المؤمن مدعو إلى حياة النصرة والرفعة الروحيّة في العالم، لأنّ المؤمن يسير مع المسيح الذي غلب العالم. ولكن هل هذا يعني اضمحلال وزوال التحديات في حياة المؤمن؟ كلا، بتاتًا …بل في العالم سيكون لنا ضيق، كما قال يسوع:” ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم
أحد المؤمنين عبّر لي قائلاً: “ما عم لحق “كف وراء كف …” (أي الضيقات تأتي الوحدة تلوى الأخرى) إلى متى؟؟؟ تجربة وراء تجربة !!! إلى متى؟ التحديات والتجارب في حياة المؤمن لا تنتهي، ولكن النصرة بالمسيح مضمونة في كلّ تحدّ وفي كل تجربة نواجها بإيمان وثقة بالرّب وبرغبة في تحقيق مشيئته، التحديات لا تنتهي والسبب هو أنّنا نعيش في البريّة … والبريّة فيها وحوش وحيات وعقارب وجوع وعطش وأشواك ومخاطر. نحن نعيش في البريّة … وفي البريّة يوجد تحديات كثيرة
والمؤمن مطالب أن يعيش للرّب في وسط العالم. صلى الرّب يسوع إلى لآب السماوي قائلا: “لَسْتُ أَسْأَلُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ” (يو 17: 15). يوجد عالم وهذا العالم هو تحت تأثير الشرير، لذلك نرى الشرّ يسود في كافة مجالات الحياة. والمؤمن بالمسيح الذي لا ينتمي إلى هذا العالم، موجود فيه ولفترة وجيزة
فما هي التحديات؟ لماذا يسمح الرّب بها؟ كيف يتعامل معنا الرّب؟
من حادثة خروج الشعب من مصر، نرى كيف شقّ الرّب البحر الأحمر أمامهم وأخرجهم بنصرة. أخرج الرّب الشعب من مصر بيد شديدة وذراع ممدودة ومخافة عظيمة (ار 32: 21). نعم، عبر شعب الرّب على اليابسة في وسط البحر والماء، سور لهم عن اليمين، وآخر عن اليسار ونتيجة لذلك، “خَافَ الشَّعْبُ الرَّبَّ وَآمَنُوا بِالرَّبِّ وَبِعَبْدِهِ مُوسَى.” (خر 14: 31)
وبعد ذلك رنّم الشعب أنشودة الفرح والنصرة وتعظيم الرّب. ولكن هل انتهت التحديات؟
.كلا، لم تنته. فبعد ثلاثة أيام جاء تحدٍّ جديد… تحدٍّ جديد في البريّة
بحسب ما جاء في خروج 15: 22
“22ثُمَّ ارْتَحَلَ مُوسَى بِإِسْرَائِيلَ مِنْ بَحْرِ سُوفَ وَخَرَجُوا إِلَى بَرِّيَّةِ شُورٍ. فَسَارُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فِي الْبَرِّيَّةِ وَلَمْ يَجِدُوا مَاءً.” قبل ثلاثة أيام من هذه الحادثة، كان صوت الهتاف والحمد والتمجيد للرّب يهزّ صحراء مصر. هل تقدرون أن تتخيلوا مليوني شخص يرنمون معًا ويمجدون الله. أيام حلوة يقضيها المؤمن في عبادة الرّب ويتأمل بتعاملات الرّب في حياته. ولكن ماذا عن الغد؟ الحياة التي نعيشها لها متطلباتها ولا بدّ أن يخرج الإنسان إلى العالم، إلى البريّة
أولاً. يوم جديد وتحدّ جديد
في تلك الليلة التي عبر فيها الشعب البحر الأحمر، نام بسلام وهو يتخيّل المشهد المبارك لنصرة الرّب وخلاصه. واستفاق الشعب ليستعدوا للرحيل. ساروا من بحر سوف نحو بريّة شور. وبعد ثلاثة أيام من السير في البريّة لم يجدوا ماء. الماء هو أمر جوهري في الحياة وهو من ضروريات الحياة. الإنسان لا يقدر أن يعيش بدون ماء. في اليوم الأول شربوا من الماء الذي معهم وفي اليوم الثاني أيضا وفي اليوم الثالث ظهرت المشكلة. الماء هو مسألة حياة أو موت. تحدّ جديد في حياة الشعب. ماذا تتوقع في يوم جديد؟ تحد جديد
