من أصعب اختبارات الحياة هو الضياع، عندما لا يرى الإنسان الطريق أمامه. هذا شبيه بالوضع الذي يعيشه العالم بشكل عام، وبلدنا لبنان بشكل خاص. كل الآفاق مغلقة ولا يظهر أي بصيص أمل على أي من المستويات. إن كان طبيّا، العلماء والأطباء يبشروننا بالمزيد من الفيروسات والضحايا، أو إن كان اقتصاديّا، الآفاق كلّها مسدودة. لكن توجد رسالة مهمّة تحملها كورونا إلى المؤمن بالمسيح. في زمن الكورونا يقول الرّب: أنا أقود حياتك … هذا ما حدث مع شعب العهد القديم بعد الضربات على مصر. خرج الشعب من مصر، تاركًا وراءه استقراره ليسير في البريّة وراء الرّب. ما شجع شعب العهد القديم هو عهد الله معهم، وهذا هو ما يشجعنا اليوم. وما شجعهم أيضا هو عناية الرّب بهم في زمن الأزمات، وهذا هو أيضًا ما يشجعنا اليوم، أنّ الرّب يعتني بنا. ولكن تعاملات الله مع شعبه في وسط الأزمات لا تتوقّف عند هذا الحدّ
بل نعلم أن الله، في وسط الأزمات، يقود شعبه. ربما تبدو الآفاق مسدودة بالنسبة إليك، إذ لا تعلم ما يخبئه المستقبل لك. لا تعرف إن كانت ستبقى لك وظيفتك أم لا. لا تعلم إن كان سيبقى هذا البلد أم لا. لا تعلم إذا كانت ستصيبك كورونا أم لا. في وسط هذه الظروف توجد رسالة إلهيّة لك كمؤمن. إن كنت قد آمنت بالرّب يسوع المسيح واختبرت التجديد، أنت ضمن مخطط إلهي ثابت لا تغيّره الأزمات. بل في الأزمات، كما في كل وقت، الله يقود حياتك
ولكن في الأزمات ،عندما تفلت الأمور من بين أيادينا ونشعر بأننا عاجزون، نختبر قيادة الرّب لحياتنا بشكل أوضح
نقرأ ما حدث مع شعب العهد القديم في خروج 13: 21و22، “وَكَانَ لَمَّا أَطْلَقَ فِرْعَوْنُ الشَّعْبَ أَنَّ اللهَ لَمْ يَهْدِهِمْ فِي طَرِيقِ أَرْضِ الْفَلَسْطِينِيِّينَ مَعَ أَنَّهَا قَرِيبَةٌ، لأَنَّ اللهَ قَالَ: «لِئَلاَّ يَنْدَمَ الشَّعْبُ إِذَا رَأَوْا حَرْبًا وَيَرْجِعُوا إِلَى مِصْرَ». فَأَدَارَ اللهُ الشَّعْبَ فِي طَرِيقِ بَرِّيَّةِ بَحْرِ سُوفٍ. وَصَعِدَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مُتَجَهِّزِينَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. وَأَخَذَ مُوسَى عِظَامَ يُوسُفَ مَعَهُ، لأَنَّهُ كَانَ قَدِ اسْتَحْلَفَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِحَلْفٍ قَائِلاً: «إِنَّ اللهَ سَيَفْتَقِدُكُمْ فَتُصْعِدُونَ عِظَامِي مِنْ هُنَا مَعَكُمْ». وَارْتَحَلُوا مِنْ سُكُّوتَ وَنَزَلُوا فِي إِيثَامَ فِي طَرَفِ الْبَرِّيَّةِ.كَانَ الرَّبُّ يَسِيرُ أَمَامَهُمْ نَهَارًا فِي عَمُودِ سَحَابٍ لِيَهْدِيَهُمْ فِي الطَّرِيقِ، وَلَيْلاً فِي عَمُودِ نَارٍ لِيُضِيءَ لَهُمْ. لِكَيْ يَمْشُوا نَهَارًا وَلَيْلاً. لَمْ يَبْرَحْ عَمُودُ السَّحَابِ نَهَارًا وَعَمُودُ النَّارِ لَيْلاً مِنْ أَمَامِ الشَّعْبِ.” (خر 13: 17-22)
أولا. الله يقود شعبه في زمن الأزمات
