قرأت قصّة عن امرأة أنقذت زوجها من الموت في الليلة التي كانت تستعد فيها لدخول المستشفى لإنجاب مولودها الأوّل. هذه المرأة الحامل استيقظت لترى زوجها يختنق بجانبها في السرير. اتصلت بالإسعافات، وبينما كانت سيارة الإسعاف في طريقها إلى المنزل كانوا يعطونها التوجيهات اللازمة لتقدّم له الإسعافات الأوليّة. بعد أن وصل الفريق الطبي وأخذوا الرجل إلى المستشفى وهو في غيبوبة تامة، صرّح الطبيب أنّ ما أنقذ حياة الرجل هو ما فعلته زوجته لأجله في ذلك الصباح. أظهرت الفحوصات عن تشوه خلقي كاد أن يؤدي لموت الرجل في ذلك الصباح. أنقذت هذه المرأة زوجها من الموت وبعد ساعات معدودة أنجبت مولودها الأوّل
الله خلق المرأة ليكون لها دور فاعل وجوهري في حياة زوجها وحياة العائلة. الله خلق المرأة ليكون لها تأثير عظيم في حياة زوجها. هذه المسؤوليّة مهمّة جدّا بحيث قد تؤدي إلى فشل أو نجاح الرجل، حزنه أو سعادته، ضعفه أو قوّته، حتى موته أو حياته. لهذه الدرجة مهمّة المرأة وجوهريّة في حياة زوجها. لهذه الدرجة مهمّة المرأة وأساسيّة في حياة الرجل. يوجد في التاريخ البشري، من النساء من نجحت في هذه المهمّة وهناك من فشلت. أما المرأة التي سندرس عنها في الكتاب المقدّس فقد فشلت في هذه المهمّة التي أعطاها إياها الرّب. وبدل أن تنقذ زوجها أدّت به إلى الموت. سندرس عن امرأة غير معروفة كثيرا في الكتاب المقدّس. ولكنّها امرأة ذكرت بالاسم عدّة مرّات. اسم هذه المرأة ” زرش”. والعبرة من ذكر هذا الاسم هو “لا تكونوا كزرش.” هذه المرأة مذكورة في سفر أستير وهي زوجة هامان الذي قرّر أن يقضي على شعب الرّب وكل هذا بسبب مردخاي، عمّ أستير، الذي كان هامان يكرهه
سوف نقرأ هذه الحادثة ونلاحظ من كلمة الرّب الصراع الذي يعيشه الرجل في حياته والدور الذي من الممكن أن تؤديه الزوجة في حياة زوجه
فدعونا نقرأ الحادثة كما دونها لنا الوحي في أستير 5: 7-14
فَأَجَابَتْ أَسْتِيرُ وَقَالتْ: «إِنَّ سُؤْلِي وَطِلْبَتِي، ٨ إِنْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الْمَلِكِ، وَإِذَا حَسُنَ عِنْدَ الْمَلِكِ أَنْ يُعْطَى سُؤْلِي وَتُقْضَى طِلْبَتِي، أَنْ يَأْتِيَ الْمَلِكُ وَهَامَانُ إِلَى الْوَلِيمَةِ الَّتِي أَعْمَلُهَا لَهُمَا، وَغَدًا أَفْعَلُ حَسَبَ أَمْرِ الْمَلِكِ». ٩ فَخَرَجَ هَامَانُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ فَرِحًا وَطَيِّبَ الْقَلْبِ. وَلكِنْ لَمَّا رَأَى هَامَانُ مُرْدَخَايَ فِي بَابِ الْمَلِكِ وَلَمْ يَقُمْ وَلاَ تَحَرَّكَ لَهُ، امْتَلأَ هَامَانُ غَيْظًا عَلَى مُرْدَخَايَ. وَتَجَلَّدَ هَامَانُ وَدَخَلَ بَيْتَهُ وَأَرْسَلَ فَاسْتَحْضَرَ أَحِبَّاءَهُ وَزَرَشَ زَوْجَتَهُ، ١١ وَعَدَّدَ لَهُمْ هَامَانُ عَظَمَةَ غِنَاهُ وَكَثْرَةَ بَنِيهِ، وَكُلَّ مَا عَظَّمَهُ الْمَلِكُ بِهِ وَرَقَّاهُ عَلَى الرُّؤَسَاءِ وَعَبِيدِ الْمَلِكِ. ١٢ وَقَالَ هَامَانُ: «حَتَّى إِنَّ أَسْتِيرَ الْمَلِكَةَ لَمْ تُدْخِلْ مَعَ الْمَلِكِ إِلَى الْوَلِيمَةِ الَّتِي عَمِلَتْهَا إِلاَّ إِيَّايَ. وَأَنَا غَدًا أَيْضًا مَدْعُوٌّ إِلَيْهَا مَعَ الْمَلِكِ. ١٣ وَكُلُّ هذَا لاَ يُسَاوِي عِنْدِي شَيْئًا كُلَّمَا أَرَى مُرْدَخَايَ الْيَهُودِيَّ جَالِسًا فِي بَابِ الْمَلِكِ». فَقَالَتْ لَهُ زَرَشُ زَوْجَتُهُ وَكُلُّ أَحِبَّائِهِ: «فَلْيَعْمَلُوا خَشَبَةً ارْتِفَاعُهَا خَمْسُونَ ذِرَاعًا، وَفِي الصَّبَاحِ قُلْ لِلْمَلِكِ أَنْ 14يَصْلِبُوا مُرْدَخَايَ عَلَيْهَا، ثُمَّ ادْخُلْ مَعَ الْمَلِكِ إِلَى الْوَلِيمَةِ فَرِحًا». فَحَسُنَ الْكَلاَمُ عِنْدَ هَامَانَ وَعَمِلَ الْخَشَبَةَ
أولا. الصراع الذي يعيشه الرجل في حياته
دور الرجل مهمّ جدّا في العائلة. نحن لا نقرأ الكثير من المدح عن دور الرجل … نقرأ الكثير عن المرأة … الأم المضحية والباذلة … المرأة التي تتحمل وتعاني وتربي أولادها … “يا أي يا ملاكي يا حبي الباقي الى الأبد …”. سألوا أحد الأولاد: من يبتاع لك الألعاب؟ أجاب: البابا. ومن يبتاع لك الهدايا؟ قال: البابا ومن يصطحبك لتلعب كرة القدم؟ قال: البابا … ومن تحب اكثر البابا أو الماما؟ أجاب: الماما
:نسمع الكثير عن مدح المرأة ولا نسمع الكثير عن مدح الرجل. ولكن من فترة قرأت على الإنترنت مقالة بعنوان
“اعترافات امرأة ليبية“
.تقول إحدى النساء بعد ١٧ عاما من الزواج أن: الرجل هو أجمل مخلوق خلقه الله وصوره
. فهو يضحي بجميع الأشياء التي بين يديه ليعطيها لأخته أو ابنته أو أمه أو زوجته أو أبيه أو حفيده
وهو الذي يضحي بشبابه وبصحته من أجل زوجته وأولاده، من خلال عمله بشكل متواصل، وأحياناً لأوقات متأخرة، دون أيتذمر أو شكوى
.وهو الذي يحاول بناء حياة عائلته، ومستقبل أولاده، ولو أدى به ذلك إلى القيام بـوظيفتين أو أكثر، ولو على حساب صحته
.وهو الذي يكافح ويناضل بشكل دائم، ثم يتحمل عتاب أمه وأبيه، وتوبيخ رئيسه في العمل
وفوق ذلك كله، فاللوم كل اللوم، يقع على رأسه دائماً: إذا خرج للترفيه عن نفسه قليلاً، فهو إنسان غير مسؤول، وإذا بقي في المنزل فهو رجل كسول
.إذا وبَّخ أبناءه إن أخطأوا فهو متوحش، وإذا لم يوبخهم فهو متساهل
.إذا منع زوجته من العمل فهو متسلط، وإذا تركها تعمل فهو مستغل
.إذا سمع كلام أمه فهو خاضع
.وإذا سمع كلام زوجته فهو خانع
:وعلى الرغم من ذلك، فالأب هو الإنسان الوحيد في العالم
.الذي يتمنى أن يصبح أولاده أفضل منه في كل شيء
.الأب هو الذي يرضى عن أولاده ويدعو لهم بالخير وهو في قمة خيبة أمله منهم
