تعظيم الرّب … قوّة المؤمن في كل ظروف الحياة

من أين يأتي المؤمن بالمسيح بالقوّة في حياته؟  علمًا بأنّ ظروف المؤمن في العالم أصعب من ظروف الإنسان غير المؤمن. فالمؤمن في العالم يواجه كل التحديات التي يواجهها الناس الآخرون، وفوق كل ذلك يعيش حربًا روحيّةً ضروسًا ضد أجناد الشرّ الروحيّة. ليس على المؤمن مواجهة الضيقة الاقتصادية فقط … ولكن عليه أن يواجهها ويظهر ثمر الروح القدس في آنٍ معًا … على سبيل المثال، إذا طرد المؤمن من عمله، فهذا يتقبله بكل محبة وفرح وسلام وطول أناة ولطف وصلاح وإيمان ووداعة وتعفف …كما أنّ المؤمن لا يواجه الاضطهاد فقط … ولكن عليه مواجهته بكل محبة وفرح و …. فالمؤمن يواجه تحديات زمنيّة مثل كل العالم، ولكن تكون مصحوبةً بتحديات روحيّة

:والسؤال المهم

 من أين يأتي المؤمن بالقوّة في حياته؟

عمليًّا كيف يأخذ المؤمن قوّته؟ وكيف يستطيع أن يختبر القوّة في حياته؟ وهذا ما حصل مع شعب العهد القديم بعد خروجهم من مصر. عندما وقفوا أمام البحر الأحمر مرتعبين وخائفين وصرخوا إلى الرّب، ففتح الرّب البحر الأحمر أمامهم. هناك عبروا إلى أرض البحر اليابسة …حتى أنّ أرجلهم لم تتبلّل، ولم يغرقوا في الوحول. عبّرهم الرّب بقوّته ونعمته إلى الضفة الشرقيّة من البحر الأحمر. وهناك اختبر شعب الرّب حضور الرّب المبارك … وهناك أنشد موسى والشعب أوّل تسبيحة وترنيمة مدوّنة في الكتاب المقدّس. وهناك عبدوا الرّب بحمد، وفاض قلبهم بالشكر والتعظيم لجلالته … هناك اختبروا القوّة في حياتهم

سنرى مع بعضنا أجزاء هذه التسبيحة وكيف نستطيع أن نختبر القوّة في حياتنا

نقرأ ما جاء في خروج 15: 1-21

“1حِينَئِذٍ رَنَّمَ مُوسَى وَبَنُو إِسْرَائِيلَ هذِهِ التَّسْبِيحَةَ لِلرَّبِّ”. قبل ساعات معدودة من هذا الحدث كان الشعب في أحرج وضع في تاريخه. فرعون وجيشه وراءه والبحر الأحمر أمامه. هناك اختبر الشعب أعظم اختبار بالتاريخ البشري، عبّرهم الرّب في وسط البحر، وجاء بهم بسلام وأمان إلى الضفة الشرقيّة من البحر الأحمر. هناك تحولت دموع الخوف واليأس إلى دموع الفرح. وهناك فاض قلب موسى بالترنيم والتسبيح والعبادة للرّب. هناك كتب موسى أوّل ترنيمة مدوّنة في الكتاب المقدس وأوّل ترنيمة مدونة له. يوجد في الكتاب المقدس ثلاثة ترانيم كتبها موسى بالوحي خر 15 وتث 32 ومز 90. موسى كان رجل تسبيح وترنيم وعبادة. كان يعرف كيف يعبد الرّب ويسبحه ويعظمه. وهذه العلاقة المباركة كانت مصدر قوّته

وبينما كان موسى يعبر البحر الأحمر، كان قلبه من الداخل، مبتهجاً ومتهللاً بنصرة إلهه، فكتب هذه الترنيمة. وما أن اجتاز كل الشعب إلى الضفة الأخرى من البحر الأحمر حتى قاد موسى الشعب بهذه التسبيحة. تقول كلمة الرّب: “حِينَئِذٍ رَنَّمَ مُوسَى وَبَنُو إِسْرَائِيلَ هذِهِ التَّسْبِيحَةَ لِلرَّبِّ”. عبادة الرّب وتسبيحه هي قوّتنا. العبادة في حياتنا، ليست أمر نفعله لله. بل هو ردّ فعل طبيعي لما فعله الله معنا. العبادة هي ما يستحقه الله من قبلنا. ليس لأنّ هذا يشعرنا بالراحة وليس لأنّ هذا يستعطف قلب الله. كلا. ولكن لأنّ الرّب إلهنا يستحق العبادة، يستحق السجود، يستحق الإكرام، يستحق أن نرنم ونهلل له ونلهج باسمه القدوس في كل لحظة من حياتنا. العبادة في العالم لها مفاهيم كثيرة. فبعض الناس يعبدون الله حتى يرضى عليهم … وبعضهم يعبدونه حتى يشعروا بمشاعر دينيّة وأحاسيس روحيّة تفرحهم …  إن العبادة بحسب الكتاب المقدس، تبدأ بالله الذي يستحق العبادة … فأمام أعمال الله العظيمة في حياتنا، يفيض قلبنا بالعبادة والتسبيح. العبادة ليست لنسترضي الله، ولكنّها حقّ طبيعي لله علينا، وعلى كل عظائمه في حياتنا. فالعبادة ليست لكي تفرح أنت ولا تتعلق بكيف تشعر، ولكنّها ردّة فعل قلبيّة لإدراكك لعظمة الرّب

