السبت 4 كانون الثاني 2020

«وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ …»

(تك 8: 20

إن‭ ‬أوّل‭ ‬عمل‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬نوح‭ ‬عند‭ ‬انتهاء‭ ‬الطوفان‭ ‬ونزوله‭ ‬من‭ ‬الفلك‭ ‬هو‭ ‬بناء‭ ‬مذبح‭ ‬للرّب‭. ‬يشير‭ ‬هذا‭ ‬المذبح‭ ‬إلى‭ ‬أهميّة‭ ‬العبادة‭ ‬للرّب‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬نوح‭. ‬فالعبادة‭ ‬هي‭ ‬مطلب‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭. ‬إنّ‭ ‬العبادة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬يعطي‭ ‬الإنسان‭ ‬لله‭ ‬الخالق‭ ‬حقّه‭ ‬الطبيعي‭ ‬بالتمجيد‭ ‬والتعظيم‭ ‬والإكرام‭.  ‬ولأنّ‭ ‬الإنسان‭ ‬خاطئ‭ ‬ولا‭ ‬يقدر‭ ‬أن‭ ‬يتقدّم‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬بسبب‭ ‬خطاياه،‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يصنع‭ ‬مذبحًا‭ ‬ليقدم‭ ‬عليه‭ ‬ذبيحة‭ ‬كفاريّة‭ ‬يعلن‭ ‬فيها‭ ‬الإنسان‭ ‬عدم‭ ‬استحقاقه‭ ‬للتقدّم‭ ‬إلى‭ ‬الله‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬المذبح‭ ‬كان‭ ‬الإنسان‭ ‬أوّلا‭ ‬يقدم‭ ‬ذبيحة‭ ‬ويرشّ‭ ‬الدم‭ ‬طالبًا‭ ‬غفران‭ ‬خطاياه‭ ‬لكي‭ ‬تكون‭ ‬عبادته‭ ‬مقبولة‭. ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬كان‭ ‬يقدم‭ ‬العبادة‭ ‬بجوانبها‭ ‬الأخرى‭. ‬أما‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬الجديد‭ ‬فقد‭ ‬صار‭ ‬المسيح‭ ‬كفارة‭ ‬عنّا‭. ‬وبالتالي‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يقبل‭ ‬المسيح‭ ‬مخلصًا‭ ‬ويرشّ‭ ‬عليه‭ ‬المسيح‭ ‬دمه‭ ‬الكفاري‭ ‬ويتبرر‭ ‬بنعمته،‭ ‬يصير‭ ‬له‭ ‬حقّ‭ ‬العبادة‭ ‬المباشرة‭ ‬لله‭. ‬فبالنسبة‭ ‬للمؤمن‭ ‬بالمسيح‭ ‬فإن‭ ‬العبادة‭ ‬اساسيّة‭. ‬العبادة‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬فرديّة‭ ‬في‭ ‬علاقته‭ ‬كمؤمن‭ ‬مع‭ ‬الرّب‭ ‬في‭ ‬مخدعه‭ ‬وهي‭ ‬أيضا‭ ‬جماعيّة‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬الرّب‭. ‬العبادة‭ ‬هي‭ ‬أهمّ‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬خدمة‭ ‬أو‭ ‬تضحية‭ ‬أو‭ ‬التزام‭ ‬روحي‭ ‬تفتكر‭ ‬بأن‭ ‬تقدمه‭ ‬للرّب‭. ‬والعبادة‭ ‬الصحيحة‭ ‬هي‭ ‬أساس‭ ‬كل‭ ‬عمل‭ ‬آخر‭ ‬نعمله‭ ‬للرّب‭. ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعيش‭ ‬حياة‭ ‬العبادة‭ ‬ونتلذذ‭ ‬بها،‭ ‬ونبني‭ ‬المذابح‭ ‬الروحية‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬الفرديّة‭ ‬وعائلاتنا‭ ‬والكنيسة‭.‬

القراءة الصباحية:
مت 4
مز 4
القراءة المسائية:
تكوين 7 -8