.والأب هو الذي يتحمل أبناءه صغاراً إذا دعسوا على قدميه، ويتحملهم كباراً إذا دعسوا على قلبه
.والأب هو الذي يعطي أولاده أفضل ما يملك بل كل ما يملك، إن لم يستطع أن يُقدم لهم أفضل ما في العالم
والأب هو الذي إذا طلب أولاده منه أن يأتي لهم بنجمة من السماء، أحضر لهم الشمس والقمر والنجوم، بل وحاول أن يحضر لهم السماء إن استطاع إلى ذلك سبيلاً
.وإذا كانت الأم تحمل أطفالها ٩ شهور في أحشائها، كذلك الأب يحمل أبناءه في عقله وتفكيره العمر كله
.فالعالم بأسره بخير ما دام رب العائلة بخير
وتنهي هذه المرأة الشجاعة اعترافها بقولها:” احترموا كل رجل أو أب في حياتكم، فأنتم لن تقدروا ولن تعلموا أبداً، كمَّ التضحيات التي يبذلها من أجلكم. وأرسلوا هذه الرسالة إلى من تعرفونهم من رجال لإسعادهم، وأرسلوها أيضاً إلى النساء، لتعلمن طبيعة النعمة التي أهداها الله لهن
الأمر الذي أريد أن تعلموه وتفهموه هو أنّه يوجد في داخل الرجل محرك، يحركه لكي يعيش هذه الحياة بفرح وبذل وتضحية. هذا المحرك معلن عنه في النصّ أمامنا في حادثة هامان
:نقرأ عن هامان التالي
“فَأَجَابَتْ أَسْتِيرُ وَقَالتْ: «إِنَّ سُؤْلِي وَطِلْبَتِي، ٨ إِنْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الْمَلِكِ، وَإِذَا حَسُنَ عِنْدَ الْمَلِكِ أَنْ يُعْطَى سُؤْلِي وَتُقْضَى طِلْبَتِي، أَنْ يَأْتِيَ الْمَلِكُ وَهَامَانُ إِلَى الْوَلِيمَةِ الَّتِي أَعْمَلُهَا لَهُمَا، وَغَدًا أَفْعَلُ حَسَبَ أَمْرِ الْمَلِكِ». ٩ فَخَرَجَ هَامَانُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ فَرِحًا وَطَيِّبَ الْقَلْبِ. وَلكِنْ لَمَّا رَأَى هَامَانُ مُرْدَخَايَ فِي بَابِ الْمَلِكِ وَلَمْ يَقُمْ وَلاَ تَحَرَّكَ لَهُ، امْتَلأَ هَامَانُ غَيْظًا عَلَى مُرْدَخَايَ. وَتَجَلَّدَ هَامَانُ وَدَخَلَ بَيْتَهُ وَأَرْسَلَ فَاسْتَحْضَرَ أَحِبَّاءَهُ وَزَرَشَ زَوْجَتَهُ
خرج هامان من محضر الملك ومحضر أستير الملكة بفرح عظيم. هذا الفرح كان مصدره ما وصل إليه في المملكة وما فعلته أستير في ذلك اليوم. عندما رجع هامان إلى بيته جمع عائلته وأصدقائه وأظهر ما هو سبب فرحه وشبعه: “١١ وَعَدَّدَ لَهُمْ هَامَانُ عَظَمَةَ غِنَاهُ وَكَثْرَةَ بَنِيهِ، وَكُلَّ مَا عَظَّمَهُ الْمَلِكُ بِهِ وَرَقَّاهُ عَلَى الرُّؤَسَاءِ وَعَبِيدِ الْمَلِكِ. ١٢ وَقَالَ هَامَانُ: «حَتَّى إِنَّ أَسْتِيرَ الْمَلِكَةَ لَمْ تُدْخِلْ مَعَ الْمَلِكِ إِلَى الْوَلِيمَةِ الَّتِي عَمِلَتْهَا إِلاَّ إِيَّايَ. وَأَنَا غَدًا أَيْضًا مَدْعُوٌّ إِلَيْهَا مَعَ الْمَلِكِ
الرجل يفتخر بإنجازاته ويعتزّ بما يفعل. وما يحركه على العمل والمثابرة والتضحية هو “الاحترام والتقدير والاعتبار” لقاء ما يفعله ويهتمّ به. وما يسرق من الرجل عزيمته ومثابرته واستعداده على التضحية هو قلّة الاحترام والتقدير والاعتبار. لاحظوا ما سرق من هامان كل فرحه: “٩ فَخَرَجَ هَامَانُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ فَرِحًا وَطَيِّبَ الْقَلْبِ. وَلكِنْ لَمَّا رَأَى هَامَانُ مُرْدَخَايَ فِي بَابِ الْمَلِكِ وَلَمْ يَقُمْ وَلاَ تَحَرَّكَ لَهُ، امْتَلأَ هَامَانُ غَيْظًا عَلَى مُرْدَخَايَ. وَتَجَلَّدَ هَامَانُ وَدَخَلَ بَيْتَهُ وَأَرْسَلَ فَاسْتَحْضَرَ أَحِبَّاءَهُ وَزَرَشَ زَوْجَتَهُ”. أمام هذا الواقع دخل هامان إلى بيته. والأمر الذي دفعه لكي يجمع أصدقاءه وعائلته ليس حبّه للتفاخر والظهور ولكن هذه المشكلة: “وَعَدَّدَ لَهُمْ هَامَانُ عَظَمَةَ غِنَاهُ وَكَثْرَةَ بَنِيهِ، وَكُلَّ مَا عَظَّمَهُ الْمَلِكُ بِهِ وَرَقَّاهُ عَلَى الرُّؤَسَاءِ وَعَبِيدِ الْمَلِكِ. ١٢ وَقَالَ هَامَانُ: «حَتَّى إِنَّ أَسْتِيرَ الْمَلِكَةَ لَمْ تُدْخِلْ مَعَ الْمَلِكِ إِلَى الْوَلِيمَةِ الَّتِي عَمِلَتْهَا إِلاَّ إِيَّايَ. وَأَنَا غَدًا أَيْضًا مَدْعُوٌّ إِلَيْهَا مَعَ الْمَلِكِ. ١٣ وَكُلُّ هذَا لاَ يُسَاوِي عِنْدِي شَيْئًا كُلَّمَا أَرَى مُرْدَخَايَ الْيَهُودِيَّ جَالِسًا فِي بَابِ الْمَلِكِ
هو يستعرض معهم المشكلة بحسب العدد 13
” وَكُلُّ هذَا لاَ يُسَاوِي عِنْدِي شَيْئًا كُلَّمَا أَرَى مُرْدَخَايَ الْيَهُودِيَّ جَالِسًا فِي بَابِ الْمَلِكِ”
الإيغو (Ego) هو النقطة الباطنيّة في تصميم الإنسان التي تساعده ليعيش بفرح واندفاع – أحيانا نسأل ما هو عنصر الحماس عند رجل لكي يذهب الى عمله لكي يقبض معاشه لتصرفه عائلته
أحيانا نسأل ما هو عنصر الحماس أن يكون رجل غني في السياسة والعمل السياسي؟ هي هذه الناحية التي بدونها قد يصل الإنسان إلى الانتحار الفعلي أو يعيش بيأس وفشل وإحباط. هذه النقطة التي نقرأ عنها في حياة رجل كان وزيرا مهما. يوجد حاجة عند الرجل بشكل خاص إلى أن يجد الاحترام بالقبول والتقدير … ولكن هناك أمور كثيرة قد يقوم بها الرجل والتي تستحق التقدير والاحترام
مخطط الرّب هو أن يحصل الرجل على هذا الاحترام والقدير مقابل ما يفعله ويقوم به في داخل بيته وفي عائلته. عندما قال الكتاب أن المرأة معينة للرّجل – عنيَ أنها لها دور فاعل فيما يفعله الرجل … صحيح أن المرأة لها أدوار مختلفة عن الرجل والرجل له أدوار مختلفة عن المرأة، ولكن هناك ترابط تام بين ما يفعله الرجل وبين ما تفعله المرأة. أنتِ معينة للرّجل مما يعني أن لكِ دور في كل ما يفعله الرجل
