موضوع مؤتمرنا هذا العام: “فكر مدرّب بحسب مشيئة الرّب” الفكر هو قلب الإنسان وهو ما يميّز الإنسان، هو ما يحدد من هو الإنسان. فكرك يحدد من أنت …نجاحك او فشلك … علاقاتك … هواياتك … اهتماماتك … قناعاتك … كله مرتبط بتفكيرك. الفكر جوهري في حياة الانسان. كما يوجد علاقة وثيقة جدّا بين الفكر والمشاعر. عندما يفكر الإنسان بما سيحدث في لبنان بعد سنة من الآن تتأثر مشاعره. فإذا فكّرت بأنّ الوضع سوف يسوء لدرجة الجوع القاتل … سوف تصاب باليأس والحزن والتعاسة … وأما إذا فكّرت بأنّ لبنان سوف يستخرج النفط ويصبح من اغنى دول العالم سوف ينتابك شعور من الفرح والفرج والإنشراح والطمأنينة … طريقة تفكيرك تؤثر على مشاعرك. مستشفيات المجانين يسمونها مستشفيات الأمراض العقليّة … التفكير لا يتحكّم بمشاعر الإنسان فقط ولكنّه يتحكّم بتصرفاته. يوجد علاقة وثيقة جدّا ما بين الفكر والتصرّف. اذا فكرت بأنّ لبنان قادم على جوع، سوف تبدأ بتكديس المعلبات في منزلك او تبدأ بمراسلة خالتك في اميركا وزوجة عمّ أخت امرأتك في السويد بحثا عن فرص للهجرة من الجوع. ولكن إذا فكرت أن لبنان سوف يستخرج النفط سوف تبدأ بالتحضير كيف تعيش بهذا البلد الذي سيصبح غنيّا … وكيف ستتكيّف مع هذه الأشهر الصعبة ريثما يأتي الفرج. تفكيرنا يتحكّم بتصرفاتنا. إن كان تفكيرنا أساسي في حياتنا، وهو يؤثر على مشاعرنا وعلى سلوكنا، فيجب أن ننتبه جدّا كيف ندرب فكرنا ليكون بحسب مشيئة الرّب. الرّب يريد منك كمؤمن أن تدرّب فكرك، ليكون بحسب مشيئته. كان المؤمنون في فيلبي بحاجة إلى هذا التوجيه المهمّ. كانت كنيسة فيلبي من الكنائس المباركة التي ضمّت مؤمنين مكرسين ومبشرين. لهؤلاء كتب بولس رسالة فيلبي. تعتبر رسالة فيلبي رسالة الفرح … وقد عالج بولس في هذه الرسائل عدّة تحديات تواجه المؤمن ومنها القلق والخوف والهمّ في حياة المؤمن. ما هو الفرح؟ هو شعور … ما هو الخوف؟ شعور … ما هو القلق؟ هو شعور … ولكن بولس يساعد المؤمنين على أن يختبروا الفرح والنصرة على الخوف والقلق والهمّ، وقد اوصاهم بالروح القدس أن يدربوا فكرهم ليكون في مشيئة الرّب. رسالة فيلبي توصي المؤمنين بامور عمليّة، كيف يجب أن يتصرفوا: بطريقة مرضيّة امام الرّب. لذا يجب أن يفكروا بطريقة صحيحة
.لكي يفكروا بطريقة صحيحة يجب أن يدربوا فكرهم ليكون في مشيئة الرّب
نقرأ من كلمة الرّب ما جاء في فيلبي 4: 8
أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا.” (في 4: 8)
أولا. أهميّة تدريب فكرنا ليكون بحسب مشيئة الرّب
العبارة الأخيرة من هذه الآية “ففي هذه افتكروا”، تضع المؤمن أمام مسؤوليّة مهمّة لتدريب فكره. نحن مطالبين كمؤمنين أن ندرّب فكرنا ليكون بحسب مشيئة الرّب. لأنّنا عندما ندرّب فكرنا ليكون بحسب مشيئة الرّب، هذا سيؤثر على مشاعرنا وسيؤثر على سلوكنا وتصرفاتنا. لا يمكنك ان تختبر فرح الرّب وسلامه وكفايته، وكل هذه المشاعر المقدسة التي يريدك الرّب أن تختبرها إن لم تدرب فكرك ليفتكر بحسب مشيئة الرّب. ولن يمكنك أن تعيش بقداسة وتخدم بأمانة إن لم تدرّب فكرك ليفكر بحسب مشيئة الرّب. عندما نتكلّم عن تفكيرنا، نحن نتكلّم عن أمر جوهري
ثانيا. التحدّي الذي يعيق تدريب فكرنا ليكون بحسب مشيئة الرّب
فعندما يقول الكتاب المقدس: “أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا. “يوصيك أنت كمؤمن بمراجعة نمط تفكيرك وتقييمه على ضوء كلمة الرّب وإجراء التعديلات اللازمة ليكون فكرك بحسب مشيئة الرّب. يريدك الرّب أن تدرّب فكرك ليكون بحسب فكر الرّب
.التحدي امامك كمؤمن هو أن تقبل التحدي لتدرّب فكرك ليكون بحسب مشيئة الرّب