الرّبّ يسوع المسيح، هو رئيس ملوك الأرض وهو ملك الملوك وربّ الأرباب. يُظهر الإصحاح الأوّل من سفر الرّؤيا المسيح في مظهر الملك وهو يعلن مخطّطه الكامل للتّاريخ البشريّ. بينما كان يوحنا الحبيب ينظر لمصدر الصّوت، رأى المسيح الملك في مظهره المجيد. فلمّا رآه سقط عند رجليه كميت فوضع يده اليمنى عليه قائلاً: “لا تخف أنا هو الأول والآخر والحي وكنت ميتًا وها أنا حي إلى أبد الآبدين
ابتدأ المسيح بإعلان ملكه وسيادته المطلقة على الكنائس. ولذا فالإصحاحان 2 و 3 هم رسائل مباشرة إلى الكنائس السّبعة: أفسس، سميرنا، برغامس، ثياتيرا، ساردس، فيلادلفيا ولاودكيّة. لقد كان عدد الكنائس التّقريبيّ في تلك المرحلة حوالي 100 كنيسة منتشرة في كافة أرجاء الإمبراطوريّة الرّومانيّة (بحسب ويلمينغتون ص 540). لقد اختار المسيح هذه الكنائس ليوجّه لها رسائل خاصّة وعامّة. هي رسائل خاصّة لأنّها تتكلّم إلى الكنائس في وقت معيّن وحاجة معيّنة، ولكنّها رسائل عامّة لأنّ هذه الكنائس تمثّل حالة الكنائس الرّوحيّة في كلّ عصر، وفي الوقت ذاته هناك ترتيب نبويّ لهذا الإعلان عن وضع الحالة المسيحيّة العامّة في مراحل التّاريخ المختلفة حتّى يوم الاختطاف
:إن الرّسائل السّبعة للكنائس هي
رسائل تاريخيّة لكنائس موجودة –
رسائل عامة للكنائس المسيحيّة في كلّ زمان ومكان –
رسائل نبويّة تعبّر عن الحالة المسيحيّة في الحقبات التّاريخيّة المختلفة –
يعتقد الكثيرون أنّ وصيّة المسيح الأخيرة لتلاميذه كانت المأموريّة العظمى، ولكن الحقيقة أنّ وصايا المسيح الأخيرة للكنيسة كانت في هذه الرّسائل. بعد حوالي 62 سنة من تأسيس أوّل كنيسة في أورشليم وبعد 40 سنة من تأسيس كنيسة أفسس، ما هو رأي المسيح في كنائسه؟ ما هو رأي المسيح في كنيستنا؟ ألا يهمّنا هذا الموضوع؟
من المهمّ جدًّا أن ندرس هذه الرّسائل السّبعة. سوف نتأمّل بأربعة كنائس في هذا الموضوع، ولكن يجب أن نعرف أن كلّ رسالة من هذه الرّسائل السّبعة مقسّمة إلى سبعة أقسام رئيسة
التّوجيه –
صفة المسيح المتكلّم –
المدح –
التّحذير –
التّشجيع –
التّنبيه –
الوعد –
يتوجّه المسيح برسالة إلى الكنيسة من خلال راعي الكنيسة. كلمة “ملاك” تعني رسول وهي قد تشير إلى رسول سماويّ أو رسول بشريّ بحسب الموقع. وهنا يوجّه الرّسالة إلى راعي الكنيسة الّذي سيقف على المنبر ويعلن هذه الرّسالة من المسيح إلى الكنيسة
أولاً. المسيح الملك يخاطب كنيسة أفسس (رؤ 2: 1-7)
التّوجيه: 1اُكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ أَفَسُسَ
يتوجه الرّبّ في البداية إلى الكنيسة التي في أفسس، وكلمة أفسس تعني ” مشتهاة” أمّا مدينة أفسس فكانت تقع في آسيا الصّغرى وقد منحتها الإمبراطوريّة الرّومانية حقّ الحكم الذّاتي، فكان لها دور سياسيّ مهمّ، وكانت المدينة تضمّ ملعبًا ضخمًا وسوقًا شعبيًا مهمًّا ومسرحًا يتسع لـ 000 , 25 مشاهد، وكانت عبادة الإمبراطور تمارس في أفسس، إلا أنّ أكثر ما اشتهرت به تلك المدينة كان هيكل الآلهة ديانا أو أرطاميس، وهذا المعبد هو من عجائب الدّنيا السّبعة، وقد أصبحت آلهة الخصب هذه مركز اهتمام العالم الدّيني حينئذٍ وكان يُعتقد أن تمثالها هبط من السّماء ( راجع أعمال 19 : 27 ، 35 ). وكانت طقوس عبادة هذه الآلهة تتضمن أكثر الممارسات فسادًا بما فيها الزّنى المقدّس، ويعتقد أنّ البشارة دخلت تلك المدينة مع أكيلا وبريسكلا (أعمال 18: 18 – 22). كما أنّ هذه المدينة غدت لاحقًا مكان سكنى الرّسول يوحنا قبل نفيه إلى بطمس. (د. طوني معلوف)
