الزمن الذي نعيش فيه زمن رديء. هو زمن الأمراض والضيقات الاقتصاديّة والماديّة. لا يمكننا أن ندفن رؤوسنا في التراب و أن نقول أن المؤمن لا يتأثّر. المؤمن يتأثّر ! العالم كله تحت تأثير كورونا. وهذا الوبأ وضع العالم تحت ضغوطات اقتصاديّة صعبة المؤمنون في كل مكان مهددون بخسارة وظائفهم وانقطاع معاشاتهم وخسارة أموالهم …ولكن وسط هذا الضيق كلّه هناك رسائل مباركة من الرّب لشعبه. رسالة الرّب لك اليوم في زمن كورونا الصعب: أنا أعتني بك. وهذا الوعد ليس مجرد كلام، ولكنه وعد ساري المفعول في كل يوم من حياة المؤمن، لأن الذي وعد هو صادق وأمين. ولدينا مثال تعاملات الله الصادقة مع شعبه عبر العصور كلّها. لدينا في الكتاب المقدّس تاريخ لتعاملات الله مع شعبه، عندما أخرج الرّب شعب العهد القديم من مصر إلى أرض الموعد، واعتنى بهم. وعندما اشترانا رّبنا يسوع المسيح بالدم الغالي أعطانا وعوده وكلمته قائلا: “مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ، لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ.” (1بط 5: 7). واليوم أريد أن نقرأ ما ذكّر به الرّب الجيل الثاني من الشعب الذي خرج من مصر عن تعاملاته وعنايته بهم. هذا الجيل الذي عاش في البريّة واختبر تحديات الجوع والعطش ورأى كيف اعتنى الرّب بهم هو نفسه الجيل الذي سيدخل أرض الموعد. بعد أربعين سنة من الخروج يقف موسى وهو في نهاية حياته ليشجع الجيل الآخر على التمسك بالرّب بأصعب الظروف. وإحدى أهم الاختبارات التي يتحدث عنها موسى هي عناية الرّب بشعبه في زمن الأزمات
.في سفر التثنية الإصحاح الثامن، نقرأ عن تعاملات الله مع شعبه وعنايته به في أصعب الظروف
«جَمِيعَ الْوَصَايَا الَّتِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا الْيَوْمَ تَحْفَظُونَ لِتَعْمَلُوهَا، لِكَيْ تَحَيَوْا وَتَكْثُرُوا وَتَدْخُلُوا وَتَمْتَلِكُوا الأَرْضَ الَّتِي أَقْسَمَ الرَّبُّ لآبَائِكُمْ. 2وَتَتَذَكَّرُ كُلَّ الطَّرِيقِ الَّتِي فِيهَا سَارَ بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ هذِهِ الأَرْبَعِينَ سَنَةً فِي الْقَفْرِ، لِكَيْ يُذِلَّكَ وَيُجَرِّبَكَ لِيَعْرِفَ مَا فِي قَلْبِكَ: أَتَحْفَظُ وَصَايَاهُ أَمْ لاَ؟ 3فَأَذَلَّكَ وَأَجَاعَكَ وَأَطْعَمَكَ الْمَنَّ الَّذِي لَمْ تَكُنْ تَعْرِفُهُ وَلاَ عَرَفَهُ آبَاؤُكَ، لِكَيْ يُعَلِّمَكَ أَنَّهُ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ مَا يَخْرُجُ مِنْ فَمِ الرَّبِّ يَحْيَا الإِنْسَانُ. 4ثِيَابُكَ لَمْ تَبْلَ عَلَيْكَ، وَرِجْلُكَ لَمْ تَتَوَرَّمْ هذِهِ الأَرْبَعِينَ سَنَةً. 5فَاعْلَمْ فِي قَلْبِكَ أَنَّهُ كَمَا يُؤَدِّبُ الإِنْسَانُ ابْنَهُ قَدْ أَدَّبَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. 6وَاحْفَظْ وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَسْلُكَ فِي طُرُقِهِ وَتَتَّقِيَهُ، 7لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ آتٍ بِكَ إِلَى أَرْضٍ جَيِّدَةٍ. أَرْضِ أَنْهَارٍ مِنْ عُيُونٍ، وَغِمَارٍ تَنْبَعُ فِي الْبِقَاعِ وَالْجِبَالِ. 