اليوبيل الفضي لتأسيس الكنيسة ونصب حجر المعونة

الأيام التي نعيشها سوداء، ولكنّها لا تستطيع أن تحجب مجد الله وقوّته وعمله. يجتمع المؤمنون باسم المسيح في الكنيسة المحليّة التي أسسها الرّب يسوع المسيح بقوّته لتظهر مجده وتعلن اسمه. تحتفل الكنيسة بمرور 25 سنة على تأسيسها. إنّ هذه الكنيسة التي بحسب سجلاتنا، دخلها مئات الناس الذين سمعوا كلمة الرّب. ومدّت تأثيرها إلى قارات العالم الخمس من خلال أحباء قد سافروا ونقلوا معهم البركة. هذه الكنيسة التي استخدمها الرّب لتأسيس كنائس أخرى، وتدريب خدّام وتوزيع الكتاب المقدّس والعديد من الخدمات. إنّ الكنيسة تدين بكل ما فيها للرّب العظيم المبارك ومخلصنا يسوع المسيح رّب هذه الكنيسة وسيدها ورأسها

وعندما نحتفل نتذكّر عمل الرّب في وسطنا، وواحد وحيد له الفضل ونعطيه كل المجد، إلهنا المبارك الآب والابن والروح القدس. يُقام الاحتفال لكي ننصب حجرًا، كما فعل قبلنا يعقوب، وصموئيل، ويشوع

حجرا سمّاه صموئيل حجر المعونة قائلاً إلى هنا أعاننا الرّب (1صم 7: 12) بالنسبة إلى يعقوب، كان حجر عهد الله معه، عهد التكريس الروحي. وبالنسبة إلى يشوع كان حجر قيادة الرّب لشعبه وحجر يذكّر الأجيال بعمل الرّب العظيم في وسط شعبه. كان يستخدم الحجر كعلامة خارجيّة لأمر روحي داخلي يحصل. كان الحجر شاهدًا للعالم أجمع لما يعمله الله في حياة شعبه وأولاده. وفي ذكرى 25 سنة لعمل الرّب في وسطنا، ننصب حجر المعونة ليكون شاهدا للعالم أجمع عن عظمة الرّب وقدرته وعهده وأمانته معنا. سوف نتأمل من حياة صموئيل ويعقوب ويشوع كيف نصبوا حجر المعونة وكيف تتكلم هذه الأحداث لنا اليوم

سوف نبدأ من حياة يعقوب لنقرأ ما جاء في تكوين 28: 10-22 

“10فَخَرَجَ يَعْقُوبُ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ وَذَهَبَ نَحْوَ حَارَانَ. 11وَصَادَفَ مَكَانًا وَبَاتَ هُنَاكَ لأَنَّ الشَّمْسَ كَانَتْ قَدْ غَابَتْ، وَأَخَذَ مِنْ حِجَارَةِ الْمَكَانِ وَوَضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ، فَاضْطَجَعَ فِي ذلِكَ الْمَكَانِ. 12وَرَأَى حُلْمًا، وَإِذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ، وَهُوَذَا مَلاَئِكَةُ اللهِ صَاعِدَةٌ وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَا. 13وَهُوَذَا الرَّبُّ وَاقِفٌ عَلَيْهَا، فَقَالَ: «أَنَا الرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ. الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ مُضْطَجِعٌ عَلَيْهَا أُعْطِيهَا لَكَ وَلِنَسْلِكَ. 14وَيَكُونُ نَسْلُكَ كَتُرَابِ الأَرْضِ، وَتَمْتَدُّ غَرْبًا وَشَرْقًا وَشَمَالاً وَجَنُوبًا، وَيَتَبَارَكُ فِيكَ وَفِي نَسْلِكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. 15وَهَا أَنَا مَعَكَ، وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ، وَأَرُدُّكَ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ، لأَنِّي لاَ أَتْرُكُكَ حَتَّى أَفْعَلَ مَا كَلَّمْتُكَ بِهِ». 16فَاسْتَيْقَظَ يَعْقُوبُ مِنْ نَوْمِهِ وَقَالَ: «حَقًّا إِنَّ الرَّبَّ فِي هذَا الْمَكَانِ وَأَنَا لَمْ أَعْلَمْ!». 17وَخَافَ وَقَالَ: «مَا أَرْهَبَ هذَا الْمَكَانَ! مَا هذَا إِلاَّ بَيْتُ اللهِ، وَهذَا بَابُ السَّمَاءِ». 18وَبَكَّرَ يَعْقُوبُ فِي الصَّبَاحِ وَأَخَذَ الْحَجَرَ الَّذِي وَضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ وَأَقَامَهُ عَمُودًا، وَصَبَّ زَيْتًا عَلَى رَأْسِهِ. 19وَدَعَا اسْمَ ذلِكَ الْمَكَانِ «بَيْتَ إِيلَ»، وَلكِنِ اسْمُ الْمَدِينَةِ أَوَّلاً كَانَ لُوزَ.” (تك 28: 10-19)

