المؤمن والتمييز الروحي

إحدى مواصفات الأولاد هي عدم التمييز. لا يستطيع الولد أن يميّز الأمور. أين ممكن للولد أن يضع إصبعه؟ أذنه – أنفه – لعبة حتى يعلب بها – الكهرباء … لا يستطيع الولد أن يميّز أن إذا وضع إصبعه باللعبة فهي آمنة، وإذا وضع إصبعه في أذنه هذا أمر سيء وإذا، وضع إصبعه في انفه فمقرف، وأن وضع إصبعه في الكهرباء فهو في خطر الموت!!! إحدى نواحي تربية الأولاد هي تعليمهم كيف يميزوا الأمور لئلا يتسببوا بالأذى لأنفسهم. ليس فقط الأولاد لا يستطيعون التمييز ولكن هناك أشخاص بالغين لا يستطيعون التمييز. التمييز ضروري لأن عدم التمييز قد يضعك في ظرف محرج أو مشين أو مقرف أو قاتل …وهذا مهمّ في الحياة الروحيّة أيضا. الرّب يريدك أن تكون مؤمن تميّز الأمور

وفي رسالة تسالونيكي التي كتبت لمؤمنين مثلكم يحبون الرّب، يكتب لهم الرّب عن ضرورة التمييز في حياتهم ورفض الأمور التي لا تليق بالمؤمن.  فلندرس دعوة الرّب لنا للتمييز وضرورة التمسك بالأمور الجيدة وضرورة اتخاذ موقف حاسم من الأمور التي لا تليق بالرّب

فدعونا نقرأ من كلمة الرّب ما جاء في 1 تس 5: 21و22

“امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ. تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ. امْتَنِعُوا عَنْ كُلِّ شِبْهِ شَرّ”

أولا. الرّب يريدك أن تمتحن كل شيء

“امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ”

المؤمن مطالب بأن يمتحن كل شيء. وكل شيء يعني كل شيء. ما رأيكم يعني كل شيء؟ ماذا علينا أن نمتحن؟ ثياب – فيلم – بحر – صور وفيديو – مشروع مع أشخاص غير مؤمنين – مواقف سياسية -عبادة خاطئة – مؤتمر – حفلة ترانيم – نشرب مشروب ما – دخان – مظاهرة –ألعاب

نحن مطالبين أن نمتحن كل شيء يعني حياتنا يجب أن تكون امتحان. على أي أساس نمتحن؟

أساس كلمة الله. إذا لا يوجد وصيّة واضحة – نلجأ إلى المبدأ (البحر-الحشمة \ الدخان – نمجد الله بأجسادنا). في كل شيء نسأل: هل هذا يبني روحيّا؟ هل يعثر أحد بسببنا؟

ثانيا. الرّب يريدك أن تتمسك بالحسن

“تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ”

ماذا نفعل بعد أن نمتحن أي شيء؟ علينا أن نتخذ موقف

إذا كان الأمر حسن، علينا أن نتمسّك به. الأمور الحسنة في العالم قليلة؟ لذلك عليك أن تتمسك بما هو حسن. لاحظ الأمور الحسنة: لعبتم لعبة وكانت بناءة تمسكوا بها – زرتم مطعم جوه حلو ولائق ولا توجد ضجة موسيقى ولا دخان، تذكروه – عرفتم أن يوجد محل يبيع ثياب محتشمة، سجلوه عندكم

ثالثا. الرّب يريدك أن تمتنع عن كل شبه شر

“امْتَنِعُوا عَنْ كُلِّ شِبْهِ شَرّ”

هناك موقف آخر مهمّ يجب اتخاذه، عندما يدور الموضوع حول الأمور التي تندرج تحت خانة الشرّ – عليك أن تمتنع عنها.ماذا يعني أن تمتنع؟ يعني أن تمتنع … تتوقف … بالتمام … حالا! ولكن قد تقول هناك أمور تحيرني … الأمور التي تحيّرك هي خطيّة، يقول الكتاب

وَأَمَّا الَّذِي يَرْتَابُ فَإِنْ أَكَلَ يُدَانُ، لأَنَّ ذلِكَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ، وَكُلُّ مَا لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ فَهُوَ خَطِيَّةٌ.” (رو 14: 23). علينا أن نمتنع عن كافة أنواع الشرور. عبارة شبه شر تشير إلى كل أنواع الشرور.هذا أحيانا صعب بسبب الصراع بين الروح والجسد … إن كنت لست تصارع فأنت غير متجدد … لكن إذا كان عندك صراع، عليك أن تحسم الصراع بقوّة الروح القدس

الأمر ليس بصعب …امتحن كل أمر على ضوء كلمة الرّب. نحن مدعوون لكي نمتحن كل شيء ونتمسك بالحسن ونمتنع عن كل شبه شر