صفة المسيح المتكلّم: «هَذَا يَقُولُهُ الْمُمْسِكُ السَّبْعَةَ الْكَوَاكِبَ فِي يَمِينِهِ، الْمَاشِي فِي وَسَطِ السَّبْعِ الْمَنَايِرِ الذَّهَبِيَّةِ. (رؤ 1: 13 و16)
المدح: أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ وَتَعَبَكَ وَصَبْرَكَ، وَأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَحْتَمِلَ الأَشْرَارَ، وَقَدْ جَرَّبْتَ الْقَائِلِينَ إِنَّهُمْ رُسُلٌ وَلَيْسُوا رُسُلاً، فَوَجَدْتَهُمْ كَاذِبِينَ. وَقَدِ احْتَمَلْتَ وَلَكَ صَبْرٌ، وَتَعِبْتَ مِنْ أَجْلِ اسْمِي وَلَمْ تَكِلَّ
لقد كانت هذه الكنيسة مبشّرة وخادمة. كانت تصبر على الضّيق والاضطهاد. وكانت كنيسة تؤمن بالانفصال عن الشّر والخطيّة وأيضًا عن الرّسل الكذبة. وكان لهذه الكنيسة مثابرة
التّحذير: لَكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ أَنَّكَ تَرَكْتَ مَحَبَّتَكَ الأُولَى. فَاذْكُرْ مِنْ أَيْنَ سَقَطْتَ وَتُبْ، وَاعْمَلِ الأَعْمَالَ الأُولَى، وَإِلَّا فَإِنِّي آتِيكَ عَنْ قَرِيبٍ وَأُزَحْزِحُ مَنَارَتَكَ مِنْ مَكَانِهَا، إِنْ لَمْ تَتُبْ
ولكن المشكلة كانت في المحبّة الأولى فلقد وضع الرّبّ آدم في الجنّة للشّركة معه وليس هناك أهّمّ من الشّركة مع الرّبّ. وكثيرًا ما تهتمّ الكنيسة والمؤمنون بالخدمة أكثر من العلاقة مع الرّبّ. وبالتّالي يدعو الرّبّ المؤمنين إلى التّوبة وإلّا فمصير الكنيسة هو الزّوال. طلب الرّبّ من الكنيسة ثلاثة أمور: (1) اذكر (2) تُب (3) اعمل الأعمال الأولى
التّشجيع:” وَلَكِنْ عِنْدَكَ هَذَا: أَنَّكَ تُبْغِضُ أَعْمَالَ النُّقُولاَوِيِّينَ الَّتِي أُبْغِضُهَا أَنَا أَيْضاً.” كلمة نقولاويين تعني “مقاومة الشّعب” وبالتّالي كانت بدعة النّيقولاويين هي الدّكتاتوريّة ورفض حكم الشّعب
“التّنبيه: “مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ
.لكلّ كنيسة كان هناك تنبيه للسّماع الجيّد لتّوجيهات الرّبّ
“الوعد: “مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ الَّتِي فِي وَسَطِ فِرْدَوْسِ اللهِ
.أوّل ذكر لشجرة الحياة بعد تكوين 3: 24 عندما أخرج الرّبّ آدم من جنّة عدن
أمّا بعض الدّروس الّتي يمكن للكنيسة أن تتعلّمها من هذه الرّسالة فهي التّالية: الكنيسة منارة في العالم، وعمل المنارة هو حمل النّور – التّعليم الصّحيح ليس بالضّرورة دليلاً على وجود المحبّة للمسيح – يظهر ترك المحبّة الأولى عن طريق عدم إظهار المحبّة للإخوة (1 يو 4: 19 -21) – لا يمكننا الاعتماد على إنجازاتنا السّابقة فقط .علينا مسؤوليّة في التّعلم من كنيسة أفسس (د. معلوف)
ثانيًا. المسيح الملك يخاطب كنيسة سميرنا (رؤ 2: 8-11)
التّوجيه: وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ سِمِيرْنَا: ثمّ يتكلّم الرّبّ إلى الكنيسة الّتي في سميرنا (2: 8 – 11)، وجدير بالذّكر أن كلمة ” سميرنا ” تعني ” المرّ” (راجع استخدام الكلمة في مت 2: 11، مر 15: 23، يو 19: 39)