من اليوم الأوّل لخروج الشعب من مصر، كان الله يسير أمامهم ويقودهم. “فَأَدَارَ اللهُ الشَّعْبَ فِي طَرِيقِ بَرِّيَّةِ بَحْرِ سُوفٍ.” قاد الله شعبه في البريّة والصحراء والقفار والصعوبات والتحديات في القديم وهو يقود حياتنا اليوم في البرية التي نعيش فيها. ومن اليوم الأوّل لخروج الشعب من مصر أعطاهم علامة خارجيّة لقيادته. “كَانَ الرَّبُّ يَسِيرُ أَمَامَهُمْ نَهَارًا فِي عَمُودِ سَحَابٍ لِيَهْدِيَهُمْ فِي الطَّرِيقِ، وَلَيْلاً فِي عَمُودِ نَارٍ لِيُضِيءَ لَهُمْ. لِكَيْ يَمْشُوا نَهَارًا وَلَيْلاً. لَمْ يَبْرَحْ عَمُودُ السَّحَابِ نَهَارًا وَعَمُودُ النَّارِ لَيْلاً مِنْ أَمَامِ الشَّعْبِ.” (خر 13: 17-22)
أعطى الرّب سحابة لتقود شعبه في النهار وعمود نار لكي يقود الشعب في الليل. اليوم ونحن في زمن الأزمات والتحديات والمخاطر والخسائر، علينا أن نتذكّر أنّنا نسير وراء الرّب وهو صاحب السلطان والقدرة، وهو يقود حياتنا في بريّة هذا العالم. قد تقول لي: “لماذا لا يعطينا الرّب سحابة لتقودنا؟” وأقول لك لأنّه اعطانا ما هو أعظم من السحابة. في العهد الجديد أعطانا الرّب الروح القدس المبارك. أنظر إلى ما يقوله الوحي: “لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ.” (رو 8: 14). هذا ما تنبأ عنه الرّب يسوع لتلاميذه: “وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ” (يو 16: 13)
ثانيا. الله يقود شعبه في مخططه في زمن الأزمات
ما حدث في حياة شعب العهد القديم ليس بالصدفة، كما أن ما يحدث معنا اليوم ليس بالصدفة أيضًا. إلهنا الحيّ والمبارك والقدوس، صاحب القلب الكبير والمحبة اللامتناهيّة يقود مخططه الخلاصي في العالم اليوم. لقد كان مخطط الله واضح لشعب العهد القديم، أرض الموعد. ونحن اليوم نسير في مخطط إلهي واضح نحو الحياة الأبديّة. والرّب اليوم يهيئ لنفسه شعبا … “الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا غَيُورًا فِي أَعْمَال حَسَنَةٍ.” (تي 2: 14) مخطط الرّب لنا اليوم ليس أن نأكل ونشرب لأننا غدا نموت … بولس الرسول عندما كلّم المؤمنين في كورنثوس خاطبهم بقساوة قائلا: “إِنْ كُنْتُ كَإِنْسَانٍ قَدْ حَارَبْتُ وُحُوشًا فِي أَفَسُسَ، فَمَا الْمَنْفَعَةُ لِي؟ إِنْ كَانَ الأَمْوَاتُ لاَ يَقُومُونَ، «فَلْنَأْكُلْ وَنَشْرَبْ لأَنَّنَا غَدًا نَمُوتُ!» (1كو 15: 32). نسي المؤمنون في كورنثوس الهدف العظيم المبني على قيامة المسيح والرجاء الأبدي. بولس حارب وحوش في أفسس … لماذا؟ لأنّه كان فاهمًا مخطط الرّب. الرّب سيقودك في الأزمات ولكن تذكّر أنّ الرب سيقودك في مخططه. لذلك، فالطريق الأنسب لمواجهة الأزمات، هو أن نفهم مخططه ونعرف دورنا فيه. هذا هو السؤال المهم الذي يجب أن يطرحه المؤمن على نفسه؟ هل أنا في مخطط الرّب؟ يوجد مؤمنون مثل موسى – ويوجد مؤمنون آخرون متذمرون كشعب الرّب. يوجد مؤمنون اليوم مثل بولس الرسول – ويوجد مؤمنون مثل اعضاء كنيسة كورنثوس. ما هو الفرق؟ الوجود في مخطط الرّب. هل أنا في مخطط الرّب؟
ثالثا. الله يقود شعبه بحكمة في زمن الأزمات
