عوارض الجسديّة الروحيّة في حياة المؤمن

امتحان الذات هو من أصعب الامتحانات. امتحان الآخرين سهل، إبداء الرأي بالآخرين سهل، تقييم حياة الآخرين وانتقاد الآخرين سهل جدّا.  إنما الصعب فهو امتحان الذات، ولكن الكتاب يقول: “جَرِّبُوا أَنْفُسَكُمْ، هَلْ أَنْتُمْ فِي الإِيمَانِ؟ امْتَحِنُوا أَنْفُسَكُمْ. أَمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنْفُسَكُمْ، أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ فِيكُمْ، إِنْ لَمْ تَكُونُوا مَرْفُوضِينَ؟” (2كو 13: 5)

الامتحان الأصعب في حياة الإنسان هو امتحان الذات، لذلك يتجنّبه الإنسان. ولكن امتحان الذات مهمّ لكي لا يعيش المؤمن في وهم. هذه الأمور هي تيار جارف يهدد بجرفك نحو الجسديّة. ولكن السؤال الطبيعي الذي يتبع هو: “كيف يمكن أن أقيّم ذاتي: إن كنت أنا مؤمن جسدي أم لا؟ ما هي عوارض الجسديّة الروحيّة؟ نستطيع أن نجيب على هذا السؤال بمتابعة حياة لوط لنرى ما حدث معه ومن خلال عدّة مقاطع كتابيّة أخرى، تساعدنا على امتحان حياتنا وعلى اتخاذ القرارات الصائبة

فدعونا نقرأ من كلمة الرّب حادثة دينونة سدوم وعمورة كما جاءت في تك 19: 1-22

“1فَجَاءَ الْمَلاَكَانِ إِلَى سَدُومَ مَسَاءً، وَكَانَ لُوطٌ جَالِسًا فِي بَابِ سَدُومَ. فَلَمَّا رَآهُمَا لُوطٌ قَامَ لاسْتِقْبَالِهِمَا، وَسَجَدَ بِوَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ. 2وَقَالَ: «يَا سَيِّدَيَّ، مِيلاَ إِلَى بَيْتِ عَبْدِكُمَا وَبِيتَا وَاغْسِلاَ أَرْجُلَكُمَا، ثُمَّ تُبَكِّرَانِ وَتَذْهَبَانِ فِي طَرِيقِكُمَا». فَقَالاَ: «لاَ، بَلْ فِي السَّاحَةِ نَبِيتُ». 3فَأَلَحَّ عَلَيْهِمَا جِدًّا، فَمَالاَ إِلَيْهِ وَدَخَلاَ بَيْتَهُ، فَصَنَعَ لَهُمَا ضِيَافَةً وَخَبَزَ فَطِيرًا فَأَكَلاَ4. وَقَبْلَمَا اضْطَجَعَا أَحَاطَ بِالْبَيْتِ رِجَالُ الْمَدِينَةِ، رِجَالُ سَدُومَ، مِنَ الْحَدَثِ إِلَى الشَّيْخِ، كُلُّ الشَّعْبِ مِنْ أَقْصَاهَا. 5فَنَادَوْا لُوطًا وَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ الرَّجُلاَنِ اللَّذَانِ دَخَلاَ إِلَيْكَ اللَّيْلَةَ؟ أَخْرِجْهُمَا إِلَيْنَا لِنَعْرِفَهُمَا». 6فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ لُوطٌ إِلَى الْبَابِ وَأَغْلَقَ الْبَابَ وَرَاءَهُ 7وَقَالَ: «لاَ تَفْعَلُوا شَرًّا يَا إِخْوَتِي. 8هُوَذَا لِي ابْنَتَانِ لَمْ تَعْرِفَا رَجُلاً. أُخْرِجُهُمَا إِلَيْكُمْ فَافْعَلُوا بِهِمَا كَمَا يَحْسُنُ فِي عُيُونِكُمْ. وَأَمَّا هذَانِ الرَّجُلاَنِ فَلاَ تَفْعَلُوا بِهِمَا شَيْئًا، لأَنَّهُمَا قَدْ دَخَلاَ تَحْتَ ظِلِّ سَقْفِي». 9فَقَالُوا: «ابْعُدْ إِلَى هُنَاكَ». ثُمَّ قَالُوا: «جَاءَ هذَا الإِنْسَانُ لِيَتَغَرَّبَ، وَهُوَ يَحْكُمُ حُكْمًا. الآنَ نَفْعَلُ بِكَ شَرًّا أَكْثَرَ مِنْهُمَا». فَأَلَحُّوا عَلَى الْرَّجُلِ لُوطٍ جِدًّا وَتَقَدَّمُوا لِيُكَسِّرُوا الْبَابَ، 10فَمَدَّ الرَّجُلاَنِ أَيْدِيَهُمَا وَأَدْخَلاَ لُوطًا إِلَيْهِمَا إِلَى الْبَيْتِ وَأَغْلَقَا الْبَابَ. 11وَأَمَّا الرِّجَالُ الَّذِينَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ فَضَرَبَاهُمْ بِالْعَمَى، مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ، فَعَجِزُوا عَنْ أَنْ يَجِدُوا الْبَابَ 12. وَقَالَ الرَّجُلاَنِ لِلُوطٍ: «مَنْ لَكَ أَيْضًا ههُنَا؟ أَصْهَارَكَ وَبَنِيكَ وَبَنَاتِكَ وَكُلَّ مَنْ لَكَ فِي الْمَدِينَةِ، أَخْرِجْ مِنَ الْمَكَانِ، 13لأَنَّنَا مُهْلِكَانِ هذَا الْمَكَانَ، إِذْ قَدْ عَظُمَ صُرَاخُهُمْ أَمَامَ الرَّبِّ، فَأَرْسَلَنَا الرَّبُّ لِنُهْلِكَهُ». 14فَخَرَجَ لُوطٌ وَكَلَّمَ أَصْهَارَهُ الآخِذِينَ بَنَاتِهِ وَقَالَ: «قُومُوا اخْرُجُوا مِنْ هذَا الْمَكَانِ، لأَنَّ الرَّبَّ مُهْلِكٌ الْمَدِينَةَ». فَكَانَ كَمَازِحٍ فِي أَعْيُنِ أَصْهَارِهِ. 15وَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ كَانَ الْمَلاَكَانِ يُعَجِّلاَنِ لُوطًا قَائِلَيْنِ: «قُمْ خُذِ امْرَأَتَكَ وَابْنَتَيْكَ الْمَوْجُودَتَيْنِ لِئَلاَّ تَهْلِكَ بِإِثْمِ الْمَدِينَةِ». 16وَلَمَّا تَوَانَى، أَمْسَكَ الرَّجُلاَنِ بِيَدِهِ وَبِيَدِ امْرَأَتِهِ وَبِيَدِ ابْنَتَيْهِ، لِشَفَقَةِ الرَّبِّ عَلَيْهِ، وَأَخْرَجَاهُ وَوَضَعَاهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ. 17وَكَانَ لَمَّا أَخْرَجَاهُمْ إِلَى خَارِجٍ أَنَّهُ قَالَ: «اهْرُبْ لِحَيَاتِكَ. لاَ تَنْظُرْ إِلَى وَرَائِكَ، وَلاَ تَقِفْ فِي كُلِّ الدَّائِرَةِ. اهْرُبْ إِلَى الْجَبَلِ لِئَلاَّ تَهْلِكَ». 18فَقَالَ لَهُمَا لُوطٌ: «لاَ يَا سَيِّدُ. 19هُوَذَا عَبْدُكَ قَدْ وَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ، وَعَظَّمْتَ لُطْفَكَ الَّذِي صَنَعْتَ إِلَيَّ بِاسْتِبْقَاءِ نَفْسِي، وَأَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَهْرُبَ إِلَى الْجَبَلِ لَعَلَّ الشَّرَّ يُدْرِكُنِي فَأَمُوتَ. 20هُوَذَا الْمَدِينَةُ هذِهِ قَرِيبَةٌ لِلْهَرَبِ إِلَيْهَا وَهِيَ صَغِيرَةٌ. أَهْرُبُ إِلَى هُنَاكَ. أَلَيْسَتْ هِيَ صَغِيرَةً؟ فَتَحْيَا نَفْسِي». 21فَقَالَ لَهُ: «إِنِّي قَدْ رَفَعْتُ وَجْهَكَ فِي هذَا الأَمْرِ أَيْضًا، أَنْ لاَ أَقْلِبَ الْمَدِينَةَ الَّتِي تَكَلَّمْتَ عَنْهَا. 22أَسْرِعِ اهْرُبْ إِلَى هُنَاكَ لأَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَفْعَلَ شَيْئًا حَتَّى تَجِيءَ إِلَى هُنَاكَ». لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُ الْمَدِينَةِ «صُوغَرَ». (تك 19: 1-22).

