إنّ هدف المؤمن الأساسي في الحياة هو أن يعيش في مشيئة الرّب! أن يعيش في رضى الرّب! أن يخدم الرّب! أن يبشر الخطاة! أن يعيش بقداسة! أن يعيش بنصرة وغلبة على الخطيّة! نعم، هذه هي غاية حياة الإيمان
تبدأ الحياة الروحيّة بهذا الهدف: قراءة الكتاب المقدس، حضور الاجتماعات، تبشير، خدمة، تضحية. وفي منتصف الطريق يفشل الكثير من المؤمنين، وتتحول الحياة الروحيّة إلى روتين مملّة. تتحول الحياة الروحيّة لمجرد حياة عاديّة ولكن ضمن مجتمع آخر. غيرة، تناحر، انتقاد، تشكي، ضغينة، حقد، حسد، محبة ناقصة، عدم فرح بالعبادة، عدم حماس على الشهادة، عدم لهفة على حضور الاجتماعات … يا رب أرجوك… ماذا يحدث في حياتي؟
هذا الوضع ليس غريب عن كلمة الرّب. والهدف من كتابة معظم الرسائل في العهد الجديد هو معالجة هذا الموضوع. لأن في كلمة الرّب يوجد علاج. والعلاج في الكتاب المقدّس هو بحبّة دواء واحدة: الامتلاء بالروح القدس. قد تصدّق أو لا تصدّق … ولكن هذا هو العلاج، الامتلاء بالروح القدس. والمؤمنين في الكنيسة مثلنا واجهوا هذا الأمر. وكتب لهم الرّب بالوحي لكي يبقوا شعلة الحياة الروحيّة مضاءة. كتب لهم الرّب لكي يعيشوا بنصرة وغلبة وقوّة روحيّة. كانت كنيسة أفسس من الكنائس الناشطة والناهضة في القرن الأوّل ولكنّها كانت بحاجة لهذا الموضوع. كتب لهم بولس الرسول في رسالة أفسس عن أهميّة عمل الروح القدس في حياتهم ودوره في الحفاظ على حياة روحيّة مرتفعة. فماذا يعني أن تمتلئ؟ ماذا يحدث عندما تمتلئ؟ وكيف يمكن أن تمتلئ من الروح القدس؟
نقرأ ما جاء في أفسس 5: 18
وَلاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ الَّذِي فِيهِ الْخَلاَعَةُ، بَلِ امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ” (أف 5: 18)”
أولا. عندما تمتلئ بالروح … الأمر؟
الأمر واضح للمؤمنين “امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ ” – هناك وصيّة سلبيّة “وَلاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ الَّذِي فِيهِ الْخَلاَعَةُ”، تتبعها وصيّة إيجابيّة “بَلِ امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ
تشير كلمة الامتلاء في العهد الجديد إلى سيطرة الروح القدس على حياة المؤمن. الملء هو أن يعيش المؤمن تحت سيطرة الروح القدس
نقرأ في الكتاب المقدس عن الامتلاء بالحزن (يو 16: 6) –
نقرأ عن في الكتاب المقدس عن الامتلاء بالخوف (لو 5: 26) –
نقرأ عن الامتلاء بالغضب (لو 6: 11) –
نقرأ عن الامتلاء بالإيمان (أع 6: 5) –
نقرأ عن الامتلاء بالشيطان (أع 5: 3) –
.عندما يمتلأ المؤمن بهذه الأمور تسيطر على حياته وتؤثر عليه
هكذا أيضا عندما يمتلئ المؤمن بالروح القدس، يعيش تحت سيطرة وتأثير الروح القدس على حياته. هناك احتمال كبير أن يعيش المؤمن حياة بعيدة عن الامتلاء بالروح القدس
لقد كان المؤمنون في أفسس مختومين بختم الروح القدس: “الَّذِي فِيهِ أَيْضًا أَنْتُمْ، إِذْ سَمِعْتُمْ كَلِمَةَ الْحَقِّ، إِنْجِيلَ خَلاَصِكُمُ، الَّذِي فِيهِ أَيْضًا إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ” (اف 1: 13)
