قصد الله في حياة المؤمن والكنيسة ومواجهة المستقبل بقوّة

نقرأ ما جاء في 2 تيم 1: 1- 10

بُولُسُ، رَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللهِ، لأَجْلِ وَعْدِ الْحَيَاةِ الَّتِي فِي يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 2إِلَى تِيمُوثَاوُسَ الابْنِ الْحَبِيبِ: نِعْمَةٌ وَرَحْمَةٌ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ الآبِ وَالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا .3إِنِّي أَشْكُرُ اللهَ الَّذِي أَعْبُدُهُ مِنْ أَجْدَادِي بِضَمِيرٍ طَاهِرٍ، كَمَا أَذْكُرُكَ بِلاَ انْقِطَاعٍ فِي طَلِبَاتِي لَيْلاً وَنَهَارًا، 4مُشْتَاقًا أَنْ أَرَاكَ، ذَاكِرًا دُمُوعَكَ لِكَيْ أَمْتَلِئَ فَرَحًا، 5إِذْ أَتَذَكَّرُ الإِيمَانَ الْعَدِيمَ الرِّيَاءِ الَّذِي فِيكَ، الَّذِي سَكَنَ أَوَّلاً فِي جَدَّتِكَ لَوْئِيسَ وَأُمِّكَ أَفْنِيكِي، وَلكِنِّي مُوقِنٌ أَنَّهُ فِيكَ أَيْضًا. 6فَلِهذَا السَّبَبِ أُذَكِّرُكَ أَنْ تُضْرِمَ أَيْضًا مَوْهِبَةَ اللهِ الَّتِي فِيكَ بِوَضْعِ يَدَيَّ، 7لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ. 8فَلاَ تَخْجَلْ بِشَهَادَةِ رَبِّنَا، وَلاَ بِي أَنَا أَسِيرَهُ، بَلِ اشْتَرِكْ فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ بِحَسَبِ قُوَّةِ اللهِ، 9الَّذِي خَلَّصَنَا وَدَعَانَا دَعْوَةً مُقَدَّسَةً، لاَ بِمُقْتَضَى أَعْمَالِنَا، بَلْ بِمُقْتَضَى الْقَصْدِ وَالنِّعْمَةِ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ، 10وَإِنَّمَا أُظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ

 السؤال، ما هو قصد الله لحياتنا، لكي نسير فيه؟ قصد الله لحياتنا وكنيستنا محدّد في كلمة الله في الكتاب المقدّس

أوّلاً. قصد الله لحياتنا الفرديّة

 قصد الله للإنسان الخاطئ أن يخلَّص: قصد الله للإنسان الخاطئ هو أن يختبر الإيمان العديم الرّياء الّذي اختبره تيموثاوس. الله رسم طريقًا في قوّته وبركاته، اسمها طريق التّوبة والإيمان بالرّبّ يسوع المسيح. إن كنت تريد أن تواجه المستقبل بقوّة وثقة، فعليك أن تقبل الرّبّ يسوع المسيح مخلّصًا شخصيًّا لحياتك. “الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ…” (1تيم 2: 4)

قصد الله للمؤمن أن يعيش بقداسة: لقد دعانا الله دعوة مميّزة. يصفها الوحي بالآية 9 “الَّذِي خَلَّصَنَا وَدَعَانَا دَعْوَةً مُقَدَّسَةً، لاَ بِمُقْتَضَى أَعْمَالِنَا، بَلْ بِمُقْتَضَى الْقَصْدِ وَالنِّعْمَةِ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ

يسمّي الله هذه الدّعوة دعوة مقدّسة لحياتنا نعيش فيها النّصرة على الخطيّة. حياة مقدّسة وخالية من عبوديّة الخطيّة.  مكتوب في الوحي في 1 تس 4: 7 “لأنّ اللّٰه لم يدعُنا للنجاسة بل في القداسة.” الله دعانا لنوعيّة حياة فريدة خالية من النّجاسة والشّر ومرتبطة بقداسته وبرّه وصفاته