أولا. انقطاع الرغبة في العبادة

:كانت العبادة جزء مهمّ من حياة إبراهيم ولوط في أرض كنعان

التكوين ٧:١٢، وَظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ: «لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ». فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ

التكوين ٨:١٢، ثُمَّ نَقَلَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى الْجَبَلِ شَرْقِيَّ بَيْتِ إِيل وَنَصَبَ خَيْمَتَهُ. وَلَهُ بَيْتُ إِيلَ مِنَ الْمَغْرِبِ وَعَايُ مِنَ الْمَشْرِقِ. فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ وَدَعَا بِاسْمِ الرَّبِّ

التكوين ١٨: ١٣، فَنَقَلَ أَبْرَامُ خِيَامَهُ وَأَتَى وَأَقَامَ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا الَّتِي فِي حَبْرُونَ، وَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ

.لا نقرأ عن عبادة لوط بعد نقل خيامه من أرض الموعد، إذ الخطيّة تقطع الرغبة في قلب المؤمن في العبادة

“…تخربطت عبادة كنيسة كورنثوس عندما دخلت الخطيّة إليها. “إن كان لأخيك شيء عليك

انقطاع الرغبة في العبادة هي من عوارض الجسديّة الروحيّة.” كما يشتاق الإيل إلى مجاري المياه هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله” تصير: كما لا يشتاق. “فرحت بالقائلين لي الى بيت الرب نذهب” … تصير: حزنت بالقائلين لي … تشعر أن العبادة بالكنيسة عبء على قلبك. أما بالنسبة إلى العبادة الفرديّة فتصبح شبه منقطعة

ثانيا. عدم التمييز الروحي

وَكَانَ أَهْلُ سَدُومَ أَشْرَارًا وَخُطَاةً لَدَى الرَّبِّ جِدًّا.” (تك 13: 13) ألم ينتبه لوط لأنْ أهل سدوم أشرار؟ هو يعرف أنهم أشرار ولكن ميزان التمييز الروحي تغيّر. أصبح المقياس ليس المقياس الروحي ولكن مقياس البحبوحة الشخصيّة. يعني صحيح هم أشرار ولكن: “أنا ساكن ببيت …  أنا غنمي يرعى …  أنا ما لا أحد يتدخل بإيماني بالرّب. أو لوط قائلَا على سبيل المثال: إبراهيم يتعبني:” انفصال انفصال قداسة قداسة” أمفتكر انه الوحيد المؤمن؟ لا بل يوجد مؤمنون في كل مكان

