دور الكنيسة في المساعدات الماديّة للناس بحسب تعليم كلمة الله

يكاد لا يمرّ أسبوع من دون أن يأتي أحد إلى الكنيسة طالبا من الكنيسة مساعدة ماديّة له ولعائلته. يكاد لا يمرّ شهر لا أسمع عن مؤمنين في الكنيسة يتحدثون عن المال والمساعدات الماديّة في الكنيسة. هذا الموضوع مشوّش عند أهل العالم … وهذا الموضوع مشوّش عند بعض المؤمنين

فما هو دور الكنيسة في المساعدات الماديّة بحسب كلمة الرّب؟ سؤال مهمّ قد يُطرَح من قبل الكنيسة والمؤمنين في الكنيسة. سؤال له جواب في كلمة الرّب. المال أساسي في عمل الرّب. في العهد القديم كان مهمّا في خدمة الهيكل وفي العهد الجديد مهمّ في الكنيسة

في العهد القديم قال الرّب: “أَيَسْلُبُ الإِنْسَانُ اللهَ؟ فَإِنَّكُمْ سَلَبْتُمُونِي. فَقُلْتُمْ: بِمَ سَلَبْنَاكَ؟ فِي الْعُشُورِ وَالتَّقْدِمَةِ. قَدْ لُعِنْتُمْ لَعْنًا وَإِيَّايَ أَنْتُمْ سَالِبُونَ، هذِهِ الأُمَّةُ كُلُّهَا. هَاتُوا جَمِيعَ الْعُشُورِ إِلَى الْخَزْنَةِ لِيَكُونَ فِي بَيْتِي طَعَامٌ، وَجَرِّبُونِي بِهذَا، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، إِنْ كُنْتُ لاَ أَفْتَحُ لَكُمْ كُوَى السَّمَاوَاتِ، وَأَفِيضُ عَلَيْكُمْ بَرَكَةً حَتَّى لاَ تُوسَعَ.” (ملاخي 3: 8-10)

في العهد الجديد قال الرّب: “أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ فِي الأَشْيَاءِ الْمُقَدَّسَةِ، مِنَ الْهَيْكَلِ يَأْكُلُونَ؟ الَّذِينَ يُلاَزِمُونَ الْمَذْبَحَ يُشَارِكُونَ الْمَذْبَحَ؟ هكَذَا أَيْضًا أَمَرَ الرَّبُّ: أَنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَ بِالإِنْجِيلِ، مِنَ الإِنْجِيلِ يَعِيشُونَ.” (1كو 9: 14)

إذًا ما هو مصدر المال في الكنيسة؟ هدف المال في الكنيسة؟ دور الكنيسة في المساعدات الماديّة؟

أولا. من أين يأتي المال إلى الكنيسة؟

عشور الإخوة: العشور والتقدمات كانوا مخطط الله لتسديد حاجات الهيكل في العهد القديم. وهو مخطط الرّب لتسديد حاجة الكنيسة في العهد الجديد. كل مؤمن عضو في كنيسة لديه التزام روحي أمام الرّب أن يكون أمين بعشوره للرّب

 تقدمات الإخوة: التقدمة هي العطاء من الـ 90% التي أعطاني إياها الرّب. 10% من مدخولي هو للرّب. والـ 90% أعطاني إياه الرّب لأتصرّف به. التقدمات هو ما تقدمه للرّب من حصّتك. مدخول الكنيسة هو من العشور والتقدمات. الكنيسة الكتابيّة ليست لديها أي وسيلة مدخول آخر، إلا من خلال عشور وتقدمات إخوة الكنيسة. فكرة أن الكنيسة لديها موارد وأموال طائلة هي فكرة غير كتابيّة. علينا أن ندرك أن الكنيسة مهما كبر حجمها وكثر أعضاؤها، لديها موارد محدودة ومعروفة المصادر من أعضائها

