دور المرأة مهمّ جدّا في حياة زوجها، فهي المعين للرجل. هو يحتاج إلى إعانتها ومساعدتها ودعمها وتشجيعها. ولا يخفى عليكم أنّ هناك أمور في حياة الرجل لا يستطيع أن يقوم بها كما يجب بدون زوجته
إحدى هذه الأمور هي الخدمة الروحيّة. هناك دور كبير للزوجة في خدمة زوجها. والرجل لا يستطيع أن يقوم بخدمته الروحيّة بدون دعم زوجته له. وهناك خدمات لا يستطيع الرجل أن يقوم بها بدون دور الزوجة المباشرة في خدمته. مقولة نابوليون الشهيرة “وراء كل رجل عظيم امرأة” تصحّ في الوضع الروحي أنّ وراء كل رجل ناجح في خدمته الروحيّة هناك زوجة روحيّة عظيمة
إحدى العائلات المميزة في العهد الجديد هي عائلة أكيلا وبريسكلا. لقد ذكر العهد الجديد هذه العائلة مرارا عديدة في العهد الجديد إذ كان لهذه العائلة تأثيرا روحيّا على كنائس القرن الأوّل. وفي كلّ مرّة يذكر فيها أكيلا تذكر معه زوجته بريسكلا، إشارة إلى الدور المهمّ الذي لعبته بريسكلا في حياة زوجها وخدمته. ولكي يترك زوجك بصمات عظيمة في حياة الآخرين من خلال خدمته، يحتاج إليك. يحتاج إلى زوجة داعمة له في خدمته
سنعطي لمحة عن حياة أكيلا وبريسكلا ونتعلّم منها ومن كلمة الرّب عدّة مبادئ تساعدك لكي تصنعي فرقا في حياة زوجك وتكونين داعمة له في خدمته. نقرأ للمرّة الأولى عن أكيلا وبريسكلا عندما اضطروا على مغادرة إيطاليا بسبب الإيمان
وَبَعْدَ هذَا مَضَى بُولُسُ مِنْ أَثِينَا وَجَاءَ إِلَى كُورِنْثُوسَ، فَوَجَدَ يَهُودِيًّا اسْمُهُ أَكِيلاَ، بُنْطِيَّ الْجِنْسِ، كَانَ قَدْ جَاءَ حَدِيثًا مِنْ إِيطَالِيَة، وَبِرِيسْكِلاَّ امْرَأَتَهُ، لأَنَّ كُلُودِيُوسَ كَانَ قَدْ أَمَرَ أَنْ يَمْضِيَ جَمِيعُ الْيَهُودِ مِنْ رُومِيَةَ، فَجَاءَ إِلَيْهِمَا. وَلِكَوْنِهِ مِنْ صِنَاعَتِهِمَا أَقَامَ عِنْدَهُمَا وَكَانَ يَعْمَلُ، لأَنَّهُمَا كَانَا فِي صِنَاعَتِهِمَا خِيَامِيَّيْنِ.” (أع 18: 1-3)
نقرأ للمرّة الأولى عن أكيلا وبريسكلا في كورنثوس. على الأرجح، كانا مؤمنيْن عندما أصدر كلوديوس قيصر مرسوما عام 49م بطرد اليهود من إيطاليا. كان الرومان في تلك الحقبة لا يميّزون بين يهودي ومسيحي لأنّهم نظروا إلى المسيحيّة كفرقة يهوديّة. وفي ذلك البيت استضافا بولس الرسول. يحتاج الرجل إلى امرأة روحيّة لتستضيف آخرين في منزلها، لتكون بركة لهم. دعم بريسكلا لزوجها أكيلا لم يقتصر فقط على استضافة خدّام الرّب. فبعد سنة ونصف من خدمة بولس في كورنثوس دعاه الرّب إلى أفسس. وكانت عائلة أكيلا وبريسكلا ضمن الفريق الذي رافق بولس إلى أفسس. هل يستطيع أكيلا أن يذهب منفردًا أو بعكس إرادة زوجته، أم يحتاج لدعم زوجته؟ لاحظوا ما دونه الكتاب المقدّس في أع 18: 18و19 “وَأَمَّا بُولُسُ فَلَبِثَ أَيْضًا أَيَّامًا كَثِيرَةً، ثُمَّ وَدَّعَ الإِخْوَةَ وَسَافَرَ فِي الْبَحْرِ إِلَى سُورِيَّةَ، وَمَعَهُ بِرِيسْكِلاَّ وَأَكِيلاَ، بَعْدَمَا حَلَقَ رَأْسَهُ فِي كَنْخَرِيَا لأَنَّهُ كَانَ عَلَيْهِ نَذْرٌ. فَأَقْبَلَ إِلَى أَفَسُسَ وَتَرَكَهُمَا هُنَاكَ. وَأَمَّا هُوَ فَدَخَلَ الْمَجْمَعَ وَحَاجَّ الْيَهُودَ.” (أع 18: 18و19)
بولس لم يمكث في أفسس بل صعد إلى أورشليم. ومن ترك وراءه؟ أكيلا وبريسكلا! الخدمة الروحيّة فيها طاعة للرّب وخطوات إيمان، وعندما يريد أن يتخذ الرجل خطوات بالإيمان، يحتاج إلى زوجة روحيّة وناضجة ومتفهّمة. كانت بريسكلا مستعدة لكي تتخلى عن حلم الاستقرار والأمان لكي تعيش مع زوجها بالإيمان في مشيئة الرّب. وهناك في أفسس بدأ الرّب يستخدمهم في خلاص النفوس. أع 18: 24-28
ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى أَفَسُسَ يَهُودِيٌّ اسْمُهُ أَبُلُّوسُ، إِسْكَنْدَرِيُّ الْجِنْسِ، رَجُلٌ فَصِيحٌ مُقْتَدِرٌ فِي الْكُتُبِ. كَانَ هذَا خَبِيرًا فِي طَرِيقِ الرَّبِّ. وَكَانَ وَهُوَ حَارٌّ بِالرُّوحِ يَتَكَلَّمُ وَيُعَلِّمُ بِتَدْقِيق مَا يَخْتَصُّ بِالرَّبِّ. عَارِفًا مَعْمُودِيَّةَ يُوحَنَّا فَقَطْ. وَابْتَدَأَ هذَا يُجَاهِرُ فِي الْمَجْمَعِ. فَلَمَّا سَمِعَهُ أَكِيلاَ وَبِرِيسْكِّلاَ أَخَذَاهُ إِلَيْهِمَا، وَشَرَحَا لَهُ طَرِيقَ الرَّبِّ بِأَكْثَرِ تَدْقِيق. وَإِذْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَجْتَازَ إِلَى أَخَائِيَةَ، كَتَبَ الإِخْوَةُ إِلَى التَّلاَمِيذِ يَحُضُّونَهُمْ أَنْ يَقْبَلُوهُ. فَلَمَّا جَاءَ سَاعَدَ كَثِيرًا بِالنِّعْمَةِ الَّذِينَ كَانُوا قَدْ آمَنُوا، لأَنَّهُ كَانَ بِاشْتِدَادٍ يُفْحِمُ الْيَهُودَ جَهْرًا، مُبَيِّنًا بِالْكُتُبِ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ.” (أع 18: 24-28)
لاحظوا دقّة الوحي في وصف دور بريسكلا في حياة زوجها: “فَلَمَّا سَمِعَهُ أَكِيلاَ وَبِرِيسْكِّلاَ أَخَذَاهُ إِلَيْهِمَا، وَشَرَحَا لَهُ طَرِيقَ الرَّبِّ بِأَكْثَرِ تَدْقِيق
كانت بريسكلا امرأة روحيّة لديها أذنين روحيّتين تميّز بهما الأمور –
كان لبريسكلا قلب مضياف وبيت مفتوح لخدمة الرّب –
كان لبريسكلا مفاهيم روحيّة صحيحة –
كانت بريسكلا امرأة مدققة في حياتها –
كانت بريسكلا خاضعة رغم قدراتها الهائلة في التعبير والخدمة –
كانت امرأة مكرسة لسانها لعمل الرّب –
دعني أخبرك عن بولس الرسول، صحته ضعيفة وما زال ذاهب إلى أورشليم. ماذا يريد من هذا الأمر، عنيد! ” أو “دعني أخبرك عن المؤمنين في كورنثوس، لم نصدق كيف تركنا الكنيسة هناك، لأن الإخوة بالكاد عائنين نفوسهم.” تخيلوا معي امرأة ثرثارة لا تعرف كيف تضبط لسانها. ماذا قد كون تأثيرها على خدمة زوجها؟ الزوج يدعو الناس لبيته حتى يبني حياته الروحيّة والزوجة تتكلم وراء ظهر الإخوة بالكنيسة!!! أكثر ما يدمر خدمة الأزواج، خاصة إذا كانت خدمتها تعليميّة ومتقدمة، هو جسديّة نسائهم، وخاصة في موضوع الكلام واللسان
ونتيجة خدمة أكيلا وبريسكلا، فهم بولس طريق الرّب وأصبح من المبشرين الأساسيين في القرن الأوّل
خدمة أكيلا وبريسكلا باركها الرّب ليتأسس في بيتهما كنيسة أفسس. رجع بولس إلى أفسس وخدم ثلاثة سنين هناك ومن هناك كتب رسالتي كورنثوس. ويكتب في ختام رسالته الأولى لكنيسة كورنثوس
تُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ كَنَائِسُ أَسِيَّا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ كَثِيرًا أَكِيلاَ وَبِرِيسْكِلاَّ مَعَ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَيْتِهِمَا.” (1كو 16: 19)
سلام للمؤمنين في كورنثوس، الكنيسة كانت تجتمع في بيتهما. والواضح أنّ في مرحلة متقدمة رجع أكيلا وبريسكلا إلى روما، ويكتب لهما بولس في رسالته الى كنيسة رومية سلاما خاصا قائلا
سَلِّمُوا عَلَى بِرِيسْكِلاَّ وَأَكِيلاَ الْعَامِلَيْنِ مَعِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، اللَّذَيْنِ وَضَعَا عُنُقَيْهِمَا مِنْ أَجْلِ حَيَاتِي، اللَّذَيْنِ لَسْتُ أَنَا وَحْدِي أَشْكُرُهُمَا بَلْ أَيْضًا جَمِيعُ كَنَائِسِ الأُمَمِ” (رو 16: 3)
.لم يكن أكيلا يستطيع أن يقوم بخدمته لولا دعم زوجته له
:لديك دور مهمّ في خدمة زوجك
دور في تأمين أجواء النمو له –
دور في التشجيع على الخدمة –
دور في المثال في الخدمة –
دور في السلوك الروحي –
دور في المواقف الروحيّة –
دور في التضحية في الخدمة –
دور في التشجيع على الخدمة –
دور في الملاحظة أمور يحتاج ان ينتبه اليها –
دور في الصلاة لخدمته –
دور في المشاركة في خدمته –
.في الختام، هناك دور مهمّ للزوجة في خدمة زوجها
.الرّب أقامك لكي تكوني داعمة لزوجك في خدمته