عندما يصبح مقياس الإنسان مختلف عن مقياس الرّب، تٌضرب القدرة على التمييز الروح.  وصية الرّب واضحة لنا في العهد الجديد: “امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ. تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ.” (1تس 5: 21) – “وَعِنْدَنَا الْكَلِمَةُ النَّبَوِيَّةُ، وَهِيَ أَثْبَتُ، الَّتِي تَفْعَلُونَ حَسَنًا إِنِ انْتَبَهْتُمْ إِلَيْهَا، كَمَا إِلَى سِرَاجٍ مُنِيرٍ فِي مَوْضِعٍ مُظْلِمٍ” (2بط 1: 19)

ثالثا. الميول للاهتمامات الدنيويّة

فَجَاءَ الْمَلاَكَانِ إِلَى سَدُومَ مَسَاءً، وَكَانَ لُوطٌ جَالِسًا فِي بَابِ سَدُومَ. فَلَمَّا رَآهُمَا لُوطٌ قَامَ لاسْتِقْبَالِهِمَا، وَسَجَدَ بِوَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ. 2وَقَالَ: «يَا سَيِّدَيَّ، مِيلاَ إِلَى بَيْتِ عَبْدِكُمَا وَبِيتَا وَاغْسِلاَ أَرْجُلَكُمَا، ثُمَّ تُبَكِّرَانِ وَتَذْهَبَانِ فِي طَرِيقِكُمَا». فَقَالاَ: «لاَ، بَلْ فِي السَّاحَةِ نَبِيتُ». 3فَأَلَحَّ عَلَيْهِمَا جِدًّا، فَمَالاَ إِلَيْهِ وَدَخَلاَ بَيْتَهُ، فَصَنَعَ لَهُمَا ضِيَافَةً وَخَبَزَ فَطِيرًا فَأَكَلاَ

وجوده عند باب المدينة هو دليل اهتمامات لوط. كان وجهاء المدينة يجلسون عند باب المدينة لكي يقضوا للناس ويحلوا المشاكل الاجتماعيّة. يبدو وكأنّ لوط حافظ على حسن الضيافة وعلى مستوى أخلاقي رفيع. لكنّه لم يكن في مشيئة الرّب.  بل كانت اهتماماته عالميّة. الاهتمامات العالميّة والدنيويّة ليست للمؤمن

تقول كلمة الرّب: “وَالَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ هذَا الْعَالَمَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَعْمِلُونَهُ. لأَنَّ هَيْئَةَ هذَا الْعَالَمِ تَزُولُ.” (1كو 7: 31) -” إِذًا نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ.” (2كو 5: 20) -” فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ. اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ.” (كو 3: 1-3)

رابعا. مهادنة العالم الشرير

لاَ تَفْعَلُوا شَرًّا يَا إِخْوَتِي …” يبدو لوط في هذا الموقف في وحدة حال مع شعب سدوم هو يناديهم “يا أخوتي” أي علامة الهدنة الواضحة مع شعب سدوم وعمورة الأشرار. كان متوقع من لوط أن يكون شاهد لبرّ الله وقداسته، لكن نجده في وحدة حال مع الأشرار. الرّب لم يدعُنا لكي نكون بوحدة حال مع الأشرار. كلمة “قديسين” تعني أن نكون بوحدة حال مع الرّب.نحن مدعوون من الرّب ومفرزون عن العالم

لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ». (1بط 1: 16)

إِذًا نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ.” (2كو 5: 20)

أنت كمؤمن مدعو لكي تكون مختلف عن العالم – أنت سفير للمسيح في العالم – من المفترض أن تكون مواقفك وتصرفاتك تعلن عن مبادئ وطنك السماوي. إحدى علامات الجسديّة الروحيّة هي عندما تهادن العالم وتشعر بوحدة حال معهم

