من نصرة إلى نصرة مع قائد النّصرة

في عام 1995 بدأت خدمة الكنيسة في كسروان. في صيف 1995 وفي ليلة 17 آب بدأ أوّل اجتماع لهذه الخدمة في بيت في منطقة بلّونه. اجتماع ضمّ ثلاثة أشخاص. لم يكن لي معرفة عميقة بهما. كانت أحداث عام 1995، سريعةً جدًّا بالنّسبة لي. أمّا الّذي جمعنا في ذلك البيت، فكان شخص الرّبّ يسوع المسيح والغيرة الرّوحيّة على اسمه وعلى كلمته

في تلك اللّيلة أذكر الموضوع الّذي قدّمته وكان بعنوان “السّير في موكب نصرة المسيح”. الموضوع كان من رسالة 2كو 2: 14-17، “14وَلكِنْ شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ …”. وقد تأمّلنا بأنّنا نحن بقوّتنا لا نستطيع أن نؤسّس كنيسة كتابيّة في هذه المنطقة، ولكن لدينا ثقة وإيمان بإله عظيم يقودنا في طريق النّصرة. وانطلاقًا من ذاك الاجتماع نحن موجودون في كنيسة سهيلة، لأنّ لهذه الكنيسة قائد عظيم ومنتصر هو الرّبّ يسوع المسيح الّذي قال “أبني كنيستي وأبوب الجحيم لن تقوى عليها

بعد 23 سنة من بدء الخدمة، نرى أمانة الرّبّ وقوّة وعوده. أريد أن نبتهج ونفرح بالعمل الّذي يعمله الرّبّ في وسطنا وأن نرى كيف يقودنا ككنيسة من نصرة إلى نصرة ومن مجد إلى مجد. وهذا ما اختبره بولس الرّسول خلال سنوات خدمته أن الرّبّ يسوع المسيح هو يقود المؤمنين والكنيسة في موكب النّصرة الدّائمة

 كيف نسير مع المسيح من نصرة إلى نصرة؟

 كو 2: 14-17 “14وَلكِنْ شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ. 15لأَنَّنَا رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ ِللهِ، فِي الَّذِينَ يَخْلُصُونَ وَفِي الَّذِينَ يَهْلِكُونَ. 16لِهؤُلاَءِ رَائِحَةُ مَوْتٍ لِمَوْتٍ، وَلأُولئِكَ رَائِحَةُ حَيَاةٍ لِحَيَاةٍ. وَمَنْ هُوَ كُفْوءٌ لِهذِهِ الأُمُورِ؟ 17لأَنَّنَا لَسْنَا كَالْكَثِيرِينَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، لكِنْ كَمَا مِنْ إِخْلاَصٍ، بَلْ كَمَا مِنَ اللهِ نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ

أولاً. ضمانة النّصرة مع شخص المسيح

وَلكِنْ شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ” المسيح بقيامته يقود موكبًا اسمه: “موكب النّصرة”، وبالصّليب حقّق النّصرة التّامة على الخطية وعلى إبليس لكي يعتق الإنسان من عبوديّة الخطيّة

تقول كلمة الرّبّ: “فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضًا كَذلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، وَيُعْتِقَ أُولئِكَ الَّذِينَ، خَوْفًا مِنَ الْمَوْتِ، كَانُوا جَمِيعًا كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ.” (عب 2: 14 و15).عندما يؤمن الإنسان بالمسيح يُفكّ القيد، ويُعتق الإنسان من تأثير الخطيّة والعبوديّة ويختبر ما قاله الرّبّ يسوع المسيح: “فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا.” (يو 8: 36). يدخل المؤمن بالمسيح، في موكب اسمه “موكب النّصرة في المسيح يسوع

 الخلاص هو بداية حياة مليئة بالانتصارات، لأنّ المسيح يقودنا في موكب نصرته، من نصرة إلى نصرة. يصف الوحي هذا بالموكب. هذا الموكب هو استعارة من احتفالات تكريم القواد العسكرييّن عند الرّومان. كان يجلس الامبراطور على عرشه وثم يسير القائد المنتصر وخلفه يسير جنوده في حفل تكريميّ. قرّب بولس الصّورة الرّوحيّة مستخدمًا هذه الاستعارة، لكي يظهر المسيح الملك المنتصر وخلفه يسير المؤمنين في موكب النصرة

