الاثنين 5 تشرين الأول 2020

«أَمَّا الشَّهَوَاتُ الشَّبَابِيَّةُ فَاهْرُبْ مِنْهَا، وَاتْبَعِ الْبِرَّ وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالسَّلاَمَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ الرَّبَّ مِنْ قَلْبٍ نَقِيٍّ.» (2تيم 2: 22)

إنّ الشهوات الشبابيّة هي إحدى التّحديّات التي ترافق المؤمن في كلّ يوم من حياته. فالشّهوة الجنسيّة موضوعة في الإنسان لهدف مقدّس هو الزواج وهي من صلب تكوينه لكي يتمّم مقصد الرّبّ له في العائلة. ولكن مشكلة الشهوة هي التشوّه الذي تعرّضت له من جراء السقوط في الخطيّة. وبالتالي أصبحت شهوة الإنسان ورغبته الجنسية خارجة عن الانضباط، واصبحت حلبة الصراع الأساسيّة في حياته. فقد يشعر الإنسان بمشاعر الشهوة في أيّ وقت وتجاه أيّ إنسان آخر! وقد يستغلّ بعض الناس هذا الضعف لكي يحقّقوا غاياتهم الخاصة وهذا يحصل عندما تستغلّ المرأة أنوثتها وضعف الرجل تجاهها لكي تحصل على مبتغاها. وفي أيّ من الحالتين يطلب الرّبّ من المؤمن أن يهرب في هذا الوضع. الهروب هو ضروري في هذا الوضع لسببين: الأوّل لأنّ الإنسان لا يستطيع أن يلغي شهوته والتي قد تسيطر عليه وتؤدّي به إلى الخطيّة. وثانيا، لأنّ المواجهة ستكون خاسرة لا محال وتخرج الأمور عن المتوقّع. لذلك على المؤمن في لحظة التجربة بالشهوة أن يهرب منها ويحوّل اهتمامه نحو البرّ وأمور الرّبّ. إنّ الانتصار على الشهوة ليس معركة واحدة يحسمها المؤمن مرّة وإلى الأبد، ولكنّها سلسلة معارك من الهروب والانشغال بالرّبّ كلّ يوم.