8أَرْضِ حِنْطَةٍ وَشَعِيرٍ وَكَرْمٍ وَتِينٍ وَرُمَّانٍ. أَرْضِ زَيْتُونِ زَيْتٍ، وَعَسَل. 9أَرْضٌ لَيْسَ بِالْمَسْكَنَةِ تَأْكُلُ فِيهَا خُبْزًا، وَلاَ يُعْوِزُكَ فِيهَا شَيْءٌ. أَرْضٌ حِجَارَتُهَا حَدِيدٌ، وَمِنْ جِبَالِهَا تَحْفُرُ نُحَاسًا. 10فَمَتَى أَكَلْتَ وَشَبِعْتَ تُبَارِكُ الرَّبَّ إِلهَكَ لأَجْلِ الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ الَّتِي أَعْطَاكَ. 11اِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تَنْسَى الرَّبَّ إِلهَكَ وَلاَ تَحْفَظَ وَصَايَاهُ وَأَحْكَامَهُ وَفَرَائِضَهُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ. 12لِئَلاَّ إِذَا أَكَلْتَ وَشَبِعْتَ وَبَنَيْتَ بُيُوتًا جَيِّدَةً وَسَكَنْتَ، 13وَكَثُرَتْ بَقَرُكَ وَغَنَمُكَ، وَكَثُرَتْ لَكَ الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ، وَكَثُرَ كُلُّ مَا لَكَ، 14يَرْتَفِعُ قَلْبُكَ وَتَنْسَى الرَّبَّ إِلهَكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ، 15الَّذِي سَارَ بِكَ فِي الْقَفْرِ الْعَظِيمِ الْمَخُوفِ، مَكَانِ حَيَّاتٍ مُحْرِقَةٍ وَعَقَارِبَ وَعَطَشٍ حَيْثُ لَيْسَ مَاءٌ. الَّذِي أَخْرَجَ لَكَ مَاءً مِنْ صَخْرَةِ الصَّوَّانِ. 17وَلِئَلاَّ تَقُولَ فِي قَلْبِكَ: قُوَّتِي وَقُدْرَةُ يَدِيَ اصْطَنَعَتْ لِي هذِهِ الثَّرْوَةَ. 18بَلِ اذْكُرِ الرَّبَّ إِلهَكَ، أَنَّهُ هُوَ الَّذِي يُعْطِيكَ قُوَّةً لاصْطِنَاعِ الثَّرْوَةِ، لِكَيْ يَفِيَ بِعَهْدِهِ الَّذِي أَقْسَمَ لآبَائِكَ كَمَا فِي هذَا الْيَوْمِ. 19وَإِنْ نَسِيتَ الرَّبَّ إِلهَكَ، وَذَهَبْتَ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى وَعَبَدْتَهَا وَسَجَدْتَ لَهَا، أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ أَنَّكُمْ تَبِيدُونَ لاَ مَحَالَةَ. 20كَالشُّعُوبِ الَّذِينَ يُبِيدُهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِكُمْ كَذلِكَ تَبِيدُونَ، لأَجْلِ أَنَّكُمْ لَمْ تَسْمَعُوا لِقَوْلِ الرَّبِّ إِلهِكُمْ
هناك غنى كبير في هذا النصّ ولكن تركيزنا الآن على الإله العظيم الذي يعتني بنا. عندما نتحدث عن عناية الرّب مع شعب العهد القديم، نحن نتحدث عن شعب وليس عن عائلة أو فرد. نحن نتحدث عن عناية الرّب بأكثر من مليوني شخص خرجوا من مصر الى البرّية. نحن نتحدث عن عناية الرّب لمدة تفوق الأربعين سنة في البريّة. أتظّن أن الرّب الذي اعتنى بأكثر من مليوني شخص في البريّة لفترة أربعين سنة ليس قادرًا على أن يعتني بك؟ من السهل أن نركز على حاجاتنا وتحدياتنا … لذا قال يسوع في عظته على الجبل وهو يخاطب المؤمنين: “لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ، وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ
لماذا ركز المسيح على ثلاثة مواضيع رئيسيّة في كلامه؟
لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ، وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. لماذا التركيز على المـأكل والمشرب والملبس؟ لأن هذه الأمور تجسد حاجات الإنسان الضروريّة. هو يتكلّم عن الأمور الأساسيّة في الحياة التي تحتاجها لكي تعيش. هذه الأمور أيضا تذكّر الشعب اليهودي بما فعله الله في القديم وما سيفعله دائما مع أولاده
أولا: الاعتناء بطعامهم
“3فَأَذَلَّكَ وَأَجَاعَكَ وَأَطْعَمَكَ الْمَنَّ الَّذِي لَمْ تَكُنْ تَعْرِفُهُ وَلاَ عَرَفَهُ آبَاؤُكَ، …” في البريّة أطعم الرّب شعبه المنّ الذي من السماء. يقول الوحي في مز 78: 25، ” وَأَمْطَرَ عَلَيْهِمْ مَنًّا لِلأَكْلِ، وَبُرَّ السَّمَاءِ أَعْطَاهُمْ. أَكَلَ الإِنْسَانُ خُبْزَ الْمَلاَئِكَةِ. أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ زَادًا لِلشِّبَعِ.” (مز 78: 25) إلهنا عندما يريد أن يعتني بنا لا يطعمنا من الموجود ولكن يطعمنا من اللاموجود. إلهنا لا يحتاج إلى مواد أوليّة لكي يطعمنا إلهنا له القدرة أن ينزل منّا من السماء وسلوى. هو لا يتأثر بالاقتصاد العالمي ولا بغلاء بريمل البترول أو بقيمة العملة النقديّة … إلهنا يطعمنا من العدم. فله طرقه العجيبة والغريبة
فأحيانًا يطعمك بعرق جبينك. وهذه هي مشيئته الصالحة لنا. في بداية خدمتي، الرّب أعطاني بالإضافة لوظيفتي عمل إضافي بعد الظهر. وأحيانا يرسل لك غربانا كما فعل مع ايليا.
أمرت الغربان أن تعولك …وأحيانا يرسل لك أرملة لا أحد يتوقع منها شيء، لكي تعيلك كما فعل مع إيليا. وأحيانا أخرى يكسر الخبز ليطعمك من خمسة خبزات وسمكتين. وعندما تشتدّ الأزمات، له كل القدرة والسلطان بأن يرسل المنّ من السماء والسلوى حتى تغطي أرضك وحياتك وبيتك. أتى الوبأ كورونا ليرعب العالم ويهدد اقتصادات أكبر الدول وأصغرها. وحينها نسمع صوت راعي حياتنا ربنا يسوع يقول لنا،”اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ السَمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟” لا أدري كيف سيسدد الرّب احتياجاتنا … ولكن لي الثقة واليقين 100 بالمئة أن الرّب سيهتمّ بطعامنا. في أحد الأيام المرّة والجميلة في حياتي، اختبرت تعاملات الرّب الماديّة. كان يوم مرّ لأن ابنتي كانت في المستشفى وكان يوم جميل لأنّ ابنتي كانت ستخرج من المستشفى في ذلك اليوم. وتركت ابنتي الكبرى عند إحدى العائلات الغالية على قلبنا. في ذلك اليوم باركنا الرب وسدد فاتورة المستشفى. ولكن أمر واحد لاحظته أنّه ليس لدينا مال ليكفي لنهاية الشهر. ولكن هذا لم يشكل لنا أزمة لأنّ الرّب وعدنا بأن يسدد كل احتياج. فرجعنا من المستشفى لكي نسترجع ابنتنا التي كانت عند احدى العائلات لنتفاجأ بأن معها 300$. قالت لنا المرأة صاحبة البيت ان ضيف كريم وغني لا نعرفه ولا يعرفنا مرّ ليزورهم فرأى ابنتنا، فأراد ان يأخذها لكي تلعب مع بناته في مدينة الملاهي. ولكن العائلة لم تسمح بذلك بسبب عدم علمنا بالموضوع. فأخذ هذا الرجل 300$ ووضعم في يدها هديّة لها. لتاريخ اليوم نحن لا نعرف هذا الرجل وهو لا يعرفنا. أمر الرّب فكان …أقول لكم تأتي كورونا وتمضي كما تأتي المحن الاقتصاديّة وتمضي ،ويبقى إلهنا ثابت الى الأبد بعنايته الخاصة بأولاده … لماذا؟ “لأنّ أبوكم السماوي …” من هو أبونا السماوي؟ صاحب العهد وصاحب الوعود. هو الذي ضمن أبديتك وهو ضامن حاضرك ولن يتركك إله الأمانة والقدرة …
