المؤمن هو شخص مبارك من الرّب. الناس تتمنى البركة من الله لبعضها … الناس تقول “الله يباركك”. المؤمن بالمسيح يسكن بالبركة … يعيش بالبركة … لأنه يسير مع إله البركات. وعندما نتكلّم عن البركة، نحن نعني كافة جوانب البركات. توجد بركات روحيّة بالمسيح، توجد بركات أبديّة وبركات وقتيّة، ومن بين البركات التي يهتم بأن يعطيها الرّب للمؤمن هي البركات الماديّة. الملفت في كلمة الرّب هو اهتمام الله بهذا الموضوع. الله مهتم بأن يبارك المؤمن ماديّا. الله يريدك أن تكون مرتاح ماديّا. هو يريد أن يباركك ماديّا. الرّب يريدك أن تختبر بركات ماديّة في حياتك. وهو كتب عن هذا الموضوع في الكتاب المقدّس
ولكن السؤال هو كيف يمكن للإنسان أن يختبر بركات الله الماديّة على حياته؟
يكتب الرّب في العديد من المقاطع الكتابيّة في العهدين القديم والجديد عن هذا الموضوع. لأنّ الله مهتمّ أن يباركك ماديّا. نقرأ عدّة مقاطع كتابيّة
أَكْرِمِ الرَّبَّ مِنْ مَالِكَ وَمِنْ كُلِّ بَاكُورَاتِ غَلَّتِكَ، 10فَتَمْتَلِئَ خَزَائِنُكَ شِبْعًا، وَتَفِيضَ مَعَاصِرُكَ مِسْطَارًا.” (أم 3: 9 و10)
أَعْطُوا تُعْطَوْا، كَيْلاً جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ” (لو 6: 38)
مِنْ أَيَّامِ آبَائِكُمْ حِدْتُمْ عَنْ فَرَائِضِي وَلَمْ تَحْفَظُوهَا. ارْجِعُوا إِلَيَّ أَرْجعْ إِلَيْكُمْ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. فَقُلْتُمْ: بِمَاذَا نَرْجعُ؟ 8أَيَسْلُبُ الإِنْسَانُ اللهَ؟ فَإِنَّكُمْ سَلَبْتُمُونِي. فَقُلْتُمْ: بِمَ سَلَبْنَاكَ؟ فِي الْعُشُورِ وَالتَّقْدِمَةِ. 9قَدْ لُعِنْتُمْ لَعْنًا وَإِيَّايَ أَنْتُمْ سَالِبُونَ، هذِهِ الأُمَّةُ كُلُّهَا. 10هَاتُوا جَمِيعَ الْعُشُورِ إِلَى الْخَزْنَةِ لِيَكُونَ فِي بَيْتِي طَعَامٌ، وَجَرِّبُونِي بِهذَا، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، إِنْ كُنْتُ لاَ أَفْتَحُ لَكُمْ كُوَى السَّمَاوَاتِ، وَأَفِيضُ عَلَيْكُمْ بَرَكَةً حَتَّى لاَ تُوسَعَ. 11وَأَنْتَهِرُ مِنْ أَجْلِكُمْ الآكِلَ فَلاَ يُفْسِدُ لَكُمْ ثَمَرَ الأَرْضِ، وَلاَ يُعْقَرُ لَكُمُ الْكَرْمُ فِي الْحَقْلِ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. 12وَيُطَوِّبُكُمْ كُلُّ الأُمَمِ، لأَنَّكُمْ تَكُونُونَ أَرْضَ مَسَرَّةٍ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ.” (مل 3: 7-12)
“وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الْجَمْعِ لأَجْلِ الْقِدِّيسِينَ، فَكَمَا أَوْصَيْتُ كَنَائِسَ غَلاَطِيَّةَ هكَذَا افْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضًا. 2فِي كُلِّ أَوَّلِ أُسْبُوعٍ، لِيَضَعْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عِنْدَهُ، خَازِنًا مَا تَيَسَّرَ، حَتَّى إِذَا جِئْتُ لاَ يَكُونُ جَمْعٌ حِينَئِذٍ.” (1كو 16: 1-2)
أولا. بركة الله الماديّة تأتي نتيجة العطاء للرّب