فقد كتب موسى هذه التسبيحة بعد أن أدرك تعاملات الله معه. هذه التسبيحة اسمها تسبيحة موسى المذكورة في سفر الرؤيا اصحاح 15.  “وَهُمْ يُرَتِّلُونَ تَرْنِيمَةَ مُوسَى عَبْدِ اللهِ، وَتَرْنِيمَةَ الْخَرُوفِ قَائِلِينَ: «عَظِيمَةٌ وَعَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ! عَادِلَةٌ وَحَقٌّ هِيَ طُرُقُكَ يَا مَلِكَ الْقِدِّيسِينَ!” (رؤ 15: 3) تسبيحة الخروف مذكورة في رؤيا 5: 9، “وَهُمْ يَتَرَنَّمُونَ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً قَائِلِينَ: «مُسْتَحِق أَنْتَ أَنْ تَأْخُذَ السِّفْرَ وَتَفْتَحَ خُتُومَهُ، لأَنَّكَ ذُبِحْتَ وَاشْتَرَيْتَنَا للهِ بِدَمِكَ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ وَأُمَّةٍ” إن هذا العبور في البحر الأحمر كان يحمل مدلولاً رمزيًا لخلاص المسيح. ففي الصليب، “اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا” (رو 5: 8) نحن الذين كنّا في عبوديّة الخطيّة وفي اليأس والتعاسة ومصيرنا الدينونة الأبديّة وكان مصيرنا المحتوم الهلاك والعذاب الأبدي. جاء الرّبّ يسوع وغيّر الصورة كلّها. دخل الله على المشهد. وقبل أن نعبده وقبل أن نحبه وقبل أن نرضيه … مات المسيح لأجلنا. العبادة هي أن تفهم محبة الله لك وتقبل نعمة المسيح للخلاص، ونتيجة هذا الاختبار المبارك يفيض قلبك بالتسبيح والتهليل والعبادة. قوّة المؤمن أن يعيش حالة الخلاص وفيض محبة الله في كل لحظة من حياته. فنتيجة ذلك، يفيض قلبه بالعبادة والتسبيح للرّب

أولا. المؤمن الذي يفرح بعبادة يحيا بقوّته

وَقَالُوا: «أُرَنِّمُ لِلرَّبِّ فَإِنَّهُ قَدْ تَعَظَّمَ. الْفَرَسَ وَرَاكِبَهُ طَرَحَهُمَا فِي الْبَحْرِ.” كل يوم جديد في حياتنا هو يوم نختبر فيه أمانة الرّب معنا. تعظم الرّب في ذلك اليوم عندما شقّ البحر … وتعظم الرّب أمس عندما سدّد حاجتي وشفاني وأعانني وقاد حياتي … إلهنا إله التعاملات المباركة في كل يوم …كما كتب ارميا: “إِنَّهُ مِنْ إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَنَّنَا لَمْ نَفْنَ، لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ. هِيَ جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ. كَثِيرَةٌ أَمَانَتُكَ.” (مراثي 3: 22و23). الإنسان المؤمن يرى ويلاحظ تعاملات الرّب معه فيعظّم الرّب في كل يوم. وهذا يتحول إلى لحن مبارك. “2الرَّبُّ قُوَّتِي وَنَشِيدِي، وَقَدْ صَارَ خَلاَصِي.” إن تأملك ولهجك بتعاملات الرّب معك، وكيف اختبرت قوته وخلاصه، يتحول إلى نشيد ولحن وصلاة وعبادة تمجد الرّب. والواضح من كل هذا العلاقة الوثيقة بين الرّب والمؤمن: “هذَا إِلهِي فَأُمَجِّدُهُ، إِلهُ أَبِي فَأُرَفِّعُهُ.” يُظهِر هذا النشيد العلاقة بين موسى والرّب، التي أراد من كل فرد من شعب الرّب أن يختبرها. لم يقل هذا “إلهنا” بالجمع ولكن هذا “إلهي” … إله أبي

