الموت مؤلم بالنسبة إلى الأحياء. فدائمًا يكون الفراق مؤلماً …وهل يُعقل أنّ هذه الأمّ الّتي عاشت وربّت وكانت سببًا بوجود أشخاص في هذا العالم … هكذا تغادر؟ وهل هذه المؤمنة الّتي كانت سبب تشجيع وبركة لكثيرين، فجأة غادرت هذا العالم؟ يُعتَبر الموت خسارة كبيرة
فما هي النّظرة الكتابيّة لموت المؤمن. ماذا يعني أن يموت المؤمن. وماذا يحدث له عندما يموت؟
آيات كثيرة في الكتاب المقدّس تتحدث عن هذا الموضوع، لأن المسيح جاء لكي يعالج موضوع الحياة بعد الموت. واليوم سنستخدم عدّة آيات وشواهد ومقاطع من الكتاب المقدّس لكي نجيب على هذا السؤال
أولاً. ينطلق ليكون مع المسيح
فَإِنِّي مَحْصُورٌ مِنْ الاثْنَيْنِ: لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا.” (في 1: 23)
:تحمله الملائكة لمحضر الرّب
فَمَاتَ الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ. وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضًا وَدُفِنَ” (لو 16: 22)
:يحدث هذا الأمر مباشرة
فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ” (لو 23: 43)
ثانيًا. يستوطن عند الرّبّ
فَنَثِقُ وَنُسَرُّ بِالأَوْلَى أَنْ نَتَغَرَّبَ عَنِ الْجَسَدِ وَنَسْتَوْطِنَ عِنْدَ الرَّبِّ.” (2كو 5: 8)
أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا، لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ. (يو 17: 24)
ثالثًا. يمكث في محضر الرّبّ
بَعْدَ هذَا نَظَرْتُ وَإِذَا جَمْعٌ كَثِيرٌ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ، مِنْ كُلِّ الأُمَمِ وَالْقَبَائِلِ وَالشُّعُوبِ وَالأَلْسِنَةِ، وَاقِفُونَ أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الْخَرُوفِ، مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ وَفِي أَيْدِيهِمْ سَعَفُ النَّخْلِ” (رؤ 7: 9)
مِنْ أَجْلِ ذلِكَ هُمْ أَمَامَ عَرْشِ اللهِ، وَيَخْدِمُونَهُ نَهَارًا وَلَيْلاً فِي هَيْكَلِهِ، وَالْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ يَحِلُّ فَوْقَهُمْ.” (رؤ 7: 15) “وَهُمْ سَيَنْظُرُونَ وَجْهَهُ، وَاسْمُهُ عَلَى جِبَاهِهِمْ.” (رؤ 22: 4)
رابعًا. يستريح من أتعابه
وَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً لِي: «اكْتُبْ: طُوبَى لِلأَمْوَاتِ الَّذِينَ يَمُوتُونَ فِي الرَّبِّ مُنْذُ الآنَ». «نَعَمْ» يَقُولُ الرُّوحُ: «لِكَيْ يَسْتَرِيحُوا مِنْ أَتْعَابِهِمْ، وَأَعْمَالُهُمْ تَتْبَعُهُمْ».” (رؤ 14: 13)
لَنْ يَجُوعُوا بَعْدُ، وَلَنْ يَعْطَشُوا بَعْدُ، وَلاَ تَقَعُ عَلَيْهِمِ الشَّمْسُ وَلاَ شَيْءٌ مِنَ الْحَرِّ” (رؤ 7: 16)
خامسًا. يحظى برعاية الرّبّ الأبديّة
وَأجَابَ وَاحِدٌ مِنَ الشُّيُوخِ قَائِلاً لِي: «هؤُلاَءِ الْمُتَسَرْبِلُونَ بِالثِّيَابِ الْبِيضِ، مَنْ هُمْ؟ وَمِنْ أَيْنَ أَتَوْا؟» فَقُلْتُ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، أَنْتَ تَعْلَمُ». فَقَالَ لِي: «هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ أَتَوْا مِنَ الضِّيقَةِ الْعَظِيمَةِ، وَقَدْ غَسَّلُوا ثِيَابَهُمْ وَبَيَّضُوا ثِيَابَهُمْ فِي دَمِ الْخَرُوفِ” (رؤ 7: 13و14)
لأَنَّ الْخَرُوفَ الَّذِي فِي وَسَطِ الْعَرْشِ يَرْعَاهُمْ، وَيَقْتَادُهُمْ إِلَى يَنَابِيعِ مَاءٍ حَيَّةٍ، وَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ”
ختامًا،إنّ الموت لمؤلم جدًّا بالنسبة إلى لأحياء، ولكنّه بالنّسبة إلى المؤمن بالمسيح أروع اختبار ممكن أن يختبره. نحن كمؤمنين نحزن على فراق إخوتنا الّذين سبقونا عند الرّبّ ونشتاق إليهم ونتذكّرهم ولكن لا يجب أن نحزن على وضعهم لأنّهم بمكان أفضل وحالة أفضل
أخيرًا، ليعطنا الرّبّ أيامًا لنعيشها له ونتوقع مجيئه ونستعد للقائه