المؤمن وسط الضيق

…عندما نتحدث عن سلام الرّب، علينا أن ندرك أنّ سلام الرّب يحلّ على المؤمن في كافة ظروف حياته

وحتى في أيام الضيق-نعم، المؤمن يمرّ بأيام ضيق- وهذا ليس بشعور جيّد، عندما نتضايق أو نتألم أو نسمع عن أحباء على قلوبنا يمرون في ضيق وألم … وجد بولس الرسول نفسه بهذا الوضع وهو يكتب رسالته الثانية إلى كنيسة كورنثوس. وجد نفسه في ضيق وألم وهو يكتب إلى مؤمنين أيضا يمرون بضيق وألم. ولكن في وسط الضيق والألم، اختبر تعاملات رائعة من الرّب في حياته. والروح القدس استخدم هذه الظروف لكي يوصل رسالة لنا

نقرأ مضمون هذه الرسالة في 2 كو 1: 3-11

مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الرَّأْفَةِ وَإِلهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ، 4الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا، حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقَةٍ بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ اللهِ. 5لأَنَّهُ كَمَا تَكْثُرُ آلاَمُ الْمَسِيحِ فِينَا، كَذلِكَ بِالْمَسِيحِ تَكْثُرُ تَعْزِيَتُنَا أَيْضًا. 6فَإِنْ كُنَّا نَتَضَايَقُ فَلأَجْلِ تَعْزِيَتِكُمْ وَخَلاَصِكُمُ، الْعَامِلِ فِي احْتِمَالِ نَفْسِ الآلاَمِ الَّتِي نَتَأَلَّمُ بِهَا نَحْنُ أَيْضًا. أَوْ نَتَعَزَّى فَلأَجْلِ تَعْزِيَتِكُمْ وَخَلاَصِكُمْ. 7فَرَجَاؤُنَا مِنْ أَجْلِكُمْ ثَابِتٌ. عَالِمِينَ أَنَّكُمْ كَمَا أَنْتُمْ شُرَكَاءُ فِي الآلاَمِ، كَذلِكَ فِي التَّعْزِيَةِ أَيْضًا. 8فَإِنَّنَا لاَ نُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ ضِيقَتِنَا الَّتِي أَصَابَتْنَا فِي أَسِيَّا، أَنَّنَا تَثَقَّلْنَا جِدًّا فَوْقَ الطَّاقَةِ، حَتَّى أَيِسْنَا مِنَ الْحَيَاةِ أَيْضًا. 9لكِنْ كَانَ لَنَا فِي أَنْفُسِنَا حُكْمُ الْمَوْتِ، لِكَيْ لاَ نَكُونَ مُتَّكِلِينَ عَلَى أَنْفُسِنَا بَلْ عَلَى اللهِ الَّذِي يُقِيمُ الأَمْوَاتَ، 10الَّذِي نَجَّانَا مِنْ مَوْتٍ مِثْلِ هذَا، وَهُوَ يُنَجِّي. الَّذِي لَنَا رَجَاءٌ فِيهِ أَنَّهُ سَيُنَجِّي أَيْضًا فِيمَا بَعْدُ. 11وَأَنْتُمْ أَيْضًا مُسَاعِدُونَ بِالصَّلاَةِ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يُؤَدَّى شُكْرٌ لأَجْلِنَا مِنْ أَشْخَاصٍ كَثِيرِينَ، عَلَى مَا وُهِبَ لَنَا بِوَاسِطَةِ كَثِيرِينَ

اولا. واقع الضيق في حياة المؤمن

 بولس في الضيق

     في العدد الرابع يتكلّم عن “كل ضيقتنا …” … في عدد 5 “تكثر آلام المسيح فينا” … في العدد 6 “فإن كنا نتضايق …” … “نفس الآلام التي نتألم بها نحن ايضا” … عدد 8 يتحدث عن ضيقة خاصة قائلا: “فإننا لا نريد أن تجهلوا ايها الأخوة من جهة ضيقتنا التي أصابتنا في أسيا …” عدد 10 “نجانا من موت مثل هذا

آخرين في الضيق

    الضيقة ليست على بولس فقط، بل أيضا على المؤمنين في كورنثوس، ويتحدث عنهم على أنهّم شركاء في الآلام. الضيق هو واقع كما هو الألم وخطر الموت … هذا الصراع الذي يعيش فيه الإنسان كل يوم

ثانيا. حتمية تعاملات الله في ضيقة المؤمن

عنوان هذا المقطع هو تعزيات الله. لاحظوا كم مرة استخدمت كلمة تعزية: 10 مرات في هذا النص الصغير

تعزية تعني تشجيع ودعم وحضور

الله يتعامل مباشرة معنا

من هو الذي يعزيك؟

“3مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الرَّأْفَةِ وَإِلهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ، 4الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا

هو الإله الذي يقيم من الأموت، في عدد 9

لِكَيْ لاَ نَكُونَ مُتَّكِلِينَ عَلَى أَنْفُسِنَا بَلْ عَلَى اللهِ الَّذِي يُقِيمُ الأَمْوَاتَ

الله يستخدم الآخرين في حياتنا

لاحظوا عدد 4

.حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقَةٍ بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ اللهِ

ثالثا. ضرورة تحمل المؤمن لمسؤوليته في وقت الضيق

يعزي الآخرين

4الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا، حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقَةٍ بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ اللهِ

يصلي للآخرين

11وَأَنْتُمْ أَيْضًا مُسَاعِدُونَ بِالصَّلاَةِ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يُؤَدَّى شُكْرٌ لأَجْلِنَا مِنْ أَشْخَاصٍ كَثِيرِينَ، عَلَى مَا وُهِبَ لَنَا بِوَاسِطَةِ كَثِيرِينَ

رابعا. أهمية الضيق في حياة المؤمن

الضيق ينميك في خدمتك للرب

“3مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الرَّأْفَةِ وَإِلهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ، 4الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا، حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقَةٍ بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ اللهِ

الضيق ينمي علاقتك بالرب

لكِنْ كَانَ لَنَا فِي أَنْفُسِنَا حُكْمُ الْمَوْتِ، لِكَيْ لاَ نَكُونَ مُتَّكِلِينَ عَلَى أَنْفُسِنَا بَلْ عَلَى اللهِ الَّذِي يُقِيمُ الأَمْوَاتَ

الضيق جزء من حياتنا، ولكن إلهنا معنا في الضيق ليحوله لمجده ولخيرنا