هذا وكانت تقع مدينة سميرنا على بعد 35 ميلاً شمال مدينة أفسس، وهي تشكل مرفأً بحريًّا هامًّا حتّى يومنا هذا، وقد شُيِّد في هذه المدينة الجميلة هيكلاً للأمبراطور الرّوماني طيباريوس. (د.معلوف)
صفة المسيح المتكلّم: «هَذَا يَقُولُهُ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، الَّذِي كَانَ مَيْتاً فَعَاشَ. (رؤ 1: 18)
المدح: أَنَا أَعْرِفُ أَعْمَالَكَ وَضِيْقَتَكَ، وَفَقْرَكَ (مَعَ أَنَّكَ غَنِيٌّ) وَتَجْدِيفَ الْقَائِلِينَ إِنَّهُمْ يَهُودٌ وَلَيْسُوا يَهُوداً، بَلْ هُمْ مَجْمَعُ الشَّيْطَانِ
لقد تعرّضت كنيسة سميرنا إلى الاضطهاد على يد اليهود المرتدّين عن المسيحيّة. تعرّضوا للضّيق والفقر والاضطهاد من أجل إيمانهم
التّحذير: ليس هناك من تحذير لهذه الكنيسة
التّشجيع: لاَ تَخَفِ الْبَتَّةَ مِمَّا أَنْتَ عَتِيدٌ أَنْ تَتَأَلَّمَ بِهِ. هُوَذَا إِبْلِيسُ مُزْمِعٌ أَنْ يُلْقِيَ بَعْضاً مِنْكُمْ فِي السِّجْنِ لِكَيْ تُجَرَّبُوا، وَيَكُونَ لَكُمْ ضِيقٌ عَشَرَةَ أَيَّامٍ
التّنبيه: مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ
الوعد: كُنْ أَمِيناً إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ. مَنْ يَغْلِبُ فَلاَ يُؤْذِيهِ الْمَوْتُ الثَّانِي
.كان هناك وعدين لهذه الكنيسة بإكليل الحياة وأنّ الموت الثّاني لن يؤذيه
أمّا بعض الدّروس الّتي يمكننا تعلّمها من كنيسة سميرنا فهي: وصف المسيح في 2: 8 مصدر تعزية وتشجيع للمؤمنين المتألمين – المسيح مدرك لكلّ آلامنا الحاضرة – قد يأتي الاضطهاد أحيانًا عن طريق الحرمان الماديّ (عب 10: 34) – صحيح أنّنا فقراء لكنّنا نغني كثيرين – تعلّمنا كنيسة سميرنا كيف نتألّم من أجل الرّبّ: لا تخف كن أمينا للموت، انظر إلى المسيح (د. معلوف)
ثالثًا. المسيح الملك يخاطب كنيسة برغامس (رؤ 2: 12-17)
التّوجيه: وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَرْغَامُسَ: (2 : 12 – 17)
وتقع مدينة برغامس على بعد 45 ميلاً شمالي سميرنا، وقد كانت سلطنة مستقلة لقرون عديدة، لكنّها أصبحت جزءاً من الإمبراطوريّة الرّومانية في العام 133 ق. م. هذا وكانت المدينة مركزًا للهيكل الوحيد في آسيا الّذي شُيِّد لعبادة الإمبراطور أغسطس قيصر الّذي حكم روما في أيام المسيح، وكان في برغامس واحدة من أهمّ المكتبات في العالم القديم، كما كانت المكان الّذي بدأ فيه استخدام الرّقوق للكتابة. (د.معلوف)
صفة المسيح المتكلّم: «هَذَا يَقُولُهُ الَّذِي لَهُ السَّيْفُ الْمَاضِي ذُو الْحَدَّيْنِ (رؤ 1: 16)
المدح: أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، وَأَيْنَ تَسْكُنُ حَيْثُ كُرْسِيُّ الشَّيْطَانِ، وَأَنْتَ مُتَمَسِّكٌ بِاسْمِي وَلَمْ تُنْكِرْ إِيمَانِي حَتَّى فِي الأَيَّامِ الَّتِي فِيهَا كَانَ أَنْتِيبَاسُ شَهِيدِي الأَمِينُ الَّذِي قُتِلَ عِنْدَكُمْ حَيْثُ الشَّيْطَانُ يَسْكُنُ
كان يوجد في مدينة برغامس هيكل عبادة الإمبراطور أغسطس الّذي كان يطلب العبادة لنفسه. يدعو المسيح هذه العبادة “كرسيّ الشّيطان”. وبالتّالي واجهت هذه الكنيسة اضطهادًا أعنف حيث قتل أحد أهمّ قادة تلك الكنيسة الأمناء أنتيباس
