المؤمن بالمسيح اليوم يعيش وسط العالم. نعم، نعيش في عالم شرس. عالم يزئر كالأسد من حولنا ليخيفنا ويرعبنا. عالم شرس من حولنا عندما يهدد الإنسان بلقمة عيشه. عالم شرس يهدد الإنسان بامراضه. عالم شرس بالظلم، بنظامه الظالم، الذي يسلب من الإنسان أقلّ حقوقه الطبيعيّة. نعيش في وسط عالم يشبه الأسد الزائر الذي لا يرحم. أسد متعطش للدم والقتل. هذا هو العالم الذي نعيش فيه. عالم يرعب الناس ويخيفهم. نعم، نعيش في عالم شرس. في هذا النظام العالمي الذي نعيش فيه لا أحد مرتاح … لا يوجد إنسان على وجه الكرة الأرضيّة من اغنى انسان لافقر إنسان … من اكبر انسان في السلطة لأقل إنسان مسؤوليّة في المجتمع مرتاح. لأننا نعيش في عالم ظالم وشرس، يريد أن يمزق الإنسان ويدمره … ولكن وسط هذا العالم الشرس يوجد دعوة للمؤمن بالمسيح أن يعيش بغلبة ونصرة وقوّة. والحقيقة هي أنّ المؤمن بالمسيح وحده يستطيع أن يختبر هذا الاختبار. كتب الرسول يوحنا رسالته الأولى لكي يشجع المؤمنين خلال رحلتهم في العالم. كان المؤمنون يعانون من زئير المجتمع ضدّهم من خلال الاضطهاد والحرمان والطرد. كانت البدع تنتشر وسط الكنائس ويكثر المعلمين الكذبة. كانت هجمات ابليس من خارج ومن داخل. لذلك كتب بولس الرسول رسالته الأولى لكي يشجع المؤمنين ويرسخهم باختبارهم الروحي مع المسيح ويعلن لهم أنّهم في وسط هذا العالم الشرس يستطيعون أن يعيشوا بغلبة
.لذا سنرى ثلاثة كلمات مفتاحية تميّز المؤمن الغالب وسط عالم شرس
نقرأ من كلمة الرّب ما جاء في 1يو 5: 1-5
“1كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ. وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ الْوَالِدَ يُحِبُّ الْمَوْلُودَ مِنْهُ أَيْضًا. 2بِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا نُحِبُّ أَوْلاَدَ اللهِ: إِذَا أَحْبَبْنَا اللهَ وَحَفِظْنَا وَصَايَاهُ. 3فَإِنَّ هذِهِ هِيَ مَحَبَّةُ اللهِ: أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ. وَوَصَايَاهُ لَيْسَتْ ثَقِيلَةً، 4لأَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ. وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا. 5مَنْ هُوَ الَّذِي يَغْلِبُ الْعَالَمَ، إِلاَّ الَّذِي يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ؟”
أولا. تأكيد الخلاص في حياة الإنسان
يقدم يوحنا بوحي الروح القدس 4 علامات تميّز الإنسان المؤمن وتؤكد خلاصه.
الإيمان بالرّب يسوع المسيح: “1كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ الله
المحبة للإخوة: وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ الْوَالِدَ يُحِبُّ الْمَوْلُودَ مِنْهُ أَيْضًا
الخضوع لوصايا الرّب:” 2بِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا نُحِبُّ أَوْلاَدَ اللهِ: إِذَا أَحْبَبْنَا اللهَ وَحَفِظْنَا وَصَايَاهُ. 3فَإِنَّ هذِهِ هِيَ مَحَبَّةُ اللهِ: أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ وَوَصَايَاهُ لَيْسَتْ ثَقِيلَةً
غلبة العالم:”4لأَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ. وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا. 5مَنْ هُوَ الَّذِي يَغْلِبُ الْعَالَمَ، إِلاَّ الَّذِي يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ؟”
ثانيا. ضمان نصرة المؤمن على العالم
كان الرّب قد وضّح ما هو العالم في الإصحاح الثاني من الرسالة. “لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ: شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ. وَالْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ.” (1يو 2: 15-17) يُظهر الوحي بثلاثة كلمات مفتاحيّة ضمانة نصرة المؤمن على العالم
:الكلمة الأولى هي الإيمان
ايمان الخلاص بالمسيح الفريد-
ايمان الثقة اليوميّة بالرّب-
“كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ”
:الكلمة الثانية هي المحبة
المحبة للرّب-
المحبة للأخوة-
“وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ الْوَالِدَ يُحِبُّ الْمَوْلُودَ مِنْهُ أَيْضًا. 2بِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا نُحِبُّ أَوْلاَدَ اللهِ: إِذَا أَحْبَبْنَا اللهَ وَحَفِظْنَا وَصَايَاهُ. 3فَإِنَّ هذِهِ هِيَ مَحَبَّةُ اللهِ: أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ. “
:الكلمة الثالثة هي الطاعة
حفظ وصايا الرّب-
خفّة وصايا الرّب-
“وَوَصَايَاهُ لَيْسَتْ ثَقِيلَةً، 4لأَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ. وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا. 5مَنْ هُوَ الَّذِي يَغْلِبُ الْعَالَمَ، إِلاَّ الَّذِي يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ؟”
هذه الكلمات الثلاثة تشكل حبلا مثلوثا لغلبة المؤمن. هذه الكلمات لا تنفصل عن بعضها. فالإنسان المولود من الله هو الانسان الذي قد سبق وآمن بالمسيح واختبر محبة الله المعلنة في كلمته. هذه الأمور الثلاثة تجعلك في خانة المؤمن الغالب … أن تسلك باختبار التجديد أي الثقة بالرّب والمحبة العمليّة والطاعة اليوميّة هي السبيل للنصرة في وسط العالم
.في الختام، الرّب يريدك أن تخلص …الرّب يريدك أن تنتصر … هذه هي مشيئة الرّب الصالحة لحياتك
هل خلصت؟ هل تعيش بغلبة وسط هذا العالم؟