أولاً. ننصب حجر عهد الله معنا

حدثت هذه الحادثة عندما كان يعقوب هارباً من وجه أخيه وهو في طريقه الى حاران. التقاه الرّب وأعطاه العهد. عهد ابراهيم وإسحاق أبيه. أعطاه الرّب العهد قائلا: “«أَنَا الرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ. الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ مُضْطَجِعٌ عَلَيْهَا أُعْطِيهَا لَكَ وَلِنَسْلِكَ. 14وَيَكُونُ نَسْلُكَ كَتُرَابِ الأَرْضِ، وَتَمْتَدُّ غَرْبًا وَشَرْقًا وَشَمَالاً وَجَنُوبًا، وَيَتَبَارَكُ فِيكَ وَفِي نَسْلِكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. 15وَهَا أَنَا مَعَكَ، وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ، وَأَرُدُّكَ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ، لأَنِّي لاَ أَتْرُكُكَ حَتَّى أَفْعَلَ مَا كَلَّمْتُكَ بِهِ»

أمام عهد الرّب ووعده له بأن يكون معه ويحافظ عليه ويبارك حياته ويتمم مقصده في حياته، جاء إعلان الرّب ليعقوب في حلم. كان في تلك الليلة نائمًا في العراء ليس معه إلا حجرًا قد وضعه تحت رأسه وسادة. عندما استيقظ وأدرك عظمة حضور الرّب في ذلك المكان نصب الحجر علامة عهد الله معه

إنّ هذه الكنيسة تأسست على عهد الله معنا. هذا العهد الذي صنعه المسيح بدمه على الصليب. عهد محبته لنا وعهد خلاصه للبشر. هو أمر بأن ينشر الإنجيل وتؤسس الكنائس. هو وضع الكنائس المحليّة لتكون شهادة للمسيح ولكي يذكر فيها عهد الله مع البشر بالخلاص. اليوم بعد 25 سنة، نتذكّر عهد الله معنا للخلاص. ونتذكّر أمانة الرّب معنا بالعهد. في بداية الخدمة، وثقنا بكلمة الله وبإعلانه وبعهده. وتأملنا بكلمة الرّب من 2كو 2: 14، “وَلكِنْ شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ.” (2كو 2: 14).  في ذلك اليوم كنّا كيعقوب ليس لنا شيء، إلا وعد الرّب وعهده معنا، ومأموريته العظمى. قلنا للرّب أنت قادر أن تقودنا في موكب النصرة وتؤسس لنفسك كنيسة في هذا الجبل. وهكذا كان. إله العهد. إله الأمانة. إله القوة والجبروت. هذا هو إلهنا. لذا ننصب حجر عهد الله معنا لنتذكّر عهده وأمانته. هذه الكنيسة هي شهادة لأمانة الله وعهده الثابت معنا وصدق كلمته. أمام هذا الواقع اتخذ يعقوب أوّل تصميم روحي في حياته. تصميم التكريس للرّب