خامسا. تدني المستوى الأخلاقي

فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ لُوطٌ إِلَى الْبَابِ وَأَغْلَقَ الْبَابَ وَرَاءَهُ 7وَقَالَ: «لاَ تَفْعَلُوا شَرًّا يَا إِخْوَتِي. 8هُوَذَا لِي ابْنَتَانِ لَمْ تَعْرِفَا رَجُلاً. أُخْرِجُهُمَا إِلَيْكُمْ فَافْعَلُوا بِهِمَا كَمَا يَحْسُنُ فِي عُيُونِكُمْ. وَأَمَّا هذَانِ الرَّجُلاَنِ فَلاَ تَفْعَلُوا بِهِمَا شَيْئًا، لأَنَّهُمَا قَدْ دَخَلاَ تَحْتَ ظِلِّ سَقْفِي

بالنسبة إلى لوط الخطيّة هي الشذوذ. لقد كان موقفه تجاه الشذوذ الجنسي موقف قوي. هو عارف أن المنطقة التي هو ساكن فيها موسومة بالشذوذ، لذلك ألحّ على زواره إنّه يدخلوا سقف بيته. ولكن أن يقدم ابنتاه للزنى فهذا محلّل!! تدني المستوى الأخلاقي هو من عوارض المؤمن الجسدي

يعرّب الإنسان أحيانًا الخطايا، مثلًا: يا للهول! واحد جلس واضعًا رِجِل على رِجِل خلال الاجتماع … واو ما هذه الخطيّة! لكن هو، مثلا، مؤمن بعد لم يطع الرّب بالمعموديّة. مؤمن قد يقول أيضًا: ” الشذوذ خطيّة كبيرة جدًا”، لكن الحشمة لا بأس… ودفن المواهب وعدم استخدامها لبنيان جسد المسيح لا بأس … قبول الإخوة جميعًا وغسل أرجلهم إذا لم أقم بهما لا بأس

لأَنَّكُمْ بَعْدُ جَسَدِيُّونَ. فَإِنَّهُ إِذْ فِيكُمْ حَسَدٌ وَخِصَامٌ وَانْشِقَاقٌ، أَلَسْتُمْ جَسَدِيِّينَ وَتَسْلُكُونَ بِحَسَبِ الْبَشَرِ؟ لأَنَّهُ مَتَى قَالَ وَاحِدٌ:«أَنَا لِبُولُسَ» وَآخَرُ:«أَنَا لأَبُلُّوسَ» أَفَلَسْتُمْ جَسَدِيِّينَ؟” (1كو 3: 3و4)

.إحدى عوارض الجسديّة هي عندما يتدنى مستوى طاعتك لكلمة الرّب

سادسا. فقدان التأثير الروحي

وَقَالَ الرَّجُلاَنِ لِلُوطٍ: «مَنْ لَكَ أَيْضًا ههُنَا؟ أَصْهَارَكَ وَبَنِيكَ وَبَنَاتِكَ وَكُلَّ مَنْ لَكَ فِي الْمَدِينَةِ، أَخْرِجْ مِنَ الْمَكَانِ، 13لأَنَّنَا مُهْلِكَانِ هذَا الْمَكَانَ، إِذْ قَدْ عَظُمَ صُرَاخُهُمْ أَمَامَ الرَّبِّ، فَأَرْسَلَنَا الرَّبُّ لِنُهْلِكَهُ». 14فَخَرَجَ لُوطٌ وَكَلَّمَ أَصْهَارَهُ الآخِذِينَ بَنَاتِهِ وَقَالَ: «قُومُوا اخْرُجُوا مِنْ هذَا الْمَكَانِ، لأَنَّ الرَّبَّ مُهْلِكٌ الْمَدِينَةَ». فَكَانَ كَمَازِحٍ فِي أَعْيُنِ أَصْهَارِهِ

فقد لوط تأثيره الروحي على الآخرين. كان كمازح في أعين أصهاره … لم يصدقوه: أنت مؤمن؟؟؟

هل أنت تتكلم معنا بالروحيّات؟

عندما يفقد المؤمن ملوحته في العالم تقع الكارثة الروحيّة. عندما يفقد المؤمن نوره في محيطه تقع الكارثة الروحيّة. «أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ.” (متى 5: 13)

