العديد من الأمور تتغيّر في حياة الزوجين بعد الزواج، وإحدى هذه الأمور هي الصداقات. نكتة شائعة ربما منكم من سمعها مرات عديدة تقول أن قبل الزواج يكونان شخصين، “هو وهي”، وبعد الزواج يصبحان شخص واحد “هي”. ونكتة أخرى تقول أن قبل الزواج يكون لدى الشاب أصدقاءه ولدى الشابة صديقاتها، وبعد الزواج يصير لدى الزوجين أصدقائها فقط. في الواقع، يستغني الرجل بسهولة عن أصدقاءه ويستطيع أن يعيش بدونهم، بينما تشعر المرأة بحاجتها لصديقاتها دائما. وفي أغلب الأحيان، لا يتضايق الرجل من صديقات زوجته. بل على العكس، تحملن بعض الحمل عنه! يريد أن يرتاح …يدعها عند صديقتها، ويذهب إلى البيت ليريح أذنيه مثلًا، أو يدعها عند صديقتها ليذهب ويأكل التشيبس “البطاطا المقلي” أو يشرب “بيبسي” من دون أن يسمع كل الملاحظات الطبيّة عن مضار التشيبس والبيبسي ومضار السكّر والدهون … يستطيع الرجل أن يعيش بدون أصدقائه ويستطيع أن يكوّن أصدقاء جدد، لأن إجمالا تركيبته أسهل من المرأة في هذا المجال. ولكن هذا ليس السبب الرئيسي الذي يقف وراء استغناء الرجل عن أصدقاءه. غالبًا ما يكون السبب هو عدم انسجام زوجته مع أصدقائه، أو تفضيل زوجته لبناء علاقات مع أزواج آخرين
ولكن الصداقة والرفقة مهمّة في حياة الرجل أيضًا، والمرأة تؤدي الدور الرئيسي في محافظة الرجل على صداقاته وأصدقائه. أريد، من خلال هذا الموضوع، أن أشجعكن على القيام بهذا الدور المهمّ في حياة أزواجكن
تقول كلمة الرّب في سفر الأمثال 27: 10
لاَ تَتْرُكْ صَدِيقَكَ وَصَدِيقَ أَبِيكَ، وَلاَ تَدْخُلْ بَيْتَ أَخِيكَ فِي يَوْمِ بَلِيَّتِكَ. الْجَارُ الْقَرِيبُ خَيْرٌ مِنَ الأَخِ الْبَعِيدِ.” (أم 27: 10)
أولا. الصديق هو كنز يجب المحافظة عليه
لاَ تَتْرُكْ صَدِيقَكَ وَصَدِيقَ أَبِيكَ .. .” الصديق الأمين والوفي هو كنز لا يثمّن. أن يوجد شخص يرتاح زوجك بأن يكون معه هو كنز ثمين، وهو عملة نادرة جدّا. صديق يستطيع زوجك أن يضحك معه ويلعب معه ويشارك أمور حياته معه ويتصارح معه ويصلي معه هو كنز لا يثمن بثمن. مكتوب في أم 17: 17، “اَلصَّدِيقُ يُحِبُّ فِي كُلِّ وَقْتٍ، أَمَّا الأَخُ فَلِلشِّدَّةِ يُولَدُ.” (أم 17: 17) يوجد فرق بين الصديق والأخ
ليس كل أخ هو صديق وليس كل صديق هو أخ. الصديق هو الشخص الذي ينسجم معه الإنسان ويختبر الألفة والمودة والمحبة معه في كل وقت. وأما الأخ فهو الشخص الذي يشعر بالتزام تجاهه ويجده قربه في وقت الشدّة. عندما يقول الرّب: “لا تترك صديقك …” هو يشير إلى أهميّة المحافظة على هذا النوع من الناس في حياتك. وعندما يقول “صديق أبيك …” هو يشير إلى الوفاء. إن هذا النوع من الناس، الذي هو صديقك والذي كان صديق أبيك، أي لسنين طويلة دون تغيّر، هو كنز لا يثمّن ويجب المحافظة عليه
ثانيا. يحتاج الرجل إلى أصدقاء يسندونه في رحلة حياته
