الخلاص الأكيد الذي يمنحه يسوع المسيح

أهمّ سؤال في الحياة هو: كيف أستطيع أن أخلص وأحصل على الحياة الأبديّة؟ أليس هذا الهدف من وجود الأديان في العالم؟ أليست لمساعدة الإنسان ليستعدّ للحياة بعد الموت؟ لو لم يكن الإنسان يبحث عن خلاصه والحياة الأبديّة، لما وُجِدت الأديان والبدع والفلسفات. حتى الملحدين الذين لا يؤمنون بالله يبنون معتقدهم على الحياة الأبديّة، إذ هم يؤمنون أنّه لا يوجد خالق ولا ديّان ولا حياة أبديّة

سوف نجيب عن هذا السؤال: كيف أستطيع أن أخلص وأحصل على الحياة الأبديّة؟

هذا السؤال الذي عجز عن الإجابة عليه كلّ رجال الدّين والفلاسفة، أجاب عنه الرّب يسوع المسيح إذ أنّه هو صاحب ومالك الحياة الأبديّة وهو مخلّص العالم. فتجسُّد المسيح ورسالته وخدمته موضوعها هذا السّؤال

المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلّص الإنسان ويعطيه الحياة الأبديّة. لذا ما من أحد ينتفع بأنّ يحبّ المسيح دون أن يعترف به مخلّص، ولا أنّه يُعجب به وبأفكاره أو توجيهاته وفلسفته …دون أن يعترف به مخلّصًا … فإما أن يكون المسيح مخلّصك، وإما أن يكون ديّانك في يوم من الأيام

المسيح جاء لكي يخلّص … هذه الحقيقة أعلنها المسيح خلال خدمته على الأرض. كان يعلن رسالته للعالم من خلال المواعظ والأحداث التي حصلت معه. وسنتوقف عند حادثة غريبة حصلت في مدينة أريحا. في تلك المدينة التي اشتهرت بالماضي بالتّمرّد والعصيان على الله. دخل يسوع لكي يطلب ويخلص ما قد هلك. وهناك، التقى برجل اسمه زكّا. وفي ذلك اليوم حصل خلاص لزكّا. سوف نرى كيف خلُص زكّا. واستنادًا على ما كتِب عنه سوف نجيب عن هذا السّؤال المهمّ: كيف أستطيع أن أخلص وأحصل على الحياة الأبديّة؟

إنجيل لوقا 19: 1-10

ثُمَّ دَخَلَ وَاجْتَازَ فِي أَرِيحَا. 2وَإِذَا رَجُلٌ اسْمُهُ زَكَّا، وَهُوَ رَئِيسٌ لِلْعَشَّارِينَ وَكَانَ غَنِيًّا، 3وَطَلَبَ أَنْ يَرَى يَسُوعَ مَنْ هُوَ، وَلَمْ يَقْدِرْ مِنَ الْجَمْعِ، لأَنَّهُ كَانَ قَصِيرَ الْقَامَةِ. 4فَرَكَضَ مُتَقَدِّمًا وَصَعِدَ إِلَى جُمَّيْزَةٍ لِكَيْ يَرَاهُ، لأَنَّهُ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُرَّ مِنْ هُنَاكَ. 5فَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْمَكَانِ، نَظَرَ إِلَى فَوْقُ فَرَآهُ، وَقَالَ لَهُ:«يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وَانْزِلْ، لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ». 6فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ وَقَبِلَهُ فَرِحًا. 7فَلَمَّا رَأَى الْجَمِيعُ ذلِكَ تَذَمَّرُوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ رَجُل خَاطِئٍ». 8فَوَقَفَ زَكَّا وَقَالَ لِلرَّبِّ:«هَا أَنَا يَارَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ». 9فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْتِ، إِذْ هُوَ أَيْضًا ابْنُ إِبْرَاهِيمَ، 10لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ

أولاً. يسوع يجول ليعلن خلاصه

ثُمَّ دَخَلَ وَاجْتَازَ فِي أَرِيحَا.” جاء يسوع إلى العالم لهدف الخلاص، وهو ما زال يعمل للخلاص إلى الآن

في ذلك اليوم، ذهب يسوع إلى أريحا ليعلن خلاصه، والآن يعلن المسيح خلاصه لكل إنسان في العالم، كما أنه يدعوك ليخلّصك من خلال قراءتك هذه. نسمع، كل أسبوع عن آلاف من الناس ينتظرون نتائج اللوتو اللبناني على أمل أن يربحوا ويكون يومهم … ولكن المال غير مضمونٍ، فكما من الممكن ربحه كذلك ممكن خسارته … أمّا ما يقدّمه المسيح هو شيء أغلى بكثير من المال … يقدم الخلاص والحياة الأبديّة التي لا يمكن خسارتها…وإذا كنت لم تختبر خلاص المسيح بعد، فبالتّالي أنت لم تضمن حياتك الأبدية أيضًا، وممكن أن يكون اليوم يومك …ليس عن طريق الصّدفة أنّك تقرأ هذا الموضوع … فالرّبّ يريد أن يعمل عملاً عظيمًا في حياتك …ما كان ليخطر على بال زكّا أنّه في ذاك اليوم سيغفر له المسيح كل خطاياه ويعطيه الخلاص والحياة الأبديّة. ذاك اليوم كان يوم زكّا، واليوم ممكن أن يكون يوم خلاصك والحصول على الحياة الأبديّة