:وكيعقوب

ثانياً. ننصب حجر تكريسنا أمامه

“20وَنَذَرَ يَعْقُوبُ نَذْرًا قَائِلاً: «إِنْ كَانَ اللهُ مَعِي، وَحَفِظَنِي فِي هذَا الطَّرِيقِ الَّذِي أَنَا سَائِرٌ فِيهِ، وَأَعْطَانِي خُبْزًا لآكُلَ وَثِيَابًا لأَلْبَسَ، 21وَرَجَعْتُ بِسَلاَمٍ إِلَى بَيْتِ أَبِي، يَكُونُ الرَّبُّ لِي إِلهًا، 22وَهذَا الْحَجَرُ الَّذِي أَقَمْتُهُ عَمُودًا يَكُونُ بَيْتَ اللهِ، وَكُلُّ مَا تُعْطِينِي فَإِنِّي أُعَشِّرُهُ لَكَ».” (تك 28: 20-21)

هناك نذر يعقوب نذرا للرّب. أمام عهد الله المبارك مع يعقوب، تجاوب يعقوب بنذر التكريس للرّب

كان يعقوب قبل هذا الوقت، غشاشًا ومخادعًا. ولكن مع ملاقاته للرّب، ظهر التغيير في حياته الذي بدأ بتصميم روحي. كان في الماضي الله إله أبيه، ولكنّ مع هذا العهد صار الرّب إلهه الشخصي. فاتخذ تصميمًا بأن يبني بيتًا لله. كما اتخذ تصميمًا بأن يُعَشّر كل ما سيعطيه إياه الرّب

ونحن اليوم، عندنا أكثر من يعقوب. نحن اليوم عندنا تاريخ من أمانة الرّب معنا. فعلينا مسؤولية أمام الرّب بأن نعاهد الرّب على التكريس. بعد 25 سنة من الخدمة، باركنا الرّب بنفوس وعائلات مباركة ورائعة … باركنا بكل ما نحتاجه للخدمة … باركنا بكل بركة روحيّة في السمويات وعهده الأبدي والحياة الأبديّة

كيف لا نقف اليوم وقفة تكريس …لذا نحن مدعوون كأفراد وككنيسة إلى وقفة تكريس أمام الرّب لنقول، نحن لك بالكامل … نخدمك بأمانة … نعطي بسخاء …  نعيش بقداسة … نقف أمامك يا رب وقفة تكريس … وقتنا لك … مواهبنا لك … عائلاتنا لك … أموالنا لك أولادنا لك

ثالثًا. ننصب حجر عناية الرّب بنا

هذا الحجر نصبه صموئيل النبي عندما كان قاضيًا على شعب الرّب في القديم. كان الشعب يلجأ لصموئيل النبي وقت المخاطر. وفي أحد الأيام الصعبة على شعب الرّب حدث ما دوّنه الوحي في 1صم 7: 8-12

“8وَقَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِصَمُوئِيلَ: «لاَ تَكُفَّ عَنِ الصُّرَاخِ مِنْ أَجْلِنَا إِلَى الرَّبِّ إِلهِنَا فَيُخَلِّصَنَا مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». 9فَأَخَذَ صَمُوئِيلُ حَمَلاً رَضِيعًا وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً بِتَمَامِهِ لِلرَّبِّ، وَصَرَخَ صَمُوئِيلُ إِلَى الرَّبِّ مِنْ أَجْلِ إِسْرَائِيلَ، فَاسْتَجَابَ لَهُ الرَّبُّ. 10وَبَيْنَمَا كَانَ صَمُوئِيلُ يُصْعِدُ الْمُحْرَقَةَ، تَقَدَّمَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ لِمُحَارَبَةِ إِسْرَائِيلَ، فَأَرْعَدَ الرَّبُّ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَأَزْعَجَهُمْ، فَانْكَسَرُوا أَمَامَ إِسْرَائِيلَ. 11وَخَرَجَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ مِنَ الْمِصْفَاةِ وَتَبِعُوا الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَضَرَبُوهُمْ إِلَى مَا تَحْتَ بَيْتِ كَارٍ. 12فَأَخَذَ صَمُوئِيلُ حَجَرًا وَنَصَبَهُ بَيْنَ الْمِصْفَاةِ وَالسِّنِّ، وَدَعَا اسْمَهُ «حَجَرَ الْمَعُونَةِ» وَقَالَ: «إِلَى هُنَا أَعَانَنَا الرَّبُّ».” (1صم 7: 8-12)

