ما هي الميزة التي تميّز كنائس المؤمنين في العالم؟ الالتزام بكلمة الرب. هذه الميزة المباركة إن فُقِدت، تؤدي إلى كارثة روحيّة في حياة الكنيسة والأفراد. إنّ كلمة الرب هي القاعدة الأساسية للحياة الروحية التي قال عنها المسيح، “ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله” (متى 4: 4). عندما نتكلم عن كلمة الرب نحن لا نتكلم عن عامود في بناء، ولكننا نتكلم عن أساس كل بناء روحي. لذا هناك مسؤوليّة روحيّة من المؤمن تجاه كلمة الله. كتب الرسول يهوذا قائلا: “أيها الاحباء إذ كنت أصنع كل الجهد لأكتب إليكم عن الخلاص المشترك، اضطررت أن أكتب إليكم واعظا أن تجتهدوا لأجل الإيمان المسلّم مرّة للقديسين” (يه 3). لقد وجد يهوذا مشكلة كبيرة في الانحراف عن كلمة الله والاستخفاف بمضمونها جعلته يكتب باضطرار. لقد أراد يهوذا بإرشاد الروح القدس أن يضع المؤمنين أمام مسؤوليتهم تجاه كلمة الله. “أكتب إليكم واعظا أن تجتهدوا لأجل الإيمان المسلّم مرّة للقديسين”. إنّ كلمة “تجتهدوا” تشير إلى مسؤوليّة جديّة في الحياة الروحيّة
هذا الموضوع ليس جديدا في الحياة الروحيّة، بل هو المعركة القديمة التي يريد فيها إبليس أن يقضي على كلمة الله. إبليس يريد أن يقضي على كلمة الرب في حياة المؤمن. إبليس يريد أن يمنع المؤمن من التعمق في كلمة الرب. إبليس يريد أن يمنع المؤمن من حفظ كلمة الرب. ولكن الرب يدعو المؤمن لتحمل المسؤوليّة تجاه كلمته. كتب الله بالوحي المبارك قائلا: “يا ابني لا تنسى شريعتي بل ليحفظ قلبك وصاياي. فإنها تزيدك طول أيام، وسني حياة وسلامة. لا تدع الرحمة والحق يتركانك. تقلدهما على عنقك أكتبهما على لوح قلبك، فتجد نعمة وفطنة صالحة في أعين الله والناس” (أمثال 3: 1-4). داود كتب في مزمور 119: 11 “خبأت كلامك في قلبي لكي لا اخطأ إليك”. اليوم أريد أن أتكلم عن أهميّة حفظ كلمة الرب
أولا. الله يريدنا أن نميّز كلمته
هناك فرق بين كلامك وكلام الرّب. هناك فرق بين كلام الفلاسفة وكلام الرّب. هناك كتاب في العالم هو الكتاب المقدّس – الله تكلّم في الكتاب المقدّس. هو تكلّم من خلال أشخاص اختارهم وأيّدهم بمعجزات وقوّات تثبتت من خلالها الكلمة. هو تكلّم مع موسى على الجبل. هو تكلّم من خلال الأنبياء. هو تكلّم بواسطة الرسل في العهد الجديد. تتكرّر عبارة “هكذا قال الرّب” مرارا وتكرارا في الكتاب المقدّس. الرّب يطلب منّا أن نخبئ كلامه في قلوبنا
ثانيا. الله يريدنا أن نحفظ كلمته
أين يريدنا الرّب أن نخبئ كلمته؟ في قلوبنا. كلمة “قلوبنا” تشير إلى دواخلنا. قلوبنا غالبا ما تشير إلى أفكارنا. عندما تسيطر كلمة الرّب على أفكارنا تتحكّم بمشاعرنا وبأحاسيسنا وبإراداتنا. الله يريدك أن تخبئ كلمته في قلبك
ثالثا. أسباب حفظ كلمة الرّب في القلب