لهم قدوم بروح واحد إلى الآب: “لأَنَّ بِهِ لَنَا كِلَيْنَا قُدُومًا فِي رُوحٍ وَاحِدٍ إِلَى الآبِ” (اف 2: 18)
مبنيون معا مسكنا لله في الروح: ” الَّذِي فِيهِ أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيُّونَ مَعًا، مَسْكَنًا ِللهِ فِي الرُّوحِ .” (اف 2: 22)
لديهم القدرة على الحصول على قوّة الله: ” لِكَيْ يُعْطِيَكُمْ بِحَسَبِ غِنَى مَجْدِهِ، أَنْ تَتَأَيَّدُوا بِالْقُوَّةِ بِرُوحِهِ فِي الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ” (اف 3: 16)
هم في جسد واحد ولهم دعوة ورجاء واحد: “جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضًا فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ.” (أف 4: 4)
.لهؤلاء كتب بولس قائلًا: امتلئوا بالروح
ثانيا. عندما تمتلئ من الروح … النتيجة؟
لماذا؟ لأن ملء الروح القدس سيصنع منك مؤمن مختلف! مؤمن مؤثر! مؤمن بركة! مؤمن ناجح! مؤمن مكتفي! مؤمن عنده سلام! مؤمن علاقاته ناجحة مع الجميع! مؤمن ما عنده وقت للنميمة والحسد والانتقاد! مؤمن يختبر فرح ومجد الحياة الروحيّة في كل يوم من حياته! ماذا يحدث عندما تمتلئ بالروح القدس؟
ستُؤيَد بقوّة روحيّة عظيمة من كل نواحي حياتك: “لِكَيْ يُعْطِيَكُمْ بِحَسَبِ غِنَى مَجْدِهِ، أَنْ تَتَأَيَّدُوا بِالْقُوَّةِ بِرُوحِهِ فِي الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ
“سيغيّرك إلى شبه المسيح: ” لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ
سيجعل محبتك حقيقيّة: ” وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي الْمَحَبَّةِ، حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ
“.ستنمو في معرفتك للرّب: ” وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ اللهِ
ستختبر استجابات عظيمة لصلواتك: ” وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا
“ستمجد المسيح: ” لَهُ الْمَجْدُ فِي الْكَنِيسَةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ إِلَى جَمِيعِ أَجْيَالِ دَهْرِ الدُّهُورِ
ستكون بناء في الكنيسة: ” لَهُ الْمَجْدُ فِي الْكَنِيسَةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ إِلَى جَمِيعِ أَجْيَالِ دَهْرِ الدُّهُورِ
ستستطيع ان تسلك بحسب دعوة الرّب لك: ” أَنْ تَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ الَّتِي دُعِيتُمْ بِهَا.” …” بِكُلِّ تَوَاضُعٍ، وَوَدَاعَةٍ، وَبِطُولِ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْمَحَبَّةِ. مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ
سوف تقدر أن تخدم الرّب بموهبتك خدمة مرضيّة. سوف تستطيع أن تختبر القوّة للسلوك في قداسة، فتطرح الغضب، تتكلم بالصدق، تعمل الصالح بيديك، تعطي بسخاء، تسامح، تُرفع من حياتك كل مرارة وغضب وصياح وتجديف وخبث، وسوف تختبر اللطف والعطف على الناس – وتُعطى قوّة ضد الخطايا الجسديّة ” وَأَمَّا الزِّنَا وَكُلُّ نَجَاسَةٍ أَوْ طَمَعٍ فَلاَ يُسَمَّ بَيْنَكُمْ كَمَا يَلِيقُ بِقِدِّيسِينَ،” – وقوّة ضد النميمة واللسان الثالب ” وَلاَ الْقَبَاحَةُ، وَلاَ كَلاَمُ السَّفَاهَةِ، وَالْهَزْلُ الَّتِي لاَ تَلِيقُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ الشُّكْرُ
