نسمع الكثير عن إبداعات الإنسان واختراعاته. وهناك فعلًا اختراعات كثيرة قد حققها الإنسان في العالم، منها المفيد جدّا ومنها الهدّام جدّا. على سبيل المثال، اختراع الكهرباء، والهاتف، الكمبيوتر، الإنترنت…لقد أبدع الإنسان حقًّا في اكتشافاته. ولكن ماذا عن اختراع الديناميت مثلًا؟ أو اختراع القنبلة الذريّة؟ أو السلاح النووي؟ أبدع الإنسان باختراعاته، منها البناءة ومنها هدّامة تهدد الوجود البشري. لقد أبدع الإنسان أيضًا في ابتكار الأديان والآلهة منذ القديم. أول ديانة أسسها قايين ابن آدم عندما قرّر أن يبني مذبح ويقدّم عليه تقدمة لا تسرّ قلب الله. ديانة أخرى حاول تأسيسها هارون، عندما صنع العجل الذهبي وقال “هذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَصْعَدَتْكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ” (خر 32: 4)
تمادى الإنسان في الاختراعات الدينيّة، حتى أيامنا هذه. والاختراع الجديد هو الديانة الإبراهيميّة التي تجمع بين اليهودية والمسيحيّة والإسلام. اقتُبس من صلاة تم تلاوتها في مدينة أور في العراق من قبل أتباع هذه الديانة الحديثة، يقال فيها التالي: “أيها الإله القدير يا خالقنا ويا محب البشر وكل ما صنع يداك. نحن أبناء وبنات إبراهيم المنتمين إلى اليهوديّة والمسيحيّة والإسلام ما كافة المؤمنين والجميع أصحاب النوايا الحسنة، نشكرك لأنك أعطيتنا إبراهيم ابن هذه الأرض النبيلة والعزيزة أبا مشتركا في الإيمان
اليوم نحن مطالبون، كأتباع ليسوع المسيح، أن نمتحن الأرواح: هل هي من الله؟ كما قال القديس يوحنا: “أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ.” (1يو 4: 1). كيف نمتحن الأرواح لنعرف ما هو من الله؟ يجيبنا الرسول بطرس قائلا: “وَعِنْدَنَا الْكَلِمَةُ النَّبَوِيَّةُ، وَهِيَ أَثْبَتُ، الَّتِي تَفْعَلُونَ حَسَنًا إِنِ انْتَبَهْتُمْ إِلَيْهَا، كَمَا إِلَى سِرَاجٍ مُنِيرٍ فِي مَوْضِعٍ مُظْلِمٍ، إِلَى أَنْ يَنْفَجِرَ النَّهَارُ، وَيَطْلَعَ كَوْكَبُ الصُّبْحِ فِي قُلُوبِكُمْ” (2بط 1: 19). الكتاب المقدّس هو المقياس الذي عليه نمتحن الأمور: هل هي من الله؟
غلاطية 3: 29،”فَإِنْ كُنْتُمْ لِلْمَسِيحِ، فَأَنْتُمْ إِذًا نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ، وَحَسَبَ الْمَوْعِدِ وَرَثَةٌ.” (غل 3: 29)
أولا. مشكلة الإنسان الأساسيّة مع الله
مشكلة الإنسان الأساسية مع الله هي الشك بكلمة الرّب وعصيانها. سأل إبليس حواء قائلا: “أَحَقًّا قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟” (تك 3: 1) هل الله قال؟ هل الله عنده رأي؟ هل الله عنده وصايا؟هذا السؤال كان سبب سقوط الإنسان في الخطيّة.الخطيّة بحسب كلمة الرّب هي التعدي على وصايا الله. “كُلُّ مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ يَفْعَلُ التَّعَدِّيَ أَيْضًا. وَالْخَطِيَّةُ هِيَ التَّعَدِّي.” (1يو 3: 4) تعدى آدم وحواء على وصية الله ودخلت الخطيّة إلى العالم.هذا هو أساس كل الشر والبؤس والتعاسة التي يعيش فيها عالمنا اليوم.أمام هذا الواقع، وقفَ الإنسان عاجزًا.وهنا تدخّل الله وأعلن عن مخطط الخلاص
ثانيا. مخطط الله لإنقاذ الإنسان
أمام عجز آدم وحواء وحيرتهم حيال المشكلة التي أوجدوا أنفسهم فيها، بسبب قراراهم الخاطئ وعصيان الله وتوجيهاته، أعلن الله لهم عن مخططه الخلاصي. محبة الله لم تخلّص الإنسان. محبة الله أعلنت عن مخطط إلهي لخلاص الإنسان. هذا المخطط الإلهي له ركيزة أساسيّة. هذه الركيزة الأساسيّة مبنيّة على شخص سيولد من نسل المرأة. وهنا جاء الإعلان الأوّل عن مخطط الخلاص عندما قال الرّب، “وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ” (تك 3: 15)
