مسؤوليّة المؤمنين تجاه بعضهم البعض: الجزء الثاني

:بعض بيوت من الشعر تقول

سمعت أغنية عن الأهل الّذين ماتوا

مشيوا عالسكيت من هالدّني فلو

تركوا الأهل والبيت بس الصور خلو

غص الحكي بالصّوت

لما رحت قلوا

…جاوبني يا هالموت شو صار لو ضلوا

البنت اللّي ما إلها بي بينكسر خاطرها

لو غابت عنه شوي بكون ناطرها

دبل الحبق بالجل حتى الفرح شو قال

ولما سندها فل مين اللي بغازلها

العائلة مهمّة في حياة الفرد، وما من أحد يقول: أنا أرغب أن أعيش بدون عائلة. والكنيسة هي عائلة. لا أحد يقول أنا مؤمن ومن الطّبيعي أن أعيش بدون كنيسة. فالكنيسة هي المكان الّذي فيه نعيش وننمو، وهي المجتمع الجديد وهي العائلة الجديدة الّتي يريدك الرّب أن تنتمي إليها. وكما هي الحال في العائلة الأرضّية هناك مسؤوليات من الأفراد تجاه بعضهم البعض

الرّبّ أعطانا مسؤوليّات في حياتنا الرّوحيّة. وإحدى نواحي المسؤوليّة هي تجاه بعضنا البعض، الإخوة في الكنيسة تجاه بعضهم البعض. أنا عليّ مسؤوليّة أن أحبّ أخي المؤمن بقلب طاهر بشدّة وأن أقدّمه في الكرامة، وأن أقبله كما المسيح قبلنا وأن أقدّم له مشورة كلمة الرّبّ دائمًا

مسؤوليّة المؤمن تجاه إخوته المؤمنين لا تتوقّف عند هذا الحدّ. رسائل العهد الجديد تتضمّن الكثير من الوصايا الّتي فيها تحدث الرّبّ عن دورنا تجاه بعضنا البعض. وعبارة “بعضنا البعض” هي عبارة مهّمة في قاموس العهد الجديد

لِذلِكَ عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَابْنُوا أَحَدُكُمُ الآخَرَ، كَمَا تَفْعَلُونَ أَيْضًا. ثُمَّ نَسْأَلُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَعْرِفُوا الَّذِينَ يَتْعَبُونَ بَيْنَكُمْ وَيُدَبِّرُونَكُمْ فِي الرَّبِّ وَيُنْذِرُونَكُمْ، وَأَنْ تَعْتَبِرُوهُمْ كَثِيرًا جِدًّا فِي الْمَحَبَّةِ مِنْ أَجْلِ عَمَلِهِمْ. سَالِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. ” (1تس 5: 11-13)

:لقد أعطى الرّبّ مسؤوليّة للمؤمنين

أولاً. أن يسالموا بعضهم بعضًا

تسالونيكي الأولى ١٣:٥ وَأَنْ تَعْتَبِرُوهُمْ كَثِيرًا جِدًّا فِي الْمَحَبَّةِ مِنْ أَجْلِ عَمَلِهِمْ. سَالِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا

مرقس ٥٠:٩ اَلْمِلْحُ جَيِّدٌ. وَلكِنْ إِذَا صَارَ الْمِلْحُ بِلاَ مُلُوحَةٍ، فَبِمَاذَا تُصْلِحُونَهُ؟ لِيَكُنْ لَكُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ مِلْحٌ، وَسَالِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا

علّمني العالم المشاجرة والخصام والاضطراب في العلاقات ولكن أبي أوصاني بالمسالمة. “اِبْتِدَاءُ الْخِصَامِ إِطْلاَقُ الْمَاءِ، فَقَبْلَ أَنْ تَدْفُقَ الْمُخَاصَمَةُ اتْرُكْهَا.” (أم 17: 14)

ثانيًا. أن يحتملوا بعضهم بعضًا 

أفسس ٢:٤ بِكُلِّ تَوَاضُعٍ، وَوَدَاعَةٍ، وَبِطُولِ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْمَحَبَّةِ

كولوسي ١٣:٣ مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى

كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا

علّمني العالم ألّا أتحمّل الآخر، وأمّا أبي أوصاني بأن أتحمّل أخي

ثالثّا. أن يسامحوا بعضهم بعضًا

كولوسي ١٣:٣ مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا

علّمني العالم أنّ المسامحة ضعف وأن الانتقام قوّة، ولكن أبي السّماويّ أوصاني أن أسامح أخي كما سامحنا المسيح

رابعًا. أن يبنوا بعضهم بعضًا 

تسالونيكي الأولى 5 :11 “لِذلِكَ عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَابْنُوا أَحَدُكُمُ الآخَرَ، كَمَا تَفْعَلُونَ أَيْضًا

التعامل: “فَلْنَعْكُفْ إِذًا عَلَى مَا هُوَ لِلسَّلاَمِ، وَمَا هُوَ لِلْبُنْيَانِ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ. (رو 14: 9)

لِذلِكَ أَكْتُبُ بِهذَا وَأَنَا غَائِبٌ، لِكَيْ لاَ أَسْتَعْمِلَ جَزْمًا وَأَنَا حَاضِرٌ، حَسَبَ السُّلْطَانِ الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهُ الرَّبُّ لِلْبُنْيَانِ لاَ لِلْهَدْمِ.” (2كو 13: 10)

لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ، حَسَبَ الْحَاجَةِ، كَيْ يُعْطِيَ نِعْمَةً لِلسَّامِعِينَ.” (أف 4: 29)

وَلاَ يُصْغُوا إِلَى خُرَافَاتٍ وَأَنْسَابٍ لاَ حَدَّ لَهَا، تُسَبِّبُ مُبَاحَثَاتٍ دُونَ بُنْيَانِ اللهِ الَّذِي فِي الإِيمَانِ.” (1كو 1: 4)

فَمَا هُوَ إِذًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ؟ مَتَى اجْتَمَعْتُمْ فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لَهُ مَزْمُورٌ، لَهُ تَعْلِيمٌ، لَهُ لِسَانٌ، لَهُ إِعْلاَنٌ، لَهُ تَرْجَمَةٌ. فَلْيَكُنْ كُلُّ شَيْءٍ لِلْبُنْيَانِ.(1كو 14: 26)

فَلْيُرْضِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا قَرِيبَهُ لِلْخَيْرِ، لأَجْلِ الْبُنْيَانِ.” (رو 15: 2)

علّمني العالم أن أهدم الآخر وأحطّمه وأحجّمه، أمّا أبي فقد أوصاني أن أبني حياة أخي. لذلك عليّ أن أهتمّ لا أن أهدم حتى بكلامي وبتصرفاتي

أخيرًا،الرّبّ أعطانا مسؤوليّات في الحياة. والمسؤوليّات هي جزء من حياة الإنسان النّاضج. لا تتوقع من الطّفل الرّضيع أن يتحمّل مسؤوليّة ولكنّك تتوقّع من الشّاب والرّجل والمرأة والفتاة أن يقوموا بالواجب

عش بسلام مع أخيك، احتمله، سامحه وابنِ حياته فهكذا أوصانا أبانا السّماويّ