 لا يوجد حدود للانتصارات الّتي يريدك المسيح أن تختبرها. الرّب يريدك كمؤمن أن تعيش في انتصار دائم. تذكر أن “الله” هو من يقودك في “موكب النّصرة في المسيح يسوع كلّ حين”.  كلّ ما عليك أن تفعله هو أن تفتح عيونك بالإيمان وتتمتع برحلة النّصرة

 من حوالي أربع سنوات كنّا نحضر حفل تخرّج من المدرسة وخلال هذا الحفل كان كلّ طالب يسير وحده ويدخل إلى المكان المعدّ للخريجين. كانت الموسيقى تلعب والطّلاب يدخلون في هيئة المنتصرين والنّاجحين. وفجأة دخلت إحدى الفتيات وخلال مشيها نحو المنصّة تعثّرت وسقطت أرضًا. كان ذلك مخجلا ًلها ولكنّها قامت واستمرّت وبقيت في الحفل لأنّها في موكب النّصرة رغم تعثرها. ولكن كان يبدو على هذه الفتاة علامات الحزن ولم تتمتع بالتّخرّج مثل غيرها من الخرّيجين. ونحن في حياتنا مع المسيح نشبه هذه الفتاة، بحيث أنّنا في موكب النّصرة، ولا أحد يستطيع أن يغيّر هذا الواقع، ولكن تعثّرَنا هذا، في بعض الأحيان، يعيقنا من التّمتّع بالنّصرة، أمّا الرّبّ فيريدنا أن نتمتع بها

يكتب بولس رسالتيه لكنيسة كورنثوس وهو يستعرض التّحديات والمشاكل التي تواجه المؤمنين والكنيسة. ولكن هذه الأمور لا تغيّر واقع النّصرة. إن كنت مؤمنًا إذًا أنت منتصر. ولكن لكي تتمتّع بحياة النّصرة عليك أن تركّز أنظارك على الله الّذي يقودك في موكب النّصرة، وعلى المسيح الّذي يحقّق لك النّصرة. وبينما تفعل هذا يمتلئ قلبك بالشّكر

يبدأ بولس الرّسول هذه الآية قائلاً: “فشكرًا لله”. عندما تتعرض لتجارب وضيقات وآلام وتحديّات في هذا العالم، أذكر أنّك في موكب نصرة المسيح وارفع عينيك بالشّكر. لا يوجد شيء في العالم يستطيع أن يسلب منك هذه الحقيقة. لا شيء في العالم يستطيع أن يبدّل هذا الواقع المجيد. مكتوب في رسالة رومية

  “مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟

كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ». وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا.” (رو 8: 35-37). شكرًا لك يا ربّ لأّنك أنت تقودني في موكب النّصرة. وأنت هو ضمانة النّصرة. ولا شيء في الكون يغيّر هذه النّصرة. وكنيستنا بالمسيح منتصرة. 23 سنة من الانتصارات. 23 سنة من رؤية مجد الرّبّ. 23 سنة من خلاص النّفوس. 23 سنة من الكرازة بالإنجيل. 23 سنة من الحماية والعناية. قال الرّبّ يسوع: “أبني كنيستي وأبوب الجحيم لن تقوى عليها”.  في شهر آب2006 أيضًا فُتحت أبواب الجحيم على كنيستنا، وتمّ وعد الرّبّ أن أبواب الجحيم لن تقوى عليها، وكلّ شخص قد وقف ضدّ كنيسة المسيح رحل والكنيسة بقيت لأنّ المسيح وعد وقال: “أبواب الجحيم لن تقوى عليها.” شكرًا يا رب على أمانتك، قوّتك ،حكمتك، عملك في وسطنا، الّنفوس الّتي تجّددت، المؤمنين الّذين يخدمون، الضّيوف الموجودين معنا ،المرسلين الذّين ندعمهم ،أولادنا ،فتيانا وشبيبتنا الذّين  يحبّونك من كلّ قلوبهم، شكرًا يا ربّ لأنّك تقودنا في موكب نصرتك كلّ حين بالمسيح يسوع. لك كلّ المجد والحمد والشّكر

ثانيًا. مسؤوليّة النّصرة مع شخص المسيح

أن نكون في موكب نصرة المسيح هو امتياز ومسؤوليّة. يتحدث بولس عن هذا الامتياز والمسؤوليّة قائلاً: “… وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ. 15لأَنَّنَا رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ ِللهِ، فِي الَّذِينَ يَخْلُصُونَ وَفِي الَّذِينَ يَهْلِكُونَ. 16لِهؤُلاَءِ رَائِحَةُ مَوْتٍ لِمَوْتٍ، وَلأُولئِكَ رَائِحَةُ حَيَاةٍ لِحَيَاةٍ. وَمَنْ هُوَ كُفْوءٌ لِهذِهِ الأُمُورِ؟