خلصوا من فرعون وجيش مصر والعبوديّة القاسية ولكن ها هم أمام تحدّ جديد
…هل تتذكر عندما قالوا لك بمناسبة عيد ميلادك … نتمنى لك أن تكون كل أيامك حلوة؟ كان هذا تمنٍّ
وعندما تخرّجت … قالوا: نتمنى لك حياة مليئة بالنجاحات؟ كان تمنٍّ… عندما تزوجت … أطيب التمنيات بمناسبة زواجك الميمون؟ تمنيات … في يوم جديد هناك تحدّ جديد
…نحن إجمالاً، ليس لدينا مشكلة بتعاملات الرّب بالماضي … ولكن هل سنثق به للمستقبل
قال الرّب يسوع المسيح: “فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ” (متى 6: 34)
ماذا تتوقع من الغدّ؟ تحديات جديدة
في يوم جديد سيكون هناك تحديات جديدة ولكن لا تهتم بها ولا تخاف منها … أنا سأكون معك في يوم جديد كما أنا معك اليوم … لا تخف … آمن فقط
هل تتذكرون إيليا عندما كان على جبل الكرمل … كيف نزلت النار من السماء والتهمت المحرقة … هناك انتصر الرّب وحصلت دينونة على أنبياء البعل … كان يومًا رائعًا في حياة إيليا … “فَأَرْسَلَتْ إِيزَابَلُ رَسُولاً إِلَى إِيلِيَّا تَقُولُ: «هكَذَا تَفْعَلُ الآلِهَةُ وَهكَذَا تَزِيدُ، إِنْ لَمْ أَجْعَلْ نَفْسَكَ كَنَفْسِ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي نَحْوِ هذَا الْوَقْتِ غَدًا».” (1مل 19: 2)
.إقرأوا سفر أعمال الرسل بإمعان وتدقيق. ماذا كان يتوقع بولس في يوم جديد؟ تحدٍّ جديد وتجربة جديدة
في إحدى الحوادث، في منطقة لسترة، خلال رحلة بولس التبشيريّة الأولى، حدثت أمور عظيمة، وبعد عدة أيام من البركات وخلاص النفوس جاء التحدي. “ثُمَّ أَتَى يَهُودٌ مِنْ أَنْطَاكِيَةَ وَإِيقُونِيَةَ وَأَقْنَعُوا الْجُمُوعَ، فَرَجَمُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ، ظَانِّينَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ. وَلكِنْ إِذْ أَحَاطَ بِهِ التَّلاَمِيذُ، قَامَ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ، وَفِي الْغَدِ خَرَجَ مَعَ بَرْنَابَا إِلَى دَرْبَةَ.” (اعمال 14: 19و20)
ماذا في الغد؟ تجدّ جديد وتجربة جديدة. استعد يا مؤمن للغد وللتحديات الجديدة، وثق بأن الرّب الذي كان معك اليوم سيكون معك أيضا
ثانيًا. ماذا تفعل التحديات في حياة المؤمن؟
:هناك احتمالين
:الاحتمال الأول
:تُقرّبك من الرّب وتظهر قيادته لحياتك
التحديات في حياتنا أحيانًا تقرّبنا من الرّب وتظهر قيادته لحياتنا. التحديات أحيانًا تحوّل طريقنا باتجاه معيّن
تقول كلمة الرّب، “23فَجَاءُوا إِلَى مَارَّةَ …” عليك أن تكون حساسًّا في التحديات والأزمات. في التحديات يقترب المؤمن من الرّب ويدرك حاجته إليه. فأحيانًا كثيرة يحوّل الرّب طريقك ويقودك في وسط الأزمات. الرّب قادهم نحو منطقة اسمها مارة. عندما تواجهك، أنت كمؤمن، تحديات وأبواب مغلقة، تذكّر أنّ الرّب يقود حياتك وأحيانا يستخدم الأبواب المغلقة والأزمات لكي يحوّل طريقك. أنت بحاجة إلى أن تسأل الرّب، ماذا تريد يا ربّ؟ أنا لا أرى الخطوة التالية ولكن أثق أنّ لديك تدبير خاص لحياتي