قال الرّب في كلمته في الزواج “وَأَمَّا أَنْتُمُ الأَفْرَادُ، فَلْيُحِبَّ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأَتَهُ هكَذَا كَنَفْسِهِ، وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَلْتَهَبْ رَجُلَهَا.” (اف 5: 33). أنت كامرأة تُشبعين الEgo لديك من خلال المحبة التي تحصلين عليها، أما الرجل فهو يُشبع الEgo لديه من خلال الاحترام والتقدير لما يفعله ويهتم به في حياته
افهمي الرجل وتحملي مسؤوليّتك تجاهه. قدري الرجل وما يفعله … هو ليس امرأة ليعمل كل الأمور كما تفعلينها أنت … ولكنّه رجل يهتم بأمور أخرى. عليك أن تقدري الرجل عندما يفعل أمور في البيت وعندما يذهب إلى عمله ويعمل أمور جيّدة. أحيانا يشاركك زوجك بأفكار غريبة … اجلسي معه وقدري تفكيره وبأنّه يفكر بأمور ليحسن وضع العائلة. عندما لا يشعر الرجل بالتقدير والاحترام المنزلي، يبحث عنه في مكان آخر. كان هامان مهتمّا برأي مردخاي فيه … وباحترامه
ثانيا. الدور الذي يمكن أن تقوم به المرأة تجاه زوجها
ما يفعله الرجل ويفتكر به، ليس دائما صحيح. وهنا يأتي دور المرأة في حياة زوجها، أن تشبع رغبته بالاحترام والتقدير وأن تساعده في تصويب اهتماماته وتصرفاته. هذه الرغبة بالحصول على الاحترام والتقدير هي سبب تيهان وضياع الكثير من الرجال. الرجل يلجأ إلى لغضب والعنف لكي يفرض احترامه. الرجل ينزلق في الخيانة الزوجيّة لأنّه وجد من يشبع فراغه بالاحترام والتقدير. الرجل قد يصل إلى حدّ القتل والانتقام ولجميع أنواع الخطايا بسبب هذا الأمر. الرجل ليس دائما على حقّ، وهنا يأتي دور المرأة بأن تكون معينة للرجل. تذكروا أنّ السبب الذي لأجله شارك هامان مشكلته مع زوجته وأقربائه هو نقص الاحترام والتقدير
هامان مثل العديد من الرجال لا يتكلمون كثيرا … وعندما يتكلمون غالبا ما يكون قنبلة على وشك الانفجار. على المرأة بحكمتها أن تعرف ما يجول في حياة زوجها. لا تنتظري لوقت الانفجار. كان هامان متوقع من زرش أن تستقبله وتستمع إليه وتشبع رغبته بالتقدير. لو زرش استقبلت هامان على الباب كذلك، “وصل زوجي وتاج رأسي، أريد أن أعرف عن كل شيء عملته اليوم، أنا مشتاقة لك كثيرًا. جوزي دخل مع الملكة وهي داعيته مع الملك دعوة خاصة، ماذا تريد أكثر من ذلك لا تهتم بمردخاي، اتركه بحاله …من تدعوه الملكة أيفكّر بعد بماذا يقل عنه الناس؟ …” النصيحة تؤثر، والاحترام يؤثر
أما لو قالت زرش: “هو لا يفضي الوقت لي أساسًا. كنت أدلّله قبلًا، لكن لم يعن له الأمر بتاتًا، أنا زوجي لا يعني له شيء، كل شيء أنصحه به يقوم بعكسه، هو أصلا لا يطلب رأيي
جمع هامان عائلته وزوجته زرش وعرض عليهم المشكلة. وهم قدموا له الحلّ المدمّر: “فَقَالَتْ لَهُ زَرَشُ زَوْجَتُهُ وَكُلُّ أَحِبَّائِهِ: «فَلْيَعْمَلُوا خَشَبَةً ارْتِفَاعُهَا خَمْسُونَ ذِرَاعًا، وَفِي الصَّبَاحِ قُلْ لِلْمَلِكِ أَنْ 14يَصْلِبُوا مُرْدَخَايَ عَلَيْهَا، ثُمَّ ادْخُلْ مَعَ الْمَلِكِ إِلَى الْوَلِيمَةِ فَرِحًا». فَحَسُنَ الْكَلاَمُ عِنْدَ هَامَانَ وَعَمِلَ الْخَشَبَةَ