كان الاحتفال بالانتصار الرّوماني يتضمّن رشّ الورود على الطّريق والموكب. وكانت الأحصنة تدوس الورود بأرجلها ونتيجةً لذلك كانت رائحة الورود العطرة تملأ الاحتفال. استخدم بولس هذه الصّورة ليقول أنّنا رائحة المسيح الذكيّة وهذا امتياز عظيم لنا وهو مسؤوليّة كبيرة علينا. لقد أوجدنا الرّبّ في هذه المنطقة لسبب مهمّ وأساسيّ وجوهريّ لكي “… يُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ”. الله يريد أن يعمل من خلالنا لكي يظهر بنا معرفته في كلّ مكان. لاحظوا أن الله هو العامل فينا. هو يريد أن يظهر من خلالنا. صحيح أنّه هو العامل فينا، ولكن نحن الأداة الّتي من خلالها يريد الرّبّ أن يعمل في العالم. فنحن من خلال حياتنا وسلوكنا وشهادتنا عن المسيح نظهر رائحة المسيح الذّكيّة. النّاس ترى وتسمع وتشتمّ رائحة المسيح من خلال حياتنا. الله أعطانا امتياز ومسؤوليّة أن تفوح منّا رائحة المسيح الذّكيّة للآخرين

ماذا يعني أن تفوح منّا رائحة المسيح الذّكيّة للآخرين؟ يعني أن نكون مرضيين أمام الرّبّ. “15لأَنَّنَا رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ ِللهِ …” انتبهوا إلى هذه الحقيقة، نحن رائحة المسيح الذكيّة التي تقدّم لله

كان الإمبراطور الرّوماني يجلس على رأس الاحتفال وكان يتقدّم موكب النّصرة مع القائد المنتصر وكانت الأحصنة تدور، والورود تفوح منها رائحة جيّدة يشتّمها الإمبراطور فيسرّ بالانتصار. هكذا يشبّه بولس الله على عرشه وهو يرى عمل المسيح في حياتنا ويرضى عليها. الحياة المرضيّة أمام الله هي أكبر شهادة للمؤمن في العالم كما أنّها تُعلن الله من خلالها. وهذا يؤدّي إلى نتيجتين: “…فِي الَّذِينَ يَخْلُصُونَ وَفِي الَّذِينَ يَهْلِكُونَ. 16لِهؤُلاَءِ رَائِحَةُ مَوْتٍ لِمَوْتٍ، وَلأُولئِكَ رَائِحَةُ حَيَاةٍ لِحَيَاةٍ.” هناك أشخاص سوف يخلصون بسبب شهادتنا وهناك آخرين سوف يدانون بسبب هذه الشّهادة. فالمسؤولية كبيرة إذ نحن رائحة معرفة الله للعالم، فمنهم من سيخلص فنكون لهم رائحة حياة لحياة ومنهم من سوف يهلك ونكون رائحة موت لموت، وفي كلّ الأحوال نحن رائحة المسيح الذكيّة لله في الّذين يخلصون وفي الّذين يهلكون

 لماذا وضعنا الرّبّ في هذه المنطقة؟ لهدف عظيم، أن يعلن المسيح في حياتنا وشهادتنا. لكي نكون مختلفين في سلوكنا وبشارتنا. لكي نكون صورة المسيح للّناس من حولنا وشهادة حيّة لعمل المسيح العظيم. بسبب خدمتنا، نفوس ستخلص، وبناء على شهادتنا سوف يدان الرّافضين ويهلكون للأبد

وبعد 23 سنة من أمانة الرّبّ معنا ،علينا مسؤوليّة كبيرة جدًّا في العالم. فهذه الذّكرى هي لكي نجدّد العهود أمام الرّبّ ونركّز على الهدف الأساسيّ من وجودنا. لقد وضعنا الرّبّ في هذه المنطقة لكي نُظهر المسيح وننشر إنجيله، وأن نكون صورته لبعضنا البعض وللعالم من حولنا

ثالثًا. قوّة النّصرة مع شخص المسيح

ويختم بولس الرّسول هذا المقطع بالإشارة إلى قوّة هذه النّصرة. فما هو مصدر قوّة هذه النّصرة مع شخص المسيح؟ الأمانة لكلمة الله