مثلا: شخص مؤمن يحب الرّب كان يصلي لكي يستخدمه الرّب. كان يصلي لكي يعرف اتجاه خدمته. تعرض لحادث أليم ونتيجة لذلك يفتح الرّب أمامه باب للخدمة. عليك أن تفعل ما يلزم لحياتك وسترى قيادة الرّب
مثلا: شخص مؤمن يصلي لأجل موضوع الزواج وإيجاد شريك الحياة. في أحد الأيام، بينما كان يقود سيارته وقع في حفرة عميقة وتأذى. فنقلوه إلى المستشفى ونتيجة لذلك وجد شريكة حياته. حول الرّب طريقة في ظرف معيّن
أنا أعرف كثيرين يبحثون عن حفرة مشابهة ليقعوا فيها. ولكن قليلين الذين يعرفون ماذا يوجد بعد الحفرة. حوّل الرّب الشعب إلى منطقة مارة. هذه المنطقة فيها ماء ولكن الماء مرّ. تقول كلمة الرّب: “وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْرَبُوا مَاءً مِنْ مَارَّةَ لأَنَّهُ مُرٌّ. لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا «مَارَّةَ».” والذي يجهله الكثيرون، أنّ أحيانا كثيرة، نجدّ حلًّا ولكن الحل يتضمّن تحد. على سبيل المثال، الزواج. كم شخص تزوج وبعدها واجه مصاعب؟ وبعد فترة تمنى لو أنه لم يتزوّج … أحيانا الرّب يسمح باتجاه ليعلمنا منه دروسًا لحياتنا. وجدوا ماء ولكنّه مرّ لا يُشرب. “وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْرَبُوا مَاءً مِنْ مَارَّةَ لأَنَّهُ مُرٌّ”. إني أختبر هذا كثيرًا في الخدمة … يقودني الرّب باتجاه معيّن وأكون متأكد من قيادة الرّب ولكن الماء يكون مرّا. نعود للمبدأ الأساسي أن وراء كل تحدّ وانتصار هناك تحدّ آخر
.ولكن الملفت بهذا الأمر أنّ الرّب سيكون حاضر معك في كل الظروف
:الاحتمال الثاني
يولد في قلبك التذمّر وعدم الثقة بالرّب:” 24فَتَذَمَّرَ الشَّعْبُ عَلَى مُوسَى قَائِلِينَ: «مَاذَا نَشْرَبُ؟» هذه هي الحالة التي يطمح إبليس أن يوصلنا إليها بسبب التجارب والأزمات. يهدف إبليس من خلال كل تحد يضعه أمامك أن
ينسيك تعاملات الله بالماضي، يدخل الخوف إلى قلبك، يجعلك تشك بوعوده وأمانته، تتخذ موقف علني ضد الرّب. لاحظوا كلمة تذمّر في هذا النصّ وضعوا تحتها خطًّا أحمر. الرّب لا يسرّ بالتذمّر. بعد الكثير من التذمر عبّر الرّب عن نظرته قائلا: “حَتَّى مَتَى أَغْفِرُ لِهذِهِ الْجَمَاعَةِ الشِّرِّيرَةِ الْمُتَذَمِّرَةِ عَلَيَّ؟ قَدْ سَمِعْتُ تَذَمُّرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِي يَتَذَمَّرُونَ عَلَيَّ” (عدد 14: 27)
بعد كل ما فعله الرّب من أجل شعب العهد القديم تذمّر عليه. بعد كل ما فعله الرّب لشعب العهد الجديد يوجد مؤمنين أمام التحديات يتذمرون. يوصينا الرّب في العهد الجديد قائلا: “وَلاَ تَتَذَمَّرُوا كَمَا تَذَمَّرَ أَيْضًا أُنَاسٌ مِنْهُمْ” (1كو 10: 10). التذمّر هي الحالة التي يريد إبليس أن يوصلنا إليها
تتذمّر على الرّب … تتذمّر على موسى خادم الرّب … تتذمّر على الظروف … مؤمن ليس عنده قناعة … دائمًا حقوقه مهدورة … دائمًا غير راضٍ … دائمًا عنده تشكٍ، مؤمن متذمّر، ومشكلته الأساسيّة أنّه غير واثق بالرب وإيمانه به قليل. مشكلته أنّه لا يتمتع بشركة وعلاقة قويّة بالرّب … وبمن “يفشّ خلقه؟” بموسى، لأنه لا يرى الرب. يوجد أناس يسيرون مع الرب ويوجد أناس يسيرون مع موسى. هل أنت تسير مع الرّب أم تسير مع موسى؟ عندك تشكٍّ وتذمّر ولوم على الكنيسة، وعلى الراعي، متشكيًا أنّه لم يعطك حقّك … هل أنت سائر مع الرّب أم سائر مع خادم الرّب؟ هذا سؤال جوهري
