نعم، الله ظهر في الجسد

تجسّد المسيح هو أهمّ حدث روحي في التاريخ البشري. وشخصيّة المسيح هي أهمّ شخصيّة دخلت التاريخ البشري. فمن هو يسوع المسيح؟ وما هي طبيعته؟ قد يسهل علينا فهم طبيعة المسيح البشريّة، ولكنّ يعجز فكرنا عن التفكير بأنّ من خلق الكون بكلمة قدرته يصير إنسانا مثلنا. لذلك عندما نسأل اليوم من هو يسوع المسيح، نسمع العديد من الإجابات. منهم من يقول أنّه أعظم نبي، أو أحكم رجل، أو هو معلم صالح، أو هو مخلص، … الخ من الأمور الجميلة

وأكيد هذه الأجوبة تتضمّن جانب من حياة الرّب يسوع المسيح. ولكنّ الحقيقة المعلنة في الكتاب المقدّس هي أنّ يسوع المسيح هو الله الذي ظهر في الجسد. لذلك اليوم بنعمة الرب سوف نتحدّث عن هذا الموضوع المعلن لنا في صفحات الكتاب المقدّس، ببراهين ونبوات وإعلانات تشهد عن طبيعة يسوع المسيح رّبنا اللاهوتيّة

العبرانيين 1: 1-3 “1اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، 2كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ – الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ. 3الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي

أولا. النبوات أعلنت لاهوته

يقسم الرّب تاريخ الخلاص إلى مرحلتين الأولى كانت مرحلة الإعلان بالنبوات، والمرحلة الثانيّة كانت بتحقيق النبوات أي التجسّد. أوّلاً أرسل الله الأنبياء لكي يعلنوا مجيء المخلّص، وفي الوقت المحدّد، تمت النبوات

“1اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، 2كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ”

“لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ.” (إش 9: 6)

وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ».” (إش 7: 14) “«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا.” (متى 1: 23)

.الله بالمسيح حضر وقرر بالنبوات لهذه الرحلة وتممها

ثانيًا. ولادته أظهرت لاهوته

“فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.” (لو 1: 35). جاء هذا الجواب عن سؤال سألته القدّيسة المباركة مريم عندما ظهر لها الملاك لبشارتها، فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: “كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟

لقد كانت ولادته عجيبة. هو لم يولد من أب بشري … لأنّه الله الذي ظهر في الجسد. هو المكتوب عنه في النّبوات أيضا، “… وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ” (ميخا 5: 2)

هو الذي شهد عن نفسه قائلاً: الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ” (يو 8: 58)

الكتاب المقدّس لا يقول، وأمّا خلق يسوع فكان كذا وكذا… يعلن الكتاب المقدّس أن يسوع ولد: “أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هكَذَا” (متى 1: 18)

نعم يسوع المسيح لم يخلق، ولكنّه ولد … تجسد بمعجزة عظيمة من الرّوح القدس. بولادة المسيح اتخذ طبيعته البشريّة

ثالثًا. شهادته أكّدت لاهوته

“فَمِنْ أَجْلِ هذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ، بَلْ قَالَ أَيْضًا إِنَّ اللهَ أَبُوهُ، مُعَادِلاً نَفْسَهُ بِاللهِ.” (يو 5: 18)

“لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الابْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ، وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ. لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي، كَذلِكَ الابْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ. لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ، لِكَيْ يُكْرِمَ الْجَمِيعُ الابْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ الآبَ. مَنْ لاَ يُكْرِمُ الابْنَ لاَ يُكْرِمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ.” (يو 5: 20-23)

شهد المسيح عن نفسه، قائلاً: أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ” (يو 10: 30) الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ” (يو 8: 58)

رابعًا. أعماله برهنت لاهوته

.ماذا تقول عن الذي أعطى البصيرة لمولود أعمى؟ هو الله الخالق

.ماذا تقول عن الذي مشى على الماء؟ هو الله الخارج عن سلطان نواميس الطبيعة

.ماذا تقول عن مهدّئ العواصف؟ هو الله المتسلّط

.ماذا تقول عن الذي أقام الميّت؟ هو الله المحيي

لم يملك حقلاً ولا مزرعة ولكنّه أشبع خمسة آلاف بخمسة خبزات وسمكتين. لم يمشِ على سجاد أحمر ولكنّه مشى على الماء. عندما تكلم كان يهدأ العاصفة بسلطانه. من هو يا ترى؟ إنه يسوع المسيح الله في الجسد

خامسًا. صفاته أبرزت لاهوته

“1اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، 2كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ – الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ. 3الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي

هو الوارث لكي شيء، هو يحمل نفس جوهر الله، هو الكلي القدرة، هو الأزلي: “وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ»” (مي 5: 2) هو الخالق: “كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ” (يو 1: 3و4). هو الكليّ الوجود: “وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ.” (يو 3: 13)

.هو نفسه الذي افتدانا على الصّليب هو من يحمل هذه الصّفات

سادسًا. مخطّط الله اقتضى لاهوته

“1اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، 2كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ – الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ. 3الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي

لم يستطع الأنبياء أن يخلصونا، ولا التّعاليم التي حملوها استطاعت أن تخلصنا ونحن لا نحتاج إلى إرشاد ولكننا نحتاج إلى مخلص. لذلك أرسل الله ابنه، تجسد المسيح هو ضرورة الخلاص، فبدون تجسد المسيح لا يوجد من يستطيع أن يفتدينا ويصنع تطهيرًا لخطايانا. عندما رآنا الله معذبين في خطايانا ونحن نتخبّط بها، تجسد لكي ينقذنا

سابعًا. اعلانات المستقبل تكشف عظمة لاهوته

“جلس في يمين العظة في الأعالي”. رجع يسوع إلى مكانته الأولى كما نرى في سفر الرؤيا عن مجد المسيح في عرشه. هو الألف والياء، البداية والنهاية، الأوّل والآخر. هو من ستسجد له كل ركبة وكل لسان يعترف بأن يسوع المسيح هو ربّ لمجد الله الآب

الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ. لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ”. (في 2: 6-11)

كان لتجسّد المسيح هدف عظيم وهو أن يقتني لنفسه شعبًا يحيا معه إلى الأبد. مجد الله معلن في وجه يسوع المسيح. “لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ: «أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ»، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.” (2كو 4: 6)

جاء المسيح بمخطّط كامل متكامل مستمر لما بعد هذه الحياة، إلى الأبد. يسوع يحدد أبديّتك؟

.نعم، الله ظهر في الجسد

في الختام، المسيح هو العظيم المبارك الذي أراد ان يقتني لنفسه شعبًا يحبّه باختياره، تجسد وعاش بيننا وجُرّب في كل شيء مثلنا ولكن بلا خطيّة، مات عنّا وانتصر على الموت ليخلصنا. هو الآن عن يمين العظمة في الأعالي في مركزه الأوّل. لا تستطيع أن تقول اليوم أن الله بعيد ولا نستطيع أن نفهمه. لقد جاء يسوع وتجسد الله في الجسد لكي يعطيك الحياة معه إلى الأبد. لقد ظهر الله في الجسد وصار المسيح إنسان مثلنا لكي يرفعنا إليها

“. كما قال أحدهم “لقد صار ابن الله، ابن الإنسان لكي يصير بنو الإنسان أبناء الله