لأَنَّنَا لَسْنَا كَالْكَثِيرِينَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، لكِنْ كَمَا مِنْ إِخْلاَصٍ، بَلْ كَمَا مِنَ اللهِ نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ”

إن قوّة الكنيسة وقوة المؤمن هي “كلمة الله” هذا التّعبير الّذي يستخدمه الوحي. والكتاب المقدّس هو “كلمة الله” وليست كلمة بولس ولا كلمة بطرس ، ففي الكتاب المقدّس “الله” تكلّم وقال. وعندما “الله يقول”، الإنسان لا يجادل ولا يحاجج الله. فإمّا أن يطيع وإمّا أن يتمرّد على الرّبّ. والّذي يحترم كلمة الله ويطيعها يسير في موكب النّصرة ويختبر القوّة والبركة ومن نصرة إلى نصرة. والّذي يختار التّمرد لا يحصد إلّا البؤس والتّعاسة والضّياع

في كلمة الله هناك قوّة الله. لذلك قال الرّسول بولس: “لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ” (رو 1: 16)

عبرانيين 4: 12، “لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ

ذكرنا أعلاه أنّ الإنسان أمامه خيارين: إما الطّاعة وإمّا التمرّد. أمّا الرّسول بولس اكتشف نوعًا ثالثًا من الأشخاص سمّاهم الّذين يغشون كلمة الله

لأَنَّنَا لَسْنَا كَالْكَثِيرِينَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، لكِنْ كَمَا مِنْ إِخْلاَصٍ، بَلْ كَمَا مِنَ اللهِ نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ.” أشخاص يحملون كلمة الله ويتكلّمون منها، ولكن عندهم أمر خطر جدًّا، أنّهم يغشون كلمة الله

كلمة غش هنا تعني الزّغل. يعني عندما يضرب اللّبن بالماء ويُؤتى باللّبن الدّاخل عليه مادّة أخرى ويُقدَّم على أنّه لبن. وكلمة غش تشير أيضا الى “إفساد الأمر” أو “إفساد الحقيقة” . أشخاص يقرؤون الإنجيل ويستشهدون به ولكن هم يضعون تعاليم أخرى مع الإنجيل.   فتصير كلمة الله مع التّقليد، إمّا مع الاختبارات الشّخصيّة، إمّا الممزوجة مع الكتب السّماويّة الأخرى وإمّا تعاليم هيئة برج المراقبة

 .أمّا الحقيقة المطلقة هي أنّ قوّة حياتنا وقوّة كنيستنا هي بالأمانة لكلمة الله

لذلك كتب بولس قائلا: “17لأَنَّنَا لَسْنَا كَالْكَثِيرِينَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، لكِنْ كَمَا مِنْ إِخْلاَصٍ، بَلْ كَمَا مِنَ اللهِ نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ.” هناك الكثيرين في أيام بولس وفي أيّامنا أيضًا يغشّون كلمة الله

ولكن إن أردنا دوام بركة الرّبّ في الكنيسة علينا أن نعرف أن قوّتنا هي بالأمانة لكلمة الله والتّمتّع بالإخلاص والتّكلّم أمام الله في المسيح

في ذكرى 23 سنة على تأسيس كنيستنا أقول إن هذه الكنيسة قويّة بكلمة الله وليست قويّة براعيها ولا بأمواله ولا بأعضائها. هذه الكنيسة قويّة لأنّها تحبّ كلمة الله. وعلينا أن نجدّد عهودنا للأمانة لكلمة الرّبّ

فلا تنزعجوا لما نعظ عن القداسة أو الخدمة أو الأمانة الماديّة أو الحشمة أو الكرازة أو التّوبة أو أنّ يسوع المسيح هو الباب الوحيد للسماء … وما سنعظ به هو كلمة الله فقط لا أكثر ولا أقلّ

أخيرًا ، عندما ابتدأنا بالخدمة منذ 23 سنة كنّا نحلم بكم بدون أن نعرفكم. وها الرّبّ قد حقّق لنا أحلامنا بأن نرى مؤمنين أفاضل مكرّسين يشبكون أيديهم بأيدينا لنرفع اسم المسيح

كما أنّنا مُطالَبين أن نحلم أيضًا بالمزيد وننظر بالإيمان لأمور أعظم يريد الرّبّ أن يصنعها من خلالنا

وكم نشكر ِاللهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ. ونطلب إليه أن يُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ. بالإضافة إلى ذلك نعاهده أن نكون أمناء لكلمته دائمًا