حق الانتخاب هو حقّ معطى للمواطنين الذين يعيشون في الدول الديمقراطيّة، كي يشارك المواطن في الحكم من خلال اختياره ممثلين، يرى فيهم الكفاءة ليكونوا في موقع السلطة. الديمقراطيّة ابتدأت في أثينا في القرن الخامس قبل الميلاد وهي تعني حكم الشعب. أي أن يختار الشعب ممثليه ويحكم من خلالهم. الديمقراطيّة هي نظام مختلف عن الملكيّة التي من خلالها يحكم الملك. الديمقراطيّة هي نظام مختلف عن الدكتاتوريّة بحيث يحكم الدكتاتور أو مجلس قيادة دون الرجوع إلى الشعب. الديمقراطيّة تعتبر إحدى الأنظمة المتطورة التي يحاول فيها الإنسان أن يجد حلولا لمشاكله الاقتصاديّة والسياسيّة والاجتماعيّة ويعيش حياة كريمة فيها مساواة وحريّة وكرامة
أسئلة كثيرة تطرح في أذهان المؤمنين اليوم. ما هي وصيّة الرّب للمؤمن بخصوص العمليّة الانتخابية التي تجري اليوم؟ ما هو دور المؤمن بالمسيح في العمل السياسي في وطنه؟ هل من الخاطئ أن أشارك في العمليّة الانتخابية؟ هل من الخطأ أن لا أشارك في العمليّة الانتخابيّة؟
الكتاب المقدّس لديه الجواب على كل هذه الأسئلة، فالكتاب المقدّس هو كلمة الله التي كتبت لواقع حياة الإنسان. الكتاب المقدّس هو إعلان الله لنا لحياتنا الاجتماعية، وفيه أجوبة واضحة على هذه الأسئلة. وبخاصة أن الرّب يسوع المسيح مخلصنا، جاء إلى عالمنا واختبر حياتنا الاجتماعيّة بحلاوتها ومرارتها، بحريتها وظلمها، وأعطانا نفسه مثالا لكي نقتفي آثاره. ولا ننسى يوم وقف يسوع المسيح رّبنا قبل الصليب أمام بيلاطس لكي يحاكَم. كان بيلاطس الحاكم الروماني في زمن المسيح. إليه جاء اليهود طالبين أن يحاكموا يسوع لكي يصلبوه. وفي تلك الوقفة التي وقفها يسوع أمام بيلاطس يجيب اليوم على أسئلتنا
نقرأ ما جاء في كلمة الرّب في إنجيل يوحنا 18: 28 – 19: 18
ثُمَّ جَاءُوا بِيَسُوعَ مِنْ عِنْدِ قَيَافَا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ، وَكَانَ صُبْحٌ. وَلَمْ يَدْخُلُوا هُمْ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ لِكَيْ لاَ يَتَنَجَّسُوا، فَيَأْكُلُونَ الْفِصْحَ. 29فَخَرَجَ بِيلاَطُسُ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: «أَيَّةَ شِكَايَةٍ تُقَدِّمُونَ عَلَى هذَا الإِنْسَانِ؟» 30أَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ: «لَوْ لَمْ يَكُنْ فَاعِلَ شَرّ لَمَا كُنَّا قَدْ سَلَّمْنَاهُ إِلَيْكَ!» 31فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاحْكُمُوا عَلَيْهِ حَسَبَ نَامُوسِكُمْ». فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: «لاَ يَجُوزُ لَنَا أَنْ نَقْتُلَ أَحَدًا». 32لِيَتِمَّ قَوْلُ يَسُوعَ الَّذِي قَالَهُ مُشِيرًا إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُوتَ.33ثُمَّ دَخَلَ بِيلاَطُسُ أَيْضًا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَدَعَا يَسُوعَ، وَقَالَ لَهُ: «أنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» 34أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هذَا، أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟» 35أَجَابَهُ بِيلاَطُسُ: «أَلَعَلِّي أَنَا يَهُودِيٌّ؟ أُمَّتُكَ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَسْلَمُوكَ إِلَيَّ. مَاذَا فَعَلْتَ؟» 36أَجَابَ يَسُوعُ: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا». 37فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَفَأَنْتَ إِذًا مَلِكٌ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ: إِنِّي مَلِكٌ. لِهذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا، وَلِهذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي». 38قَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «مَا هُوَ الْحَقُّ؟». وَلَمَّا قَالَ هذَا خَرَجَ أَيْضًا إِلَى الْيَهُودِ وَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً. 39وَلَكُمْ عَادَةٌ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ وَاحِدًا فِي الْفِصْحِ. أَفَتُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ الْيَهُودِ؟». 40فَصَرَخُوا أَيْضًا جَمِيعُهُمْ قَائِلِينَ: «لَيْسَ هذَا بَلْ بَارَابَاسَ!». وَكَانَ بَارَابَاسُ لِصًّا
الأصحَاحُ التَّاسِعُ عَشَرَ
فَحِينَئِذٍ أَخَذَ بِيلاَطُسُ يَسُوعَ وَجَلَدَهُ. 2وَضَفَرَ الْعَسْكَرُ إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَأَلْبَسُوهُ ثَوْبَ أُرْجُوَانٍ، 3وَكَانُوا يَقُولُونَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!». وَكَانُوا يَلْطِمُونَهُ. 4فَخَرَجَ بِيلاَطُسُ أَيْضًا خَارِجًا وَقَالَ لَهُمْ: «هَا أَنَا أُخْرِجُهُ إِلَيْكُمْ لِتَعْلَمُوا أَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً». 5فَخَرَجَ يَسُوعُ خَارِجًا وَهُوَ حَامِلٌ إِكْلِيلَ الشَّوْكِ وَثَوْبَ الأُرْجُوانِ. فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ!». 6فَلَمَّا رَآهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْخُدَّامُ صَرَخُوا قَائِلِينَ: «اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!». قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاصْلِبُوهُ، لأَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً». 7أَجَابَهُ الْيَهُودُ: «لَنَا نَامُوسٌ، وَحَسَبَ نَامُوسِنَا يَجِبُ أَنْ يَمُوتَ، لأَنَّهُ جَعَلَ نَفْسَهُ ابْنَ اللهِ». 8فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ هذَا الْقَوْلَ ازْدَادَ خَوْفًا. 9فَدَخَلَ أَيْضًا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَقَالَ لِيَسُوعَ: «مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟». وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمْ يُعْطِهِ جَوَابًا. 10فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَمَا تُكَلِّمُنِي؟ أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ لِي سُلْطَانًا أَنْ أَصْلِبَكَ وَسُلْطَانًا أَنْ أُطْلِقَكَ؟» 11أَجَابَ يَسُوعُ: «لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانٌ الْبَتَّةَ، لَوْ لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيتَ مِنْ فَوْقُ. لِذلِكَ الَّذِي أَسْلَمَنِي إِلَيْكَ لَهُ خَطِيَّةٌ أَعْظَمُ». 12مِنْ هذَا الْوَقْتِ كَانَ بِيلاَطُسُ يَطْلُبُ أَنْ يُطْلِقَهُ، وَلكِنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ: «إِنْ أَطْلَقْتَ هذَا فَلَسْتَ مُحِبًّا لِقَيْصَرَ. كُلُّ مَنْ يَجْعَلُ نَفْسَهُ مَلِكًا يُقَاوِمُ قَيْصَر! َ»فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ هذَا الْقَوْلَ أَخْرَجَ يَسُوعَ، وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ فِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ «الْبَلاَطُ» وَبِالْعِبْرَانِيَّةِ «جَبَّاثَا». 14وَكَانَ اسْتِعْدَادُ الْفِصْحِ، وَنَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. فَقَالَ لِلْيَهُودِ: «هُوَذَا مَلِكُكُمْ!». 15فَصَرَخُوا: «خُذْهُ! خُذْهُ! اصْلِبْهُ!» قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «أَأَصْلِبُ مَلِكَكُمْ؟» أَجَابَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ: «لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَرَ!». 