الخلاص سيؤسس على شخص يولد من نسل المرأة. ليس من نسل رجل. فقط من نسل المرأة. يعني من دون أبّ بشري. كانت هذه النبوّة الأولى عن شخص ربّنا يسوع المسيح الذي وحده مولود من نسل المرأة، الذي بشّرت النبوات به قائلة: “هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا.” (متى 1: 32)
الركيزة الثانية في النبوات أُعطيت في الإصحاح نفسه، وهي الفداء. ماذا سيفعل هذا المولود؟ سيفتدي البشريّة بدمه. وهذا ما فعله الله أمام عيون آدم وحواء. في الوقت الذي فيه ستر آدم وحواء أجسادهما بأوراق تين، ذبح الله الذبيحة الأولى، وسفك دمها وألبس جلدها، لآدم وحواء. تقول كلمة الرّب: … “وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا.” (تك 3: 21) مخطّط الله المعلن منذ البدء للخلاص هو بمخلص يولد من نسل المرأة يجب أن يفتدي الإنسان بسفك دمه. سفك الدمّ أساس للخلاص. “وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!” (عب 9: 22)
ثالثا. الانحراف الأوّل عن مخطط الله
بدأ الانحراف الأوّل مع أولاد آدم قايين وهابيل. علّم آدم أولاده عن أهميّة الذبيحة التي تشير إلى المسيح. وعندما أراد أولاد آدم أن يصلّوا، علمهم أن يتقدموا إلى الله بذبيحة دم. كان لآدم ابنين، قايين وهابيل
تقول كلمة الرّب، “وَقَدَّمَ هَابِيلُ أَيْضًا مِنْ أَبْكَارِ غَنَمِهِ وَمِنْ سِمَانِهَا. فَنَظَرَ الرَّبُّ إِلَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ” (تك 4: 4). تقدم هابيل إلى الله بذبيحة دم. أما قايين فقرّر أن يقدم ذبيحة غير دمويّة. “وَحَدَثَ مِنْ بَعْدِ أَيَّامٍ أَنَّ قَايِينَ قَدَّمَ مِنْ أَثْمَارِ الأَرْضِ قُرْبَانًا لِلرَّبِّ” (تك 4: 3) أمام هذا الانحراف، “نظر الرَّبُّ إِلَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ، وَلكِنْ إِلَى قَايِينَ وَقُرْبَانِهِ لَمْ يَنْظُرْ” (تك 4: 4و5)
الله قبل ذبيحة هابيل ورفض ذبيحة قايين، بناء على إعلانه الواضح أنّ بدون الكفارة لا يمكن للإنسان أن يتقدّم إلى الله. محبة الله لا تخلّص. فداء الله هو الذي يخلّص. محبة الله قدّمت لنا فداء الله، لكن الفداء هو الذي يخلّص. هذا ما فعله يسوع ربّنا على الصليب. “لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.” (يو 3: 16)
رابعا. توضيح مخطط الله مع إبراهيم
دعوة الله لإبراهيم كانت مهمّة لأنّ الرّب بإبراهيم دعا النسل كما وعد. حدّد نسل المخلّص. هذه المرأة التي ستلد المخلّص بحسب النبوّة ستأتي من نسل إبراهيم. اختار الله إبراهيم ودعاه من منطقة أور الكلدانيين
كانت أور أرض أوثان وأصنام، ورأى الله في إبراهيم رجلا مؤمنا به. فدعاه ليخرج من أرضه ومن عشيرته
“وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ: «اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً.” (تك 12: 3)
“…في تكوين 26: 4، ” وَتَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ
في أعمال 3: 25و26 في عظة بطرس الرسول قال “أَنْتُمْ أَبْنَاءُ الأَنْبِيَاءِ، وَالْعَهْدِ الَّذِي عَاهَدَ بِهِ اللهُ آبَاءَنَا قَائِلاً لإِبْراهِيمَ: وَبِنَسْلِكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. إِلَيْكُمْ أَوَّلاً، إِذْ أَقَامَ اللهُ فَتَاهُ يَسُوعَ، أَرْسَلَهُ يُبَارِكُكُمْ بِرَدِّ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَنْ شُرُورِهِ