ثانيا. ما هو الهدف من المال في الكنيسة؟

:توجد أهداف محددة موضوعة من الرب للمال في الكنيسة. نلخصها بثلاثة أهداف

لتسديد حاجات الكنيسة الماديّة: “هَاتُوا جَمِيعَ الْعُشُورِ إِلَى الْخَزْنَةِ لِيَكُونَ فِي بَيْتِي طَعَامٌ، …” – لكي تستطيع الكنيسة أن تدفع فواتيرها. أجار للمكان، صيانة للمكان، شراء كتب مقدسة، إجراء مؤتمرات روحيّة ونشاطات بناءة لحياة الكنيسة، تأمين مواصلات للعابدين، دفع فواتير الكهرباء والهاتف … الخ

مثل ما كل شخص يهتم بمصاريف بيته، نحن كمؤمنين في عائلة المسيح في هذه الكنيسة نهتّم بمصاريف كنيستنا وعائلتنا الروحيّة من خلال عشورنا وتقدماتنا

لتسديد حاجات راعي الكنيسة أو رعاة الكنيسة: “هكَذَا أَيْضًا أَمَرَ الرَّبُّ: أَنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَ بِالإِنْجِيلِ، مِنَ الإِنْجِيلِ يَعِيشُونَ.” – ويكتب بولس للمؤمنين قائلا: “إِنْ كُنَّا نَحْنُ قَدْ زَرَعْنَا لَكُمُ الرُّوحِيَّاتِ، أَفَعَظِيمٌ إِنْ حَصَدْنَا مِنْكُمُ الْجَسَدِيَّاتِ؟” (1كو 9: 11) -” أَمَّا الشُّيُوخُ الْمُدَبِّرُونَ حَسَنًا فَلْيُحْسَبُوا أَهْلاً لِكَرَامَةٍ مُضَاعَفَةٍ، وَلاَ سِيَّمَا الَّذِينَ يَتْعَبُونَ فِي الْكَلِمَةِ وَالتَّعْلِيمِ” (1تيم 5: 17) – عبارة كرامة مضاعفة ليس فقط في الاحترام ولكن تشمل أيضا الإكرام المادي لخدام الرّب

لدعم المرسلين الذين ينشرون الإنجيل في العالم: “وَأَنْتُمْ أَيْضًا تَعْلَمُونَ أَيُّهَا الْفِيلِبِّيُّونَ أَنَّهُ فِي بَدَاءَةِ الإِنْجِيلِ، لَمَّا خَرَجْتُ مِنْ مَكِدُونِيَّةَ، لَمْ تُشَارِكْنِي كَنِيسَةٌ وَاحِدَةٌ فِي حِسَابِ الْعَطَاءِ وَالأَخْذِ إِلاَّ أَنْتُمْ وَحْدَكُمْ.” (في 4: 15)

فللكنيسة أهداف محددة في العالم، أهداف ذات طابع روحي. والناحية الماديّة في الكنيسة هي لتحقيق الأهداف الروحيّة. توزيع الأموال وإعانة الفقراء ليسا جزء من مهمّة الكنيسة في العالم. الله لديه مخطط آخر للفقراء في العالم. ويجب علينا أن نفهم فكر الرّب. الكنيسة هي مكان للعطاء وليست مكان للأخذ. إذا أنت مؤمن تفكّر في كيفية استفادتك من الكنيسة والأخذ منها، إعلَم أنّم متبنٍ مفهوم خاطئ يجب تغييره. لأن الكنيسة هي مكان للعطاء وليس للأخذ. ولأنّ الكنيسة لديها أهداف محددة للمال. قد تقول لي مهلا، في الكتاب المقدّس كانت الكنيسة توزع على الفقراء، المال والمأكولات وتهتم بالأرامل واليتامى. أليس كذلك؟ طبعًا. هناك دور للكنيسة في المساعدات الماديّة. فما هو هذا الدور؟