إحدى علامات عوارض الجسديّة الروحيّة عندما تفقد تأثيرك في مجتمعك، ويتفاجأ الناس عندما تتحدث معهم في الأمور الروحيّة. لأن كلامك لا يتطابق مع تصرفاتك

سابعا. الكسل في التجاوب الروحي

وَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ كَانَ الْمَلاَكَانِ يُعَجِّلاَنِ لُوطًا قَائِلَيْنِ: «قُمْ خُذِ امْرَأَتَكَ وَابْنَتَيْكَ الْمَوْجُودَتَيْنِ لِئَلاَّ تَهْلِكَ بِإِثْمِ الْمَدِينَةِ». 16وَلَمَّا تَوَانَى، أَمْسَكَ الرَّجُلاَنِ بِيَدِهِ وَبِيَدِ امْرَأَتِهِ وَبِيَدِ ابْنَتَيْهِ، لِشَفَقَةِ الرَّبِّ عَلَيْهِ، وَأَخْرَجَاهُ وَوَضَعَاهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ

الكسل في التجاوب الروحي كان ظاهرا في حياة لوط. تقول كلمة الرّب “ولما توانى …” – تأخر في التجاوب. يعني لولا أمسكه الملاكان وأخرجاه لما كان له الرغبة في التجاوب. الجسديّة الروحيّة تقضي على النشاط الروحي

ثامنا. الفتور بالشركة مع المؤمنين

لا نلحظ أي علاقة بين لوط وإبراهيم، ولكننا نلحظ أكثر من مبادرة من إبراهيم تجاه لوط. إبراهيم أنقذ لوط من السبي والموت. إبراهيم صلى لأجل لوط وسدوم وعمورة. ولكن لوط تجنّب إبراهيم لأقصى مدى وصاهر أهل سدوم … لم يبحث عن زوجة لأولاده في أرض أجداده كما فعل إبراهيم. لوط أراد تجنّب إبراهيم المؤمن، لأن إحدى علامات الجسديّة الروحيّة هي الفتور بالشركة مع المؤمنين

لا تتفاجؤوا: المؤمن الجسدي لا يحبّ المؤمن الروحي

لا تتفاجؤوا: المؤمن الجسدي يبحث عن عيوب المؤمن الروحي لكي يبرر جسديّته

لا تتفاجؤوا: المؤمن الجسدي قد يصبح أكبر عدو ومضطهد للكنيسة وللمؤمنين

والسبب هو أنّ المؤمن الروحي يوبّخ المؤمن الجسدي بتصرفاته وسلوكه والتزامه وأمانته

وَلكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ.” (1يو 1: 7)

…في الختام، وجدت وجه شبه بين الجسديّة الروحيّة والتبولة. الجسديّة الروحيّة تشبه أكل التبولة

عندما يأكل أحد التبولة، تعلق البقدونس الخضراء على أسنانه البيضاء. المشكلة أن الإنسان نفسه لا يرى البقدونس على أسنانه. لكن كل الناس الآخرين يرونها

مشكلة المؤمن الجسدي هي انه هو نفسه لا يلاحظ وضعه … ولكن الآخرين يكونون قد رأونها في حياته

مرّة من المرّات، في المدرسة، جاء شاب من الشباب إلى الصفّ.  كان يوجد بقدونس على أسنانه. فنحن كنّا نمزح كثيرًا سويًا، فقلت له أنا: “شو مروّق تبولة؟”  أجاب: “لا” – سألته:” متى أكلت تبولة؟” قال لي: “البارحة ظهرًا”. فقلت له:” أيه، اذهب ونظف البقدونس من أسنانك

مشكلة المؤمن الجسدي … قيّم نفسك وانتبه للعوارض … واذكر من أين سقطت وتب. واطرح الجسديّة واسلك بالروح

لأن هذه هي مشيئة الرّب لحياتك


لسماع العظة الرجاء الضغط هنا