كانت المسؤوليّة كبيرة على صموئيل. كيف يستطيع صموئيل أن يردّ المخاطر عن شعب الرّب؟ لم يكن لديه سوى اللجوء إلى الرّب. وهذه عيّنة عمّا كان يفعله صموئيل. كان يأتي بمخاطره أمام الرّب ويصعد المحرقات أمام الرّب ويصلي ويتضرّع للرّب. وكان الرب يتدخّل. مكتوب في النصّ أمامنا: ” فَاسْتَجَابَ لَهُ الرَّبُّ”. ما أعظم إلهنا المبارك الذي يسمع صلوات أولاده ويستجيب لهم من سماءه. كان أعداء شعب الرّب جاهزين ومستعدين لسحقهم وذلهم والقضاء عليهم

“10وَبَيْنَمَا كَانَ صَمُوئِيلُ يُصْعِدُ الْمُحْرَقَةَ، تَقَدَّمَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ لِمُحَارَبَةِ إِسْرَائِيلَ، فَأَرْعَدَ الرَّبُّ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَأَزْعَجَهُمْ، فَانْكَسَرُوا أَمَامَ إِسْرَائِيلَ.” تدخل الرّب بقوة للمحاماة عن شعبه

لقد كان الرّب معينًا لشعبه، محاميًا ومدافعًا ومحاربًا عنهم ورافعًا رأسهم. أمام هذا الواقع لم يكن أمام صموئيل إلا أن يأخذ حجرًا وينصبه ويدعوه حجر المعونة. أراد صموئيل من كل الشعب وكل العالم أن يعرف أن الرّب هو من يعين شعبه. أليس هذا ما اختبرناه في كنيستنا مدى كل السنوات الماضية؟ نحن الذين لا حول لنا ولا قوّة … وليس لنا صوت في هذا البلد وليس لنا سند ولا من قانون يحمينا …  نحن الذين حاول أعداء صليب المسيح أن يفنونا ويسحقونا ويلغونا من الوجود … الذين استخدموا كل قوتهم وطاقاتهم ومعارفهم وطرقهم الملتوية لكي يقضوا علينا

في عام 2006 صدر القرار من أشرّ رجال الدين على وجه الكرة الأرضيّة، أن يسحق كنيسة المسيح هذه. استخدم الناس … ضغط على القضاء … استخدم الجيش … استخدم الدرك … استخدم التنظيم المدني … استخدم الصحافة … استخدم قائمقام كسروان ضدنا … استخدم محافظ جبل لبنان ضدنا … استخدم وزير الداخلية في وقتها أيضا ضدنا، الذي هددني بمكتبه وطلب مني أن أغلق الكنيسة. ولكن الرّب … هللويا … له كل المجد … تدخّل وأرعد بصوته وكسر أعداء الكنيسة

والآن نحن نحتفل بـ 25 سنة من عناية الرّب بنا. الرّب اعتنى بنا ماديّا … الرّب سدد حاجاتنا في كل وقت. الرّب معنا ولا يتركنا ولا يهملنا. اليوم نحن ننصب حجر المعونة ونقول إلى هنا أعاننا الرّب

ولنا الثقة التي كتب عنها بولس الرسول لكنيسة فيلبي، “وَاثِقًا بِهذَا عَيْنِهِ أَنَّ الَّذِي ابْتَدَأَ فِيكُمْ عَمَلاً صَالِحًا يُكَمِّلُ إِلَى يَوْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.” (في 1: 6) “ولنا الضمانة بأنّه، “إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟” (رو 8: 31)

رابعًا. ننصب حجر قيادة الرّب لنا

يأخذنا الوحي إلى سفر يشوع لنتشارك بالحجارة التي نصبها يشوع في طريقه لأرض الموعد. كان الرّب قد وعدهم بدخول أرض الموعد. وكان الرّب يقودهم في هذه المهمّة. كان الحاجز الأوّل أمام شعب الرّب هو نهر الأردن. ولكن الرّب قادهم وسط النهر. أوقف الرّب المياه ندًّا واحدًا وعبّرهم وسط المياه