ثالثا. دور الكنيسة في المساعدات الماديّة في العهد الجديد

.يعلن الكتاب المقدّس عن دور الكنيسة في المساعدات الماديّة

توزيع التقدمات المخصصة للمساعدات الماديّة: “وَالأَمْلاَكُ وَالْمُقْتَنَيَاتُ كَانُوا يَبِيعُونَهَا وَيَقْسِمُونَهَا بَيْنَ الْجَمِيعِ، كَمَا يَكُونُ لِكُلِّ وَاحِدٍ احْتِيَاجٌ .” (أع 2: 45) – ليس للكنيسة موارد للمساعدات الماديّة ولكن الكنيسة مسؤولة عن توزيع التقدمات المخصصة للمساعدات الماديّة. هذا يعني إن كان أحد من أعضاء الكنيسة باع قطعة أرض وقدمها للكنيسة تخصص للمساعدات الماديّة، بحيث تقوم أمانة الصندوق في الكنيسة بتوزيعها بحسب المخصصات

لم تكن الكنيسة تستخدم العشور والتقدمات لمساعدات.  في أعمال 3 صعد بطرس ويوحنا إلى الهيكل وكان هناك رجل يستعطي عند باب الهيكل، “يسأل صدقة” (اع 3: 2) – قال له بطرس: ” فَقَالَ بُطْرُسُ: «لَيْسَ لِي فِضَّةٌ وَلاَ ذَهَبٌ، وَلكِنِ الَّذِي لِي فَإِيَّاهُ أُعْطِيكَ: بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَامْشِ” أع 3: 6

في أعمال الرسل الإصحاح 2 كانوا يوزعون مساعدات، لماذا لم يقل بطرس للرجل إذا في الإصحاح الثالث: نحن بالكنيسة عندنا صندوق مساعدات ويوجد إخوة يبيعون أملاكهم، وسنخصص لك حصّة؟

لأنّ الكنيسة الأولى فصلت ما بين التقدمات المخصصة وخدمة الكنيسة. في أعمال 4: 32-37، ” وَكَانَ لِجُمْهُورِ الَّذِينَ آمَنُوا قَلْبٌ وَاحِدٌ وَنَفْسٌ وَاحِدَةٌ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّ شَيْئًا مِنْ أَمْوَالِهِ لَهُ، بَلْ كَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مُشْتَرَكًا. وَبِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ كَانَ الرُّسُلُ يُؤَدُّونَ الشَّهَادَةَ بِقِيَامَةِ الرَّبِّ يَسُوعَ، وَنِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ كَانَتْ عَلَى جَمِيعِهِمْ، إِذْ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ أَحَدٌ مُحْتَاجًا، لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ كَانُوا أَصْحَابَ حُقُول أَوْ بُيُوتٍ كَانُوا يَبِيعُونَهَا، وَيَأْتُونَ بِأَثْمَانِ الْمَبِيعَاتِ، وَيَضَعُونَهَا عِنْدَ أَرْجُلِ الرُّسُلِ، فَكَانَ يُوزَّعُ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ كَمَا يَكُونُ لَهُ احْتِيَاجٌ. وَيُوسُفُ الَّذِي دُعِيَ مِنَ الرُّسُلِ بَرْنَابَا، الَّذِي يُتَرْجَمُ ابْنَ الْوَعْظِ، وَهُوَ لاَوِيٌّ قُبْرُسِيُّ الْجِنْسِ