هو الإله الشخصي الصالح …هللويا … الله لا يأخذنا بالجملة ولكن كل مؤمن عزيز عند الرّب … الله يعرفك باسمك … يعرفك بتحدياتك … يعرفك بدموعك وآهاتك وأفراحك وأحزانك … يعرف أدقّ تفاصيل حياتك … ويتدخّل لينقذك ويعينك ويقودك … هللويا … كيف لا أعبده؟ كيف لا أستريح في أحضانه؟ كيف أخاف وأنا معه؟ كيف أقلق وهو إلهي وأبي السماوي

ثانيًا. يختبر المؤمن قوّة الله عندما يثمّن العلاقة الشخصيّة مع الرّب في العبادة

:والأهم من كل هذا هو أن نعرف موقف الرّب تجاه تحدياتنا. لنلاحظ ما قاله موسى في هذه الأنشودة

“3الرَّبُّ رَجُلُ الْحَرْبِ. الرَّبُّ اسْمُهُ.” الاختبار الذي مرّ به موسى في الضربات العشر وعبور البحر الأحمر، أدخل موسى إلى عمق روحي أكبر. فعرف أمور أعظم عن الرّب لم يكن يعرفها من قبل. تعلّم موسى من هذه الاختبارات أن الرّب هو رجل الحرب. الله ليس بإله سُكوت وصمت وتغافل ومراوغة ومساومة. اختبر أنّ الله يعمل مباشرة في تتميم مقاصده وفي تنفيذ وعوده وفي دينونة المتمردين وعنايته لأولاده. الله لا يتأخر ولا يتردّد في أي أمر يريد أن يحققه. عندما يقودك الرّب، يقودك بقوّته، ويشفيك بسلطانه، ويحامي عنك بجبروته، ويسدد حاجتك بغناه، ويعزيك بسلام يفوق كلّ العقول … الله رجل الحرب … فالمؤمن يسير مع الله رجل الحرب

:اسمع ما كتب عنه موسى من اختباره

 “4مَرْكَبَاتُ فِرْعَوْنَ وَجَيْشُهُ أَلْقَاهُمَا فِي الْبَحْرِ، فَغَرِقَ أَفْضَلُ جُنُودِهِ الْمَرْكَبِيَّةِ فِي بَحْرِ سُوفَ، 5تُغَطِّيهِمُ اللُّجَجُ. قَدْ هَبَطُوا فِي الأَعْمَاقِ كَحَجَرٍ. 6يَمِينُكَ يَا رَبُّ مُعْتَزَّةٌ بِالْقُدْرَةِ. يَمِينُكَ يَا رَبُّ تُحَطِّمُ الْعَدُوَّ. 7وَبِكَثْرَةِ عَظَمَتِكَ تَهْدِمُ مُقَاوِمِيكَ. تُرْسِلُ سَخَطَكَ فَيَأْكُلُهُمْ كَالْقَشِّ، 8وَبِرِيحِ أَنْفِكَ تَرَاكَمَتِ الْمِيَاهُ. انْتَصَبَتِ الْمَجَارِيَ كَرَابِيَةٍ. تَجَمَّدَتِ اللُّجَجُ فِي قَلْبِ الْبَحْرِ. 9قَالَ الْعَدُوُّ: أَتْبَعُ، أُدْرِكُ، أُقَسِّمُ غَنِيمَةً. تَمْتَلِئُ مِنْهُمْ نَفْسِي. أُجَرِّدُ سَيْفِي. تُفْنِيهِمْ يَدِي. 10نَفَخْتَ بِرِيحِكَ فَغَطَّاهُمُ الْبَحْرُ. غَاصُوا كَالرَّصَاصِ فِي مِيَاهٍ غَامِرَةٍ

