إحدى العادات القديمة-الحديثة لدى الإنسان هي الوشم. الوشم هو علامة يجعلها الإنسان على جسده. قد تكون رسمة لوردة أو زهرة أو لوجه الشيطان أو لزعيم ما. الوشم قد يكون كتابة اسم أو جملة جميلة. السؤال هو ما هو موقف المؤمن من الوشم؟ في الوقت الذي يلاحظ فيه عشاق كرة القدم أنّ ميسي يضع وشم على جسده أو أي لاعب آخر … في الوقت الذي تلاحظ مطربين ومغنين يضعون الوشوم على أجسادهم … أو ربما صديق أو رفيق في المدرسة، تلاحظه يضع الوشم على جسده …ممكن أن يكون قد خطر الأمر على بالك أو لم يخطر على بالك …لكنه من بين الأمور التي تواجهنا، ويجب علينا أن نعرف ما هو موقف الكتاب المقدس من الوشم
شعب الرّب الذي عاش في مصر أكثر من 400 عام، تعلم الكثير من المصريين، وإحدى عاداتهم كانت تجريح نفوسهم ووضع الوشوم والعلامات على أجسادهم. وعندما صعد شعب الرّب من مصر، أخذ معه الكثير من تلك العادات … وعندما أعطى الرّب الناموس لشعب العهد القديم خصص آيات لمعالجة هذا الموضوع
اليوم شعب الرّب يواجَه أيضًا بأمور من العالم فتخلق أسئلة … ومن حقّ المؤمن أن يعرف ما تقوله كلمة الرّب عن موضوع الوشم. ما هو موقف الرّب من الوشم؟
ولكي نجيب على هذا السؤال سوف نقرأ آيتين من كلمة الرّب
ولا تجرحوا أجسادكم لميت. وكتابة وسمٍ لا تجعلوا فيكم. انا الرب.”(لا 19: 28)”
أنتم أولاد للرب إلهكم. لا تخمشوا اجسامكم ولا تجعلوا قرعة بين اعينكم لاجل ميتٍ” (تث 14: 1)”
“أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ، الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ، وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟ لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيَ للهِ.” (1كو 6: 19و20)
أولا. الرّب ينهي المؤمن عن الوشم
“كتابة وسم لا تجعلوا فيكم. انا الرّب”
“أنتم أولاد للرّب إلهكم. لا تخمشوا اجسامكم”
ثانيا. الرّب يعطي السبب للنهي عن صنع الوشم
“أنتم أولاد للرب إلهكم”
:الوشم مرتبط باهتمام الإنسان وولائه
.في القديم كان الوشم إشارة للانتماء إلى عبادة معيّنة. في أيامنا الحاليّة، هو أيضًا مرتبط بالانتماء لعبادة معيّنة
توجد عبادات تضع وشوم. إنسان يعبد الحبّ، يضع وشم معيّن للحب. إنسان يعبد زعيم معيّن، يضع وشم صورته على جسده. إنسان يعبد هواية معيّنة، يضع الوشم الذي يجسّدها. إنسان يعبد حبيبته أو حبيبها، يضع وشم لاسمه أو اسمها. إنسان يعبد ذاته، يحاول أن يبرز ذاته من خلال وشوم معيّنة. إنسان ينتمي لعصابة معيّنة، يضع العلامة لذلك
:المؤمن ينتمي للرّب
“أنتم أولاد للرّب إلهكم”
انتمائك للرّب يجعلك تقبل عطيّة الرّب كما هي وتحافظ عليها مصانة. لماذا يضع الإنسان وشم على جسده؟
تمردًا على الواقع (دراجات نارية – الزناة – عصابات – الشباب …) –
عقدة نقص (هو يزيد على جسد … إن كان يشعر بنقص ما يريد أن يعوض عنه) –
لفت الانتباه إلى مكان ما في الجسد –
عدم قبول للنفس – يضع وشم لكي يرضى عن نفسه ويقبلها –
التمثّل بالآخرين وغالبا بمن هم من اللائحة المذكورة قبلا –
“لا أحد يقول: “أنا اضع الوشم لكي أشبه المسيح أو لكي اتقدّس أكثر أو لكي أمجد الله في حياتي
.بل أولاد الرّب الذين هم ملك للرّب، يحافظون على أجسادهم التي أعطاهم إياها الرّب
:أسئلة يجب أن يسألها المؤمن حول موضوع الوشم
ما هو التغيير المطلوب من الوشم؟ ما هي الدوافع لرسم الوشم؟ كيف يؤثر الوشم على مبدأ الحشمة؟ هل أريد أن أبرز جسدي أو ناحية من جسدي؟