الاهتمام بالأرامل بحسب المواصفات الكتابيّة : إحدى أهمّ الخدمات التي وجدت في الكنيسة الأولى هي خدمة الأرامل. “وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ إِذْ تَكَاثَرَ التَّلاَمِيذُ، حَدَثَ تَذَمُّرٌ مِنَ الْيُونَانِيِّينَ عَلَى الْعِبْرَانِيِّينَ أَنَّ أَرَامِلَهُمْ كُنَّ يُغْفَلُ عَنْهُنَّ فِي الْخِدْمَةِ الْيَوْمِيَّةِ.” (اع 6: 1) – يكتب بولس الرسول لتيموثاوس قائلا، “أَكْرِمِ الأَرَامِلَ اللَّوَاتِي هُنَّ بِالْحَقِيقَةِ أَرَامِلُ. وَلكِنْ إِنْ كَانَتْ أَرْمَلَةٌ لَهَا أَوْلاَدٌ أَوْ حَفَدَةٌ، فَلْيَتَعَلَّمُوا أَوَّلاً أَنْ يُوَقِّرُوا أَهْلَ بَيْتِهِمْ وَيُوفُوا وَالِدِيهِمِ الْمُكَافَأَةَ، لأَنَّ هذَا صَالِحٌ وَمَقْبُولٌ أَمَامَ اللهِ. … لِتُكْتَتَبْ أَرْمَلَةٌ، إِنْ لَمْ يَكُنْ عُمْرُهَا أَقَلَّ مِنْ سِتِّينَ سَنَةً، امْرَأَةَ رَجُل وَاحِدٍ، مَشْهُودًا لَهَا فِي أَعْمَال صَالِحَةٍ، إِنْ تَكُنْ قَدْ رَبَّتِ الأَوْلاَدَ، أَضَافَتِ الْغُرَبَاءَ، غَسَّلَتْ أَرْجُلَ الْقِدِّيسِينَ، سَاعَدَتِ الْمُتَضَايِقِينَ، اتَّبَعَتْ كُلَّ عَمَل صَالِحٍ. أَمَّا الأَرَامِلُ الْحَدَثَاتُ فَارْفُضْهُنَّ، لأَنَّهُنَّ مَتَى بَطِرْنَ عَلَى الْمَسِيحِ، يُرِدْنَ أَنْ يَتَزَوَّجْنَ” (1تيم 5: 11) لقد وضع الرّب ترتيب واضح في الكنيسة لخدمة المساعدات الماديّة للأرامل. يجب أن تتمتّع الأرملة بمواصفات معيّنة لكي تهتمّ بها الكنيسة. ويجب رفض الأرامل الحدثات لأنّهن قادرات على إعالة أنفسهن. وثم يضيف بولس الرسول قائلا: “إِنْ كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَوْ مُؤْمِنَةٍ أَرَامِلُ، فَلْيُسَاعِدْهُنَّ وَلاَ يُثَقَّلْ عَلَى الْكَنِيسَةِ، لِكَيْ تُسَاعِدَ هِيَ اللَّوَاتِي هُنَّ بِالْحَقِيقَةِ أَرَامِلُ.” (1تيم 5: 16).خدمة الأرامل محددة جدا وضيقة جدا في الكنيسة. هي ضرورة في حياة الكنيسة عندما تستدعي الحاجة. ولكن لاحظوا عبارة الوحي “ولا يثقّل على الكنيسة”، يثقل على ماذا؟ على خدمة الكنيسة الأساسيّة. وبالتالي يجب على الكنيسة أن تكون حساسة لخدمة الأرامل ولكن لا يجب على الكنيسة أن تجعل خدمة الأرامل هي خدمتها الرئيسيّة

الاهتمام بالأيتام: لا نقرأ عن أي خدمة للأيتام في كنائس العهد الجديد. ولكن هناك إشارة في رسالة يعقوب أنّ “اَلدِّيَانَةُ الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ عِنْدَ اللهِ الآبِ هِيَ هذِهِ: افْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ، وَحِفْظُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلاَ دَنَسٍ مِنَ الْعَالَمِ.” (يع 1: 27).رسالة يعقوب كتبت للمؤمنين المشتتين الأفراد وبالتالي وصيّة الاهتمام بالمتضايقين من اليتامى والأرامل هي ضروريّة للمؤمنين. ليس هناك إشارة لخدمة الكنيسة هنا ولكن لرأفة المؤمنين على الحاجات من حولهم

التبرع الطوعي من الكنيسة استجابة لكوارث مصيريّة عند المؤمنين: نقرأ في العهد الجديد عن بعض المحطات التي فيها جمع طوعي من الكنائس استجابة لحاجات عند المؤمنين. علمت الكنيسة في أنطاكية أن جوعا سيأتي على الساكنين في اليهوديّة فقررت الكنيسة أن تجمع عطاء خاص من المؤمنين لهذه الحاجة 