“وَلاَ تَدْخُلْ بَيْتَ أَخِيكَ فِي يَوْمِ بَلِيَّتِكَ. الْجَارُ الْقَرِيبُ خَيْرٌ مِنَ الأَخِ الْبَعِيدِ”
الغريب في هذه الآية هو أنّ الرّب يبدو وكأنه يشجع الرجل على عدم اللجوء إلى أخيه بل إلى صديقه. ولكن نهاية الآية توضح أن أحيانا يكون الأخ بعيد. لذا، الجار القريب خير من الأخ البعيد. هذا الصديق أحيانا قد يكون أقرب من الأخ وحاضر دائما في حياتك بينما قد يكون الأخ بعيد وغير موجود في مواقف كثيرة في حياتك. الحياة فيها تحديات وفيها بلايا، ويحتاج الرجل إلى صديق يسانده
ثالثا. المرأة الحكيمة هي من تساعد زوجها في علاقاته مع أصدقائه
حِكْمَةُ الْمَرْأَةِ تَبْنِي بَيْتَهَا، وَالْحَمَاقَةُ تَهْدِمُهُ بِيَدِهَا.” (أم 14: 1)
المرأة الحكيمة هي من تدرك أهميّة الصداقة في حياة رجلها وتسنده في هذه العلاقة. أما المرأة غير الحكيمة فهي من تؤدي دور سلبي في حياة زوجها وتضع حواجز وعوائق بين زوجها وأصدقائه. غالبًا ما يكون للرجل صديق أو اثنين … ليس أكثر. ولكن، لسبب من الأسباب لا ترتاح لهم المرأة، قد تشعر ربما بالتنافس بينها وبين أصدقاء زوجها، أو ربما قد تشعر بعدم الانسجام مع أصدقاء زوجها، أو ربما تشعر بعدم ضرورة هذه العلاقة، ولكن في كل الأحوال، أولئك هم أصدقاء زوجك، ليس المطلوب منك أن يكونوا أصدقائك أنت. هناك بعض الأصدقاء الذين يجب أن يخرجوا من حياة زوجك إن كانوا بعكس مشيئة الرّب وكانوا غير مؤمنين أو لهم تأثير سلبي على حياة زوجك … ولكن هناك بعض الأصدقاء المهمّين في حياة زوجك
كوني صريحة مع زوجك عندما تقولين:” أنا لا أرتاح لهذا الصديق”، وأعطي الأسباب الكتابيّة لذلك، ولكن لا يجب أن تستخدمي ارتباطك الزوجي لكي تلغي كل الآخرين من حياة زوجك
هناك مؤمنون روحيون، أشخاص ينسجم معهم … وأنت تستطيعين أن تسهلي علاقة زوجك بأصدقائه وتستطيعين أن تشجعي علاقة زوجك بأصدقائه. تستطيعين أن تعطي القليل من الحريّة وعدم التدخّل والخصوصيّة لعلاقة زوجك بأصدقائه. تستطيعين أن تلفتي انتباه زوجك إلى أهميّة علاقته بأصدقائه، وتستطيعين أن تؤمني أجواء جميلة لزوجك مع أصدقائه بدعوة خاصة فيها تخدميهم (مرة في السنة)
في الختام،إحدى البركات التي باركني فيها الرّب هي أني تزوجت أخت أعز صديق لي قبل الإيمان – هو صديق وأخ ورفيق الدرب… ومن بين البركات الكبيرة في الحياة هي هذه العلاقة المستمرّة. ولكن استمراريّة هذه العلاقة مرتبطة بالدور التي تلعبه زوجته في حياته، لولا زوجته لما استمرّت هذه العلاقة، لكنّا نرى بعضنا في السنة مرّة
لدي أصدقاء آخرين، مؤمنين ويحبون الرّب، والمعزة موجودة والاحترام موجود … ولكن علاقة الصداقة مفقودة، والسبب الرئيسي هو الدور الذي لعبته وتلعبه الزوجة
أصلي أن يعطي الرّب الحكمة لكل زوجة، لكي تدركي أهميّة الصداقة في حياة زوجك، فتحذرينه من أصدقاء السوء وتدعمينه في الصداقة التي هي بحسب مشيئة الرّب