ثانيًا. الحاجة الملحّة للخلاص

وَإِذَا رَجُلٌ اسْمُهُ زَكَّا، وَهُوَ رَئِيسٌ لِلْعَشَّارِينَ”. كان رجلاً ذا مركز مسؤول: “2وَإِذَا رَجُلٌ اسْمُهُ زَكَّا، وَهُوَ رَئِيسٌ لِلْعَشَّارِينَ “وكان ذا مال كثير: “وَكَانَ غَنِيًّا، ” ورغم مركزه المسؤول وماله الكثير كان هذا الرّجل خاطئًا، كما هو حال كلّ النّاس. ولكن المشكلة الأساسيّة الموجودة عند زكّا هي خطاياه. هو كان عشّارًا ، والعشّار كان شخصًا صاحب نفوذ وسلطة ولكنّه كان أيضًا معروفًا بشرّه وفساده . العشّار كان يسرق … ولكن الفرق بينه وبين السّارقين الآخرين هو أنّه كان محميًّا من الرّومان. ومهما حاولنا تبرير الخطية تبقى خطيّة… والخطيّة هي مشكلة الإنسان

إنّ مشكلة كلّ النّاس، دون استثناء، هي الخطية. والجميع بحاجة للخلاص. فمن منّا لم يفعل على الأقل خطيّة واحدة من الخطايا. فمن لم يقتل، زنى. ومن لم يزنِ، حقد. ومن لم يحقد، شتم، أو كذب… وكلّها خطايا بنظر الرّبّ. والخطية تحرمنا الأبدية إذ تجعلنا خُطاةً ونجسين

بالإضافة إلى ذلك، شعر زكّا بعدم استحقاقه لمقابلة يسوع، وقال لنفسه سأراه من بعيد: 3″وَطَلَبَ أَنْ يَرَى يَسُوعَ ويعرف مَنْ هُوَ، وَلَمْ يَقْدِرْ مِنَ الْجَمْعِ، لأَنَّهُ كَانَ قَصِيرَ الْقَامَةِ. 4فَرَكَضَ مُتَقَدِّمًا وَصَعِدَ إِلَى جُمَّيْزَةٍ لِكَيْ يَرَاهُ، لأَنَّهُ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُرَّ مِنْ هُنَاكَ

كان رجلاً قصيرًا، فتسلَق الجمّيزة بهدف أن يرى يسوع. ولكن المفاجأة الكبيرة، هي أنّ يسوع هو من كلّمه

وكذلك ، من الممكن أن تكون مفاجأة العمر بالنّسبة لك أيضًا : قد تكون قد صُمت وصليت وتحاول التقرّب من الله ،وتشعر أن الله لن يتعامل معك لأنك خاطئ … ولكن مفاجأة المفاجآت عندما تعرف أنّ المسيح يبحث عنك  ويريد أن يخلّصك

ثالثًا. يسوع يبحث عن الخطاة ليخلصهم

يسوع يفاجئ زكّا ببحثه عنه

 فَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْمَكَانِ، نَظَرَ إِلَى فَوْقُ فَرَآهُ، وَقَالَ لَهُ: «يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وَانْزِلْ، لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ».  يسوع نادى زكّا باسمه … وهو يناديك باسمك. أُذكر كم من المرّات نجّاك الرّبّ يسوع من الموت. كم مرّة أرسل لك أشخاصًا ليخبروك عنه. تعقّل وركّز نظرك عليه، فهو يبحث عنك

يسوع هو مَن أخذ المبادرة وقام بالخطوة الأولى ودعا زكّا … وطلب إليه لينزل … فالمسيح أحبّك قبل أن تفتكر به وتحبّه

أخبرنا أب من الآباء، أنّه في يوم من الأيام، كان بمكان مزدحم وأضاع ابنه بالزحمة بين الناس … فخاف الولد واكتأب وبكى وصرخ وحزن …أمّا الأب فنظر ابنه، من بعيد، وراح يناديه:” جوني أنا هنا … أراك …” ولكن من كثرة الضّجة لم يسمع الابن صوت الأب. وأنت اليوم مشغول بالحياة…مشاكل … أمراض … حاجات … هناك غصة في قلبك، وفي عينيك دمعة، وفي قلبك فراغ… وهناك أنين وتعاسة وألم … وأنت تظنّ أنّ ما من أحد مهتمّ لأمرك … ولكن، يسوع يناديك من سنين، ويريد أن يدخل حياتك ويغيّر المعادلات كلّها ولكنّك لست تسمع. وكثيرًا من الأحيان عندما تكون لوحدك، تسأل الله: “أين أنت يا رب …” والمسيح يصرخ ويقول: “تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثّقيلي الأحمال وأنا أريحكم