وَقَامَ وَاحِدٌ مِنْهُمُ اسْمُهُ أَغَابُوسُ، وَأَشَارَ بِالرُّوحِ أَنَّ جُوعًا عَظِيمًا كَانَ عَتِيدًا أَنْ يَصِيرَ عَلَى جَمِيعِ الْمَسْكُونَةِ، الَّذِي صَارَ أَيْضًا فِي أَيَّامِ كُلُودِيُوسَ قَيْصَرَ. فَحَتَمَ التَّلاَمِيذُ حَسْبَمَا تَيَسَّرَ لِكُلّ مِنْهُمْ أَنْ يُرْسِلَ كُلُّ وَاحِدٍ شَيْئًا، خِدْمَةً إِلَى الإِخْوَةِ السَّاكِنِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ.” (اع 11: 28و29)

لاحظوا دقّة الوحي، “فَحَتَمَ التَّلاَمِيذُ حَسْبَمَا تَيَسَّرَ لِكُلّ مِنْهُمْ أَنْ يُرْسِلَ كُلُّ وَاحِدٍ شَيْئًا، خِدْمَةً إِلَى الإِخْوَةِ السَّاكِنِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ.” لم يقل الوحي فاجتمعت الكنيسة وخصصت العشور والتقدمات الخاصة بالكنيسة لتلبية حاجات القديسين في اليهودية، بل كان الأمر فردي وطوعي. الكنيسة تتخذ القرار أحيانا بالاستجابة لحاجات معيّنة ولكوارث مصيريّة عند المؤمنين الآخرين. ليس لتلبية حاجات العالم وإشباع الجياع في الأرض

.نقرأ أيضا عن جمع آخر طلبه بولس من الكنائس في مكدونيّة لكنيسة أورشليم

“لأَنَّ أَهْلَ مَكِدُونِيَّةَ وَأَخَائِيَةَ اسْتَحْسَنُوا أَنْ يَصْنَعُوا تَوْزِيعًا لِفُقَرَاءِ الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ. اسْتَحْسَنُوا ذلِكَ، وَإِنَّهُمْ لَهُمْ مَدْيُونُونَ! لأَنَّهُ إِنْ كَانَ الأُمَمُ قَدِ اشْتَرَكُوا فِي رُوحِيَّاتِهِمْ، يَجِبُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَخْدِمُوهُمْ فِي الْجَسَدِيَّاتِ أَيْضًا.” (رو 15: 26و27)

إذًا، ما هو دور الكنيسة المحليّة في المساعدات الماديّة؟

الكنيسة توزّع المخصصات الماديّة التي يتبرع بها الشعب بكل أمانة –

الكنيسة ملزمة بإعانة الأرامل التي تنطبق عليهم المواصفات الكتابيّة –

الكنيسة قد تختار التجاوب مع بعض الأزمات والكوارث التي تطال المؤمنين بجمع عطاء خاص –

رابعا. ماذا عن أعضاء الكنيسة ألا يتساعدون من الكنيسة؟

وصيّة الرّب لمؤمني تسالونيكي: “فَإِنَّنَا أَيْضًا حِينَ كُنَّا عِنْدَكُمْ، أَوْصَيْنَاكُمْ بِهذَا: «أَنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُرِيدُ أَنْ يَشْتَغِلَ فَلاَ يَأْكُلْ أَيْضًا” (2تس 3: 10)

وصيّة للأرامل الحدثات: “فَأُرِيدُ أَنَّ الْحَدَثَاتِ يَتَزَوَّجْنَ وَيَلِدْنَ الأَوْلاَدَ وَيُدَبِّرْنَ الْبُيُوتَ، وَلاَ يُعْطِينَ عِلَّةً لِلْمُقَاوِمِ مِنْ أَجْلِ الشَّتْمِ.” (1تيم 5: 14)