.أخي الحبيب – أختي الحبيبة، التحديات في حياتنا تُنمّينا في معرفتنا للرّب

أتذكّر في عام 1999، مررت في تجربة ماديّة مرعبة ، رأيت فيها البحر الأحمر أمامي وجيش فرعون ورائي … لم يكن أمامي إلا الصلاة … أنا أحبّ الرّب ولكني كنت أحتاج للنمو في معرفته … في الثلاث أيام الأولى كانت فترة امتحان صعبة … وفي اليوم الرابع تدخّل الرّب بعظمته وجبروته وقدرته … تدخل رجل الحرب وحارب الحرب عني … قال لي الرّب: “قف وانظر خلاصي …” وذاك الاختبار كان مميّزًا في حياتي ، أراني الرّبُ رجل الحرب يحارب حروبي بقوته … يومها لم يعد للمال معنى في حياتي … وجوده في حياتي أو عدم وجوده لا يهمّني لأني أسير مع إله أعظم من كل مال الأرض، الإله الذي يفتح كوى السموات ويفيض بالبركة حتى لا توسع … بين الأعوام 1999 و2006 مررنا بتحديات صحيّة في عائلتنا. رأينا البحر الأحمر أمامنا وجيش فرعون وراءنا … واختبار وراء اختبار كنت أرى إلهي رجل الحرب يحارب حروبي … رأيت يمين الرّب معتزّة بالقدرة تتدخل بسلطان وقوّة … تعلمت أن أنشد للرّب في الليل والنهار قائلا

“11مَنْ مِثْلُكَ بَيْنَ الآلِهَةِ يَا رَبُّ؟ مَنْ مِثْلُكَ مُعْتَزًّا فِي الْقَدَاسَةِ، مَخُوفًا بِالتَّسَابِيحِ، صَانِعًا عَجَائِبَ؟ 12تَمُدُّ يَمِينَكَ فَتَبْتَلِعُهُمُ الأَرْضُ. 13تُرْشِدُ بِرَأْفَتِكَ الشَّعْبَ الَّذِي فَدَيْتَهُ. تَهْدِيهِ بِقُوَّتِكَ إِلَى مَسْكَنِ قُدْسِكَ

.الرّب يريدك أن تدخل إلى عمق روحي أكبر … هو يسمح بالضيقات والصعوبات والتحديات لكي تنمو في معرفته

شعب الرّب اختبر الرب رجل الحرب في هذه الحادثة ولكن في أوقات أخرى من التاريخ اختبر ان الرّب رجل الحرب وجهه ضدهم وكأنه تركهم … والموضوع كان تمردهم وانحرافهم وعدم إيمانهم … أحبائي الرب يكون رجل الحرب لصالحك عندما تسير معه … ولكنّه قد يكون رجل الحرب ضدك عندما تختار السير بعيد عنه

لن تختبر قوّة الرّب عندما تكون خارج مشيئته !!! لن تختبر قوّة الرّب إذا حَنَنْتَ على مصر والعبودية والخطيّة … لن تختبر قوّة الرّب دون النمو الروحي … تذكر أنّ فرح الرّب هو قوّتك … ولا يوجد فرح وسلام وضمانات خارج مشيئة الرّب.  تذكر أن يدّ الرّب رجل الحرب كانت قاسية على فرعون وجيشه …يدّ الرّب تكون قاسية بالتأديب على أولاده الذين ينحرفون عن مشيئته… الرّب رجل الحرب ولكن ليس لمشيئتك ولكن هو رجل الحرب لقداسته ومشيئته … لذلك عليك أن تكون في مشيئته … لقد اختبر الشعب قوّة الرّب عندما كانوا في مشيئته …  وهذا يتطلّب منك أن تلتفت إليه بإيمان وتعيش حياة التسبيح والتهليل والاعتماد عليه

ثالثًا. تستطيع أن تختبر القوّة الروحيّة عندما تعيش بتسبيح وعبادة مع الرّب رجل الحرب

.عندما تحيا بعلاقة صحيحة مع الرّب تختبر أكثر من القوة في الماضي ولكن القوة في الحاضر والمستقبل

اسمع ما قاله موسى في أنشودته بكل ثقة وإيمان: 14يَسْمَعُ الشُّعُوبُ فَيَرْتَعِدُونَ. تَأْخُذُ الرَّعْدَةُ سُكَّانَ فِلِسْطِينَ. 15حِينَئِذٍ يَنْدَهِشُ أُمَرَاءُ أَدُومَ. أَقْوِيَاءُ مُوآبَ تَأْخُذُهُمُ الرَّجْفَةُ. يَذُوبُ جَمِيعُ سُكَّانِ كَنْعَانَ. 16تَقَعُ عَلَيْهِمِ الْهَيْبَةُ وَالرُّعْبُ. بِعَظَمَةِ ذِرَاعِكَ يَصْمُتُونَ كَالْحَجَرِ حَتَّى يَعْبُرَ شَعْبُكَ يَا رَبُّ. حَتَّى يَعْبُرَ الشَّعْبُ الَّذِي اقْتَنَيْتَهُ. 17تَجِيءُ بِهِمْ وَتَغْرِسُهُمْ فِي جَبَلِ مِيرَاثِكَ، الْمَكَانِ الَّذِي صَنَعْتَهُ يَا رَبُّ لِسَكَنِكَ الْمَقْدِسِ الَّذِي هَيَّأَتْهُ يَدَاكَ يَا رَبُّ. 18الرَّبُّ يَمْلِكُ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ»