أَكْرِمِ الرَّبَّ مِنْ مَالِكَ وَمِنْ كُلِّ بَاكُورَاتِ غَلَّتِكَ، 10فَتَمْتَلِئَ خَزَائِنُكَ شِبْعًا، وَتَفِيضَ مَعَاصِرُكَ مِسْطَارًا.” (أم 3: 9 و10)
أَعْطُوا تُعْطَوْا، كَيْلاً جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ” (لو 6: 38)
المبدأ غريب عن المنطق البشري. غالبا ما يقول الإنسان أن لكي تزيد مواردك عليك أن تحتفظ بما لديك. بالمنطق البشري العطاء هو خسارة. والعطاء لا يمكن أن يحدث بحبوحة أو فائض. ولكن في كلمة الرّب هناك العديد من المبادئ التي تتعارض مع المنطق البشري. ونحن نسميها مبادئ حياة الإيمان
مثلا: كل من يضع نفسه يرتفع. المدخل إلى الرفعة هو التواضع؟
في العطاء أيضا هناك مبدأ روحي مختلف عن مبدأ البشر. المبدأ الروحي هو أن العطاء هو المدخل إلى البركات الماديّة. بالطبه توجد مع ذلك أهميّة الاجتهاد في العمل: غلتك – مالك – “يتعب عامل الصالح بيديه لكي يعطي من له احتياج”، وأهميّة الإيمان والثقة بالرّب: تقول لي – صعب هذا الأمر! كلا بل يحتاج للطاعة والإيمان
فإذا كنت تؤمن بأن الله صادق عليك أن تصدقه. إذا كنت تؤمن بأن الله أمين عليك أن تثق بأمانته
ثانيا. العطاء المادي لخدمة الرّب هو أمر من الرّب
إن العطاء المادي لخدمة الرّب هو ليس خيارا للمؤمن ولكنّه أمر. هو أمر معطى بوصايا واضحة. الله يأمرك بأن تلتزم بعشورك لبيت الرّب. الرّب يطلب منك أن تعطي لعمله بسخاء
أعطوا تعطوا –
أكرم الرب من مالك –
هاتوا جميع العشور إلى الخزنة –
في اليوم الأول من الأسبوع ليضع كل واحد منكم عنده خازنا ما تيسّر –
.العطاء هو أمر من الرّب
هَاتُوا جَمِيعَ الْعُشُورِ إِلَى الْخَزْنَةِ لِيَكُونَ فِي بَيْتِي طَعَامٌ، وَجَرِّبُونِي بِهذَا، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، إِنْ كُنْتُ لاَ أَفْتَحُ لَكُمْ كُوَى السَّمَاوَاتِ، وَأَفِيضُ عَلَيْكُمْ بَرَكَةً حَتَّى لاَ تُوسَعَ.” (مل 3: 10)
بمعنى آخر، الله يريدك أن تختبر بركاته الماديّة. ولأنه يريدك أن تختبر بركاته الماديّة في حياتك، أعطاك أمر واضح عن ذلك. هذا الأمر يتطلّب الطاعة. الرّب يأمر بالعشور. الرّب يأمر بالتقدمات السخيّة. الرّب يأمر بدعم المرسلين. عندما يأمر الرّب أنت أمام خيار من خيارين: أما أن تطيع وإما أن تعصي الرّب. عندما تتخذ خيار الطاعة للرّب وتخصص عطاياك للرّب، أنت تفتح باب البركات الماديّة على حياتك. أما الإنسان الذي يأخذ الخيار الآخر يقع في مشكلتين. المشكلة الأولى هي عصيان الرّب. والمشكلة الثانية هي منع البركات الماديّة عن نفسه وعن عائلته
ثالثا. الله يبارك المؤمن المعطاء بطرق متنوّعة
:توجد أنواع مختلفة من بركات الله الماديّة على حياة المؤمن. عندما نتحدث عن بركات الله الماديّة فهذا يعني
