نعيش في عصر الكورونا، الزمن الذي سوف يطبع في أذهاننا ذكريات لن ننساها إلى الأبد. كانت امرأة حامل بتوأم في زمن الكورونا فكان الطبيب يمزح معها قائلًا، “أسمي الواحد فيروس والآخر كورونا”. فأُعجبت الأم بالفكرة وأسمت المولودين: فيروس وكورونا. ستتذكر هذه الامرأة وكل من سيتقابل مع هذه العائلة أو أحد أفرادها أنّ ولد لهم أطفال في موسم الكورونا. ولكن الله يريد منك كمؤمن أن تتذكّر أمر آخر ناتج عن كورونا، أن توجد رسالة إلهيّة للمؤمن في زمن الكورونا. هذه الرسالة عنوانها: “تذكر العهد الإلهي معك”. الله يريد من المؤمن الذي يعيش في هذا العالم، أن يبقي عينيه على العهد. والرّب يعلم أن المؤمن لا بدّ من أن يمرّ في ضيقات كثيرة خلال رحلته على الأرض، ولكنّه يريد من المؤمن أن يتذكّر العهد الإلهي معه. وهذا ما نراه في حادثة الضربات العشر على مصر. فبينما كان الله يتعامل بعظمة قدرته مع المصريين ويوجّه رسائل مدويّة إلى فرعون وشعب مصر، كان يوجّه الرّب رسالة مختلفة تماما إلى شعبه. كان الرّب يوجه رسالة خاصة إلى شعبه. وما أن وصلت الضربات على مصر إلى ذروتها في الضربة العاشرة حتى أعلن الرّب عن عهد خاص يقيمه مع شعبه. سنرى العهد الذي أعلنه الرّب لشعبه، كما سنرى جوانب عديدة لهذا العهد، وكيف يؤثر علينا في مسيرتنا الروحيّة مع الرّب
يدوّن لنا الوحي هذه الأحداث في خروج اصحاح 12 و13 وسوف نرى ارتباط هذه الأعداد بخدمة الرّب يسوع وعهده الذي صنعه معنا. تقول كلمة الرّب في خروج 12: 1-14، “وَإِنْ كَانَ الْبَيْتُ صَغِيرًا عَنْ أَنْ يَكُونَ كُفْوًا لِشَاةٍ، يَأْخُذُ هُوَ وَجَارُهُ الْقَرِيبُ مِنْ بَيْتِهِ بِحَسَبِ عَدَدِ النُّفُوسِ. كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى حَسَبِ أُكْلِهِ تَحْسِبُونَ لِلشَّاةِ. ونُ لَكُمْ شَاةً صَحِيحَةً ذَكَرًا ابْنَ سَنَةٍ، تَأْخُذُونَهُ مِنَ الْخِرْفَانِ أَوْ مِنَ الْمَوَاعِزِ.كَلِّمَا كُلَّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ قَائِلَيْنِ: فِي الْعَاشِرِ مِنْ هذَا الشَّهْرِ يَأْخُذُونَ لَهُمْ كُلُّ وَاحِدٍ شَاةً بِحَسَبِ بُيُوتِ الآبَاءِ، شَاةً لِلْبَيْتِ. وَإِنْ كَانَ الْبَيْتُ صَغِيرًا عَنْ أَنْ يَكُونَ كُفْوًا لِشَاةٍ، يَأْخُذُ هُوَ وَجَارُهُ الْقَرِيبُ مِنْ بَيْتِهِ بِحَسَبِ عَدَدِ النُّفُوسِ. كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى حَسَبِ أُكْلِهِ تَحْسِبُونَ لِلشَّاةِ. تكُونُ لَكُمْ شَاةً صَحِيحَةً ذَكَرًا ابْنَ سَنَةٍ، تَأْخُذُونَهُ مِنَ الْخِرْفَانِ أَوْ مِنَ الْمَوَاعِزِ. وَيَكُونُ عِنْدَكُمْ تَحْتَ الْحِفْظِ إِلَى الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ. ثُمَّ يَذْبَحُهُ كُلُّ جُمْهُورِ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ فِي الْعَشِيَّةِ. وَيَأْخُذُونَ مِنَ الدَّمِ وَيَجْعَلُونَهُ عَلَى الْقَائِمَتَيْنِ وَالْعَتَبَةِ الْعُلْيَا فِي الْبُيُوتِ الَّتِي يَأْكُلُونَهُ فِيهَا. وَيَأْكُلُونَ اللَّحْمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَشْوِيًّا بِالنَّارِ مَعَ فَطِيرٍ. عَلَى أَعْشَابٍ مُرَّةٍ يَأْكُلُونَهُ. لاَ تَأْكُلُوا مِنْهُ نِيئًا أَوْ طَبِيخًا مَطْبُوخًا بِالْمَاءِ، بَلْ مَشْوِيًّا بِالنَّارِ. رَأْسَهُ مَعَ أَكَارِعِهِ وَجَوْفِهِ. وَلاَ تُبْقُوا مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ. وَالْبَاقِي مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ، تُحْرِقُونَهُ بِالنَّارِ. وَهكَذَا تَأْكُلُونَهُ: أَحْقَاؤُكُمْ مَشْدُودَةٌ، وَأَحْذِيَتُكُمْ فِي أَرْجُلِكُمْ، وَعِصِيُّكُمْ فِي أَيْدِيكُمْ. وَتَأْكُلُونَهُ بِعَجَلَةٍ. هُوَ فِصْحٌ لِلرَّبِّ. فَإِنِّي أَجْتَازُ فِي أَرْضِ مِصْرَ هذِهِ اللَّيْلَةَ، وَأَضْرِبُ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ. وَأَصْنَعُ أَحْكَامًا بِكُلِّ آلِهَةِ الْمِصْرِيِّينَ. أَنَا الرَّبُّ. وَيَكُونُ لَكُمُ الدَّمُ عَلاَمَةً عَلَى الْبُيُوتِ الَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا، فَأَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ، فَلاَ يَكُونُ عَلَيْكُمْ ضَرْبَةٌ لِلْهَلاَكِ حِينَ أَضْرِبُ أَرْضَ مِصْرَ. وَيَكُونُ لَكُمْ هذَا الْيَوْمُ تَذْكَارًا فَتُعَيِّدُونَهُ عِيدًا لِلرَّبِّ. فِي أَجْيَالِكُمْ تُعَيِّدُونَهُ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً.” (خر 12: 1-14)
.ما يميز المؤمن عن غير المؤمن اليوم، ليست الظروف التي يمرّ بها، ولكن الإله الحيّ الذي يسير معه
لقد عاين وشاهد موسى والشعب كل ما حلّ بالمصريين، ولكن تعاملات الرّب معهم، خلال نفس الظروف، كانت تعاملات مختلفة. وأراد الرّب من شعبه أن يفهم أنّه مميّز، بتعاملات الله معه في وسط العالم
في الوقت الذي كان الله مزمع أن يدين كل بيوت المصريين بموت الأبكار، كانت تعاملات لله مع شعبه مختلفة ليس فقط مع ذلك الجيل ولكن مع لأجيال القادمة على الشعب. “وَيَكُونُ لَكُمْ هذَا الْيَوْمُ تَذْكَارًا فَتُعَيِّدُونَهُ عِيدًا لِلرَّبِّ. فِي أَجْيَالِكُمْ تُعَيِّدُونَهُ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً.” (خر 12: 1-14).