في رسالته إلى المؤمنين في غلاطية كتب الرسول بولس قائلا: “وَالْكِتَابُ إِذْ سَبَقَ فَرَأَى أَنَّ اللهَ بِالإِيمَانِ يُبَرِّرُ الأُمَمَ، سَبَقَ فَبَشَّرَ إِبْرَاهِيمَ أَنْ «فِيكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ الأُمَمِ».” (غل 3: 8)
ما هي هذه البركة؟ يجيب في العدد 14و15،“اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ». لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلأُمَمِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِنَنَالَ بِالإِيمَانِ مَوْعِدَ الرُّوحِ
لا توجد أي بركة في إبراهيم نفسه، إنما بنسله البركة، بالمسيح يسوع الذي قدم نفسه ذبيحة على الصليب يوجد بركة للخلاص. فماذا فعل إبراهيم؟ افتدى ابنه بذبيحة على جبل المريّا. في تقديم إبراهيم للذبيحة، ستر نفسه وستر ابنه وعائلته بالذبيحة بالدّم. آمن إبراهيم بالدّم للخلاص
خامسا. تثبيت الله لمخطّطه بالناموس
نقرأ في سفر الخروج عن دعوة الله لموسى لإخراج الشعب من مصر. أي شعب؟ نسل المخلّص. وهناك عند خروج الشعب من مصر، علّمهم عن أهميّة الفداء. وفي الضربة العاشرة على مصر وآلهتها، طلب الرّب من الشعب أن يذبح ويدهن عتبات البيت بالدّم. “وَيَكُونُ لَكُمُ الدَّمُ عَلاَمَةً عَلَى الْبُيُوتِ الَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا، فَأَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ، فَلاَ يَكُونُ عَلَيْكُمْ ضَرْبَةٌ لِلْهَلاَكِ حِينَ أَضْرِبُ أَرْضَ مِصْرَ.” (خر 12: 13)
مكتوب في العهد الجديد: “وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ.” (1يو 1: 7)
مكتوب: “الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ” (اف 1: 7)
.أعلن الله بالناموس عن فداء المسيح
سادسا. تحقيق الله لوعوده القديمة للأنبياء بتجسد المسيح
“وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ. ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخًا: «يَا أَبَا الآبُ».” (غل 5: 4و5). حقق الله وعده بتجسد المسيح. والكلمة المفتاح هنا هي كلمة الفداء. هذا ما يحاول البشر إلغائه اليوم. رسائل رومية وغلاطية والعبرانيين كتبت لكي توضح هذه الحقيقة. في رسالة العبرانيين: “اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ، الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي” (عب 1: 1-3)
الرسول بطرس كان واضح عندما قال: “وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ.” (اع 4: 12)
سابعا. رفض المسيح للديانة الإبراهيميّة
الديانة الإبراهيميّة بدأت قديما مع اليهود، بالاحتماء باسم إبراهيم. “أَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ: «أَبُونَا هُوَ إِبْرَاهِيمُ». قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كُنْتُمْ أَوْلاَدَ إِبْرَاهِيمَ، لَكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ إِبْرَاهِيمَ!” (يو 8: 39)
اليوم يستخدم اسم إبراهيم لكي يخفى اسم المسيح. هذا ما قاله يسوع لهم: “أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا” (يو 8: 44)
:هذه هي مبادئ المسيحيّة الإبراهيمية الجديدة