وللأشخاص الذين يخدمون الرّب، توقعوا دائمًا من الناس أن “تفش خلقها” بكم… لأن الذي لم يقدر أن يفش خلقه بالرّب سيفش خلقه بكم، ويتهمكم ويتكلم عليكم … وهذا تحدٍّ لكم. نصيحة لكل شخص يخدم الرّب بأمانة، عندما يفش الناس خلقهم بك، تذكر أن مشكلتهم ليست معك، بل مشكلتهم مع الرّب أحببهم وصلي لأجلهم … يوجد احتمال أن يتذمّر المؤمن على الرّب في التحديات. إبليس يريد أن يوصلك إلى هذه النقطة من التذمر والتشكي حتى ينزع علاقتك بالرّب وبالكنيسة وبراعي الكنيسة وبالإخوة بالكنيسة حتى يعزلك ويقضي عليك
:عندما تأتي التحديات هناك احتمالين
التقرب من الرّب والتماس قيادته لحياتك
أو
التذمر وعدم الثقة بالرّب والضعف الروحي
التحديات لن تنتهي … ولكن الرّب حاضر لكي يعطيك الغلبة … هل ستثق به في التحديات؟ هذه هي حياة الإيمان، أن تثق بالرّب يوم بعد الآخر وتحدّ بعد تحدّ
أما السؤال الآن فهو: أين يكون الرّب في التحديات والتجارب؟
:والجواب هو
ثالثًا. الرّب حاضر في تحديات المؤمن
ماذا يفعل موسى في ظرف كهذا؟ 25فَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ. ماذا يفعل المؤمن القريب من الرّب؟ يصرخ إلى الرّب. يوجد مؤمنون يتذمرون ومؤمنون يصلون؟ من أي نوع أنت؟ الرّب يعطيك أمام أي تحد ألا تحتاج إلا إلى لرب وأن لا تلتجئ إلا إليه. ماذا يحدث عندما يلتجئ المؤمن إلى لرّب في ضيقاته؟
” فَأَرَاهُ الرَّبُّ شَجَرَةً فَطَرَحَهَا فِي الْمَاءِ فَصَارَ الْمَاءُ عَذْبًا.” الرّب صاحب الحلول … هو عنده الحلّ لكل مشكلة، والعلاج لكل داء والحكمة لكل ظرف. الرّب أرى موسى شجرة … طرحها في الماء فصار الماء عذبا. يحول الرّب المرورة إلى حلاوة. ليست مشيئة الرّب دائمًا أن يعطينا ماء عذبًا ولكن مشيئته أحيانًا أن يحوّل المرّ إلى عذب. إذا واجهت بالخدمة تحديات … هل هذا يعني أن تهرب من الخدمة؟ أم تؤمن بأن الرّب سيحول كل مرّ إلى حلو؟ إذا واجه الزواج تحديات … هل هذا يعني أن نهرب من الزواج؟ أم نؤمن بأن الرّب أنّه سيكون معنا ليحوّل كل مرّ إلى حلو؟ إذا كانت الحياة التي نعيشها فيها تحديات ماديّة، هل هذا يعني أن نرفض الحياة؟ أم نؤمن بأنّ الرّب سيحول كل مرّ على حلو؟ تذكروا الصليب ومرارة العذاب … هل كان الحلّ بأن يتركنا الرّب يسوع نموت في خطايانا؟ أم كان الحلّ أن يتألم المسيح ويحول المرورة إلى حلاوة الخلاص. ربما أنت تمرّ بظرف مرّ، وفي يوم من الأيام كنت متأكّد بأن هذا الأمر من الرّب. ولكن ماذا حدث؟ إذا صلّى أحد لأجل وظيفة … واستجاب له الرب … وبعد فترة تحولت الوظيفة الى مرارة … هل كان هناك خطأ في القرار؟ إن صلّى أحد لأجل زواجه … وتزوّج …وواجه ظروف صعبة؟ يتساءل هل كان قراري غير صائب؟
نحن دائمًا نظن أنّه إن قادنا الرّب في اتجاه معيّن فهذا يعني أنّه لن تواجهنا تحديات. هذا الأمر خطأ … قد يقودك الرب بالاتجاه الصحيح، وتواجهك تحديات، ولكنه سيعينك بها الرّب ويحول المرارة الى حلاوة