هناك نصب يشوع 12 حجرًا وسط الأردن. حجرًا عن كل سبط

فلنلاحظ الحادثة كما دونها لنا الوحي في يشوع 4: 1-7

“1وَكَانَ لَمَّا انْتَهَى جَمِيعُ الشَّعْبِ مِنْ عُبُورِ الأُرْدُنِّ أَنَّ الرَّبَّ كَلَّمَ يَشُوعَ قَائِلاً: 2«انْتَخِبُوا مِنَ الشَّعْبِ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً، رَجُلاً وَاحِدًا مِنْ كُلِّ سِبْطٍ، 3وَأْمُرُوهُمْ قَائِلِينَ: احْمِلُوا مِنْ هُنَا مِنْ وَسَطِ الأُرْدُنِّ، مِنْ مَوْقِفِ أَرْجُلِ الْكَهَنَةِ رَاسِخَةً، اثْنَيْ عَشَرَ حَجَرًا، وَعَبِّرُوهَا مَعَكُمْ وَضَعُوهَا فِي الْمَبِيتِ الَّذِي تَبِيتُونَ فِيهِ اللَّيْلَةَ». 4فَدَعَا يَشُوعُ الاثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً الَّذِينَ عَيَّنَهُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، رَجُلاً وَاحِدًا مِنْ كُلِّ سِبْطٍ. 5وَقَالَ لَهُمْ يَشُوعُ: «اعْبُرُوا أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ إِلهِكُمْ إِلَى وَسَطِ الأُرْدُنِّ، وَارْفَعُوا كُلُّ رَجُل حَجَرًا وَاحِدًا عَلَى كَتِفِهِ حَسَبَ عَدَدِ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، 6لِكَيْ تَكُونَ هذِهِ عَلاَمَةً فِي وَسَطِكُمْ. إِذَا سَأَلَ غَدًا بَنُوكُمْ قَائِلِينَ: مَا لَكُمْ وَهذِهِ الْحِجَارَةَ؟ 7تَقُولُونَ لَهُمْ: إِنَّ مِيَاهَ الأُرْدُنِّ قَدِ انْفَلَقَتْ أَمَامَ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ. عِنْدَ عُبُورِهِ الأُرْدُنَّ انْفَلَقَتْ مِيَاهُ الأُرْدُنِّ. فَتَكُونُ هذِهِ الْحِجَارَةُ تَذْكَارًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الدَّهْرِ».” (يش 4: 1-7)

ما أعظم وأجمل وأروع قيادة الرّب لنا! الله يقود شعبه. كم من المرات التي وقفنا فيها أمام نهر لا نستطيع عبوره، ولكنّه بقوّته وجبروته عبّرنا؟ فقط افتكروا باختبار شراء هذا المبنى … بعد إيجار لأكثر من 12 سنة بمبلغ كبير كنا ندفعه كل شهر … أرسل إلي صاحب البناء رسالة يزيد فيها قيمة الإيجار بمبلغ كبير جدّا

بدأت بالصلاة والتفكير … عرفت مباشرة بأننا لا نستطيع أن نكمل بنفس الطريقة … هناك أمر يجب أن يتغيّر … فاوضنا صاحب البناء وزدنا الإيجار قليلا … وكنت أصلي لأجل الموضوع. حاولت أن أبحث عن مكان آخر ولكن كانت كل الأبواب مغلقة. وفوق هذا كله، فاجأنا مالك العقار برغبته ببيع العقار … وضع اليافطة على البناء الذي فيه نجتمع … صار الناس يسألونني: ماذا سنفعل؟ كنّا معرضين أن نكون بدون مكان للعبادة. كان جوابي: الرّب يدبر. لم يمض شهور قليلة حتى فتح الرّب لنا باب من السماء لشراء العقار! هذه نقطة في بحر قيادة الرّب لنا في هذه الخدمة، الرّب يقود كنيسته … الرّب هو قائدنا

ونحن اليوم بعد 25 سنة ننصب حجرًا لنعلن للعالم بأن الّرب قائد هذه الكنيسة وهو رأسها وهو يسكن فيها بروحه ويقودها بكافة قراراتها … في يوبيلنا الفضي نقدم الشكر والمجد لمن قادنا إلى مراع خضراء وسيقودنا على الدوام، له كل المجد

