأنه «لَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ».