حدث موت الرّب يسوع المسيح هو حدث فريد في التاريخ البشري. لأن موت المسيح له بعد روحي متجذّر في مخطّط الله الخلاصي للإنسان. موت المسيح لم يكن حدثا عاديّا. المسيح ولد لكي يصنع الفداء بموته على الصليب، ويغلب الموت بقيامته، ليفتح باب الخلاص والحياة الأبديّة. هذا هو الإنجيل الذي ننادي به، الذي كتب عنه بولس الرسول لتيموثاوس قائلا: “فَلاَ تَخْجَلْ بِشَهَادَةِ رَبِّنَا، وَلاَ بِي أَنَا أَسِيرَهُ، بَلِ اشْتَرِكْ فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ بِحَسَبِ قُوَّةِ اللهِ، الَّذِي خَلَّصَنَا وَدَعَانَا دَعْوَةً مُقَدَّسَةً، لاَ بِمُقْتَضَى أَعْمَالِنَا، بَلْ بِمُقْتَضَى الْقَصْدِ وَالنِّعْمَةِ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ، وَإِنَّمَا أُظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ.” (2تيم 1: 8-10)
يوم موت المسيح كان أصعب يوم في خدمة الرب يسوع المسيح على الأرض. لم يكن هذا الحدث ليخطر على بال أي من رجال الله في العهد القديم ولا أحد من رجال الدين. وهو موضوع لم يدخل في عقول التلاميذ حتى عندما تحدث يسوع لهم عنه. حادثة صلب المسيح لخلاص الانسان هي حادثة فريدة جدا من نوعها. ولكنّه الحدث الأهم في مخطط الخلاص الإلهي. وبينما تفاجأ الجميع بحدث موت المسيح، لم يكن مفاجئا بالنسبة للرّب. تضمّنت صفحات العهد القديم 29 نبوّة عن حادثة صلب الرّب يسوع المسيح. لذا سنتطرق إلى جزء من نبوات العهد القديم عن حادثة صلب المسيح. عندما نتحدث عن نبوّة نعني إعلان من الله عن الحدث قبل أن يحدث بمئات السنين
:النبوة الأولى عن حادثة صلب الرب يسوع كانت
اولا. خيانة يهوذا الإسخريوطي للمسيح
تنبأ الكتاب المقدّس قبل 1000 سنة عن أن أحد المقربين من المسيح سوف يسلمه للصلب. ذكرت هذه النبوة في مز 41: 9، “أَيْضاً رَجُلُ سَلاَمَتِي الَّذِي وَثَقْتُ بِهِ آكِلُ خُبْزِي رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ.” كان يهوذا الإسخريوطي أحد الأشخاص الذين اختارهم المسيح ليكون بين الرسل. وعلى الرغم من أنّ يهوذا سمع كل تعاليم المسيح وعاين كل ما فعله يسوع واختبر النعم التي أعطاها الرّب لكافة الرسل فإنّ قلبه لم يكن صادقا أمام الرّب. وقد أخفيت شخصيّة يهوذا الحقيقيّة ونواياه الداخليّة عن التلاميذ، ولكن يسوع كان يعلم أعماق أعماقه. وقبل الصلب وعند العشاء الأخير تكلم يسوع بهذه الكلمات في يو 13: 18-27 “18لَسْتُ أَقُولُ عَنْ جَمِيعِكُمْ. أَنَا أَعْلَمُ الَّذِينَ اخْتَرْتُهُمْ. لَكِنْ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ: اَلَّذِي يَأْكُلُ مَعِي الْخُبْزَ رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ. 19أَقُولُ لَكُمُ الآنَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ حَتَّى مَتَى كَانَ تُؤْمِنُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ. 20اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمُ: الَّذِي يَقْبَلُ مَنْ أُرْسِلُهُ يَقْبَلُنِي وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي». ولَمَّا قَالَ يَسُوعُ هَذَا اضْطَرَبَ بِالرُّوحِ وَشَهِدَ وَقَالَ: «ﭐلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِداً مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي». 22فَكَانَ التّلاَمِيذُ يَنْظُرُونَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَهُمْ مُحْتَارُونَ فِي مَنْ قَالَ عَنْهُ. 23وَكَانَ مُتَّكِئاً فِي حِضْنِ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنْ تلاَمِيذِهِ كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ. 24فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنْ يَسْأَلَ مَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ الَّذِي قَالَ عَنْهُ. 25فَاتَّكَأَ ذَاكَ عَلَى صَدْرِ يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «يَا سَيِّدُ مَنْ هُوَ؟» 26أَجَابَ يَسُوعُ: «هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ». فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ. 27فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ
:النبوة الثانية عن حادثة صلب الرب يسوع كانت
ثانيا. يهوذا سوف يسلّم المسيح مقابل مبلغ ثلاثين من الفضة
لنرى دقّة النبوات وعظمة إلهنا ودقّة إعلانه، تنبأ الوحي قبل 600 سنة عن الثمن الذين سيقبضه يهوذا مقابل تسليمه للمسيح. وتحديد العملة هو من أصعب الأمور التي قد يتنبأ بها الإنسان. وقيمة العملة يصعب تحديدها في المستقبل. العملة الرقميّة ال “بيت كوين” كان سعرها زهيد من عدّة سنوات، وصارت تساوي آلاف الدولارات الآن. يوجد شخص اسمه جيرمي ستوريدفان، الذي صار يعرف ب “رجل بيتكوين البيتزا” هو اشترى 2 بيتزا من بابا جونز بيتزا مقابل 10آلاف بيتكوين في 22\5\2010، عندما كان سعر البتكوين زهيد. اليوم بعد 12 سنة أصبح سعر 10 آلآف بيتكوين اليوم هو 466.661.689 دولار أميركي. هذا الشاب اشترى 2 بيتزا بأكثر من 466 مليون دولار. والسبب هو أنه لم يكن يعرف أن سعر البيتكوين سيتغيّر
ما هو رأيكم حيال أنّ الرّب، كان قبل 600 سنة من موت المسيح، يعرف العملة المتداولة في زمن المسيح وقيمة هذه العملة. وهذا ما أعلنه الرّب في سفر زكريّا 11: 12، “فَقُلْتُ لَهُمْ: إِنْ حَسُنَ فِي أَعْيُنِكُمْ فَأَعْطُونِي أُجْرَتِي وَإِلاَّ فَامْتَنِعُوا. فَوَزَنُوا أُجْرَتِي ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ.” بعد 700 سنة تمت النبوّة بخيانة يهوذا للمسيح. ما هو الثمن الذي قبضه يهوذا ليسلّم في المسيح؟ 30 من الفضة
ذكر وحي الكتاب المقدّس تحقيق هذه النبوّة في انجيل متى 26: 14-15، “حِينَئِذٍ ذَهَبَ وَاحِدٌ مِنَ الاِثْنَيْ عَشَرَ الَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَقَالَ: «مَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تُعْطُونِي وَأَنَا أُسَلِّمُهُ إِلَيْكُمْ؟» فَجَعَلُوا لَهُ ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. وَمِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ كَانَ يَطْلُبُ فُرْصَةً لِيُسَلِّمَهُ
:النبوة الثالثة عن حادثة صلب الرب يسوع كانت
ثالثا. يهوذا سوف يرمي الثلاثين من الفضة في الهيكل
لم يكتف الرّب بالتنبوء عن خيانة يهوذا والثمن الذي سيقبضه. بل تنبأ الرّب أيضا عن ردّة فعل يهوذا وماذا سيفعل بالمال الذي قبضه
وهنا نرى عظمة إلهنا وعلمه المستقبلي الكامل. فقد أعلن عن ماذا سيفعل يهوذا بالمال قبل 600 عام. أعلن الرّب هذه النبوّة في سفر زكريا 11: 13، “فَقَالَ لِي الرَّبُّ: أَلْقِهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ الثَّمَنَ الْكَرِيمَ الَّذِي ثَمَّنُونِي بِهِ. فَأَخَذْتُ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ وَأَلْقَيْتُهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ فِي بَيْتِ الرَّبِّ.” تحققت هذه النبوّة حين أخذ يهوذا الفضة بين يديه ورأى ما حصل مع يسوع في متى 27: 3-5، “حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ قَائِلاً: “قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَماً بَرِيئا”ً. فَقَالُوا: “مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ! ” فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ
على الرغم من أن يهوذا ندم، لكنّه لم يتب ولم يرجع إلى الرّب، بل قرّر أن يخنق نفسه. ولكن قبل أن يخنق نفسه مضى إلى الكهنة والشيوخ. وهم كانوا يعلمون أن هذا المال نجس لأنه مال الخيانة والدمّ. لم يريدوا أن يستملوا المال من يهوذا. فما كان من يهوذا إلا أنّه طرح الفضة في الهيكل وانصرف. تمّت النبوّة بحذافيرها
:النبوة الرابعة عن حادثة صلب الرب يسوع كانت
رابعا. الثلاثون من الفضة ستستخدم لشراء حقل الفخاري
إنّ نبوّة العهد القديم المتعلقة برشوة يهوذا لم تتوقف عند حدّ أن يهوذا سيطرحها في الهيكل بل أيضا أنّ رؤساء اليهود سوف يشترون بها حقلا. وليس أي حق بل هو حقل الفخاري. هو حقل يملكه فخاري، أي شخص يعمل بالفخّار. هذا ما ورد في زكريا 11: 13، “فَقَالَ لِي الرَّبُّ: أَلْقِهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ الثَّمَنَ الْكَرِيمَ الَّذِي ثَمَّنُونِي بِهِ. فَأَخَذْتُ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ وَأَلْقَيْتُهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ فِي بَيْتِ الرَّبِّ.” من يقدر أن يحدّد قبل 600 عام ماذا سيفعل بالمال الذي بيع فيه يسوع؟ ومن يقدر أن يحدّد من سيشترى هذا الحقل؟ وحده الرّب يقدر على هذا. وهذه النبوات هدفها إعطاء ثقة للقارئ بكلمة الرب ومخطط الرّب.تحققت هذه النبوة بحسب متى 27: 6-، 10 “فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْفِضَّةَ وَقَالُوا: “لاَ يَحِلُّ أَنْ نُلْقِيَهَا فِي الْخِزَانَةِ لأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ”. فَتَشَاوَرُوا وَاشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ. لِهَذَا سُمِّيَ ذَلِكَ الْحَقْلُ “حَقْلَ الدَّم” إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ: “وَأَخَذُوا الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ ثَمَنَ الْمُثَمَّنِ الَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. وَأَعْطَوْهَا عَنْ حَقْلِ الْفَخَّارِيِّ كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ
:النبوة الخامسة عن حادثة صلب الرب يسوع كانت
خامسا. تلاميذ المسيح سيتركونه في ذلك اليوم
التاريخ يشهد عن ولاء البشر للقادة. نقرأ عن أحداث عالميّة كثيرة فيها مات القواد ومات أقرب المقربين إليهم معهم. ولكن في حادثة موت المسيح لم يستشهد أحد من تلاميذه معه. وهذا غريب. والسبب الرئيسي هو أنّ المسيح هو قائد مختلف عن باقي القادة البشريين. ومخططه هو أن يحافظ على تلاميذه. ولكن يوجد فرق بين حفاظ المسيح على تلاميذه وعلى ولاء تلاميذه له. لقد تنبأ الوحي بأن تلاميذه سوف يتركونه كلّهم في تلك الليلة. أعلن الرّب ذلك في نبوة زكريا 13: 7، “اِسْتَيْقِظْ يَا سَيْفُ عَلَى رَاعِيَّ وَعَلَى رَجُلِ رِفْقَتِي يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. اضْرِبِ الرَّاعِيَ فَتَتَشَتَّتَ الْغَنَمُ وَأَرُدُّ يَدِي عَلَى الصِّغَارِ.” رسمت النبوّة صورة عن أعداء المسيح وهم يأتون عليه بسيوف وكيف سوف يترك الجميع المسيح في تلك الليلة. هذه النبوة التي كتبت قبل 600 عام تمّت بحذافيرها كما دوّنها الوحي في إنجيل مرقس 14: 27و50، “27وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «إِنَّ كُلَّكُمْ تَشُكُّونَ فِيَّ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنِّي أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ الْخِرَافُ…. 50فَتَرَكَهُ الْجَمِيعُ وَهَرَبُوا.” يبدو الأمر محزنا بالنسبة لنا أن يترك الجميع المسيح في تلك الليلة. نبع هذا الهروب من الخوف والتضعضع. وهو محزن. ولكن علينا أن نتذكّر أمرا جوهريّا، أن المسيح لم يدرب تلاميذه لكي يصمدوا في تلك الليلة أمام مشهد تسليم المسيح. المسيح لم يدربهم على العنف ولا على محاربة النظام اليهودي او النظام الروماني
لم يكن التلاميذ مهيئين لهذا الحدث، لأنّ يسوع لديه مخطّط روحي وليس جسدي. والمسيح لم يرد أن يهلك أحد من تلاميذه بهذا الحدث. وهذه كانت الطريقة الوحيدة لكي لا يموت أحد من تلاميذ المسيح في تلك الحادثة ويتم ما قاله يسوع: “حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ فِي الْعَالَمِ كُنْتُ أَحْفَظُهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي حَفِظْتُهُمْ، وَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ابْنُ الْهَلاَكِ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ.” (يو 17: 12)
كنّا نحب أن نرى وقفة أقوى من التلاميذ مع المسيح. ولكن تذكروا أن التلاميذ في ذلك الوقت لم تكن لديهم قوّة القيامة ولا سكنى الروح القدس. وعلينا أن نتذكّر أن الله لم يرسلنا لنموت لأجله بل لنحيا لأجله. هذا لا ينفي حقيقة أن المؤمن قد يموت لأجل إيمانه بالرّب يسوع المسيح. ولكن الاستشهاد الجسدي ليس جزءا من حياتنا الروحيّة. ما هو جزء من حياتنا الروحيّة هو الأمانة للرّب حتى الموت. لاحقا استشهد كل تلاميذ المسيح ما عدا يوحنا الحبيب الذي مات ميتة طبيعيّة. استشهدوا بسبب أمانتهم للمسيح
أخيرًا، الله بقدرته العظيمة ومعرفته التامة عرف ماذا سيحدث وتنبأ عن أحداث ستحدث وستكون علامة فارقة في حادثة تجسد المسيح. هل تعرفون ما هو مميز بنبوات المسيح؟ ليس أنّها فقط تصدمنا من جهة دقتها، ولكن أنها تصدمنا من ناحية مضمونها
! هذه الأحداث التي ذكرها المسيح لا يمكن لروائي أن يكتبها كما حدثت. أن يسلم المسيح من أحد تلاميذه! أن يباع بفضة
أن ترد الفضة! أن يرفض رجال الدين الفضة! أن يشتروا بها حق الفخاري! أن يترك المسيح ليس فقط من الناس الذين شفاهم وأقام موتاهم ولكن أن يترك من أولئك الذين أعطاهم سلطانا على الشفاء وعاشوا وأكلوا معه! كلهم! هذه تفاصيل لا تخطر على بال إنسان، أو روائي أو مؤلف
هذه علامات فارقة لكي ترسّخ الإيمان بحياة أتباع المسيح ليعرفوا أن مخطّط الرّب عظيم، وأنّ اتّباعهم للمسيح هو الطريق الوحيد 100% ولا شيء يشابهه