خامسا. ننصب حجر الشهادة للأجيال القادمة

لم يكتفِ يشوع بأن ينصب حجارة وسط نهر الأردن ولكنّه اخذ من نهر الاردن حجارة ونصبها على اليابسة. اسمعوا ما كتبه الوحي في يشوع 4: 19-24

“19وَصَعِدَ الشَّعْبُ مِنَ الأُرْدُنِّ فِي الْيَوْمِ الْعَاشِرِ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ، وَحَلُّوا فِي الْجِلْجَالِ فِي تُخُمِ أَرِيحَا الشَّرْقِيِّ. 20وَالاثْنَا عَشَرَ حَجَرًا الَّتِي أَخَذُوهَا مِنَ الأُرْدُنِّ نَصَبَهَا يَشُوعُ فِي الْجِلْجَالِ. 21وَكَلَّمَ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: «إِذَا سَأَلَ بَنُوكُمْ غَدًا آبَاءَهُمْ قَائِلِينَ: مَا هذِهِ الْحِجَارَةُ؟ 22تُعْلِمُونَ بَنِيكُمْ قَائِلِينَ: عَلَى الْيَابِسَةِ عَبَرَ إِسْرَائِيلُ هذَا الأُرْدُنَّ. 23لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ قَدْ يَبَّسَ مِيَاهَ الأُرْدُنِّ مِنْ أَمَامِكُمْ حَتَّى عَبَرْتُمْ، كَمَا فَعَلَ الرَّبُّ إِلهُكُمْ بِبَحْرِ سُوفٍ الَّذِي يَبَّسَهُ مِنْ أَمَامِنَا حَتَّى عَبَرْنَا، 24لِكَيْ تَعْلَمَ جَمِيعُ شُعُوبِ الأَرْضِ يَدَ الرَّبِّ أَنَّهَا قَوِيَّةٌ، لِكَيْ تَخَافُوا الرَّبَّ إِلهَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ»

لماذا نصب يشوع هذا النصب؟ لكي يكون علامة للأجيال القادمة. نحن اليوم نعلن للأجيال الموجودة معنا وللأجيال القادمة بأن الرّب الأمين الذي كان معنا هو سيكون معكم دائما. تذكروا المسيح الذي مات على الصليب وتذكروا عمله في هذه الكنيسة. هذه الكنيسة تأسست على كلمة الرّب وعلى وعود الرّب وعلى قيادة الرّب. اعلموا أيها الأجيال أن بقاء البركة في هذه الكنيسة مرتبطة بالتزامنا بالرّب وبكلمته

ولكيلا يأتي جيل وينسى الرّب وينسى قيادة الرّب وعمله، أراد يشوع أن يوضع نصب من حجارة لكي تذكر الأجيال عمل الرّب في وسطهم. ونحن أيضا اليوم نقول للحاضرين ولمن هو مزمع أن يأتي أنّ إله الأمانة الذي عبرنا بـ 25 سنة من المعجزات، هو له كل المجد وهو له كل الفضل. نحن نقول للحاضرين والقادمين … اعلموا أنّ يدّ الرّب قوية لكي يخافوه كل الأيام … اليوم هو يوم عهد امام الرّب أن نخافه ونهابه ونعيش بأمانة له ولكمته … لأنّ حضوره هو قوّتنا وتركنا إياه والمساومة على وصاياه هي الضعف والدمار والاضمحلال …عند اضطهادنا، كان هو حمايتنا وعندما اعتزنا، كان هو المعتني بنا وفي كل ظرف كان الإله الأمين الصادق … تمسكوا به وهابوه واحترموه والتزموا بعهده وبكلمته … واحصدوا البركات

.إياكم أن تتركوه، إياكم أن تستهينوا بكلمته …نقف اليوم لكي نشهد للأجيال القادمة عن عظمة الرّب

.أخيرًا، 25 سنة مضت، رأينا فيها عظمة الرّب وجوده علينا

 إنّه الوقت لنعاهد الرّب، أن نحبه ونعبده … أن نحب شعبه ونلتزم بكنيسته وأن ننشر إنجيله في كل العالم وأن نعيش بقداسة وأمانة

لسماع العظة اضغط هنا