ثانيا: الاعتناء بلباسهم
نحن نتكلّم عن اكثر من مليوني شخص خرجوا من مصر وتكاثروا في البريّة. نحن لا نتكلم عن اقتصاد منظّم ومصانع للألبسة. نحن نتكلّم عن شعب في البريّة. بعد مضي أربعين سنة اختبر الشعب عناية الرّب بلباسهم. “4ثِيَابُكَ لَمْ تَبْلَ عَلَيْكَ”.”لِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِاللِّبَاسِ؟ تَأَمَّلُوا زَنَابِقَ الْحَقْلِ كَيْفَ تَنْمُو! لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ. وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا. فَإِنْ كَانَ عُشْبُ الْحَقْلِ الَّذِي يُوجَدُ الْيَوْمَ وَيُطْرَحُ غَدًا فِي التَّنُّورِ، يُلْبِسُهُ اللهُ هكَذَا، أَفَلَيْسَ بِالْحَرِيِّ جِدًّا يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟ وباء كورونا هو ما نراه اليوم بالعيان … وأما إلهنا وعظمته ومحبته ومعاملاته ووعوده فنحن نراه بالإيمان. لأن إلهنا أكبر من أن يستوعبه منطق بشري وزمن. المعركة اليوم بالنسبة إلى المؤمن هي معركة الإيمان! فهل ستثق بالرّب؟ خسرت وظيفتك … كيف ستستمرّ؟ “طاروا أموالك بالدولار” … كيف ستعيش؟ هل ستثق بالرّب الذي أطعم الملايين من اولاده وألبسهم ؟ هل ستثق بالرّب الذي أوصلك لهذا العمر؟ يسمح الرّب بهذا الوبأ وبهذه الظروف الصعبة لكي يمتحن ما في قلبك.”2وَتَتَذَكَّرُ كُلَّ الطَّرِيقِ الَّتِي فِيهَا سَارَ بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ هذِهِ الأَرْبَعِينَ سَنَةً فِي الْقَفْرِ، لِكَيْ يُذِلَّكَ وَيُجَرِّبَكَ لِيَعْرِفَ مَا فِي قَلْبِكَ: أَتَحْفَظُ وَصَايَاهُ أَمْ لاَ؟
إيمانك لا بدّ من أن يمتحن …هل أنت متمسك بالرّب أم هل أنت متمسك ببركات الرّب؟
سيحجب أحيانا الرّب بركاته عنك لكي يمتحن ما في قلبك. الظروف صعبة والأبواب مغلقة … ولكن تذكّر نحن لا نسلك بالعيان ولكن بالإيمان …نحن نسير مع إله فوق المنطق وفوق الضيقات
.نحن نسير مع إله يستطيع كل شيء ولا يعسر عليه أمر
ثالثا: الاعتناء بصحتهم
لم تكن رحلة الشعب من مصر إلى أرض الموعد سهلة. رجال ونساء وأطفال ورضّع يسيرون في البريّة صفوفًا صفوفًا، جحافل من الناس …من يستطيع أن يعتني بصحتهم؟ وبأ اليوم لا يستطيع العالم مع كل تطوره العلمي أن يوقفه. ماذا عن الأوبئة والعقارب والحيات والمخاطر في البريّة؟ ماذا عن تعب الجسد؟ “وَرِجْلُكَ لَمْ تَتَوَرَّمْ هذِهِ الأَرْبَعِينَ سَنَةً.” على هذه أيضا عنده سلطان؟ هو صاحب السلطان المطلق. يعتني بصحتك … يسهر على جسد ويهتم به. قال يسوع: “وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً؟” يوجد إله يهتمّ. أزمات صحيّة وأمراض ومستشفيات وأدوية … لكن من يهتمّ؟ إله يسهر على حياتك. صحتك بين يدي الرّب. اليوم في زمن كورونا نتعلّم كيف لا نقترب من الآخرين وكيف نغسل أيدينا وكيف لا نضعها على وجهنا وكيف نطهر ونعقّم كل ما ندخله إلى بيوتنا ، لنتوقى من فيروس كورونا … هل تعلم كم هو عدد الفيروسات في العالم؟ عدد الفيروسات الموجودة في العالم يفوق عدد نجوم السماء بأكثر من مليون ضعف. ليست كل الفيروسات سيئة … ولكن هذا هو عددها. من يضبطها ومن يحافظ علينا منها؟ الرّب إلهنا لولا سهره على أجسادنا، لما استطاع انسان واحد ان يعيش للحظة واحدة على الأرض. الإنسان بالنهاية سيموت ولكن رحلة حياته على الأرض هي رحلة عناية الله بجسده. من الضروري أن نتوقى ونتخذ اجراءات السلامة ولكن لنتذكّر دائما أن الرّب سهران على صحتنا. هل تعلموا كم ثانية توجد بالسنة؟ 31536000 ثانية بالسنة. اليوم، إذا كان عمرك 20 سنة وفي كل ثانية من الزمن أنت معرّض ان تلتقط فيروس قتّال، فهذا يعني أن الرّب قد حافظ عليك 630.720.000 مرّة. هو لم يجعل رجلك تتورّم في البريّة … توصل الإنسان مؤخرا لاختراع بطاريّة للقلب ويعتبره إنجازًا عظيمًا أن بطارية القلب تدوم بين 5 سنوات و15 سنة ثم تحتاج إلى تغيير … فما رأيك بذاك الذي عمل القلب وهو سهران على دقات القلب ويمشي جهازك الهضمي وجهازك العصبي وجهازك التنفسي ؟؟؟ من هو السهران على حياتك … ربّ المجد وحده سهران على حياتك … وعندما يسمح بأمر آخر، لديه خطّة ودرس ومشيئة
رابعا. الاعتناء بشرابهم
من المعروف والبديهي أن الماء هو من أساسيات الحياة. الإنسان لا يستطيع أن يعيش بدون ماء. وهذا كان تحدٍّ كبير بالنسبة إلى أكثر من مليوني شخص في البريّة. كيف سنشرب؟ 15الَّذِي سَارَ بِكَ فِي الْقَفْرِ الْعَظِيمِ الْمَخُوفِ، مَكَانِ حَيَّاتٍ مُحْرِقَةٍ وَعَقَارِبَ وَعَطَشٍ حَيْثُ لَيْسَ مَاءٌ. الَّذِي أَخْرَجَ لَكَ مَاءً مِنْ صَخْرَةِ الصَّوَّانِ. وهذا حدث عند خرج الشعب من مصر في خروج 17: “وَعَطِشَ هُنَاكَ الشَّعْبُ إِلَى الْمَاءِ، وَتَذَمَّرَ الشَّعْبُ عَلَى مُوسَى وَقَالُوا: «لِمَاذَا أَصْعَدْتَنَا مِنْ مِصْرَ لِتُمِيتَنَا وَأَوْلاَدَنَا وَمَوَاشِيَنَا بِالْعَطَشِ؟» فَصَرَخَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ قَائِلاً: «مَاذَا أَفْعَلُ بِهذَا الشَّعْبِ؟ بَعْدَ قَلِيل يَرْجُمُونَنِي». فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مُرَّ قُدَّامَ الشَّعْبِ، وَخُذْ مَعَكَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ. وَعَصَاكَ الَّتِي ضَرَبْتَ بِهَا النَّهْرَ خُذْهَا فِي يَدِكَ وَاذْهَبْ. هَا أَنَا أَقِفُ أَمَامَكَ هُنَاكَ عَلَى الصَّخْرَةِ فِي حُورِيبَ، فَتَضْرِبُ الصَّخْرَةَ فَيَخْرُجُ مِنْهَا مَاءٌ لِيَشْرَبَ الشَّعْبُ». فَفَعَلَ مُوسَى هكَذَا أَمَامَ عُيُونِ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ. وَدَعَا اسْمَ الْمَوْضِعِ «مَسَّةَ وَمَرِيبَةَ» مِنْ أَجْلِ مُخَاصَمَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَمِنْ أَجْلِ تَجْرِبَتِهِمْ لِلرَّبِّ قَائِلِينَ: «أَفِي وَسْطِنَا الرَّبُّ أَمْ لاَ؟».” (خر 17: 3-7) في هذا الوقت الذي ظنّ فيه الشعب أن موتهم قريب كان إله المعجزات حاضر لكي يسدد حاجتهم ويستحييهم. ولكن الصعب في المسألة كانت تذمر الشعب على الرّب. “وَدَعَا اسْمَ الْمَوْضِعِ «مَسَّةَ وَمَرِيبَةَ» مِنْ أَجْلِ مُخَاصَمَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَمِنْ أَجْلِ تَجْرِبَتِهِمْ لِلرَّبِّ قَائِلِينَ: «أَفِي وَسْطِنَا الرَّبُّ أَمْ لاَ؟».” الضيقة التي نمرّ بها هي امتحان مهمّ لعلاقتنا بالرّب