التّحذير: وَلَكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ قَلِيلٌ: أَنَّ عِنْدَكَ هُنَاكَ قَوْماً مُتَمَسِّكِينَ بِتَعْلِيمِ بَلْعَامَ، الَّذِي كَانَ يُعَلِّمُ بَالاَقَ أَنْ يُلْقِيَ مَعْثَرَةً أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنْ يَأْكُلُوا مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ، وَيَزْنُوا. 15هَكَذَا عِنْدَكَ أَنْتَ أَيْضاً قَوْمٌ مُتَمَسِّكُونَ بِتَعَالِيمِ النُّقُولاَوِيِّينَ الَّذِي أُبْغِضُهُ. 16فَتُبْ وَإِلَّا فَإِنِّي آتِيكَ سَرِيعاً وَأُحَارِبُهُمْ بِسَيْفِ فَمِي
حذّر المسيح الكنيسة من خطأين في الكنيسة: الأوّل سلوكيّ والآخر عقائديّ. “تعليم بلعام” هو محاولته زرع الخطأ الأخلاقيّ في شعب الرّبّ لكي يضربهم الرّبّ بالإضافة إلى لعن شعب الرّبّ. وهذا يشير إلى الانحراف المسلكيّ الّذي قد يدخل إلى الكنيسة والخطأ الثّاني الّذي تعرّضت له هذه الكنيسة هو خطأ عقائديّ
التّشجيع: لا يوجد تشجيع
التّنبيه: مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ
الوعد: مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنَ الْمَنِّ الْمُخْفَى، وَأُعْطِيهِ حَصَاةً بَيْضَاءَ، وَعَلَى الْحَصَاةِ اسْمٌ جَدِيدٌ مَكْتُوبٌ لاَ يَعْرِفُهُ أَحَدٌ غَيْرُ الَّذِي يَأْخُذُ
.يشير المنّ المخفى إلى الشرّكة المميّزة مع الرّبّ كما تشير الحصاة البيضاء إلى الضّمان الأكيد لهذه الشّركة
أمّا بعض الدّروس الّتي نتعلّمها من هذه الكنيسة فهي: إنّ بلعام تحذير لكلّ واحد منّا. لاحظ طريق بلعام – بيع الموهبة النّبوية (2 بط 2 : 15 )، وضلالة بلعام- إخضاع النّاس للمال (يهوذا 1)، وتعليم بلعام – التّهاون عن طريق دسّ السّمّ بالدّسم تعليميًّا ( رؤ 2 : 11 ). في الكنيسة المحليّة نرى أن التّعامل مع المؤمنين يختلف عن التّعامل مع غير المؤمنين. التّساهل مع الشّر في الكنيسة خطيّة بحدّ ذاته. (د. معلوف)
رابعًا. المسيح الملك يخاطب كنيسة ثياتيرا (رؤ 2: 18-29)
التّوجيه: وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي ثَيَاتِيرَا: (2: 18 – 29)
وتقع مدينة ثياتيرا على بعد خمسة وثلاثين ميلاً جنوب شرقي برغامس، وقد كانت ثياتيرا معروفة بتجارتها الكبيرة وخاصة صناعة الصّوف والصّباغة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ ثياتيرا كانت مدينة ليديّة بائعة الأرجوان (راجع أعمال 16: 14)، وتعني كلمة ثياتيرا ” الذّبيحة المتواصلة أو الّتي لا تتعب. (د. معلوف)
صفة المسيح المتكلّم: «هَذَا يَقُولُهُ ابْنُ اللهِ، الَّذِي لَهُ عَيْنَانِ كَلَهِيبِ نَارٍ، وَرِجْلاَهُ مِثْلُ النُّحَاسِ النَّقِيِّ. (رؤ 1: 14)
المدح: أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ وَمَحَبَّتَكَ وَخِدْمَتَكَ وَإِيمَانَكَ وَصَبْرَكَ، وَأَنَّ أَعْمَالَكَ الأَخِيرَةَ أَكْثَرُ مِنَ الأُولَى
تميّزت هذه الكنيسة بصفات عظيمة منها الأعمال الحسنة والمحبّة والخدمة والإيمان والصّبر والنّمو
التّحذير: لَكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ قَلِيلٌ: أَنَّكَ تُسَيِّبُ الْمَرْأَةَ إِيزَابَلَ الَّتِي تَقُولُ إِنَّهَا نَبِيَّةٌ، حَتَّى تُعَلِّمَ وَتُغْوِيَ عَبِيدِي أَنْ يَزْنُوا وَيَأْكُلُوا مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ. وَأَعْطَيْتُهَا زَمَاناً لِكَيْ تَتُوبَ عَنْ زِنَاهَا وَلَمْ تَتُبْ. 22هَا أَنَا أُلْقِيهَا فِي فِرَاشٍ، وَالَّذِينَ يَزْنُونَ مَعَهَا فِي ضِيقَةٍ عَظِيمَةٍ، إِنْ كَانُوا لاَ يَتُوبُونَ عَنْ أَعْمَالِهِمْ. 23وَأَوْلاَدُهَا أَقْتُلُهُمْ بِالْمَوْتِ. فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ الْكَنَائِسِ أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبَ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ
كان خطأ هذه الكنيسة المساومة وعدم الانفصال عن التّعاليم الخاطئة الّتي كانت إحدى النّبيات تدسّه. كانت دينونة الله واضحة بحقّ تعاليمها الباطلة. هذه الجماعات سوف تمرّ بالضّيقة العظمى وسوف يكون مصيرهم الهلاك الأبديّ بالموت الثّاني
التّشجيع: وَلَكِنَّنِي أَقُولُ لَكُمْ وَلِلْبَاقِينَ فِي ثَيَاتِيرَا، كُلِّ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ هَذَا التَّعْلِيمُ، وَالَّذِينَ لَمْ يَعْرِفُوا أَعْمَاقَ الشَّيْطَانِ، كَمَا يَقُولُونَ، إِنِّي لاَ أُلْقِي عَلَيْكُمْ ثِقْلاً آخَرَ، 25وَإِنَّمَا الَّذِي عِنْدَكُمْ تَمَسَّكُوا بِهِ إِلَى أَنْ أَجِيءَ
كانت الرّسالة محدّدة لهذه الكنيسة أن يتحذّروا من تعاليم إيزابل. لم يرد أن يضيف شيئًا فوق ذلك بل طلب منهم ان يتمسكوا بما عندهم
“التّنبيه: “مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ
الوعد: وَمَنْ يَغْلِبُ وَيَحْفَظُ أَعْمَالِي إِلَى النِّهَايَةِ فَسَأُعْطِيهِ سُلْطَاناً عَلَى الأُمَمِ، فَيَرْعَاهُمْ بِقَضِيبٍ مِنْ حَدِيدٍ، كَمَا تُكْسَرُ آنِيَةٌ مِنْ خَزَفٍ، كَمَا أَخَذْتُ أَنَا أَيْضاً مِنْ عِنْدِ أَبِي، وَأُعْطِيهِ كَوْكَبَ الصُّبْحِ
يحكم مع المسيح في مجيئه (مز 2: 8 ورؤ 19: 15) ويكون نجمًا مضيئًا في ملكوت الرّبّ كما يرد في دا 12: 3
أمّا الدّروس العمليّة الّتي يمكن تعلّمها من هذه الكنيسة فهي: وجود الخطأ ليس بالضّرورة مدعاة للخطية. إنّ التّعليم الخاطئ ينتج فساداً أخلاقيا. طريقة علاج التّعاليم الخاطئة هي باستعادة النّظرة الصّحيحة للمسيح (2: 18). (د. معلوف)
خامسًا. المسيح الملك يخاطب كنيسة ساردس (رؤ 3: 1-6)
التّوجيه: 1وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي سَارْدِسَ
وتحمل كلمة ساردس في أصلها العبراني معنى ” البقيّة” وكانت هذه المدينة تقع على بعد ثلاثين ميلاً من مدينة ثياتيرا الّتي هي عاصمة مقاطعة ليديّة، وبما أنّ ساردس كانت مبنيّة على تلّة مرتفعة مشرفة على هوّة سحيقة، فقد ساد الاعتقاد بأنّ هذه المدينة لا تسقط أبدًا، لكن قورش، ملك مادي وفارس، أخذ المدينة إذ دخلها من طريق جبليّ سريّ (سنة 549 ق. م.)، ودخلها لاحقًا أنطيوخوس الثّالث بنفس الطّريقة (سنة 218 ق.م.) وفي المرتين كانت المدينة توجد بدون حراسة لأنّ جندها اعتقدوا أن مدينتهم لا يمكن أن تسقط. (د. معلوف)
صفة المسيح المتكلّم: «هَذَا يَقُولُهُ الَّذِي لَهُ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ وَالسَّبْعَةُ الْكَوَاكِبُ. (1: 4و16)
تشير عبارة سبعة أرواح الله إلى الرّوح القدس الأقنوم الثّالث من الثّالوث الّذي يشار إلى كماله في العدد 7. أمّا الكواكب السّبع فهم ملائكة الكنائس أي رعاة الكنائس
المدح: لا يوجد مدح
