نظرة إلهيّة إلى صلاتنا البشريّة

الحياة مع المسيح لها امتيازات كثيرة. يوجد امتيازات أبديّة، وامتيازات حاليّة زمنيّة. إحدى أهمّ الامتيازات الزمنيّة هي الصلاة. وقد علّم المسيح تلاميذه أن يصلوا قائلين: أبانا الذي في السماوات … المؤمن المولود من الروح القدس، له امتياز أن ينادي الله، يا أبي، ويصلي في كل حين … وقد كتب الوحي عن هذه الحقيقة: “فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ.” عب 4: 16

.لننظر إلى الصلاة من وجهة نظر إلهيّة

 عندما نصلي، كيف ينظر الله إلى صلاتنا؟

إحدى الصلوات المدوّنة في الكتاب المقدّس صلاة سليمان عندما كرّس الهيكل. في تلك المناسبة، جثا على ركبتيه ورفع يديه إلى السماء وصلى للرّب.  بصلاته عظّم الرّب: “لَيْسَ إِلهٌ مِثْلَكَ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ. صلى لأجل الغفران:  وَإِذَا سَمِعْتَ فَاغْفِرْ.  وصلى لأجل الحاجات الزمنيّة والمطر والطعام، كما صلى لأجل الأمراض والشفاء، وأيضاً صلى لأجل الحماية والنصرة على الأعداء، وللبركة على شعبه. صلى سليمان واضعا حاجاته وحاجات شعبه ومخاوفه وتحدياته …إنّ ميزة هذه الصلاة هي أنّ الرّب دون الاستجابة لها

فكيف نظر الرّب إلى صلاة سليمان؟ كيف ينظر الرّب إلى صلاتنا؟

سوف نرى مع بعضنا الصلاة من منظار الرّب. كيف ينظر الرّب إلى صلاتنا؟ وكيف يستجيب لها؟

فدعونا نقرأ من كلمة الرّب ما جاء في 1 ملوك 9: 1-9 

“1وَكَانَ لَمَّا أَكْمَلَ سُلَيْمَانُ بِنَاءَ بَيْتِ الرَّبِّ وَبَيْتِ الْمَلِكِ وَكُلَّ مَرْغُوبِ سُلَيْمَانَ الَّذِي سُرَّ أَنْ يَعْمَلَ، 2أَنَّ الرَّبَّ تَرَاءَى لِسُلَيْمَانَ ثَانِيَةً كَمَا تَرَاءَى لَهُ فِي جِبْعُونَ. 3وَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «قَدْ سَمِعْتُ صَلاَتَكَ وَتَضَرُّعَكَ الَّذِي تَضَرَّعْتَ بِهِ أَمَامِي. قَدَّسْتُ هذَا الْبَيْتَ الَّذِي بَنَيْتَهُ لأَجْلِ وَضْعِ اسْمِي فِيهِ إِلَى الأَبَدِ، وَتَكُونُ عَيْنَايَ وَقَلْبِي هُنَاكَ كُلَّ الأَيَّامِ. 4وَأَنْتَ إِنْ سَلَكْتَ أَمَامِي كَمَا سَلَكَ دَاوُدُ أَبُوكَ بِسَلاَمَةِ قَلْبٍ وَاسْتِقَامَةٍ، وَعَمِلْتَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَوْصَيْتُكَ وَحَفِظْتَ فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي، 5فَإِنِّي أُقِيمُ كُرْسِيَّ مُلْكِكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ كَمَا كَلَّمْتُ دَاوُدَ أَبَاكَ قَائِلاً: لاَ يُعْدَمُ لَكَ رَجُلٌ عَنْ كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ. 6إِنْ كُنْتُمْ تَنْقَلِبُونَ أَنْتُمْ أَوْ أَبْنَاؤُكُمْ مِنْ وَرَائِي، وَلاَ تَحْفَظُونَ وَصَايَايَ، فَرَائِضِيَ الَّتِي جَعَلْتُهَا أَمَامَكُمْ، بَلْ تَذْهَبُونَ وَتَعْبُدُونَ آلِهَةً أُخْرَى وَتَسْجُدُونَ لَهَا، 7فَإِنِّي أَقْطَعُ إِسْرَائِيلَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا، وَالْبَيْتُ الَّذِي قَدَّسْتُهُ لاسْمِي أَنْفِيهِ مِنْ أَمَامِي، وَيَكُونُ إِسْرَائِيلُ مَثَلاً وَهُزْأَةً فِي جَمِيعِ الشُّعُوبِ، 8وَهذَا الْبَيْتُ يَكُونُ عِبْرَةً. كُلُّ مَنْ يَمُرُّ عَلَيْهِ يَتَعَجَّبُ وَيَصْفُرُ، وَيَقُولُونَ: لِمَاذَا عَمِلَ الرَّبُّ هكَذَا لِهذِهِ الأَرْضِ وَلِهذَا الْبَيْتِ؟ 9فَيَقُولُونَ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ تَرَكُوا الرَّبَّ إِلهَهُمُ الَّذِي أَخْرَجَ آبَاءَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَتَمَسَّكُوا بِآلِهَةٍ أُخْرَى وَسَجَدُوا لَهَا وَعَبَدُوهَا، لِذلِكَ جَلَبَ الرَّبُّ عَلَيْهِمْ كُلَّ هذَا الشَّرِّ