عرف الرّب أنّ الشعب لا يقدر أن يحارب وأنه غير مجهز للمواجهة، بل يحتاج إلى نضج ونموّ … هم غير مجهزون روحيّا ولا جسديّا. ما حدث بحسب العدد 17،”وَكَانَ لَمَّا أَطْلَقَ فِرْعَوْنُ الشَّعْبَ أَنَّ اللهَ لَمْ يَهْدِهِمْ فِي طَرِيقِ أَرْضِ الْفَلَسْطِينِيِّينَ مَعَ أَنَّهَا قَرِيبَةٌ، لأَنَّ اللهَ قَالَ: «لِئَلاَّ يَنْدَمَ الشَّعْبُ إِذَا رَأَوْا حَرْبًا وَيَرْجِعُوا إِلَى مِصْرَ». فَأَدَارَ اللهُ الشَّعْبَ فِي طَرِيقِ بَرِّيَّةِ بَحْرِ سُوفٍ.” كان الشعب في البريّة يريد أن يذهب مباشرة إلى أرض الموعد في رحلة حوالي 350 كلم. أي 15 يوم في السفر الجماعي. ولكن الرّب كان يعلم أن هذه الطريق القصيرة لن توصلهم إلى أرض الموعد. فقادهم في البريّة أربعين سنة، وخلال هذه الأربعين سنة، جهزهم الرّب للمواجهة وحضّرهم لدخول أرض الموعد. علم الله أن الشعب غير قادر على المواجهة ، لذا مخطط الله كان يقتضي أربعين سنة لدخول ارض الموعد، وليس الجيل الأوّل ولكن الجيل الثاني. كانت السنون في البريّة سنوات مليئة بقيادة الرّب بحكمة. الرّب يعرف كل شيء: الماضي والحاضر والمستقبل. هو من يقود حياتك بحكمة …في الظروف الصعبة، عينه عليك ويده ممدودة لمعونتك. من الممكن أن تكون قد فقدت عملك وتضع اللوم الرب، فعليك أن تسأل نفسك: هل أنت في مشيئته؟ لما طلب منك الرّب أن تعتمد وتنضم إلى كنيسة أو أن تكون أمين بعشورك وتقدماتك له أو لما طلب منك أن تتزوج بالإيمان أو لما طلب منك أن تعيش بقداسة، هل كنت تستسخف بالخطيّة؟
الرّب بحكمته يسمح بظروفك، لكي يحضّرك للحياة الأبديّة. هل ستفهم ما يقصده الرّب؟ يوجد مؤمنون مكرسون ويحبون الرّب ولكن ربما لم يختبروا بعد يدّ الرّب معهم في الضيقات … الرّب يريد بحكمته أنّ يجيزك في البريّة لكي ينميك روحيّا لتشابه المسيح. الظرف الذي أنت فيه والضيقة التي أنت فيها ليست بمعزل عن تدخلات الله. بالنسبة إليك الطريق السهل هو الأنسب. إن الرّب بحكمته يسمح بظروفنا الصعبة لكي يجهزنا ويحضرنا ولكي يعلمنا القداسة. الظروف الصعبة ليست دائما تأديبا للمؤمن ولكن قد تكون هكذا. لماذا يسمح الرّب بها؟ “لأَنَّ أُولئِكَ أَدَّبُونَا أَيَّامًا قَلِيلَةً حَسَبَ اسْتِحْسَانِهِمْ، وَأَمَّا هذَا فَلأَجْلِ الْمَنْفَعَةِ، لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ.” (عب 12: 10) ليس الطريق الذي نراه نحن لنفوسنا هو الأنسب، بل ما يراه الرّب لنا. ففي زمن الكورونا والأمراض والخسائر والتحديات … الرّب على عرشه وهو يقودك بحكمته لكي يهيئك لتكون نافعًا لخدمته ويهيئك للحياة الأبديّة معه
وسط الأزمات والضياع والآفاق المسدودة، يوجد إله عظيم، عالم بما يفعله. نحن نضيع، أما هو فثابت، لا يتغيّر وهو مسيطر على كل الظروف. أتذكّر عام 1988،كنت في طريقي إلى قبرص هربًا من الحرب بينما كان والداي في أميركا وكان مخططي أن ألحق بهم. وكان رجائي الوحيد هو السفر. كنت أطمح إلى سفر الى أميركا وأتعلّم وأمارس هواياتي الرياضيّة وكل ما يطمح إليه الإنسان في المكان الذي كنت أظنه أرض السعادة والفرح. ولكن الرّب كان عنده مشيئة أخرى، مشيئة كنت أجهلها، ولكن هو كان يعرفها …كانت الانتكاسة كبيرة عندما رُفضت من اُمنح تأشيرة دخول إلى اميركا، رجعت بالباخرة بيأس كبير. الأبواب كلها مغلقة أمامي