هل علاقتنا بالرّب مثل علاقة موسى بالرّب أم هل هي مثل علاقة الشعب بالرّب؟ هذا الامتحان ليس نظريا ولكن عملي. نظريّا: آمين وهللويا ونشكر الرّب …لكن عمليّا كيف؟ لما تأتي الضيقات، هل لديك الثقة بأنّ الرّب سهران على حياتك؟ أين المفتاح؟ “لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ.” (متى 6: 33) هذا هو المفتاح أن تبقي عينيك مركزة على مشيئة الرّب لكي تختبر عناية الرّب بك. معظم الأحيان تركز على ذاتك فيضعف إيمانك … لمن إن تركز على مشيئة الرّب تختبر عنايته. لاحظوا ما قاله موسى للجيل الآخر الذي سيدخل أرض الموعد
لم يقل لهم نريد أن يكون اقتصادنا قويًا ومدخولنا كبيرًا …كلا … إن كنتم تريدون أن تدخلوا أرض الموعد وتنجحوا إليكم التوجيه: «جَمِيعَ الْوَصَايَا الَّتِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا الْيَوْمَ تَحْفَظُونَ لِتَعْمَلُوهَا، لِكَيْ تَحَيَوْا وَتَكْثُرُوا وَتَدْخُلُوا وَتَمْتَلِكُوا الأَرْضَ الَّتِي أَقْسَمَ الرَّبُّ لآبَائِكُمْ. 2وَتَتَذَكَّرُ كُلَّ الطَّرِيقِ الَّتِي فِيهَا سَارَ بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ هذِهِ الأَرْبَعِينَ سَنَةً فِي الْقَفْرِ، لِكَيْ يُذِلَّكَ وَيُجَرِّبَكَ لِيَعْرِفَ مَا فِي قَلْبِكَ: أَتَحْفَظُ وَصَايَاهُ أَمْ لاَ؟ 3فَأَذَلَّكَ وَأَجَاعَكَ وَأَطْعَمَكَ الْمَنَّ الَّذِي لَمْ تَكُنْ تَعْرِفُهُ وَلاَ عَرَفَهُ آبَاؤُكَ، لِكَيْ يُعَلِّمَكَ أَنَّهُ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ مَا يَخْرُجُ مِنْ فَمِ الرَّبِّ يَحْيَا الإِنْسَانُ
… 6وَاحْفَظْ وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَسْلُكَ فِي طُرُقِهِ وَتَتَّقِيَهُ…10فَمَتَى أَكَلْتَ وَشَبِعْتَ تُبَارِكُ الرَّبَّ إِلهَكَ لأَجْلِ الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ الَّتِي أَعْطَاكَ. 11اِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تَنْسَى الرَّبَّ إِلهَكَ وَلاَ تَحْفَظَ وَصَايَاهُ وَأَحْكَامَهُ وَفَرَائِضَهُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ…” أين المفتاح؟ إن كنت تريد أن تختبر عناية الرّب بك عليك أن تطلب ملكوته وبرّه أوّلا … تضع وصاياه أوّلا … تتقدّس لكي ترى عجائبه في حياتك
في الختام، كورونا تهدد العالم ،لكن المؤمن في وسط العالم محفوظ بيد صاحب العهد الذي وعد أن يعتني به .رسالة الرّب لك اليوم يا مؤمن: لا تخف أنا اعتني بك … أنا لا اعرف كيف سيتعامل الرّب مع كل شخص منّا ، ولكن عندي الثقة بأن الرّب سيسدد حاجات اولاده ولن يعوزنا شيء من الخير لأنّه هو معنا
.فلنركز على وصاياه ومشيئته ونطلب ملكوته وبرّه … لنختبر عظمة عنايته بنا