لم يكن يشك موسى لبرهة بأنّ الرّب سيدخل شعبه إلى أرض الموعد. رغم أنّ موسى كان يجهل المستقبل ولكن كان له الثقة بأن الرب ضامن المستقبل وأنّ ما وعد به سوف يحققه دون تردد. وهذا الأمر الذي نحتاجه في حياتنا. لأننا نحن نعيش في الحاضر … ولكننا نجهل المستقبل … وما يخيف الإنسان هو المستقبل عندما تعيش حياة العبادة والتسبيح والتهليل للرّب، أنت تضع مستقبلك كلّه بين يديّ الرّب الأمين والقادر رجل الحرب الذي أمامه تذوب الجبال وتتحقق الوعود … إلهنا رجل الحرب …19 فَإِنَّ خَيْلَ فِرْعَوْنَ دَخَلَتْ بِمَرْكَبَاتِهِ وَفُرْسَانِهِ إِلَى الْبَحْرِ، وَرَدَّ الرَّبُّ عَلَيْهِمْ مَاءَ الْبَحْرِ. وَأَمَّا بَنُو إِسْرَائِيلَ فَمَشَوْا عَلَى الْيَابِسَةِ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ

هو ضامن المستقبل … لذلك كل ما عليك أن تفعله اليوم كمؤمن هو أن تنمو في معرفة الرّب وتعيش حياة التسبيح والعبادة لشخصه المبارك. افعل ما فعله الشعب وما فعلته مريم النبيّة أخت موسى وهارون

20فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ النَّبِيَّةُ أُخْتُ هَارُونَ الدُّفَّ بِيَدِهَا، وَخَرَجَتْ جَمِيعُ النِّسَاءِ وَرَاءَهَا بِدُفُوفٍ وَرَقْصٍ. 21وَأَجَابَتْهُمْ مَرْيَمُ: «رَنِّمُوا لِلرَّبِّ فَإِنَّهُ قَدْ تَعَظَّمَ. الْفَرَسَ وَرَاكِبَهُ طَرَحَهُمَا فِي الْبَحْرِ». قادت مريم اخت موسى النساء بفرح لتسبيح وتعظيم اسم الرّب

رابعًا. تستطيع أن تعيش بقوّة الرّب والثقة به عندها تعيش حياتك بتركيز على مجده وعظمته

يكفي ما فعله ربّنا يسوع المسيح على الصليب … حارب حربك وانتصر على عدوّك وأنقذ حاضرك ومستقبلك بأعظم انتصار … أمانة الرّب معنا بالصليب ستجعلنا نرنّم ترنيمة النصرة في سفر الرؤيا ونقول

«مُسْتَحِق أَنْتَ أَنْ تَأْخُذَ السِّفْرَ وَتَفْتَحَ خُتُومَهُ، لأَنَّكَ ذُبِحْتَ وَاشْتَرَيْتَنَا للهِ بِدَمِكَ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ وَأُمَّةٍ” هناك أمام عرش السماء سوف نرنم ترنيمة موسى عبد الله وترنيمة يسوع المسيح ابن الله … الإله المكتوب على فخذه اسم: “مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ” (رؤ 19: 6)

ختامًا، الأيام التي نحن نعيشها قد تكون صعبة جدًّا علينا… ولكنّها ليست صعبة على إلهنا. تذكر كمّ مرّة تدخل الله كرجل الحرب في حياتك … تذكر دائما تدخل المسيح بالصليب … تذكر سكن الروح القدس تذكر عناية الرّب … وصمّم أن تعيش حياة التسبيح والعبادة للرّب. أخيرًا أخي الحبيب، من أين نأتي بقوّة لحياتنا؟ من نموّنا بمعرفة الرّب وحياة العبادة والتسبيح لاسم إلهنا … في الحياة لا يوجد مؤمن متجدد بالروح القدس ضعيف … يوجد مؤمن لا يستفيد من قوة الله الموضوعة على حسابه

خذ تصميم التسبيح والتهليل والشركة مع الرّب والعبادة … خذ وقتك المميز مع الرّب في كل يوم واختبر قوة الرب في حياتك