لا شك أن الظروف التي مرّينا بها هي ظروف غير اعتياديّة. وكما تبدو الأمور، وضعنا لن يستقرّ: تحديات ماديّة وضيقة اقتصادية. أما نحن، فكيف يجب أن نتصرّف ككنيسة؟ كيف يجب أن نتصرّف كأفراد مؤمنين وعائلات مؤمنة؟ واجه مؤمنو القرن الأوّل تحديات. الكنيسة في أورشليم واجهت تحديات ماديّة وتحديات الاضطهاد. السؤال هو: كيف يمكن أن نواجه التحديات؟
فلنقرأ ما جاء في أعمال الرسل الاصحاح 8: 1-5
1وَكَانَ شَاوُلُ رَاضِيًا بِقَتْلِهِ. وَحَدَثَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ اضْطِهَادٌ عَظِيمٌ عَلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي أُورُشَلِيمَ، فَتَشَتَّتَ الْجَمِيعُ فِي كُوَرِ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ، مَا عَدَا الرُّسُلَ. 2وَحَمَلَ رِجَالٌ أَتْقِيَاءُ اسْتِفَانُوسَ وَعَمِلُوا عَلَيْهِ مَنَاحَةً عَظِيمَةً. 3وَأَمَّا شَاوُلُ فَكَانَ يَسْطُو عَلَى الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ يَدْخُلُ الْبُيُوتَ وَيَجُرُّ رِجَالاً وَنِسَاءً وَيُسَلِّمُهُمْ إِلَى السِّجْنِ. 4فَالَّذِينَ تَشَتَّتُوا جَالُوا مُبَشِّرِينَ بِالْكَلِمَةِ. 5فَانْحَدَرَ فِيلُبُّسُ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ السَّامِرَةِ وَكَانَ يَكْرِزُ لَهُمْ بِالْمَسِيحِ
كيف تواجه الكنيسة التحديات؟
أولا. الكنيسة تعاني خلال الأزمات
المعاناة في كنيسة اورشليم كانت كبيرة في هذه الأزمة. موت استفانوس الذي هو احد أهمّ خدام الكنيسة
مات استفانوس رجما بالحجارة، “1وَكَانَ شَاوُلُ رَاضِيًا بِقَتْلِهِ
تقول كلمة الرّب، “1وَكَانَ شَاوُلُ رَاضِيًا بِقَتْلِهِ. وَحَدَثَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ اضْطِهَادٌ عَظِيمٌ عَلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي أُورُشَلِيمَ، فَتَشَتَّتَ الْجَمِيعُ فِي كُوَرِ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ، مَا عَدَا الرُّسُلَ. 2وَحَمَلَ رِجَالٌ أَتْقِيَاءُ اسْتِفَانُوسَ وَعَمِلُوا عَلَيْهِ مَنَاحَةً عَظِيمَةً. 3وَأَمَّا شَاوُلُ فَكَانَ يَسْطُو عَلَى الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ يَدْخُلُ الْبُيُوتَ وَيَجُرُّ رِجَالاً وَنِسَاءً وَيُسَلِّمُهُمْ إِلَى السِّجْنِ
كانت المعانات كبير: قتل استفانوس، اضطهاد، مناحة وبكاء، جرّ الرجال والنساء المؤمنين ووضعهم في السجن. تكون الأزمات أحيانا صعبة وفيها معاناة. ربما نحن اليوم معاناتنا هي فقدان عائلة من الكنيسة بسبب الهجرة. ماذا لو قررت عائلة أخرى الهجرة أيضًا؟! أو ربما نحن اليوم معاناتنا اقتصاديّة. لا يمكن أن نتجنّب المعاناة، ولكن في المعاناة سيكون الرّب معنا لنعبرها
ثانيا. الكنيسة في الأزمات تتوقّع التغيرات
إنّ الأزمات تحدث تغيّرات. أمام تفاقم الاضطهاد وموت استفانوس وملاحقة المؤمنين والتعرض لهم بالأذى، حدثت تغيّرات. التغيّر الذي طرأ هو أن تشتت عدد من المؤمنين، “فَتَشَتَّتَ الْجَمِيعُ فِي كُوَرِ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ.”، على الرغم من أن كانت إمكانية بقاء المؤمنين في أورشليم متاحة كما حدث مع الرّسل، “مَا عَدَا الرُّسُلَ.” بعض المؤمنين تشتتوا … والبعض الآخر بقي…أحيانا يستخدم الرّب الأزمات لكي يغيّر مسارنا ويقودنا
ثالثا. الكنيسة في الأزمات تثابر باجتهاد
الأزمات ممكن أن تضعف عزيمة المؤمن، أو على العكس، يمكن أن تزيد من تكريس المؤمن. إنما الاحتمال الأكبر هو إضعاف العزيمة، وبخاصة عندما نكون نحن مكان استفانوس أو مكان عائلة استفانوس
لاحظوا ما حدث مع المؤمنين الأوائل: “4فَالَّذِينَ تَشَتَّتُوا جَالُوا مُبَشِّرِينَ بِالْكَلِمَةِ. 5فَانْحَدَرَ فِيلُبُّسُ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ السَّامِرَةِ وَكَانَ يَكْرِزُ لَهُمْ بِالْمَسِيحِ.” تظهر المثابرة باجتهاد أمامنا في مجال الخدمة. حدثت تغيّرات، ولكن في الوقت نفسه نظر المؤمن إلى لفرص الجديدة التي يريد الرّب أن يستخدمهم بها. كانت الأزمة المدخل لانتشار الإنجيل في أماكن جديدة. صحيح أنّ الأزمة قد تفاجئنا، ولكنّها لا تفاجئ الرّب. الكل تحت سيطرته وبسماح منه، لذلك علينا أن نثابر باجتهاد. وبخاصة في الأزمة التي نمرّ بها نحن اليوم. المسيح هو الرجاء الوحيد! العالم يحتاج إلى لرّب وهذا يتطلّب منّا المثابرة والاجتهاد فيما أقامنا الرّب عليه
رابعا. الكنيسة في الزمات تركّز على الهدف الروحي
لقد كان الهدف الروحي واضحًا لدى الكنيسة في أورشليم. كان هناك ضرورة لاستمرار الكنيسة في أورشليم. لذلك بقي الرسل ومؤمنون آخرون. وكان هناك ضرورة أيضًا للكرازة في كل المناطق الذين تشتتوا إليها. كان الهدف الروحي واضح بالنسبة إلى الأفراد أيضًا.الأزمات تشتت الأفكار والحاجة تصير هنا إلى التركيز على الهدف الروحي
.في الختام،الأزمة التي نمرّ بها صعبة جدًّا، ولكن الرّب إلهنا على عرشه لا يتغيّر
علينا أن نثابر باجتهاد رغم التحديات