…هنا أخطأت زرش ودمرت حياة زوجها وعائلتها كلها
امرأة بيلاطس: إياك وذاك البار –
امرأة حنانيا (سفيرة): تواطأت معه –
زرش: تواطأت مع زوجها في الخطأ وفي سوء استخدام المركز والسطلة، ونصحته بقتل هامان –
.كان يمكن أن تكون معينة له، لكن أصبحت هي أحد أسباب سقوطه ودماره
:تستطيع المرأة أن تكون بركة لزوجها بناحيتين
.دور المرأة أن تعين رجلها بتقديم له كل احترام وتقدير واهتمام بما يفعله ويقوم به –
.دور المرأة أن تساعد رجلها بحكمتها كي يتجنّب كل طرق ملتوية، لكي تملأ حاجاته إلى التقدير والاهتمام بما يفعله ويقوم به –
.القصة لم تنته هنا لأن هامان واجه تحد آخر مع مردخاي. فقد طلب منه الملك أن يُركب مردخاي على الفرس ويجول به في المدينة
فَقَالَ الْمَلِكُ لِهَامَانَ: «”َسْرِعْ وَخُذِ اللِّبَاسَ وَالْفَرَسَ كَمَا تَكَلَّمْتَ، وَافْعَلْ هكَذَا لِمُرْدَخَايَ الْيَهُودِيِّ الْجَالِسِ فِي بَابِ الْمَلِكِ. لاَ يَسْقُطْ شَيْءٌ مِنْ جَمِيعِ مَا قُلْتَهُ.”11 فَأَخَذَ هَامَانُ اللِّبَاسَ وَالْفَرَسَ وَأَلْبَسَ مُرْدَخَايَ وَأَرْكَبَهُ فِي سَاحَةِ الْمَدِينَةِ، وَنَادَى قُدَّامَهُ: «هكَذَا يُصْنَعُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يُسَرُّ الْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ». 12وَرَجَعَ مُرْدَخَايُ إِلَى بَابِ الْمَلِكِ. وَأَمَّا هَامَانُ فَأَسْرَعَ إِلَى بَيْتِهِ نَائِحًا وَمُغَطَّى الرَّأْسِ. وَقَصَّ هَامَانُ عَلَى زَرَشَ زَوْجَتِهِ وَجَمِيعِ أَحِبَّائِهِ كُلَّ مَا أَصَابَهُ. فَقَالَ لَهُ حُكَمَاؤُهُ وَزَرَشُ زَوْجَتُهُ: «إِذَا كَانَ مُرْدَخَايُ الَّذِي ابْتَدَأْتَ تَسْقُطُ قُدَّامَهُ مِنْ نَسْلِ الْيَهُودِ، فَلاَ تَقْدِرُ عَلَيْهِ، بَلْ تَسْقُطُ قُدَّامَهُ سُقُوطًا».” (أستير 6: 10-13)
كانت تعلم زرش أن اليهود مباركون من الرّب. ولكن يبدو أنها لم تعلم أن مردخاي من نسل اليهود – بينما هامان كان يعلم – إذ لم تكن منخرطة في حياة زوجها. كان من الممكن أن تساعده وتغيّر مجريات الأمور ولكنّها لم تفعل. والنتيجة كانت أنّها رأت زوجها يصلب على نفس الخشبة التي صنعها لهامان. ورأت أولادها يقتلون بدينونة خطأ والدهم. عندما لا يحترم الرجل في البيت كما يجب، تعاني العائلة كلّها
مشكلة عصرنا، أننا نريد كل شيء جاهز ومعلّب. لا نريد أن نتعب فيما نفعله. الكثير من النساء اليوم يريدون رجل في حياتهم جاهز ومعلّب. ولكن أقول لكِ أنّ الربّ يريد أن يستخدمك في تجهيز الرجل الذي تريدينه
أمور كثير قد تتغيّر في حياتك وعائلتك إذا فهمتي رجلك وتحملتي مسؤوليّتك تجاهه