“يا إِلَهَ أبينا إبراهيمَ وإِلَهَنا، نَسْأَلُكَ أنْ تَمْنَحَنا إيمانًا قَويًّا، جادًّا في عَمَلِ الخَير، إيمانًا يَفْتَحُ قُلُوبَنا لَكَ ولِكُلِّ إخوَتِنا وأخَواتِنا، ورجاءً لا يَخيب، قادِرًا على أنْ يَرَى أمانَةَ وُعُودِكَ في كُلِّ مَكان. اجْعَلْ كُلَّ واحِدٍ منّا شاهِدًا على اهتِمامِكَ وَحُبِّكَ لِلْجَميعِ وَخاصَّةً اللاجئينَ والمُشَرَّدين، والأرامِلِ والأيتام، والفُقَراءِ والمَرضى. افتَحْ قُلُوبَنا لِلْمَغْفِرَةِ المُتَبادَلَة، فنُصْبِحَ أَدَواتٍ لِلْمُصَالَحَةِ، فنَبْنِيَ مُجْتَمَعًا أكثرَ عَدالَةً وأُخُوَّة. اقبَلْ جَميعَ المَوتى في دارِ الأبَديَّة، دارِ السَّلامِ والنُور، وَخاصَّةً ضَحايا العُنْفِ والحُروب
يصلون لأجل إيمان بدون المسيح، ويصلون لأجل أعمال خير بدون قوّة الروح القدس. يصلون طلبًا برجاء بدون المسيح. يصلون لأجل أمانة وعود الله بدون الكتاب المقدّس. يصلون لأجل شهادة بدون إنجيل. يصلون لأجل مغفرة بدون دم يسوع المسيح. يصلون لأجل قبول الموتى في الدار الأبديّة بدون خلاص المسيح. يريدون مسيحيّة بدون دم وبدون صليب وبدون فداء
ماذا يقصدون عندما يقولون الديانات السماويّة الثلاثة: اليهوديّة والمسيحيّة والإسلام؟ لا قيمة للفداء ولا أهميّة لدم المسيح. أي رسالة توصل المسيحيّة الإبراهيميّة إلى العالم: المسيح يفرّقنا ولكن إبراهيم يجمعنا. لنترك المسيح ولنلتفّ حول إبراهيم. أيحاولون أن يكذّبوا المسيح الذي قال: “أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.” (يو 14: 6) أيحاولون أن يكذّبوا الكتاب المقدس الذي أعلن: ” وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ” (اع 4: 12) أيحاولون أن يكّذبوا من قال: “ «أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبَدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ» يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.” (رؤ 1: 8)
نحن نرفض ما يرفضه المسيح، ونرفض كل محاولة دينيّة خارجة عن تعاليم الرّب يسوع المسيح وإنجيل الخلاص. نحب الناس ولكن نحن نكره الضلال. ونحب من يسيء إلى المسيح بالانحراف إلى المسيحيّة الإبراهيميّة، ولكننا نكره الضلال وسنحارب الضلال بكلمة الرّب إلى يوم مجيئه. لن نبيع مخلصنا يسوع المسيح الذي اشترانا بدمه الغالي
ثامنًا. أبناء إبراهيم الحقيقيون هم اتباع المسيح
أبناء إبراهيم الحقيقيون هم من آمنوا بالمسيح. هذا ما قاله يسوع لليهود: “أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ.” (يو 8: 56) نظر إبراهيم إلى المسيح وتهلّل
“فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: «لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ، أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟» قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ». فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازًا فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هكَذَا.” (يو 8: 57-59)
محاولة جديدة لرجم المسيح … ولكنّه اليوم فاتح يديه لكي يقبل كل من يؤمن به. “فَإِنْ كُنْتُمْ لِلْمَسِيحِ، فَأَنْتُمْ إِذًا نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ، وَحَسَبَ الْمَوْعِدِ وَرَثَةٌ.” (غل 3: 29)
.ابن إبراهيم لا يبيع المسيح في سوق المزادات السياسيّة والدينيّة اليوم، بل ابن إبراهيم هو من يؤمن بيسوع مخلصا على حياته
في الختام، ما يحصل في العالم الديني اليوم هو إنذار لكل إنسان مخلّص، أن الله سمح بأن تحدث هذه الأمور لكي تتوضح الحقيقة لكل مخلّص. إذا أنت مخلِص مع ذاتك، أنظر إلى الكتاب المقدّس وستجد فيه مخلّصا واحدا وحقّ لا يتجزأ. ستجد في الكتاب المقدس كل الحكمة التي تساعدك على تمييز الأمور
.ولكن الأهم من كل هذا، سوف تجد خلاصك المعلن عنه بدم يسوع المسيح وقوّة قيامته