ما هو انعكاس الوشم على العلاقات؟ كيف يؤثر على علاقتي مع الآخرين؟ – بعضهم سوف يقبل والبعض سوف يرفض. قد تُرفض من عمل بسبب هذا الأمر
ما هي الرسالة التي يقرأها الآخرون من خلال الوشم؟ ما هي الرسالة التي أريد أن أقدمها من خلال الوشم؟
هل من الحكمة أن أنفق المال على الوشم؟
ما هو تأثير الوشم على صحة الإنسان؟ هل من الممكن أن يكون هناك انعكاسات على الجسد والصحة مثل سرطان الجلد؟
ثالثا. اعلان العهد الجديد عن ملكيّة الرّب للمؤمن
المبدأ الأوّل: المؤمن هو ملك للرّب
أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ، الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ، وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟ لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيَ للهِ.” (1كو 6: 19و20)
وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، كَمَا قَالَ اللهُ: «إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلهًا، وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا. لِذلِكَ اخْرُجُوا مِنْ وَسْطِهِمْ وَاعْتَزِلُوا، يَقُولُ الرَّبُّ. وَلاَ تَمَسُّوا نَجِسًا فَأَقْبَلَكُمْ.” (2كو6: 16و17)
المبدأ الثاني: المؤمن يعيش بانفصال عن العالم
لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ وَأَيُّ اتِّفَاق لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، كَمَا قَالَ اللهُ: «إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلهًا، وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا. لِذلِكَ اخْرُجُوا مِنْ وَسْطِهِمْ وَاعْتَزِلُوا، يَقُولُ الرَّبُّ. وَلاَ تَمَسُّوا نَجِسًا فَأَقْبَلَكُمْ” (2كو 6: 14-17)
لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ. لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ: شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ. وَالْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ.” (1يو 2: 15-17). “فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ. وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ.” (رو 12: 1و2)
لاَ تَضِلُّوا: «فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ»” (1كو 15: 33)
وَلاَ تَشْتَرِكُوا فِي أَعْمَالِ الظُّلْمَةِ غَيْرِ الْمُثْمِرَةِ بَلْ بِالْحَرِيِّ وَبِّخُوهَا.” (أف 5: 11)
المبدأ الثالث: المؤمن لا يعيش لذاته
“لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيَ للهِ.” (1كو 6: 20)
المبدأ الرابع: المؤمن مدعو إلى حياة جديدة
“إذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا.” (2كو 5: 17)
في الختام، كشبيبة للمسيح، نحن مدعوون لعيش حياة تعكس المسيح في حياتنا. الوشم لا يعكس المسيح … ولا يظهر القداسة. من فترة جاء رجل إلى الكنيسة وتردد لفترة طويلة، وكانت على جسده عدّة وشوم
قال لي في إحدى المرّات: “قسيس أنا اعتذر منك، هذا الوشم من قبل ما أتعرف على المسيح … وقال لي بالحرف الواحد “هذا من أيام الزعرنات (أي التصرفات غير الموزونة)” … لاحظت أن على يده اسم – قلت له اسم من هذا؟ قال بنت كنت أحبها. فقلت له ولكن هذا ليس اسم زوجتك؟ قال لي “كلا، هذه امرأة أخرى… قبلما تزوجت”. الوشم لا يشرف الإنسان المؤمن … ولا يمجد الرّب. يجب أن يكون للمؤمن موقف واضح منه
يجب أن يكون اهتمام المؤمن كيف يرضي الرّب وكيف يشابه المسيح وكيف يسمح للرّب أن يملك على حياته