“لأَنَّ هذِهِ هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: قَدَاسَتُكُمْ. أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الزِّنَا، أَنْ يَعْرِفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ أَنْ يَقْتَنِيَ إِنَاءَهُ بِقَدَاسَةٍ وَكَرَامَةٍ، لاَ فِي هَوَى شَهْوَةٍ كَالأُمَمِ الَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ اللهَ. أَنْ لاَ يَتَطَاوَلَ أَحَدٌ وَيَطْمَعَ عَلَى أَخِيهِ فِي هذَا الأَمْرِ، لأَنَّ الرَّبَّ مُنْتَقِمٌ لِهذِهِ كُلِّهَا كَمَا قُلْنَا لَكُمْ قَبْلاً وَشَهِدْنَا.” (1تس 4: 3-6)

“لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيَ للهِ” (1كو 6: 20)

فقصد الله ومخطّطه أن يعيش المؤمن حياةً تمجّد الله. لقد رسم الله هذا الطّريق لك، وعندما تصمّم أن تعيش بقداسة، ستختبر قوّة الله في حياتك وبركاته وسلامه وفرحه

:قصد الله لحياة المؤمن أن يكون بشركة معه

 “الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.” (1يو 1: 3)

:قصد الله لحياة المؤمن أن يكون جزءًا من الكنيسة

قصد الله لحياتنا الشّخصيّة لا ينفصل عن حياتنا الكنسيّة. فيجب أن نكون في كنيسة المسيح. ليس المقصود أن نحضر في كنيسة المسيح، بل أن نكون جزءًا من كنيسة المسيح

لاحظ أنّ بولس يتكلّم مع تيموثاوس عن خدمته ورسامته ووضع يديه وحياته الكنسيّة كجزء لا يتجزّأ من قصد الله المبارك له.(2تيم 1 /3-7)

أين تعرّف بولس على تيموثاوس؟ في الكنيسة في منطقة دربة في آسيا الصّغرى. هناك كانت جدّته وأمّه ملتزمتين وهناك رأى أشخاصًا يعيشون حياة الإيمان مع بعضهم البعض في الكنيسة. ومن هناك دعا الرّبّ تيموثاوس للخدمة مع بولس. وفي الكنيسة اكتشف تيموثاوس موهبته ورُسم لخدمة الإنجيل. وهناك، في الكنيسة، كان يخدم بتعبٍ وكدّ. هذا هو قصد الله لحياتنا الفرديّة، فهي ليست بمعزلٍ عن قصده لحياة الكنيسة

ثانيًا: قصد الله للكنيسة

الكنيسة موجودة في العالم بقصد وتدبير الله. ويجب علينا أن نعرف ما هو هذا القصد. شعار الكنيسة “إن غايتنا وعلّة وجودنا أن نمجد الله ونعكس محبة المسيح للآخرين”. وعلينا أن نتذكّر غاية وجودنا لئلا نضيّع الهدف. إنّ الكنيسة موجودة لغاية محدّدة ويجب أن تفعل كل شيء بحسب هذه الغاية

:لنفتكر للحظات بقصد الله للكنيسة

:الكنيسة موجودة

أوّلاً: لعبادة الله (الاجتماعات – التّرنيم – العطاء – الصّلاة)

ثانياً: لبنيان المؤمنين (الخدمة – التّشجيع – الدّعم -التّعليم)

ثالثًا: لتبشير العالم (الكرازة – الإرساليات)

رابعًا: للشّركة مع المؤمنين (تأمين أجواء روحيّة للمؤمنين وحياة مع مجتمع القدّيسين)

لقد رتّب لك الرّبّ بقصده حياةً تعيشها مع كنيسة المسيح. حيث تجاهد مع إخوتك، لأجل الإيمان المسلَّم مرّة للقدّيسين وتنمو وتخدم في الكنيسة. وهذا القصد ليس بمعزلٍ عن قصده الخاص لك ولكنّه ممتزج معه