التّحذير: أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، أَنَّ لَكَ اسْماً أَنَّكَ حَيٌّ وَأَنْتَ مَيِّتٌ 2كُنْ سَاهِراً وَشَدِّدْ مَا بَقِيَ، الَّذِي هُوَ عَتِيدٌ أَنْ يَمُوتَ، لأَنِّي لَمْ أَجِدْ أَعْمَالَكَ كَامِلَةً أَمَامَ اللهِ. 3فَاذْكُرْ كَيْفَ أَخَذْتَ وَسَمِعْتَ وَاحْفَظْ وَتُبْ، فَإِنِّي إِنْ لَمْ تَسْهَرْ أُقْدِمْ عَلَيْكَ كَلِصٍّ، وَلاَ تَعْلَمُ أَيَّةَ سَاعَةٍ أُقْدِمُ عَلَيْكَ
لم تواجه هذه الكنيسة أيّ تحدّيات خارجيّة أو داخليّة. فهي لم تتعرّض لاضطهادات من اليهود أو الرّومان، وفي الوقت ذاته لم تدخل إليها التّعاليم المبتدعة. لقد عاشت هذه الكنيسة باطمئنان مكّنها من النّمو دون تحدّيات. فكان لها اسم أنّها كنيسة ولها عمل وخدمة ونشاط. ولكن مشكلتها الّتي ظهرت فيها فهي الموت الرّوحي. لقد كان لها اسم أنّها حيّة ولكنّها من داخل كانت ميّته. كان يحتاج أعضاء هذه الكنيسة إلى السّهر والتّشدّد لأنّ أعمالها لم تكن كاملة أمام الله ولذلك يطلب الرّبّ من هذه الكنيسة تذكّر كيف وصلت الرّسالة إليها والتّعاليم الّتي تعلموها لكي يطيعوها ويتوبوا “وإلّا سأقدم عليك كلص ولا تعلم أيّة ساعة أقدم عليك”. وهو يقول هذا بالإشارة إلى مجيء المسيح الثّاني الّذي سيفاجئ غير السّاهرين وغير المتوقّعين لهذا المجيء
التّشجيع: عِنْدَكَ أَسْمَاءٌ قَلِيلَةٌ فِي سَارْدِسَ لَمْ يُنَجِّسُوا ثِيَابَهُمْ، فَسَيَمْشُونَ مَعِي فِي ثِيَابٍ بِيضٍ لأَنَّهُمْ مُسْتَحِقُّونَ
كان هناك بقيّة أمينة في تلك الكنيسة أسماء قليلة لم ينجّسوا ثيابهم فسيمشون مع المسيح في ثياب بيض لأنّهم مستحقون
التّنبيه: مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ
الوعد: مَنْ يَغْلِبُ فَذَلِكَ سَيَلْبَسُ ثِيَاباً بِيضاً، وَلَنْ أَمْحُوَ اسْمَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ، وَسَأَعْتَرِفُ بِاسْمِهِ أَمَامَ أَبِي وَأَمَامَ مَلاَئِكَتِهِ
هناك وعد للمؤمن الغالب بأنّه سيلبَس ثيابًا بيضًا. عُرفت ساردس بتجارة الصّوف وقد كان الصّوف الأبيض هو الأشهر. لذلك فهو يشير إلى سير المؤمنين مع المسيح بطهارة ونظافة بفعل عمل التّبرير. أمّا عبارة لن أمحو اسمه من سفر الحياة فهي تشير إلى تأكيد الخلاص بخلاف ما يحاول البعض استخدامها لتبرير العقيدة الخاطئة عن هلاك المؤمن. ويشجّع المسيح المؤمنين بالوعد القائل بأنّه سيعترف باسمه أمام أبيه وأمام ملائكته أيضًا
سادسًا. المسيح الملك يخاطب كنيسة فيلادلفيا (رؤ 3: 7-13)
التّوجيه: وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي فِيلاَدَلْفِيَا
أمّا مدينة فيلادلفيا فهي الأصغر في المدن السّبعة المذكورة، وتعني كلمة ” فيلادلفيا”، المحبّة الأخويّة . وكانت هذه المدينة تقع على بعد 25 ميلاً من ساردس. وقد تسمت هكذا تبعًا لاسم مؤسّسها أتالوس الثّاني فيلادلفوس من برغامس، والمدينة تقع على حدود كلّ من مقاطعات ليديّة وميسيّة وفريجيّة، لذلك فنشاطها التّبشيريّ كان كبيرًا بسبب الفرصة الطّبيعيّة المتاحة لها، هذا وكانت المدينة عرضة للهزّات الكثيرة، لذلك كان الكثير من سكانها يعيشون في ضواحي المدينة، ونذكر هنا أنّ فيلادلفيا كانت مركزًا لعبادة الإله ديونيسوس. (د. معلوف)
صفة المسيح المتكلّم: «هَذَا يَقُولُهُ الْقُدُّوسُ الْحَقُّ، الَّذِي لَهُ مِفْتَاحُ دَاوُدَ، الَّذِي يَفْتَحُ وَلاَ أَحَدٌ يُغْلِقُ، وَيُغْلِقُ وَلاَ أَحَدٌ يَفْتَحُ
