رسائل إلهيّة تحملها الكورونا إلى العالم – الجزء 3: تفاهة الكيان

:في طور معالجة سلسلة” رسائل إلهيّة من كورونا إلى العالم” تطرقنا إلى

الرسالة الأولى: عجز الإنسان

الرسالة الثانية: فشل الأديان

أما الآن، فسنتطرّق إلى الرسالة الإلهية الثالثة التي ترسلها الضيقة إلينا وهي تفاهة الكيان

.كان يظن فرعون والمصريون أنّهم قد صنعوا كيان قوي لمجتمعهم، المجتمع الذي لا يُقهر

المجتمع الذي يَقهر ولا يُقهر. خلال الصيف الماضي كنت في أوروبا وتقابلت مع اشخاص قلقين على الوضع في اوروبا من ناحية الهجرة والعمل واليورو والاقتصاد … ومنذ شهرين كنت في افريقيا وزرت السودان ورأيت الفقر والحزن والقلق الذي تعيشه قارة افريقيا … ونحن نعيش في لبنان بوطن الأزمات … أخيرًا، في بداية هذا الشهر كنت في أميركا. وما أن وطأت قدمي أميركا حتى شعرت وكأنني على كوكب آخر. الاقتصاد بأوجّه ، كل الناس مرتاحون ،كل شيء مؤمّن ، بلد فيه يطبّق المثل: اطلب تجد

ثم طلب مني أحد الرعاة أن أتوجه بكلمة إلى المؤمنين عن بركات الرّب لهم. قلت لهم “أنتم تعيشون على كوكب آخر، لذا لن تستطيعوا أن تقدّروا ما أنتم متنعّمون به إلا إذا زرتم بلدان العالم الأخرى .” ثم حدثت أزمة الكورونا …عايشت أنا شخصيًّا  الكورونا لمدة ثلاثة أيام في اميركا. لا أستطيع ان أصف لكم الهلع. نسبة شراء الاسلحة ارتفعت إلى 180 %. كان الأمريكيون يقفون طوابير طوابير أمام محلات الأسلحة والذخائر ، وأيضًا اُفرغت رفوف المحلات من الماء والادوية الاساسيّة والمحارم !هلع وخوف ورعب ونحن مازلنا نتحدث عن أقوى اقتصاد في العالم . جاءت جرثومة صغيرة وكشفت تفاهة الكيان. الإنسان صنع لنفسه كيان تافه

صدقوا أو لا تصدقوا، نحن في لبنان ما زلنا أفضل من غيرنا ، نسبة الخسائر عندنا أخف من غيرنا، لأننا أساسًا لا نمتلك شيء لنخسره . اتصل بي راعٍ صديقي ليسألني عن وضع الكورونا اذا ما أثّر على الاقتصاد.  نحن في الأصل شهدنا افلاس المحلات والشركات وتسكيرها حتى قبل الكورونا . أتت الكورونا وأفرجت عن المواطنين في لبنان إذ صار عندنا سبب لنبقى في البيوت ولا ندفع الفواتير. الإنسان في لبنان مفلس أساسًا، فهل سيصبح مفلس ونصف أو مفلسيْن ،أو “طفران” فهل يصبح طفران ونصف؟؟ نحن، اكثر من غيرنا، ندرك تفاهة الكيان

يعلن الكتاب المقدس قائلا: “وَالْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ.” (1يو 2: 17)

وَلكِنْ سَيَأْتِي كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ، يَوْمُ الرَّبِّ، الَّذِي فِيهِ تَزُولُ السَّمَاوَاتُ بِضَجِيجٍ، وَتَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِي فِيهَا.” (2 بط 3: 10)

فَبِمَا أَنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَنْحَلُّ، أَيَّ أُنَاسٍ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ فِي سِيرَةٍ مُقَدَّسَةٍ وَتَقْوَى؟ مُنْتَظِرِينَ وَطَالِبِينَ سُرْعَةَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الَّذِي بِهِ تَنْحَلُّ السَّمَاوَاتُ مُلْتَهِبَةً، وَالْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً تَذُوبُ. وَلكِنَّنَا بِحَسَبِ وَعْدِهِ نَنْتَظِرُ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً، وَأَرْضًا جَدِيدَةً، يَسْكُنُ فِيهَا الْبِرُّ.” (2 بط 3: 11-13)

نحن المؤمنون جماعة تعرف أن الكيان الذي يبنيه الانسان تافه، لأن الرّب قد أعلن لنا هذا في كلمته. أمام تفاهة الكيان عليك كمؤمن أن تعيش من أجل وطنك السماوي

لأَنَّ كَثِيرِينَ يَسِيرُونَ مِمَّنْ كُنْتُ أَذْكُرُهُمْ لَكُمْ مِرَارًا، وَالآنَ أَذْكُرُهُمْ أَيْضًا بَاكِيًا، وَهُمْ أَعْدَاءُ صَلِيبِ الْمَسِيحِ، الَّذِينَ نِهَايَتُهُمُ الْهَلاَكُ، الَّذِينَ إِلهُهُمْ بَطْنُهُمْ وَمَجْدُهُمْ فِي خِزْيِهِمِ، الَّذِينَ يَفْتَكِرُونَ فِي الأَرْضِيَّاتِ. فَإِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ،الَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، بِحَسَبِ عَمَلِ اسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْءٍ.” (في 3: 18-21)

فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ .” (كو 3: 1)”

.يرسل الله لنا من خلال الأزمة رسالة مضمونها تفاهة الكيان