16فَحِينَئِذٍ أَسْلَمَهُ إِلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ. فَأَخَذُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ. 17فَخَرَجَ وَهُوَ حَامِلٌ صَلِيبَهُ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «مَوْضِعُ الْجُمْجُمَةِ» وَيُقَالُ لَهُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ «جُلْجُثَةُ»، 18حَيْثُ صَلَبُوهُ، وَصَلَبُوا اثْنَيْنِ آخَرَيْنِ مَعَهُ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَا، وَيَسُوعُ فِي الْوَسْطِ
المؤمن بالمسيح بين وطنه الأرضي ووطنه السماوي.لا شك بأنّ الحادثة غنيّة جدّا ولكن للتركيز على موضوعنا، نلاحظ بعض الحقائق الأساسية التي تواجه المؤمنين بالمسيح بينما يعيشون في هذا العالم
أولا. المؤمن ينتمي إلى وطن أرضي حكوماته مقامة من الله
من الواضح هو أنّ الأنظمة الحكوميّة بكافة أشكالها هي بسماح من الله وهي بترتيب الله
فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَمَا تُكَلِّمُنِي؟ أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ لِي سُلْطَانًا أَنْ أَصْلِبَكَ وَسُلْطَانًا أَنْ أُطْلِقَكَ؟» 11أَجَابَ يَسُوعُ: «لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانٌ الْبَتَّةَ، لَوْ لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيتَ مِنْ فَوْقُ
من أعطى السلطان لبيلاطس؟ لقد أعطي له من فوق من عند الله. الكتاب يعلن بشكل واضح أن ليس سلطان إلا من الله: “لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلاَطِينِ الْفَائِقَةِ، لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ، وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ. حَتَّى إِنَّ مَنْ يُقَاوِمُ السُّلْطَانَ يُقَاوِمُ تَرْتِيبَ اللهِ، وَالْمُقَاوِمُونَ سَيَأْخُذُونَ لأَنْفُسِهِمْ دَيْنُونَةً. ” (رو 13: 1و2)
والرّب يطلب من المؤمن أن يخضع للأنظمة التي يوجد فيها. لماذا وضع الله الأنظمة الحكوميّة؟ “فَإِنَّ الْحُكَّامَ لَيْسُوا خَوْفًا لِلأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ بَلْ لِلشِّرِّيرَةِ. أَفَتُرِيدُ أَنْ لاَ تَخَافَ السُّلْطَانَ؟ افْعَلِ الصَّلاَحَ فَيَكُونَ لَكَ مَدْحٌ مِنْهُ، لأَنَّهُ خَادِمُ اللهِ لِلصَّلاَحِ! وَلكِنْ إِنْ فَعَلْتَ الشَّرَّ فَخَفْ، لأَنَّهُ لاَ يَحْمِلُ السَّيْفَ عَبَثًا، إِذْ هُوَ خَادِمُ اللهِ، مُنْتَقِمٌ لِلْغَضَبِ مِنَ الَّذِي يَفْعَلُ الشَّرَّ.” (رو 13: 3و4)
لقد وضع الله الأنظمة الحكوميّة لكي يحدّ من الشرّ وينظم حياة الإنسان الاجتماعيّة. هذا لا يعني أن السلطة لا تخطئ. هذا لا يعني أنّ السلطة هي إله على الأرض يحقّ لها أن تفعل ما تشاء. كلا. ولكن السلطة هي مسؤوليّة مقامة من الله. وهي ستحاسب من الله على أعمالها. المطلوب منّا أن نخضع للسلطات والرّب هو سيحاسب
عندما تعيش في مجتمع ديمقراطي يُسمح لك كمواطن أن تشارك في الحياة الاجتماعية والسياسيّة، فهذا حقّ من الحقوق المعطاة لك من الله. وعندما نسأل السؤال، هل يحقّ للمؤمن بأن يشارك في العمل السياسي في وطنه الجواب هو: نعم. لأنّ المؤمن ينتمي إلى وطن ومجتمع وهو يعيش حياة اجتماعيّة. وعندما نسأل، هل يحق للمؤمن بأن يقترع في الانتخابات النيابيّة؟ الجواب هو: نعم. لأنّ هذا حقّ معطى من الله له من خلال النظام الذي أوجده الرّب في بلاده. ولكن هذه ليست كل الصورة، لأن المؤمن ينتمي إلى وطن آخر، هو الوطن السماوي. هذا المقطع الذي نقرأه هو إعلان عن تأسيس مملكة المسيح المباركة
ثانيا. المؤمن ينتمي إلى وطن سماوي أساسه حقّ الله