المدح: أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ. هَئَنَذَا قَدْ جَعَلْتُ أَمَامَكَ بَاباً مَفْتُوحاً وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُغْلِقَهُ، لأَنَّ لَكَ قُوَّةً يَسِيرَةً، وَقَدْ حَفِظْتَ كَلِمَتِي وَلَمْ تُنْكِرِ اسْمِي. هَئَنَذَا أَجْعَلُ الَّذِينَ مِنْ مَجْمَعِ الشَّيْطَانِ، مِنَ الْقَائِلِينَ إِنَّهُمْ يَهُودٌ وَلَيْسُوا يَهُوداً، بَلْ يَكْذِبُونَ: هَئَنَذَا أُصَيِّرُهُمْ يَأْتُونَ وَيَسْجُدُونَ أَمَامَ رِجْلَيْكَ، وَيَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا أَحْبَبْتُكَ.لأَنَّكَ حَفِظْتَ كَلِمَةَ صَبْرِي، أَنَا أَيْضاً سَأَحْفَظُكَ مِنْ سَاعَةِ التَّجْرِبَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَأْتِيَ عَلَى الْعَالَمِ كُلِّهِ لِتُجَرِّبَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ
كانت هذه الكنيسة أمينة لكلمة الرّبّ تحيا حياة البشارة. لقد كانت قوّة هذه الكنيسة في بشارتها وحفظ الكلمة وعدم نكران اسم المسيح ولقد وعد الرّبّ بالغلبة لهذه الكنيسة وأن يأتي أعداؤهم ويسجدون أمام رجليهم ويعرفون أنّ الرّبّ أحبّهم. كانت هذه الكنيسة صابرة على الضّيق وقد وعد الرّبّ بأنّه سينقذها من ساعة التّجربة العتيدة أن تأتي على العالم بالإشارة إلى الضّيقة العظمى الّتي ستأتي في نهاية الأيّام (دا 12: 2 و مر 13: 19 و2 تس 2: 1-12)
التّحذير: ليس هناك من تحذير لهذه الكنيسة الأمينة للرّبّ
التّشجيع: هَا أَنَا آتِي سَرِيعاً. تَمَسَّكْ بِمَا عِنْدَكَ لِئَلَّا يَأْخُذَ أَحَدٌ إِكْلِيلَكَ
يحثّ الرّبّ المؤمنين في هذه الكنيسة للتّمسك بما عندهم وإلا سيخسرون أكاليلهم وهو يطلب منهم أن يعيشوا بروح الانتظار
التّنبيه: “مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ
الوعد: مَنْ يَغْلِبُ فَسَأَجْعَلُهُ عَمُوداً فِي هَيْكَلِ إِلَهِي، وَلاَ يَعُودُ يَخْرُجُ إِلَى خَارِجٍ، وَأَكْتُبُ عَلَيْهِ اسْمَ إِلَهِي، وَاسْمَ مَدِينَةِ إِلَهِي أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةِ النَّازِلَةِ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ إِلَهِي، وَاسْمِي الْجَدِيدَ
هناك وعد للمؤمنين في هذه الكنيسة أنّهم سيكونون أعمدةً بالإشارة إلى الثّبات الرّوحي الحقيقيّ بالمسيح، فهم لن يخرجوا الى خارج وسيكتب عليهم اسم الله علامة ملكيّة الله لهم وسيكتب اسم مدينة الله أورشليم علامة انتمائهم لذلك الموطن السّماوي وسيكتب اسم يسوع عليهم علامة علاقتهم الأبديّة معه
سابعًا. المسيح الملك يخاطب كنيسة لاودكيّة (رؤ 3: 14-22)
التّوجيه: وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ اللَّاوُدِكِيِّينَ
وتعني كلمة لاودكيّة “حكم الشّعب” وتقع مدينة لاودكيّة على مسافة 90 ميلاً شرقي أفسس و45 ميلاً جنوب شرقي فيلادلفيا في وادي ليكوس الخصب، وقد أصبحت لاودكيّة أغنى مدينة في مقاطعة فريجيّة أيّام الرّومان، هذا واشتهرت المدينة بمدارسها الطّبيّة واشتهر أطباؤها باستخدام مرهمين أحدهما لتطبيب العين والآخر لتطبيب الأذن، وكانت المدينة تفتقر إلى مياه الشّرب لذلك كان عليها أن تؤمّن مياهها عبر أقنية للجر من خارج المدينة، وغالبًا ما كانت هذه الأقنية عرضة للخراب، وقد اشتهرت تلك المدينة بصناعة الثّياب والأقمشة