والحرب في أوجّها. تعامل الرّب مع قلبي وأحضرني للتوبة وللتعرف عليه مخلصا. لقد رتّب لي الرّب بقيادته وبحكمته بين ليلة وضحاها الدخول إلى الجامعة لدراسة إدارة الاعمال. دربني الرّب في البريّة لأكثر من سبع سنوات، قد ظننت أنها سنوات ضياع. ولكن هو بسلطانه وحكمته قادني بكل خطوة. حتى عام 1994 عندما دعاني باسمي لأعظم دعوة، أن أكون خادمًا للإنجيل. كنت أجهل ما سيحدث في حياتي ولكنني تعلمت أن أسمح للرّب بأن يقودني
.أزمات كثيرة … تحديات كثيرة … ولكن منها جميعا أخرجني الرّب وأشبعني بركة
.واليوم في زمن التحديات أثق بأن إله الحكمة يقودني ويقود شعبه بالبركة في برية هذا العالم
رابعا. الله يقود شعبه بثقة في زمن الأزمات
إحدى أهمّ الفروقات بيننا وبين شعب العهد القديم في مرحلة الخروج هو أن شعب العهد القديم لم يكن لديه الوحي المكتوب. كان الرّب يتعامل مع الشعب من خلال موسى. وكان الشعب أحيانا يتساءل، لماذا موسى؟ وكيف يمكن أن نتأكد بأن الرب كلّم موسى؟ ولكي يزيل الرّب كل شك، استخدم السحابة أيضا لكي يعطي ثقة لشعبه في قيادته لهم. “وَكَانَ عَمُودُ السَّحَابِ إِذَا دَخَلَ مُوسَى الْخَيْمَةَ، يَنْزِلُ وَيَقِفُ عِنْدَ بَابِ الْخَيْمَةِ. وَيَتَكَلَّمُ الرَّبُّ مَعَ مُوسَى.” (خر 33: 9). كان الرّب يكلّم موسى في خيمة الاجتماع وكان عمود السحاب ينزل ويقف عند باب خيمة الاجتماع. على الجبل، تعامل الرّب مع موسى وأعطاه الشريعة. الله من خلال السحابة أيّد نبيّه موسى وفرزه لكي يعرف الشعب أن ما تكلم به موسى ليس من موسى ولكن من الله نفسه. الكتاب المقدّس الذي بين
أيادينا أعطي بقوّة إلهيّة لموسى ولجميع الأنبياء والرسل. ما يقوله الوحي: “لأَنَّهُ إِنْ كَانَتِ الْكَلِمَةُ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ صَارَتْ ثَابِتَةً، وَكُلُّ تَعَدٍّ وَمَعْصِيَةٍ نَالَ مُجَازَاةً عَادِلَةً، فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصًا هذَا مِقْدَارُهُ؟ قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا، شَاهِدًا اللهُ مَعَهُمْ بِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَقُوَّاتٍ مُتَنَوِّعَةٍ وَمَوَاهِبِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، حَسَبَ إِرَادَتِهِ.” (عب 2: 2-4)
ثبت الله كلمته لموسى وللشعب. والرّب ثبت كلمته لنا في العهد الجديد من خلال المعجزات التي ايّد الرسل بها. الرّب اليوم يقود شعبه من خلال الروح القدس ومن خلال الكلمة. تستطيع أن تنظر بثقة إلى كلمة الله كمرشد ودليل لحياتك. الروح القدس يقودك من خلال الكلمة
خامسا. الله يقود شعبه بنصرة في زمن الأزمات