لماذا علينا أن نحفظ كلمة الله؟ حفظ كلمة الرّب أساسي للطاعة: حفظ كلمة الرب هو المفتاح إلى طاعة كلمة الرب. الفهم – الحفظ – الطاعة. الحلقة القويّة بين الفهم والطاعة هي الحفظ. “الاستماع أفضل من الذبائح”. حفظ كلمة الرّب أساسي للتعبير عن محبة الله: تحب الرب من قلبك وكل فكرك عندما تحفظ وصاياه. أوصى الرب موسى قائلا: “فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوّتك. ولتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم على قلبك، وقصها على أولادك وتكلم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم. واربطها علامة على يدك ولتكن عصائب بين عينيك واكتبها عل قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك” (تث 6: 5-9). حفظ كلمة الرّب مصدر للطهارة الفكريّة: تملأ فكرك بأمور طاهرة: “كل ما هو حق كل ما هو جليل كل ما هو عادل كل ما هو طاهر كل ما هو مسر كل ما صيته حسن إن كانت فضيلة وإن كان مدح ففي هذه افتكروا” (في 4: 8)
حفظ كلمة الرّب تجعلك تستثمر وقتك بأمور مفيدة: “مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة”. حفظ كلمة الرّب تغسل فكرك من أمور العالم: “أنتم أنقياء بسبب الكلام الذي كلمتكم به”. حفظ كلمة الرّب تجعلك تركز على مشيئة الله: “ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة” (رو 12: 2). حفظ كلمة الرب تساعدك على تجديد ذهنك. “تجديد أذهانكم …”. حفظ كلمة الرّب تحرس فكرك. عندما تحفظ كلمة الرب ان تحرس فكرك من الامور التي لا ترضي الرب. “خبأت كلامك لكي لا أخطئ إليك …”. حفظ كلمة الرّب تعطيك النصرة على التجارب: عندما أتى المجرب إلى يسوع حاربه بالكلمة. “وخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله” (أف 6: 17). حفظ كلمة الرّب تمتحن حياتك: قال أحدهم: “عندما أقرأ كلمة الرّب، كلمة الرّب تقرأني
رابعا. كيفيّة حفظ كلمة الرّب
:حفظ الكلمات عن ظهر قلب
تقلدهما على عنقك. أكتبهما على لوح قلبك”. الذي لم يقتنع بعد أن الكتاب يتكلم عن حفظ كلمة الرب حرفيا، لا يمكن أن يتجاهل التعابير المستخدمة هنا “اكتبهما على لوح قلبك”. يقول الكثير من الناس أنني لا أقدر أن أحفظ، فأنا تركت المدرسة منذ زمن وأنا أكره الحفظ. لا يوجد شخص لا يقدر أن يحفظ. صحيح أن هناك أشخاص موهوبون في الحفظ وهناك أشخاص معدومو الموهبة، ولكن كلنا، إلى حد ما، نستطيع أن نحفظ. كيف تحفظ تيليفونات؟ أعياد ميلاد؟ خطايا الناس؟ أخبار الناس؟ ضعفات الآخرين؟
:ملاحظات لحفظ وصايا الرب
وجه طاقاتك نحو كلمة الرب –
صمم على أن تحفظ كلمة الرب –
خطط لحفظ كلمة الرب –
اجعل حفظ كلمة الرب مخطط يومي لحياتك –
ابدأ على قدر استطاعتك –
ذكر نفسك بكلمة الرب دائما –
ابنِ مجتمع يحب أن يحفظ كلمة الرب –
:طبّق كلمة الرّب على حياتك بالطاعة
أما الأهم فهو حفظ كلمة الرب في حياتنا اليومية من خلال الطاعة. إن حفظ الآيات دون طاعتها قد يكون سبب دينونة. إن الهدف الأسمى هو أن تطيع كلمة الرب. افهم كلمة الرب واحفظها وصمم أن تطيعها. اطلب قوة من الرب لكي يعينك وسوف تختبر انتصار تلو الآخر
في الختام، ذهب رجل إلى الطبيب – قال له الطبيب بعد فحصه أن يأخذ الدواء وفي غضون ثلاثة أيام يتعافى – ذهب وبعد ثلاثة أيام عاد إلى الطبيب لأنه لم يتعافَ – قال له الطبيب: كان يجب عليك أن تقرأ الإرشادات وتفتحها وتشرب منها لكي تشفى – هكذا أيضا الكثير من الناس لا يتعافون لأنهم لا يفتحون كلمة الرّب. أحد أكبر أخطاء في التاريخ هو عندما رفض اليهود المسيح. لماذا رفضوه؟ لأنهم كانوا يجهلون الكتب وما قاله الله
لكي لا نقترف هذا الخطأ، علينا أن نحفظ كلمة الرّب بأذهاننا وسلوكنا