خاصة من الصّوف الأسود، وجدير بالذّكر أن المدينة تعرّضت لهزّة أرضيّة دمّرتها سنة 60م، لكنّها رفضت لكثرة غناها معونة الإمبراطوريّة الرّومانية من أجل استعادة بنائها، وهكذا يتكوّن لدينا صورة عن الكنيسة الواقعة ضمن مجتمع غنيّ، وكانت هذه الكنيسة موصوفة بالفتور، والصّورة مأخوذة من الينابيع الحارة التي كانت تنقل المياه إلى المدينة من بعيد وكانت تصل إليها فاترة، وهكذا كان على العكس من مياه مدينة كولوسي الباردة ومياه مدينة هيرابوليس الحارة، فالمياه الباردة تنعش والحارة تشفي أمّا الفاترة فلا تصلح لشيء، لذلك فالرّبّ مزمع أن يتقيّأها من فمه. ( 3 : 16). (د. معلوف)
صفة المسيح المتكلّم: «هَذَا يَقُولُهُ الآمِينُ، الشَّاهِدُ الأَمِينُ الصَّادِقُ، بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ. (1: 5)
المتكلّم هنا هو المسيح الشّاهد الأمين، الصّادق والقدير الّذي هو مصدر الخليقة كلّها
المدح: لا يوجد مدح
التّحذير: أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، أَنَّكَ لَسْتَ بَارِداً وَلاَ حَارّاً. لَيْتَكَ كُنْتَ بَارِداً أَوْ حَارّاً. 16هَكَذَا لأَنَّكَ فَاتِرٌ، وَلَسْتَ بَارِداً وَلاَ حَارّاً، أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي. 17لأَنَّكَ تَقُولُ: إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْءٍ، وَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَائِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ. 18أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَباً مُصَفًّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِيَ، وَثِيَاباً بِيضاً لِكَيْ تَلْبَسَ، فَلاَ يَظْهَرُ خِزْيُ عُرْيَتِكَ. وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْلٍ لِكَيْ تُبْصِرَ. 19إِنِّي كُلُّ مَنْ أُحِبُّهُ أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ. فَكُنْ غَيُوراً وَتُبْ
كانت هذه الكنيسة فاترة روحيًّا وقد استعار الوحي صورًا من حياة تلك المدينة لتوضيح المعنى ولقد كانت هذه المدينة بحاجة إلى جر المياه من مدن أخرى. كانت المياه تجرّ إلى مدينة لاودكيّة من هيرابوليس على بعد 10 كيلومتر من لاودكيّة والّتي اشتهرت بمياهها الحارّة وأيضًا على بعد 16 كيلومتر من الشّرق كانت تقع مدينة كولوسي الّتي اشتهرت بينابيعها العذبة الباردة وكانت المياه تصل إلى لاودكيّة فاترة من الجهتين وكثيرة المعادن لدرجة أنّها أحيانًا تؤدّي إلى التّقيّؤ. يستخدم الرّبّ هذه الحقيقة ليعبّر عن الوضع الرّوحي لمؤمني لاودكيّة. ويقيّم الرّبّ وضع الكنيسة هناك ليجدها في حالة تعيسة. ولذا يستخدم تشابيه من الواقع لكي يقول له أن يشتروا الغنى من الرّبّ والثّياب منه ويتكحّلوا بكحل روحيّ من عنده لكي يبصروا. وهو يدعوهم للتّوبة والغيرة الرّوحيّة لأنّ الرّبّ يؤدّب من يحبّه
التّشجيع: هَئَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي
التّنبيه: مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ
الوعد: مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضاً وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي فِي عَرْشِهِ
أخيرًا، إنّ الله يجول في وسط الكنائس لكي يحذّر ويشجّع بسلطانه وقدرته