وصيّة مسؤوليّة أهل البيت: “إِنْ كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَوْ مُؤْمِنَةٍ أَرَامِلُ، فَلْيُسَاعِدْهُنَّ وَلاَ يُثَقَّلْ عَلَى الْكَنِيسَةِ، لِكَيْ تُسَاعِدَ هِيَ اللَّوَاتِي هُنَّ بِالْحَقِيقَةِ أَرَامِلُ .” (1تيم 5: 16) – “وَلكِنْ إِنْ كَانَتْ أَرْمَلَةٌ لَهَا أَوْلاَدٌ أَوْ حَفَدَةٌ، فَلْيَتَعَلَّمُوا أَوَّلاً أَنْ يُوَقِّرُوا أَهْلَ بَيْتِهِمْ وَيُوفُوا وَالِدِيهِمِ الْمُكَافَأَةَ، لأَنَّ هذَا صَالِحٌ وَمَقْبُولٌ أَمَامَ اللهِ.” (1تيم 5: 4) – “وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْتَنِي بِخَاصَّتِهِ، وَلاَ سِيَّمَا أَهْلُ بَيْتِهِ، فَقَدْ أَنْكَرَ الإِيمَانَ، وَهُوَ شَرٌّ مِنْ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ.” (1تيم 5: 8)

فقط الأرامل المتطابقين مع المواصفات الكتابيّة يتساعدون من الكنيسة. لا يوجد ترتيب في كنيسة العهد الجديد أو وصيّة لكي يتساعد المؤمنين من صندوق الكنيسة

خامسا. إن كانت المؤسسات الإنسانيّة في المجتمع تساعد الناس، أليس بالحري على الكنيسة أن تساعد الناس ماديّا؟

في العالم هناك مؤسسات خيريّة وتوجد دول لديها أنظمة مساعدة – هذا جزء من الحياة الاجتماعية – أنا عندما أدخل المستشفى، أملأ أوراق الوزارة وأمضيها، ومن ثم أطرق باب مؤسسة خيريّة تساعدني. توجد في العالم مؤسسات خيريّة. الكنيسة ليست مؤسسة خيريّة بل هي مؤسسة روحيّة لها هدف وهو نشر الإنجيل في العالم. يوجد جزء مادي في خدمتها وحياتها، ولكنّ صلب خدمتها ليس خيريّ وماديّ. المؤمن هو جزء من مجتمع – المؤمن قد يستفيد من المؤسسات الخيريّة التي مهمّتها أن تساعد الناس ماديّا. أما هدف الكنيسة فهو روحي

سادسا. ألا تساهم المساعدات الماديّة في خلاص النفوس ونموّها؟

التجديد هو أمر يتعلّق بالثقة والاتكال على الرّب. “ليس لي فضة ولا ذهب ولكن الذي لي إياه أعطيك… قم احمل سريرك وامش”. على طريق دمشق لم يقل الرّب لشاول كيف سيسدد حاجته الماديّة ولكن كيف ستتغير حياته. مبدأ أن المساعدات الماديّة تساعد الإنسان ليتقرّب من الرّب هي خاطئة وتتعارض مع مبدأ

الإيمان وتسليم الحياة للرّب. الإنسان الذي يطلب المال هو إنسان استغلالي، معمي بالمال، لا يشبع مهما كثرت أمواله

أتذكّر رجل كان يأتي إلى الكنيسة. عندما مرض قدمنا له مساعدة 200$… بعده إلى حد الآن يتكلّم ضد الكنيسة. أتذكّر فتاتين تربّتا في الكنيسة اهتمينا بمؤتمراتهما وبمأكولهما … كانتا تتعمّدا الأذيّة للكنيسة

أتذكّر أيضًا لائحة من الأسماء الذين تلقوا المساعدة ولم نعد نراهم في الكنيسة …الإنسان الذي ينجذب إلى المسيح بسبب المال، سيترك المسيح عندما يجفّ المال. الإنسان المؤمن هو شخص معطاء: يعطي من قلبه ويعيش بالأمانة – مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ العطاء المادي لا ينعش روحيا ولا يجدد أحد