36أَجَابَ يَسُوعُ: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا». 37فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَفَأَنْتَ إِذًا مَلِكٌ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ: إِنِّي مَلِكٌ. لِهذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا، وَلِهذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي». 38قَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «مَا هُوَ الْحَقُّ؟»
:المملكة السماوية هي
مملكة أسسها المسيح –
مملكة ليست من هذا العالم –
مملكة فيها خدّام يجاهدون على الأرض ولكن أولويتهم ليست للمملكة الأرضيّة –
مملكة أساسها الحقّ الإلهي –
.نحن ولدنا في وطن أرضي ولكن اختبارنا مع المسيح نقل انتمائنا إلى وطن سماوي مبارك
:دعني أخبرك عن المملكة التي إليها ننتمي، المملكة التي إليها أنتمي
مملكة تختلف برأسها: المسيح –
مملكة تختلف بمواطنيها: المخلصين في كل العالم –
مملكة تختلف بحدودها: العالم أجمع –
مملكة تختلف بأهدافها: تمجيد الله –
مملكة تختلف بمأموريتها: خلاص النفوس –
مملكة تختلف بمبادئها: كلمة االله – محبة الأعداء –
مملكة تختلف برجائها: رجوع المسيح والسلام التام –
ثالثا. المؤمن يعيش في وطن أرضي ولكن بولاء تام لوطنه السماوي
أَجَابَ يَسُوعُ: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا». 37فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَفَأَنْتَ إِذًا مَلِكٌ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ: إِنِّي مَلِكٌ. لِهذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا، وَلِهذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي». 38قَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «مَا هُوَ الْحَقُّ؟»
.المؤمن يعيش في العالم ولكنّه يعيش لأهداف أخرى، ليشهد للحق
:المؤمن يعيش كسفير في العالم
إِذًا نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ. (2كو 5: 20)
:المؤمن يستخدم هذا العالم، ليس أن العالم يستخدمه
وَالَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ هذَا الْعَالَمَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَعْمِلُونَهُ. لأَنَّ هَيْئَةَ هذَا الْعَالَمِ تَزُولُ.” (1كو 7: 31)
:المؤمن لديه مواطنيّة سماويّة
فَإِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ” (في 3: 20)
:المؤمن ليس لديه رجاء في العالم
بِالإِيمَانِ تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ الْمَوْعِدِ كَأَنَّهَا غَرِيبَةٌ، سَاكِنًا فِي خِيَامٍ مَعَ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ الْوَارِثَيْنِ مَعَهُ لِهذَا الْمَوْعِدِ عَيْنِهِ. لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ. فِي الإِيمَانِ مَاتَ هؤُلاَءِ أَجْمَعُونَ، وَهُمْ لَمْ يَنَالُوا الْمَوَاعِيدَ، بَلْ مِنْ بَعِيدٍ نَظَرُوهَا وَصَدَّقُوهَا وَحَيُّوهَا، وَأَقَرُّوا بِأَنَّهُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاَءُ عَلَى الأَرْضِ. وَلكِنِ الآنَ يَبْتَغُونَ وَطَنًا أَفْضَلَ، أَيْ سَمَاوِيًّا. لِذلِكَ لاَ يَسْتَحِي بِهِمِ اللهُ أَنْ يُدْعَى إِلهَهُمْ، لأَنَّهُ أَعَدَّ لَهُمْ مَدِينَةً.” (عب 11)
ختامًا، المؤمن ينتمي إلى وطن أرضي ولكن وطنه الحقيقي هو الوطن السماوي. إذا كان سؤالنا اليوم، إن كنّا نستطيع أن نشارك في الحياة السياسيّة، الجواب هو نعم بحسب ما تسمح به القوانين. أما السؤال الأهمّ، لأي درجة يجب أن نشارك في الحياة السياسيّة؟ الجواب هو بأدنى درجة ممكنة، لكي نتفرّغ ونضع طاقاتنا وقدراتنا واهتماماتنا حو إعلان حقّ الله في العالم من خلال سلوكنا واهتماماتنا
إذا كنت ذاهب لتنتخب، اذهب والقِ الورقة في الصندوق، لكن انتبه من أن تضع قلبك هناك