التحدّي الأول الذي واجه شعب العهد القديم هو البحر الأحمر. فلدى خروجهم من أرض مصر وجههم الرّب نحو البريّة. وحصل ما لم يكن يتوقعه شعب الرّب. فبعد أن أطلق فرعون الشعب غيّر رأيه وأراد أن يردّ الشعب بالقوّة. فأخذ جيشه وتبع شعب الرّب. نرى أمامنا مشهدًا مؤلما. شعب الرّب المسالم الضعيف مع رجاله ونسائه وأطفاله، وخلفه جيش فرعون المتوحش بفرسانه وخيله وجنوده وسلاحه. صرخ الشعب لموسى. ماذا سنفعل؟ البحر أمامنا وفرعون وراءنا، ماذا سنفعل؟ تقول كلمة الرّب: “فَسَعَى الْمِصْرِيُّونَ وَرَاءَهُمْ وَأَدْرَكُوهُمْ” (خر 14: 9). “فَلَمَّا اقْتَرَبَ فِرْعَوْنُ رَفَعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ عُيُونَهُمْ، وَإِذَا الْمِصْرِيُّونَ رَاحِلُونَ وَرَاءَهُمْ. فَفَزِعُوِا جِدًّا، وَصَرَخَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ.” (خر 14: 9)
فكلّم الرّب موسى، وبناء على ذلك، خاطب موسى الشعب قائلا: “لاَ تَخَافُوا. قِفُوا وَانْظُرُوا خَلاَصَ الرَّبِّ الَّذِي يَصْنَعُهُ لَكُمُ الْيَوْمَ. فَإِنَّهُ كَمَا رَأَيْتُمُ الْمِصْرِيِّينَ الْيَوْمَ، لاَ تَعُودُونَ تَرَوْنَهُمْ أَيْضًا إِلَى الأَبَدِ” (خر 14: 13). لاحظوا قيادة الرّب وحضوره:”فَانْتَقَلَ مَلاَكُ اللهِ السَّائِرُ أَمَامَ عَسْكَرِ إِسْرَائِيلَ وَسَارَ وَرَاءَهُمْ، وَانْتَقَلَ عَمُودُ السَّحَابِ مِنْ أَمَامِهِمْ وَوَقَفَ وَرَاءَهُمْ. فَدَخَلَ بَيْنَ عَسْكَرِ الْمِصْرِيِّينَ وَعَسْكَرِ إِسْرَائِيلَ، وَصَارَ السَّحَابُ وَالظَّلاَمُ وَأَضَاءَ اللَّيْلَ. فَلَمْ يَقْتَرِبْ هذَا إِلَى ذَاكَ كُلَّ اللَّيْلِ. وَمَدَّ مُوسَى يَدَهُ عَلَى الْبَحْرِ، فَأَجْرَى الرَّبُّ الْبَحْرَ بِرِيحٍ شَرْقِيَّةٍ شَدِيدَةٍ كُلَّ اللَّيْلِ، وَجَعَلَ الْبَحْرَ يَابِسَةً وَانْشَقَّ الْمَاءُ
عندما يقودك الرّب، يقودك بالنصرة. شقّ الرّب البحر أمام شعبه. وأغرق المصريين بأعظم دينونة ملموسة على فرعون وجيشه. وعبر الشعب الى الضفة الأخرى واحتفل بنصرة خلاص الرّب
اسمع ما حدث: “بِالإِيمَانِ اجْتَازُوا فِي الْبَحْرِ الأَحْمَرِ كَمَا فِي الْيَابِسَةِ، الأَمْرُ الَّذِي لَمَّا شَرَعَ فِيهِ الْمِصْرِيُّونَ غَرِقُوا.” (عب 11: 29)
إذًا، ماذا يفعل المؤمن في زمن كورونا وفي اشتداد الأزمات؟ “لاَ تَخَافُوا. قِفُوا وَانْظُرُوا خَلاَصَ الرَّبِّ الَّذِي يَصْنَعُهُ لَكُمُ الْيَوْمَ” (خر 14: 13) إحدى الأحداث المؤثرة في زمن الكورونا، حدث صار مع أخت اعرفها أنا، امرأة قديسة بكل معنى الكلمة، مضحية ومعتمدة على الرّب، تعمل بجهد لكي تعيل ابنها. وبسبب الأوضاع، فقدت عملها ومصدر دخلها الوحيد . كنت أتحدث معها وأسألها عن وضعها وحاجتها. قالت لي:” قسيس بركات الرّب علي في هذه الأزمة أكثر من اي وقت مضى … أنا أشكرك … لكنني لست بحاجة لأي أمر … الرّب كافيني”. هل تعلم ما هو سر حياتها؟ ليس أنّها امرأة خارقة ولكن أنها أخت تؤمن بإله خارق وتسير معه. هذه الأخت انا أعرفها جيّدا، حتى بأصعب ظروف حياتها عندما تقبض معاشها تأتي بعشورها لبيت الرّب. هذه الأخت لا تغيب عن أي اجتماع للكنيسة، كما أنها تربي ابنها بخوف الرّب. هذه أخت، شعب الرّب هو شعبها، وكنيسة المسيح هي بيتها واسم المسيح على شفاهها ليلا ونهارا. هي تسمح للرّب بأن يقودها. وهنا يأتي سؤالي لك: هل أنت مؤمن تسمح للرّب بأن يقودك؟
…في زمن الأزمات يقول لك الرّب: لا تخف أنا أقود حياتك
هل ستثق بقيادته عندما تواجه البحر الأحمر ويطاردك فرعون من الخلف؟