فما هو هذا الأمر الذي ميّز شعب الرّب عن المصريين في ذلك الوقت؟
أولا. عهد الدمّ الذي يشير إلى لصليب
“فَإِنِّي أَجْتَازُ فِي أَرْضِ مِصْرَ هذِهِ اللَّيْلَةَ، وَأَضْرِبُ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ. وَأَصْنَعُ أَحْكَامًا بِكُلِّ آلِهَةِ الْمِصْرِيِّينَ. أَنَا الرَّبُّ. وَيَكُونُ لَكُمُ الدَّمُ عَلاَمَةً عَلَى الْبُيُوتِ الَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا، فَأَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ
في ذلك اليوم، كانت الرعدة على جميع البشر. ولكن ما يميز شعب الرّب هو الذبيحة التي أوصى بها شعبه، والتي صارت الفداء لأبكار شعب الرّب. في ذلك اليوم، اختبر شعب الرّب الحماية الخاصة والعناية الخاصة والنجاة من دينونة الله بسبب الذبيحة
وما هي مواصفات الذبيحة؟ “شاة بلا عيب …” – “خبز فطير …” = كمال الذبيحة-ة-
ماذا ينبغي أن يحصل؟ يجب أن تذبح ويرش الدمّ على أبواب البيت. = موت الذبيحة-
ما هي النتيجة؟ النجاة من ضربة الموت. = الخلاص من الموت الأبدي-
– لماذا كلّ هذا؟ كل هذا للإشارة إلى عمل أعظم سيفعله الله مع شعبه. كل هذا إشارة إلى المسيح وعمله العظيم على الصليب-
كيف ينبغي أن يتصرف بالذبيحة؟ وهكذا تأكلونه … = الشركة مع الرّب-
تذكروا يسوع في يوحنا 6: 53 عندما قال: “الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ، فَلَيْسَ لَكُمْ حَيَاةٌ فِيكُمْ.” هذه هي الصورة التي كانت في ذهن اليهود: أنّ المسيح لا بدّ من أن يموت، وأنّه لا خلاص بدون موته وبدون الشركة الصحيحة معه. هذا ما يميزك أيها المؤمن دمّ يسوع المسيح الغالي الذي سفك لأجلك. ما يميزك هو العهد الذي صنعه يسوع المسيح معك بالدمّ. ” وَكَذلِكَ الْكَأْسَ أَيْضًا بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلاً: «هذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ. وَأَخَذَ خُبْزًا وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: «هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي».” (لو 22: 19و20)
عندما تؤمن بالمسيح مخلص على حياتك، يضمّك الرّب إلى شعبه. هذا هو عهد محبة الله لك. أنت محبوب عند الرّب. تستطيع أن تسأل الرّب بأي لحظة كم تحبني؟ ويأتي الجواب حتى الموت وحتى الصليب. العريس بيوم الخطبة يأتي بهديّة ولكن يوم العرس يكون ثقل الهديّة علامة محبته. أكثر المسيح من قيمة عطيته فكانت دم غالي وثمين، بعدما نكس رأسه وأسلم الروح عربون محبّته. وهو الذي قال: لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ.” (يو 15: 13)
ماذا يعني أنك ابن العهد؟
أنّك مع الرّب والرّب معك، و أنه لا توجد قوّة في الكون تفصلك عن محبة الله. مكتوب عن الآب،”اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟” (رو 8: 32) “مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ». وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا. فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ، وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً، وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ، وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.” (رو 8: 35-39)
تذكّر عهد الرّب معك. قال الرّب يسوع لتلاميذه: ” قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ».” (يو 16: 33)
أين تجد سلامك؟
وجد شعب الرّب في العهد القديم سلامه بالذبيحة التي كانت تشير إلى المسيح. فكم بالحري نحن اليوم الذي سُقينا من دم الصليب وتنعمنا بخلاص المسيح الأكيد؟ الرّب لم يقل أنّك لن تجتاز في الضيق، ولكنّه قال سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم! هذا الذي يصنع الفرق كله، علاقتك بالرّب في هذه الظروف.
