عمل الروح القدس و التكلم بألسنة

إن الروح القدس يعمل بالخليقة منذ بدء .فقد عمل الروح القدس في الخلق و نقل الوحي الكتابي من خلال إرشاد المؤمنين و عمل لإي تجسد المسيح وفي تأسيس الكنيسة و قيادتها كما كان يعمل في حياة الغير مؤمنين .

الروح القدس هو أحد أقانيم الله الثلاثة و هذا نراه من خلال إعلانات الكتاب المقدس فنرى في (تك 1:1-2 ) في البدء خلق الله السماوات والأرض و كانت الأرض خربة و خالية و على وجه الغمر ظلمة و روح الله يرف على وجه المياه ” إن الروح القدس كان من البدء و لم يخلق بل كان موجودا و كائنا بحد ذاته و قد شارك في عملية الخلق و نرى في( يوحنا 14 : 16 و 26 )” قال الرب يسوع أنا أطلب من الأب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم” و كلمة معزيا آخر تعني باللغة الأصلية مشابها و بنفس الفعالية نرى ألوهية الروح القدس أيضا بوضوح في حادثة في سفر أعمال الرسل (أعمال 5 : 3) “فقال بطرس يا حنانيا لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس و في العدد الرابع يقول أنت لم تكذب على الناس بل على الله و هنا نرى بكل وضوح إن الروح القدس هو الله كذلك الأمر في (متى 28 : 19 ) “فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم بإسم الأب و الإبن و الروح القدس “

و نرى كيف قال بإسم ولم يقل بأسماء لأنهم واحد و هنا يوجد الأب والإبن والروح القدس و نلحظ التأكيد على ذلك في رسالة يوحنا الأولى (5: 7 ) فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب و الكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هو واحد” فالروح القدس هو الأقنوم الثالث في الإله الواحد كما أعلن لنا الكتاب المقدس إن الروح القدس هو الله.
ويعلن لنا الكتاب أيضا عن عمل الروح القدس فالروح القدس شارك في عملية الخلق كما نرى من في (تك 1: 2) في (أي 33: 4) و(مز 104 : 30 )” ترسل روحك فتخلق وتجدد وجه الأرض ” فالروح القدس يعمل في الخلق وهو مؤلف الكتاب المقدس (2 بط 1 : 21 ) “لم تأتي نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسين مسوقين من الروح القدس ” فكان الروح القدس يسوق القديسين الأفاضل لكتابة الكتاب المقدس كما شارك الروح القدس في معجزة تجسد المسيح في (لوقا 1 : 35 ) و شارك أيضا في معجزة قيامة المسيح من الموت بحسب (رومية 1: 4 ) و (رومية 8: 11) و لكن لا يتوقف عمل الروح القدس على هذه الأمور بل يعمل أمور عظيمة في حياة المؤمنين و الغير مؤمنين فالروح القدس يشهد عن يسوع المسيح (يوحنا 15 : 26 ) كما إن الروح القدس يوبخ العالم على خطيئة و بر و دينونة (يوحنا 16 : 5 – 8) كما إن التجديد مرتبط بعمل الروح القدس و كلمة الله (يوحنا 3: 5 ) و (تي 3: 5) كما إن الروح القدس يعطي المؤمنين قوة (أعمال 1: )” ستنالون قوة متى حلً عليكم الروح القدس ” كما الروح القدس يعزي المؤمنين (يوحنا 16 : 7 ) المتعبين و الحزانى و يساعد المؤمنين و يشفع بهم في الصلاة (رومية 8 : 26 و 27 ) و يساعد المؤمن في فهم الحقائق الروحية عندما يقرأ الكتاب المقدس (1 يوحنا 2: 27 ) ويقود المؤمنين في العملية التبشيرية والأماكن التي يجب أن يبشروا فيها و ماذا يتكلمون .

و نعلم أيضا إن الروح يعطي المؤمنين المواهب و يوزع عليهم المواهب لكي يخدموا بعضهم البعض و لكي ينموا في معرفة الرب و يستمتعوا في حياتهم الروحية .

