بنيان الآخرين هو أمر عظيم … في مدرسة تعليم للاجئين، أتى أحد الأولاد وشارك مع المعلمة أن والده سيكافئه إذا تخرج بنجاح – فقررت المعلمة أن تعمل لهم شهادات وحفل تخرج وهكذا كان – ثم وضعت الصورة على الفايسبوك وكتبت تحتها أن الأولاد يتخرجون وكأنهم يتخرجون من جامعة أو بشهادة عالية – ولكن أنا قلت في قلبي هذه ليست عبارة وهميّة، بل قد تكون عبارة صحيحة، لأنّه لربما يصبح أحد الأولاد طبيبا ناجحا أو مهندسا أو ميكانيكيا، ويقول يومًا من الأيام لولا هذه المعلمة لما وصلت إلى ما وصلت إليه
كيف يمكن أن أكون مؤمن بنّاء؟ كيف يمكن أن ابني حياة الآخرين؟
.يتحدث الكتاب المقدس كثيرا عن حياة البنيان
ما هي الخطوات العملية لحياة البنيان الروحي؟
13فَلاَ نُحَاكِمْ أَيْضًا بَعْضُنَا بَعْضًا، بَلْ بِالْحَرِيِّ احْكُمُوا بِهذَا: أَنْ لاَ يُوضَعَ لِلأَخِ مَصْدَمَةٌ أَوْ مَعْثَرَةٌ. 14إِنِّي عَالِمٌ وَمُتَيَقِّنٌ فِي الرَّبِّ يَسُوعَ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ نَجِسًا بِذَاتِهِ، إِلاَّ مَنْ يَحْسِبُ شَيْئًا نَجِسًا، فَلَهُ هُوَ نَجِسٌ. 15فَإِنْ كَانَ أَخُوكَ بِسَبَبِ طَعَامِكَ يُحْزَنُ، فَلَسْتَ تَسْلُكُ بَعْدُ حَسَبَ الْمَحَبَّةِ. لاَ تُهْلِكْ بِطَعَامِكَ ذلِكَ الَّذِي مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِهِ. 16فَلاَ يُفْتَرَ عَلَى صَلاَحِكُمْ، 17لأَنْ لَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلاً وَشُرْبًا، بَلْ هُوَ بِرٌّ وَسَلاَمٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ. 18لأَنَّ مَنْ خَدَمَ الْمَسِيحَ فِي هذِهِ فَهُوَ مَرْضِيٌّ عِنْدَ اللهِ، وَمُزَكُى عِنْدَ النَّاسِ. 19فَلْنَعْكُفْ إِذًا عَلَى مَا هُوَ لِلسَّلاَمِ، وَمَا هُوَ لِلْبُنْيَانِ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ. 20لاَ تَنْقُضْ لأَجْلِ الطَّعَامِ عَمَلَ اللهِ.” (رو 14: 13-20)
.البناء القوي يحتاج إلى أساسات قويّة
أولا. الأساسات القويّة
اختبار الخلاص –
محبة الرّب من كل القلب –
محبة القريب كالنفس –
بدون هذا الأساس لا يمكن أن نبني علاقات ناجحة مع بعضنا البعض. الحياة الجديدة في المسيح هي حياة لها مفاهيم جديدة ونظرات جديدة للأمور. عدم وجود أولويات روحيّة في حياتنا لا يمكن أن يؤدي إلى بنيان حياة الآخرين
.البناء القوي يحتاج إلى آلات صحيحة
ثانيا. الآلات الصحيحة للبناء
القلب المحب: “وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ مَا ذُبحَ لِلأَوْثَانِ: فَنَعْلَمُ أَنَّ لِجَمِيعِنَا عِلْمًا. الْعِلْمُ يَنْفُخُ، وَلكِنَّ الْمَحَبَّةَ تَبْنِي.” (1كو 8: 1) – المحبة التي تقبل الآخر
السلوك المسؤول: ” «كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي»، لكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تُوَافِقُ. «كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي»، وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تَبْنِي.” (1كو 10: 23)
اللسان المضبوط: “لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ، حَسَبَ الْحَاجَةِ، كَيْ يُعْطِيَ نِعْمَةً لِلسَّامِعِينَ.” (أف 4: 29)
.البناء القوي يحتاج إلى المثابرة في العمل
ثالثا. المثابرة في البناء
“فَمَا هُوَ إِذًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ؟ مَتَى اجْتَمَعْتُمْ فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لَهُ مَزْمُورٌ، لَهُ تَعْلِيمٌ، لَهُ لِسَانٌ، لَهُ إِعْلاَنٌ، لَهُ تَرْجَمَةٌ. فَلْيَكُنْ كُلُّ شَيْءٍ لِلْبُنْيَانِ.” (1كو 14: 26)
البنيان يحتاج إلى مثابرة. يجب أن نبني بدون فشل ولا تردد. علينا البنيان ولا خيار لنا سوى البنيان
.البناء القوي يحتاج إلى تجنب الهدم
رابعا. تجنب الهدم في البناء
فَلْنَعْكُفْ إِذًا عَلَى مَا هُوَ لِلسَّلاَمِ، وَمَا هُوَ لِلْبُنْيَانِ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ.” (رو 14: 19)”
لِذلِكَ أَكْتُبُ بِهذَا وَأَنَا غَائِبٌ، لِكَيْ لاَ أَسْتَعْمِلَ جَزْمًا وَأَنَا حَاضِرٌ، حَسَبَ السُّلْطَانِ الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهُ الرَّبُّ لِلْبُنْيَانِ لاَ لِلْهَدْمِ.” (2كو 13: 10)
.البناء القوي ينتج فنّا جميلا وراقيا
خامسا. جمال حياة البنيان
حياة البنيان تجمّل حياة المؤمن البنّاء – المؤمن البنّاء يفرح بعمله عندما يرى نتائج. حياة البنيان تجمّل عائلة المؤمن البنّاء – المؤمن البنّاء للآخرين يؤثر في عائلتهم ويكون بناء في عائلته وتكون عائلته مبنيّة وبنّاءة. حياة البنيان تجمّل كنيسة المؤمن البنّاء – البنيان هو عدوى. عندما تبني تؤثر في حياة الآخرين ليكونوا هم أيضا بنّائين
في الختام، حياة البنيان الروحي هي حياة مباركة. وهي تبدأ بقرار وتستمر بقرارات يوميّة. علينا أن نجهز عدتنا جيدا. جهّز قلبك للمحبة – جهّز لسانك للبنيان – جهّز تصرفاتك. ابنِ على محبّة الرّب والعلاقة معه
.تجنب الهدم، ثابر في البناء، وتمتع بالنتائج