ثانيا. عهد الدمّ الذي يشير إلى الخروج لأرض الموعد
لم تكن أحداث الضربات العشر على مصر، وخروج الشعب من مصر، والفصح متفرقة ولكنّها كانت في صلب ومخطط وتوقيت الرّب. لقد أراد الرّب أن يطلق شعبه من مصر ويرجعهم إلى أرض العبوديّة. “لِذلِكَ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنَا الرَّبُّ. وَأَنَا أُخْرِجُكُمْ مِنْ تَحْتِ أَثْقَالِ الْمِصْرِيِّينَ وَأُنْقِذُكُمْ مِنْ عُبُودِيَّتِهِمْ وَأُخَلِّصُكُمْ بِذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ وَبِأَحْكَامٍ عَظِيمَةٍ” (خر 6: 6) مخطط الرّب لشعبه أن يعيش بحريّة. ولكن ليس ذلك فقط، بل أن يرجعوا لأرض الموعد أيضًا، إلى أرض كنعان. وهذا المخطط كان مرتبط بوعد الرّب لإبراهيم. “فَقَالَ لأَبْرَامَ: «اعْلَمْ يَقِينًا أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيبًا فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ، وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ. فَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ. ثُمَّ الأُمَّةُ الَّتِي يُسْتَعْبَدُونَ لَهَا أَنَا أَدِينُهَا، وَبَعْدَ ذلِكَ يَخْرُجُونَ بِأَمْلاَكٍ جَزِيلَةٍ.” (تك 15: 13و14)
مات ابراهيم ولكن وعد الرّب لنسله لم يمت. وعود الله أثبت من النظام الشمسي بحد ذاته. الآن حان وقت تنفيذ الوعد مع موسى، بأن يخرج الشعب من أرض العبوديّة إلى أرض كنعان. هل تعلم ماذا أخذ موسى معه من مصر؟ عظام يوسف. لماذا عظام يوسف؟ لأن يوسف أوصى بذلك علامة لصدق وعد الله
ما يقول الكتاب عن هذا الأمر: “وَأَخَذَ مُوسَى عِظَامَ يُوسُفَ مَعَهُ، لأَنَّهُ كَانَ قَدِ اسْتَحْلَفَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِحَلْفٍ قَائِلاً: «إِنَّ اللهَ سَيَفْتَقِدُكُمْ فَتُصْعِدُونَ عِظَامِي مِنْ هُنَا مَعَكُمْ».” (خر 13: 17)
هذا كان مخطط الرّب لشعب العهد القديم تهييئًا لولادة المسيح وللفداء. ولكن مخطط الرّب المستمر هو أن ندخل كنعان الروحيّة، وأورشليم السماويّة. “عَلَى رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، الَّتِي وَعَدَ بِهَا اللهُ الْمُنَزَّهُ عَنِ الْكَذِبِ، قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ” (تي 1: 2)
و اليوم، أتت الكورونا كي تذكرنا إنّنا بأرض العبوديّة وأنّ هذا العالم ليس مقرنا النهائي. هل نسيت صلاة يسوع للآب السماوي؟ “أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا، لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ.” (يو 17: 24). هل نسيتم وعد المسيح عندما قال: “آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا” (يو 14: 3). هل نسيتم أنّ موطننا هو السماء؟ “لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ.” (عب 11: 10)