إن معمودية الروح القدس هي عملية داخلية يقوم بها الروح القدس لحظة التجديد .(1كو 12 : 13 ) لحظة التجديد يقوم الروح القدس بخلق الإنسان من جديد (2 كو 5: 17 ) و يعمل من الإنسان خليقة جديدة كما في هذه اللحظة يختن المؤمن و يضمه إلى شعب الرب (أف 1: 13 ) و يسكن في المؤمنين لحظة التجديد و لا يخرج من المؤمن (1 كو 3: 16 ) فهذه الأمور يفعلها الروح القدس لحظة التجديد و لا يعود و يفعلها فهذه تحصل في حياة المؤمن مرة و واحد و هي غير مرتبطة بالمعمودية العلنية التي يقدم إليه المؤمن لكي ينضم إلى الكنيسة بعد التلمذة . و عمل الروح القدس لا يتوقف لحظة التجديد فقط بل تكون علاقة عظيمة بين المؤمن و الروح القدس ، فالروح القدس هو المعلم و القائد للمؤمن فعل المؤمن أن ينتبه لأنه ممكن أن يحزن الروح القدس (أفسس 4 : 30 ) إذا ما كان يسلك حياته الروحية بإستهتار و إذا ما كان المؤمن يعيش حياة عالمية وفي الخطيئة كما من الممكن أن يطفىء المؤمن الروح القدس في حياته لذلك هناك وصية لنا من الرب أن نمتلئ من الروح القدس (أفسس 5: 18 ) لكي يظهر لنا ثمر في حياتنا (غلاطية 5 : 22 – 23 ) الذي هو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف و الكتاب يعلمنا كيف نمتلئ من الروح القدس من خلال القراءة و الصلاة و الخلوى مع الرب و من خلال الطاعة لوصية الرب .

الامتلاء بالروح القدس لا يعني لا يعني الرقص و التكلم بلغات غير مفهومة و سكينة الروح القدس. الروح القدس هو من يقسم المواهب الروحية لكل واحد حسب الحاجة و ليس بإستطاع المؤمن أن يختار ما يريد و يعمله بل الروح القدس هو من يرى ويعلم الحاجة و يعلم قدرة كل واحد فهو يوزع كما يشاء و الروح نفسه يظهر الموهبة للجميع في الكنيسة و على الأقل موهبة واحدة

( 1 كو 12 : 7 ) وَلَكِنَّهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ يُعْطَى إِظْهَار الرُّوحِ لِلْمَنْفَعَة

( 1 كو12 : 11 ) وَلَكِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا يَعْمَلُهَا الرُّوحُ الْوَاحِدُ بِعَيْنِهِ قَاسِماً لِكُلِّ وَاحِدٍ بِمُفْرَدِهِ كَمَا يَشَاءُ
( كو 12 : 18 ) وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ وَضَعَ اللهُ الأَعْضَاءَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهَا فِي الْجَسَدِ كَمَا أَرَاد
(1 كو 12:12 – 13) لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ هُوَ وَاحِدٌ وَلَهُ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ وَكُلُّ أَعْضَاءِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ إِذَا كَانَتْ كَثِيرَةً هِيَ جَسَدٌ وَاحِدٌ كَذَلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضاً. لأَنَّنَا جَمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضاً اعْتَمَدْنَا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ يَهُوداً كُنَّا أَمْ يُونَانِيِّينَ عَبِيداً أَمْ أَحْرَاراً. وَجَمِيعُنَا سُقِينَا رُوحاً وَاحِداً.

فالروح القدس يقسم لكل واحد من أجل المنفعة و من أجل تمجيد الرب و تكميل القديسين .فالمواهب أعطيت أيضا لكي نهتم ببعضنا البعض
لِكَيْ لاَ يَكُونَ انْشِقَاقٌ فِي الْجَسَدِ بَلْ تَهْتَمُّ الأَعْضَاءُ اهْتِمَاماً وَاحِداً بَعْضُهَا لِبَعْضٍ. ( 1 كو 12 :25)
و في 1كو 14 يعلمنا عن فكرة التكلم بألسنة و إرتباطها بعمل الروح القدس . فالعديد من الكنائس الخمسينية اليوم تعتمد على فكرة التكلم بألسنة و الرعشة الروحية فسنرى في العديد من الآيات التي تساعد في 1 كو 14


“9هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً إِنْ لَمْ تُعْطُوا بِاللِّسَانِ كَلاَماً يُفْهَمُ فَكَيْفَ يُعْرَفُ مَا تُكُلِّمَ بِهِ؟ فَإِنَّكُمْ تَكُونُونَ تَتَكَلَّمُونَ فِي الْهَوَاءِ!10رُبَّمَا تَكُونُ أَنْوَاعُ لُغَاتٍ هَذَا عَدَدُهَا فِي الْعَالَمِ وَلَيْسَ شَيْءٌ مِنْهَا بِلاَ مَعْنىً.”
22إِذاً الأَلْسِنَةُ آيَةٌ لاَ لِلْمُؤْمِنِينَ بَلْ لِغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ. أَمَّا النُّبُوَّةُ فَلَيْسَتْ لِغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ بَلْ لِلْمُؤْمِنِينَ
لأَنَّ اللهَ لَيْسَ إِلَهَ تَشْوِيشٍ بَلْ إِلَهُ سَلاَمٍ كَمَا فِي جَمِيعِ كَنَائِسِ الْقِدِّيسِينَ. 34لِتَصْمُتْ نسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُوناً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضا

و يشدد الرسول بولس في هذا المقطع على إن اللغات هي مفهومة و ليست غير مفهومة مثلما تمارسها بعض الجماعات الوثنية و في أيامنا هذه نرى هذا في بعض الكنائس الإنجليية الخمسينية و بعض الكنائس الكاثوليكية و عند المورمون و الإسلام الصوفيين و بعض الجماعات الملحدة .
و إن بعض المؤمنين في الكنائس الخمسينية تبني هذه العقيدة التكلم بألسنة غير مفهومة على هذا المقطع و سنثبت من خلال هذا المقطع إن هذا الموضوع غير موجود في كلمة الله ( إلهنا إله ترتيب و ليس إله تشويش فإن هذه الممارسة ليست عقيدة كتابية بل وثنية قد عثرت الكثيرين )
11فَإِنْ كُنْتُ لاَ أَعْرِفُ قُوَّةَ اللُّغَةِ أَكُونُ عِنْدَ الْمُتَكَلِّمِ أَعْجَمِيّاً وَالْمُتَكَلِّمُ أَعْجَمِيّاً عِنْدِي.

أكون عند المتكلم أعجمي : أي إذا كنت لا أعلم اللغة التي نتواصل بها مع الأخرين أكون أبربر لغة غير مفهومة و أن هذا التصرف الذي يظهر في بعض الكنائس اليوم هو تصرف غير مقبول أبدا لأنه لا يعكس صورة إله الكتاب المقدس بل تجعل من الأشخاص يبربرون لأنهم انحرفوا عن التعليم الصحيح لهذه الوصية
18أَشْكُرُ إِلَهِي أَنِّي أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةٍ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِكُمْ

و نحن نعلم إن بولس كان رسول الأمم فلا بد إن الله أنعم عليه بموهبة التكلم بألسنة أكثر من الأخرين لأنه كان يبشر بالكلمة لشعوب مختلفة فالله أنعم عليه أن يطقن لغاتهم لكي يوصلهم رسالة الإنجيل بوضوح فلو كان الرسول بولس يحتاج أن يتعلم كل هذه اللغات المفهومة فكان الأمر سيأخذ معه الكثير من الوقت فإن الله بحكمته العظيمة و عمل الروح القدس في المؤمنين إستخدم هذه الموهبة ليسهل البشارة و نشر الإنجيل ” كما إن الكتاب المقدس لم يكن فيما بعد مترجم إلى كل اللغات مثل أيامنا هذه ”

إِذاً الأَلْسِنَةُ آيَةٌ لاَ لِلْمُؤْمِنِينَ بَلْ لِغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ. أَمَّا النُّبُوَّةُ فَلَيْسَتْ لِغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ بَلْ لِلْمُؤْمِنِين

و هنا يوجه الرسول في المقطع إن الألسنة هي لغير المؤمنين لكي تصلهم رسالة الإنجيل فهذا الهدف الأساسي منها و يركز على الترتيب في الكنيسة و العمل دائما على أن تكون الكنيسة بركة لغير المؤمنين من الخارج فإن هذا الأمر ضروري جدا ” لذلك يشرح كيف تستخدم الموهبة في الكنيسة بشكل لائق و بترتيب لكي يكون كل شيء واضح لأن الروح القدس من غير الممكن أن يعمل أمر لكي يشوش على العبادة لذلك ما تمر به بعض الكنائس اليوم من تشويش و عدم الشهادة الصحيحة و أن تلعب دور المعثرة لكثيرين هذا لأنهم يختبئون تحت فكرة عمل الروح القدس والامتلاء بالروح القدس ولكن الامتلاء بالروح القدس ينتج ثمر الروح القدس الذي هو محب فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف . فواحد من صفات الامتلاء بالروح القدس هي التعفف أي ضبط النفس و ليس فقدان النفس و الرقص و الصراخ والكلام الغير مفهوم بل هو ضبط النفس والتصرف بإحترام في محضر الرب و بكل هيبة .