تُعتبر رياضة المصارعة من الرياضات التي يلزمها إشراك الجسد بكامله، والفرق بينها وبين غير أنواع من الرياضات هو غياب وقت الراحة؛ فعندما تبدأ الجولة، على المصارع التّركيز المتواصل لحظة بلحظة لكي لا يُهزم. ولقياس نجاحاته، يرتكز المصارع على معيارين رئيسيين وهما، أداؤه في الحلبة، والضربة القاضية.
كتب بولس الرسول رسالة أفسس في وقت كانت فيه المصارعة رياضة محبّبة جدّاً فقال: “فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ.” (أفسس 6:12). إذاً، تشبه الحياة الروحيّة حلبة المصارعة، والأعضاء الأهم التي ينبغي تحصينها في هذه المواجهة هي الذهن (الفكر)، والقلب، واللسان.
أما مقياس النجاح في هذه المصارعة كما ذكرنا سابقاً فيرتكز على معيارين أساسيّين:ـ
أولاً: الأداء في كلّ جولة، وهو مرتبط بالأمانة للرب والتمسّك به وبوعوده.
ثانياً: الضّربة القاضية: وقد أعلن الكتاب المقدس نصرة المؤمن الأكيدة مع المسيح الغالب.
تُذكر كلمة لا تخف ٣٠٠ مرة في الكتاب المقدس، وقد أعطانا الربّ سرّ نجاح المؤمن في هذه المصارعة في أفسس ٦، حيث تكلّم عن ضرورة وأهمّية حمل سلاح الله الكامل للثبات ضدّ مكايد إبليس. والسلاح الأهم للثبات في كل جولة في هذه المصارعة الروحيّة، هو ترس الإيمان، وسيف الروح، وخوذة الخلاص، والتشدّد بالرب، وهذا ما يضمن النصرة الأكيدة ضدّ إبليس الذّي يجول باحثاً عمن يبتلعه.
لقد فاز المؤمن بالضربة القاضية، وها المسيح الرّبّ يأتي سريعاً (رؤ 22: 20). اذاً فلنتشدّد بإلهنا “ولِيَقُلِ الضَّعِيفُ: «بَطَلٌ أَنَا!». (يوئيل 3: 10)