ما هو المبدأ الإلهي الذي يريدك الرّب أن تختبره في الظروف الصعبة؟ أعلن الرّب في هذه الحادثة عن مبدأ لشعب الرّب ولأولاد الرّب في كل مكان. المبدأ الذي يجب أن تتبناه في حياتك كمؤمن هو الأمانة لكلمة الرّب في كل الظروف
هُنَاكَ وَضَعَ لَهُ فَرِيضَةً وَحُكْمًا، وَهُنَاكَ امْتَحَنَهُ.” ما قاله الرّب لموسى في هذا الاختبار”
“فَقَالَ: «إِنْ كُنْتَ تَسْمَعُ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ، وَتَصْنَعُ الْحَقَّ فِي عَيْنَيْهِ، وَتَصْغَى إِلَى وَصَايَاهُ وَتَحْفَظُ جَمِيعَ فَرَائِضِهِ”
لاحظ “إن” الشرطيّة في هذه الآية. يعني هناك احتمالين أمام التجربة. احتمال أن تسمع أو احتمال أن لا تسمع. تسمع وتصنع الحقّ في عينيه. وتصغي إلى وصاياه وتحفظ جميع فرائضه. هذا هو المبدأ الذي يتكرّر في كل الكتاب المقدّس. الأمانة للرّب ولكلمته. “إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ …” (يو 14: 15)
لاحظ “إن” الشرطية هنا “إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي” … عدم حفظ وصايا الرّب هو دليل لعدم المحبة للمسيح
“وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ.” (متى 28: 20) كيف ستتجاوب مع التجربة؟ هذا هو السؤال المهمّ
فقدت وظيفتك …تعرّضت إلى حادث سيارة … خسرت ماديّا … تحدّ في العائلة … شعرت بعدم الاحترام من آخرين … ما هو تجاوبك؟ النتيجة تتبعها. البركة المرتبطة بوعد الرب. ماذا كان وعد الرّب لموسى والشعب: “فَمَرَضًا مَا مِمَّا وَضَعْتُهُ عَلَى الْمِصْرِيِّينَ لاَ أَضَعُ عَلَيْكَ. فَإِنِّي أَنَا الرَّبُّ شَافِيكَ
:هذا هو الوعد أن يكون الرّب معنا في الضيقات ويبارك حياتنا. لنرى ماذا حدث بعد هذه الحادثة
“ثُمَّ جَاءُوا إِلَى إِيلِيمَ وَهُنَاكَ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنَ مَاءٍ وَسَبْعُونَ نَخْلَةً. فَنَزَلُوا هُنَاكَ عِنْدَ الْمَاءِ”
.قد تسأل: لماذا لم يقُدْهم الرّب مباشرة إلى إيليم حيث الماء؟ أراد الرّب أن يمررهم باختبار لينضج إيمانهم
يسمح الرّب بالتحديات في حياتنا لكي ينمّينا في حياة الإيمان ويحضرنا للأفضل. عندما تطيع الرّب في المشكلة، يخرجك الرّب إلى الرحب. “طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ «إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ.” (يع 1: 12)
مطلوب منا الثبات والتمسك بالرّب بالتجربة، لكي نختبر تعاملات الله معنا بالبركة
ختامًا، تمرّ الأيام، وتُظهر التحديات نوعيّة إيماننا. التحديات في حياة المؤمن هي واقع مستمرّ يستخدمه إبليس ليحبط من عزيمة المؤمن ولكنّ الرّب حاضر ليحولها إلى بركة، عندما نصمم أن نتمسك به في كل الظروف. خرج الشعب من نصرة البحر الأحمر نحو تحدّ العطش وكان الرّب هناك ليحلي مياهً مرّةً ويقودهم لينابيع ماء عذب. بينما نعيش زمان غربتنا في بريّة العالم، لا بدّ من التحديات. ولكن الرب أمين بأن يحلي كل ظرف مرّ في حياتنا ويقودنا في طريق النصرة
أخيرًا، تذكر المبدأ الذي يجب أن تتمسك به كمؤمن: الأمانة لكلمة الرّب في كل الظروف. وللرب إلهنا كل المجد