سابعا. ماذا لو كان هناك مؤمن محتاج في الكنيسة؟

:المؤمن مطالب بأن يتحمّل مسؤوليّته الماديّة عن نفسه وعائلته أمام الله

عليك أن تشتغل وتتعب وبعرق جبينك تأكل خبزك –

عليك أن تجد طرقة لتأمين عائلتك صحيّا بطريقة من الطرق في حال اضطررت لدخول المستشفى –

على المؤمن أن يكون أمين بعشوره وتقدماته للرّب لكي يختبر وعد الرّب له بتسديد الحاجات –

الرّب لديه طرق لكي يسدد حاجتك وأحيانا قد يستخدم مؤمنين آخرين في حياتك –

المؤمن المرتاح ماديّا عليه أن يكون حساسا لحاجات إخوته من حوله –

إذًا، ما هو دور الكنيسة في المساعدات الماديّة بحسب كلمة الرّب؟

الكنيسة هي مكان للعطاء وليس للأخذ –

الكنيسة ليست مؤسسة خيريّة –

الكنيسة كتابيّا لديها التزام تجاه الأرامل وتوزيع المساعدات –

أخبركم قصّة حدثت معنا عام 2005. جاء رجل على الكنيسة وبدأ بالالتزم – مهذب – مرتّب – محامي – أخبرناه كيف الشخص يتجدد، ولما سألته إن كان يحب أن يصلي، صلّى. دروس التلمذة … أخذها كلها. وقرر أن يتعمد وأن ينضم إلى الكنيسة. في هذه المرحلة نقلت الكنيسة بنائها إلى منطقة أخرى للسكن وحدثت معنا مشكلة. في اليوم الثاني بعد الهجوم على الكنيسة جاء إليّ هذا الرجل وقال لي التالي

أنا لا أقدر أن أنتظر بعد، أريد أن أعتمد. قلت له: الآن علينا اضطهاد ولدينا أولويات أخرى، من الممكن ألّا نستطيع القيام بالمعموديّة قريبًا. قال لي: أنا الشهر القادم أصبح بعمر التقاعد ولا أستطيع أن أنتظر أكثر. فسألته: ما هو قصدك؟ قال لي: أريد أن أتعمّد حتى أستطيع أن أقبض المال … قلت له متفاجئًا: هل أخبرناك نحن بهذا الأمر؟ قال: كلا. قلنا: هل رأيت هذا في دروس التلمذة؟ قال: كلا. وثم قال لي: “الناس الذين أرسلوني إليكم هم من قالوا لي هذا الأمر.” كان الرجل مهذبًا ولطيفًا واعتذر مني قائلًا: ” يمكن أنا أسأت الفهم، أنا أعتذر”. وغادر وما عدت رأيته منذ ذلك الوقت

في الختام، انتبه من أين تأتي بفكرتك عن المال في الكنيسة. خلال خدمتي الطويلة رأيت الكثير من المؤمنين يعيشون بمرارة وحزن وألم ونميمة تجاه موضوع المال، لأنّ فكرتهم عن المال في الكنيسة فكرة مشوّهة. المؤمن عنده إله عظيم يسدد حاجته ويبارك حياته ويبارك عمل يديه. ويعطيه لكي يكون بركة ومعطاء في كنيسة المسيح. أنا مؤمن بإله يسدد حاجتي … لكي أكون بركة في كنيستي. عندما يتحدث المؤمن عن موضوع المال، أعرف أنّه إما غير متجدد أو مؤمن سطحي ما يزال إله المال مسيطر على حياته. المسيح قال لا تقدرون أن تخدموا الله والمال. إما الله وإما المال. الذي يلهج بالمال، المال إلهه، والذي يلهج بالرب، فالرب إلهه

وأنت، من هو إلهك؟