“وَلكِنِ الآنَ يَبْتَغُونَ وَطَنًا أَفْضَلَ، أَيْ سَمَاوِيًّا. لِذلِكَ لاَ يَسْتَحِي بِهِمِ اللهُ أَنْ يُدْعَى إِلهَهُمْ، لأَنَّهُ أَعَدَّ لَهُمْ مَدِينَةً.” (عب 11: 16) ألا تشتاق للمكان الذي فيه: “سَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ».” (رؤ 21: 4)
يسأل المؤمن في هذه الظروف: ماذا يحدث في العالم اليوم؟ لقد قرب وقت الرحيل… قرب الوقت الذي فيه نترك كل شيء في هذا العالم وننطلق لنكون مع ربنا يسوع المسيح إلى الأبد. وكل ما تشتدّ الأزمات، ندرك بأن الوقت قد قرب. هللويا … يسوع قريب! “لِيَكُنْ حِلْمُكُمْ مَعْرُوفًا عِنْدَ جَمِيعِ النَّاسِ. اَلرَّبُّ قَرِيبٌ.” (في 4: 5) ماران آثا … الرب قريب. “فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضًا مَعَهُ. فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا
لأَنَّ انْتِظَارَ الْخَلِيقَةِ يَتَوَقَّعُ اسْتِعْلاَنَ أَبْنَاءِ اللهِ. إِذْ أُخْضِعَتِ الْخَلِيقَةُ لِلْبُطْلِ لَيْسَ طَوْعًا، بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذِي أَخْضَعَهَا عَلَى الرَّجَاءِ. لأَنَّ الْخَلِيقَةَ نَفْسَهَا أَيْضًا سَتُعْتَقُ مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلاَدِ اللهِ
فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعًا إِلَى الآنَ. وَلَيْسَ هكَذَا فَقَطْ، بَلْ نَحْنُ الَّذِينَ لَنَا بَاكُورَةُ الرُّوحِ، نَحْنُ أَنْفُسُنَا أَيْضًا نَئِنُّ فِي أَنْفُسِنَا، مُتَوَقِّعِينَ التَّبَنِّيَ فِدَاءَ أَجْسَادِنَا.” (رو 8: 17-23)
كيف يجب أن نعيش حياتنا؟
كانت وصيّة الرّب لخروج الشعب من مصر: “وَهكَذَا تَأْكُلُونَهُ: أَحْقَاؤُكُمْ مَشْدُودَةٌ، وَأَحْذِيَتُكُمْ فِي أَرْجُلِكُمْ، وَعِصِيُّكُمْ فِي أَيْدِيكُمْ. وَتَأْكُلُونَهُ بِعَجَلَةٍ
أما وصية الرّب لنا اليوم: وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ فَلَسْتُمْ فِي ظُلْمَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكُمْ ذلِكَ الْيَوْمُ كَلَصٍّ. جَمِيعُكُمْ أَبْنَاءُ نُورٍ وَأَبْنَاءُ نَهَارٍ. لَسْنَا مِنْ لَيْل وَلاَ ظُلْمَةٍ. فَلاَ نَنَمْ إِذًا كَالْبَاقِينَ، بَلْ لِنَسْهَرْ وَنَصْحُ. لأَنَّ الَّذِينَ يَنَامُونَ فَبِاللَّيْلِ يَنَامُونَ، وَالَّذِينَ يَسْكَرُونَ فَبِاللَّيْلِ يَسْكَرُونَ. وَأَمَّا نَحْنُ الَّذِينَ مِنْ نَهَارٍ، فَلْنَصْحُ لاَبِسِينَ دِرْعَ الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ، وَخُوذَةً هِيَ رَجَاءُ الْخَلاَصِ.” (1تس 5: 4-8). انظروا ما قاله الرب يسوع لتلاميذه عندما أخبر عن علامات الأيام الأخيرة: “وَمَتَى ابْتَدَأَتْ هذِهِ تَكُونُ، فَانْتَصِبُوا وَارْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ لأَنَّ نَجَاتَكُمْ تَقْتَرِبُ».” (لوقا 21: 28)
أخيرًا،هل أنت مستعد أو مثقّل بهموم الحياة؟ نحن في مرحلة الخروج …تذكرنا كورونا… يسوع قريب … افرحوا وارفعوا أعينكم للعلاء. أمستعد أنت للخروج أو أما زلت متمسك بالعبوديّة؟
تذكر عهد الدم … يسوع أعطاك عهد الدم، فبدمه افتداك وبدمه هو ضامن أبديّتك