الأحد 5 كانون الثاني 2020

«طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ.»

(مت 5: 8)

إنّ‭ ‬نقاوة‭ ‬القلب‭ ‬هي‭ ‬صفة‭ ‬نادرة‭ ‬في‭ ‬زمننا‭ ‬الحاضر‭. ‬فنحن‭ ‬مولودون‭ ‬بطبيعة‭ ‬ساقطة‭ ‬وقلب‭ ‬شرير‭. ‬في‭ ‬داخلنا‭ ‬تتنامى‭ ‬الظلمة‭ ‬الروحيّة‭ ‬يومًا‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬فتبدّد‭ ‬نقاوة‭ ‬القلب‭. ‬كما‭ ‬إنّنا‭ ‬نتربّى‭ ‬على‭ ‬قساوة‭ ‬الحياة‭ ‬والحذر‭ ‬من‭ ‬الآخرين‭ ‬والتفكير‭ ‬السلبي‭ ‬والخوف‭ ‬من‭ ‬المحيط‭ ‬والاحتياط‭ ‬من‭ ‬الأشرار‭ ‬من‭ ‬حولنا‭. ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬الروحي‭ ‬يمنع‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬الله‭ ‬بقداسته‭ ‬وبرّه‭ ‬وأمانته‭ ‬وإخلاصه‭ ‬ومحبّته‭ ‬وصدقه‭. ‬لذا‭ ‬يحتاج‭ ‬الإنسان‭ ‬أوّلا‭ ‬إلى‭ ‬اختبار‭ ‬التجديد‭ ‬بالروح‭ ‬القدس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإيمان‭ ‬بالمسيح‭ ‬المخلّص‭. ‬وعندما‭ ‬يؤمن‭ ‬الإنسان‭ ‬بالمسيح‭ ‬مخلّصًا،‭ ‬يطهّره‭ ‬بدمه‭ ‬ويسكن‭ ‬فيه‭ ‬بالروح‭ ‬القدس‭ ‬وينقي‭ ‬قلبه،‭ ‬وحينئذ‭ ‬يعطيه‭ ‬البصيرة‭ ‬الروحيّة‭ ‬لكي‭ ‬يعاين‭ ‬الله‭ ‬ويدخل‭ ‬بشركة‭ ‬شخصيّة‭ ‬ومباركة‭ ‬معه‭. ‬إنّ‭ ‬عمليّة‭ ‬نقاوة‭ ‬القلب‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬سهر‭ ‬المؤمن‭ ‬على‭ ‬حياته‭ ‬الروحيّة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اغتساله‭ ‬بكلمة‭ ‬الله‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬ومواجهة‭ ‬الحياة‭ ‬بطاعة‭ ‬للرّب‭. ‬وإذ‭ ‬يعيش‭ ‬المؤمن‭ ‬بشركة‭ ‬صحيحة‭ ‬مع‭ ‬الرّب‭ ‬يختبر‭ ‬نقاوة‭ ‬القلب‭ ‬ويعاين‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬حياته‭. ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬المؤمنين‭ ‬يعيش‭ ‬بمحضر‭ ‬الرّب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬وقت‭. ‬إن‭ ‬نقاوة‭ ‬القلب‭ ‬هي‭ ‬أساس‭ ‬لاختبار‭ ‬يدّ‭ ‬الله‭ ‬وحضوره‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ظروف‭ ‬حياتنا‭.‬

القراءة الصباحية:
مت 5: 1 – 20
مز 5
القراءة المسائية:
تكوين 9 -10