المال: “هَاتُوا جَمِيعَ الْعُشُورِ إِلَى الْخَزْنَةِ لِيَكُونَ فِي بَيْتِي طَعَامٌ، وَجَرِّبُونِي بِهذَا، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، إِنْ كُنْتُ لاَ أَفْتَحُ لَكُمْ كُوَى السَّمَاوَاتِ، وَأَفِيضُ عَلَيْكُمْ بَرَكَةً حَتَّى لاَ تُوسَعَ.” ولكن بركات الله الماديّة تتخطى المال. فالرّب يبارك حياة المؤمن بصحة وقدرة على العمل
القوة لاصطناع الثروة: هو يعطي القوة لاصطناع الثروة
الحماية ضد المصاريف: وَأَنْتَهِرُ مِنْ أَجْلِكُمْ الآكِلَ فَلاَ يُفْسِدُ لَكُمْ ثَمَرَ الأَرْضِ، وَلاَ يُعْقَرُ لَكُمُ الْكَرْمُ فِي الْحَقْلِ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ
تجد نعمة عند الآخرين: وَيُطَوِّبُكُمْ كُلُّ الأُمَمِ، لأَنَّكُمْ تَكُونُونَ أَرْضَ مَسَرَّةٍ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ.” (مل 3: 7-12)
البركات الماديّة لا تعني دائما رصيد مال مرتفع في المصرف ولكنّه يأخذ أشكالا مختلفة في حياة الإنسان
رابعا. العطاء المادي هو مؤشر روحي أساسي في حياة المؤمن
:البعد الروحي للعطاء المادي في حياة المؤمن
الثقة بالرب: الإنسان يقول باركني وسأكون سخيا بعطائي! ولكن هذا يتعارض مع مبدأ الإيمان والثقة بالرّب. الإيمان هو أن تعطي ولك الثقة بالرّب بأنه سيبارك حياتك الماديّة
الأمانة: الرب لا يسمي المؤمن الذي لا يدفع عشوره بخيل – بل يسميه سارق (لص – حرامي)
إحدى الإذاعات التلفزيونيّة التي تعنى بالتحقيقات بالجرائم استعرضت سرقة مسؤول في شركة للمال المؤتمن عليه. أكبر عمليّة سرقة اليوم، تحدث يوم الأحد صباحا، عندما يضع الرّب بين أيدي المؤمنين أموالا ليست لهم بل لعملهم ويأتمنهم عليها لكي يضعوها في تصرف خدمته. الأسبوع الماضي أعطتني ابنتي مغلف لكي أضعه لها في العطاء، تخيلوا أنني لم أضعه… سرقة. الكثير من الأحيان يقول المؤمن، أعطني وسأكون أمينا للرّب. ولكن الأمانة تمتحن بالعطاء. الله يمتحن، بعطائك المادي، ثقتك به. الأمين بالقليل أمين بالكثير
فإن لم تكونوا أمناء بمال الظلم فمن يأتمنكم على الحقّ” (لو 16: 11)”
اختبار لوضع قلبك الروحي: حيث يكون كنزك يكون قلبك: هو مؤشّر روحي. هنا أيضا يوجد مبدأ متناقض بكلمة الرّب.المبدأ البشري هو حيث يكون قلبك هناك يكون كنزك. المبدأ الروحي هو حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك.العطاء المادي هو مؤشر لوضع قلبك.العطاء المادي هو دليل لمسيرة قلبك
خامسا. الله يريدك أن تعطي بحسب قلبه
كيف يريدك الرّب أن تمارس العطاء المادي؟
بأولويّة -الباكورة –
بسرور – المعطي المسرور يحبه الله –
“بسخاء – “المعطي فبسخاء –
بانتظام – في كل أول أسبوع –
بأمانة – أنت كن أمين للرّب –
بكنيستك- في كل أول اسبوع ليضع كل واحد منكم عنده خازنا ما تيسّر –
في الختام، “فَيَمْلأُ إِلهِي كُلَّ احْتِيَاجِكُمْ بِحَسَبِ غِنَاهُ فِي الْمَجْدِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.” (في 4: 19) بركات الله الماديّة موضوعة في صندوق مكتوب عليها اسمك. والمفتاح بيدك
المفتاح هو العطاء المادي