أولاً. الصلاة هي مكان اللقاء بي

بالصلاة أتراءى لك

وَكَانَ لَمَّا أَكْمَلَ سُلَيْمَانُ بِنَاءَ بَيْتِ الرَّبِّ وَبَيْتِ الْمَلِكِ وَكُلَّ مَرْغُوبِ سُلَيْمَانَ الَّذِي سُرَّ أَنْ يَعْمَلَ

أَنَّ الرَّبَّ تَرَاءَى لِسُلَيْمَانَ ثَانِيَةً كَمَا تَرَاءَى لَهُ فِي جِبْعُونَ

بالصلاة أسمعك

وَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «قَدْ سَمِعْتُ صَلاَتَكَ

بالصلاة أرى قلبك

وَتَضَرُّعَكَ الَّذِي تَضَرَّعْتَ بِهِ أَمَامِي

الله لا يسمع كلامك فقط ولكن ينظر بعمق إلى قلبك

كيف تصلي؟ من رأس شفتيك أم من صميم قلبك؟ هل تتضرّع أمام الرّب في صلاتك؟

ثانياً. الصلاة هي مكان الحصول على بركاتي

أنا أستجيب لك بغنى

.قَدَّسْتُ هذَا الْبَيْتَ الَّذِي بَنَيْتَهُ لأَجْلِ وَضْعِ اسْمِي فِيهِ إِلَى الأَبَدِ، وَتَكُونُ عَيْنَايَ وَقَلْبِي هُنَاكَ كُلَّ الأَيَّامِ

.العين تشير إلى سهر الرّب عليك. القلب يشير إلى محبة الرّب لك. أنا أستجيب لك في وقتها، استجاب بعد 12 سنة

ثالثاً. انتبه الصلاة المقبولة لها شروطها

الصلاة المقبولة مرتبطة بسلامة قلبك

“وَأَنْتَ إِنْ سَلَكْتَ أَمَامِي كَمَا سَلَكَ دَاوُدُ أَبُوكَ بِسَلاَمَةِ قَلْبٍ”

نزاهة القلب = بقلب سليم

الصلاة المقبولة مرتبطة باستقامة سلوكك

وَاسْتِقَامَةٍ

الصلاة المقبولة مرتبطة بطاعة كلمتي

وَعَمِلْتَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَوْصَيْتُكَ وَحَفِظْتَ فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي، 5فَإِنِّي أُقِيمُ كُرْسِيَّ مُلْكِكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ كَمَا كَلَّمْتُ دَاوُدَ أَبَاكَ قَائِلاً: لاَ يُعْدَمُ لَكَ رَجُلٌ عَنْ كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ

عدم طاعة كلمتي هي خيانة لي

إِنْ كُنْتُمْ تَنْقَلِبُونَ أَنْتُمْ أَوْ أَبْنَاؤُكُمْ مِنْ وَرَائِي، وَلاَ تَحْفَظُونَ وَصَايَايَ، فَرَائِضِيَ الَّتِي جَعَلْتُهَا أَمَامَكُمْ

عدم طاعة كلمتي هي وثنيّة روحيّة

بَلْ تَذْهَبُونَ وَتَعْبُدُونَ آلِهَةً أُخْرَى وَتَسْجُدُونَ لَهَا

عدم طاعة كلمتي تستوجب عدالتي

فَإِنِّي أَقْطَعُ إِسْرَائِيلَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا، وَالْبَيْتُ الَّذِي قَدَّسْتُهُ لاسْمِي أَنْفِيهِ مِنْ أَمَامِي، وَيَكُونُ إِسْرَائِيلُ مَثَلاً وَهُزْأَةً فِي جَمِيعِ الشُّعُوبِ، 8وَهذَا الْبَيْتُ يَكُونُ عِبْرَةً. كُلُّ مَنْ يَمُرُّ عَلَيْهِ يَتَعَجَّبُ وَيَصْفُرُ، وَيَقُولُونَ: لِمَاذَا عَمِلَ الرَّبُّ هكَذَا لِهذِهِ الأَرْضِ وَلِهذَا الْبَيْتِ؟ 9فَيَقُولُونَ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ تَرَكُوا الرَّبَّ إِلهَهُمُ الَّذِي أَخْرَجَ آبَاءَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَتَمَسَّكُوا بِآلِهَةٍ أُخْرَى وَسَجَدُوا لَهَا وَعَبَدُوهَا، لِذلِكَ جَلَبَ الرَّبُّ عَلَيْهِمْ كُلَّ هذَا الشَّرِّ»

.أخيرًا، نظرة الله للصلاة تختلف عن نظرة الإنسان لها

.فبالنسبة للرّب الصلاة الحقيقيّة مرتبطة بالمشيئة الإلهيّة المعلنة في كلمته

.الصلاة هي امتياز لا يستفيد منه إلا المؤمن الملتزم بمشيئة الرّب