الله يعلم أنّك تحتاج إلى حياة كنسيّة لكي تنمو روحيّا وتعيش بقداسة عمليّة. لذلك فإن قصد الله في حياتك أن تكون مؤمنًا فاعلاً في كنيسة المسيح

لقد رتّب الله لك طريقًا فيه بركة ونجاح وقوّة ومتوفّر لك في التزامك الكنسيّ. في دراستنا لكلمة الرّبّ نعرف كيف يمكن أن نرضيه وما هي الأمور التي تمنعنا من الحياة برضاه. اجتماعات الكنيسة ليست للتّسلية وتمضية الوقت بل هي بحسب قصد الله لحياتك. لذا على الكنيسة أن يكون لديها مخططات تبشيريّة ومخططات للمؤتمرات وهذه الأمور كلّها نفعلها لأنّها قصد الله في حياتنا وفي كنيستنا. وأنت مدعو لكي تحقق قصد الله من حياتك. ولذا إن كنت تريد أن تختبر قوّة الله في حياتك عليك أن تكون في قصده وتدبيره ومشيئته

ربّما تفكّر في نفسك وتقول أنّك تتعب كثيرًا ولا تقدر أن تلتزم في اجتماعات الكنيسة.” نصيحتي لك أن تعتبر الاجتماع مشقّة  وتحتمل المشقات

هل تعلم من أين كتب بولس هذه الرسالة؟ من السّجن. فأنت لست مسجونًا لأجل اسم يسوع. فاعتبر اجتماع الكنيسة سجنًا. هذا هو قصد الله لك. وجودك مع شعب الرّب، خدمتك للرّب في الكنيسة، حياة الشّركة مع المؤمنين والخدمة كلّها أمور جوهريّة. القوة الروحيّة ستأتيك من الرّبّ عندما تكتشف قصده وتصمّم سالك بحسب هذا القصد. هل تريد أن يحوّل الرّبّ كل شيء للخير في حياتك؟

الجواب موجود في رومية 8: 28، “وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ.” (رو 8: 28)

هل تعيش لتحقّق قصد الله في حياتك؟

إن كنت تعيش لتحقّق قصد الله في حياتك، فلك الوعد أنّ كلّ الأشياء ستعمل معًا للخير وستختبر قوّته

أخيرًا، عندما نعيش حياتنا الرّوحيّة بتركيز على حقيقة جوهريّة أساسيّة وهي قصد الله المبارك. نستطيع أن نواجه الحياة بقوّة وثقة ونجاح ونصرة وفرح وسلام وطمأنينة. فالخطر الكبير هو عندما يضيّع المؤمن الهدف من حياته. فغاية حياتك أن تعيش بقداسة وتكون مؤمنًا بنّاءً في كنيسة المسيح. وعندما تضيّع الهدف تعجز عن تحقيق قصد الله في حياتك

إليك ما يقوله الرب لك من خلال 2 تي: 6-9

أُذَكِّرُكَ أَنْ تُضْرِمَ أَيْضًا مَوْهِبَةَ اللهِ الَّتِي فِيكَ بِوَضْعِ يَدَيَّ” لأني لم أعطك رُوحَ الْفَشَلِ، “بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ. فَلاَ تَخْجَلْ بِشَهَادَةِ رَبِّنَا،” وَلاَ بخدامه، “بَلِ اشْتَرِكْ فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ بِحَسَبِ قُوَّةِ اللهِ”   وتذكّر بأنّني خلّصتك ودعوتك دعوةً مقدّسة. “لاَ بِمُقْتَضَى أَعْمَالِنَا، بَلْ بِمُقْتَضَى الْقَصْدِ وَالنِّعْمَةِ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَك فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ”

 نستطيع أن نواجه المستقبل بقوّة وثقة، عندما نصمّم أن نحقّق قصد الله في كلّ لحظة من حياتنا