“.سوف تحصل على قوة لتظهر ثمر الروح القدس: ” لأَنَّ ثَمَرَ الرُّوحِ هُوَ فِي كُلِّ صَلاَحٍ وَبِرّ وَحَقّ
“.سيعطيك الرّب قوة لتوبيخ الخطيّة: “وَلكِنَّ الْكُلَّ إِذَا تَوَبَّخَ يُظْهَرُ بِالنُّورِ. لأَنَّ كُلَّ مَا أُظْهِرَ فَهُوَ نُورٌ
.ستحصل على قوة للسلوك بتدقيق وافتداء الوقت
سوف ينعكس ملء الروح القدس على عبادتك في الكنيسة: ” مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، مُتَرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ
“.سوف تنعكس على قبولك لإخوتك وخضوعك لهم ” خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ فِي خَوْفِ اللهِ
سوف تنعكس على حياة العائلة في خضوع الزوجة ومحبة الزوج ” أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ، أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا
سوف تنعكس في الحياة العائليّة ببركة خاصة من إكرام الأهل وطاعة الأولاد
سوف تنعكس على عملك وعلى العلاقات في العمل
سوف تمنحك قوّة في الحرب الروحيّة
سوف تعطيك قوّة لحياة البشارة والكرازة
ثالثا. عندما تمتلئ من الروح … الطريقة؟
كيف؟ تفريغ الذات من خلال التوبة عن الأنانيّة وعن المخططات الخاصة وعن الخطايا. تخضع نفسك للرّب. تطلب الملء بالصلاة. تطلب وجه الرّب في كل يوم. الطاعة اليومية لكلمة الرّب (الإصحاح 4 و5) الحياة الكنسيّة – السلوك – المواقف – التمثل بالرّب. تكرر هذه العمليّة في كل يوم بالخلوة، التي تتلخص بحياة الاستسلام اليومي للرب. الروح القدس يعينك لكي تطبّق كلمة الرّب في حياتك وتعيشها، وبالتالي تعيش تحت سيطرته
:يمكنك استخدام مثل الوعاء المملوء
حياتك مملوءة من ذاتك: دراستك – عملك – إنجازاتك – عائلتك – أنانيّتك
حياتك مملوءة من الخطيّة: الغضب – الانتقام – الشهوة – محبة المال – النميمة
حياتك مملوءة بالخدمة: الخدمة الروحيّة قد تكون غطاء للجسديّة – الخدمة عندما تكون أنانيّة وتهدف لتمجيد الذات – الكبرياء في الخدمة – أهمية المركز في الخدمة –أشخاص لا يخدمون في خدمة لا تأتي بالمجد لهم (توجد خدمات مُعثرة) –خدمة فيها حركة بدون بركة
عليك أن تفرّغ وعاءك لكي يملأك الروح القدس. تفرغ وعاءك بالتواضع والانكسار والاعتراف بالخطيّة أمام الرّب. عليك أن تضع وعاء حياتك تحت نبع الروح القدس. لا تستطيع أن تمتلئ بالروح القدس بينما تضع حياتك تحت ينابيع الخطيّة، بعيدا عن الرّب. عليك أن تأتي إلى الرّب. عليك أن تضع حياتك أمام الرّب بالصلاة: “أنا آتي إليك يا رب اليوم لكي تملأني منك”. الروح القدس اليوم يعمل من خلال كلمته – عمليّة الملء الروحي هي أن تسمح لكلمة الرّب أن تمتلك حياتك. عليك أن تكرر العملية في كل يوم من حياتك
في الختام، عندما تمتلئ من الروح القدس تحدث أمور عظيمة لمجد الرّب من خلال حياتك. عندما تمتلئ من الروح القدس تعيش حياة الانتصار. عندما تمتلئ من الروح القدس تختبر خدمة مباركة تمجد الرب وتعطيك الفرح والكفاية. عندما تمتلئ تحدث المعجزات هل تريد أن تمتلئ؟
هذا قراراك الشخصي … أي مؤمن تريد أن تكون؟