المفاجأة الكبيرة لزكّا هي أن الله بنفسه كان يبحث عنه. فقد أخذ يسوع المبادرة وطلب منه أن يدخل بيته

وها يسوع المسيح  يأخذ المبادرة نحوك. مكتوب بكلمة الرّبّ: “الله بيّن محبته لنا لأنّه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا” (رو 5: 8)

رابعًا. ضرورة التّجاوب مع نعمة المسيح

“.والجميل في الأمر الذّي حدث هو أنّ زكّا تجاوب مع دعوة يسوع له. 6″فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ وَقَبِلَهُ فَرِحًا

أن يأتي ربّ المجد إلى حياتك هي نعمة عظيمة … محبّة لا نستحقها …ولكن هذه النّعمة تحتاج إلى قبول …نقطة التحوّل عند زكّا، كانت عندما تجاوب مع دعوة المسيح  

:المسيح يأتي إليك بغض النّظر عن مستوى خطاياك. فكما نلاحظ أنّ النّاس تذمّروا لقرار المسيح

فَلَمَّا رَأَى الْجَمِيعُ ذلِكَ تَذَمَّرُوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ رَجُل خَاطِئٍ». فالمسيح غير مهتمّ بالشّعبيّة ولكنّه مهتمّ بالخاطئ

أضف، أنّ زكّا قَبِل المسيح بفرح. ثمّ سمح ليسوع أنّ يكلّمه عن خطاياه. ونعرف هذا من تجاوبه الواضح. كما سمح له أن يغيّر حياته

ويُطرح السّؤال: كيف تغيّرت حياته؟  الجواب: بقبول المسيح والتّوبة عن الخطايا

ويُطرح سؤال آخر: أين نرى توبة زكّا؟

 “.فَوَقَفَ زَكَّا وَقَالَ لِلرَّبِّ: “هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ

اتباع المسيح يحتاج إلى أمرين: إيمان بالمخلص يسوع وعمله الكفّاري، والتّوبة عن الخطايا …وعندما تفعل هذا، يتكفلّ المسيح بالباقي كان قد جرّب زكّا أمورًا كثيرة في حياته، ولكنّها لم تنفعه. وعندما آمن بالمسيح حصل على ما هو مستحيل أن نحصل عليه بدون المسيح …وهذه الدّعوة لك …”أن تأتي للمسيح”. فكلّ ما تحتاجه هو الإيمان بالمسيح مخلصًّا، والتّوبة عن خطاياك، فتحيا حياة جديدة معه .وهو سيتكفل بالباقي من حياتك على هذه الأرض

خامسًا. المسيح يعلن الخلاص والحياة الأبديّة لكلّ من يؤمن به

“لاحظ ما قال يسوع:”فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: “الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْتِ، إذ هو أيضًا ابن إبراهيم

فهنا أعلن المسيح خلاص زكّا وأهل بيته. المسيح الذّي خلق بكلمة … هو يعلن خلاصك بكلمة … مكتوب “أما كلّ الّذين قبلوه أعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنين باسمه

ومكتوب: “لكي لا يهلك كلّ من يؤمن به …” يعني الخلاص أكيد لكلّ من يؤمن بالمسيح … الخلاص ليس مسألة أيّام وشهور وسنين بعد الموت … أطلب الخلاص فتحصل عليه ويستجيب لك المسيح في ذات اليوم الذي تؤمن به … إن كنت تقف أمام المسيح المخلص اليوم وتصرخ من قلبك: خلصني أنا أقبلك مخلصي، وأنا أتوب عن خطاياي … ادخل قلبي واستلم حياتي …”. فيعلن لك يسوع ربّ السّماء والأرض ويقول: الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْتِ

ولماذا يفعل يسوع هذا؟ لأنّه هذا هو سبب تجسّده

” فقد ختم هذه الحادثة بقوله: “لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ

سادسًا. المسيح يفتح دعوة الخلاص لكلّ انسان في العالم

يسوع يعلن دعوته المفتوحة للخلاص بقوله :10″لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ».”  هل تخاف من الأبديّة؟ هل تخاف من مصيرك بعد الموت؟ يوجد رجاء، يسوع ابن الانسان جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك. يسوع اليوم يطلبك … ليخلصك … هل تتجاوب؟

أخيرًا، يد المسيح ممدودة لك اليوم للخلاص … وكما دخل يسوع بيت زكّا في ذلك اليوم، يريد أن يدخل بيتك وقلبك وحياتك. نبع الحياة مفتوح … تعال واشرب … دع المسيح ينعشك ويعطيك بداية جديدة في حياتك. ليس مهمًّا عند المسيح الكَمّ لخطاياك … المهم هل ستتجاوب؟ …هل ستسمح ليسوع أن يدخل حياتك؟ … ويُصيِّرك خليقة جديدة؟ لا يحتاج الخلاص شهورًا وسنينًا … بل يحتاج إلى لحظة … لحظة مقابلة صادقة مع الرّبّ المخلّص

لحظة إخلاص تقف فيها أمام المسيح، وتعلن إيمانك بشخصه المبارك وتوبتك عن كلّ خطاياك