«أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.»
(يو 17: 4)
نرى هنا الرب يسوع يُظهِر دوافِعه في الصلاة إلى الله الآب. «قد أتت الساعة»، «ليُمجِدك إبنك أيضاً»، «أن يعرِفوك أنت الإله الحقيقي..» «العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكمَلتهُ» … نتعلَّم من خِلالها أن نُعلِن أسبابنا ودوافعنا لله عندما نرفع طُلباتنا، ونسأل نفوسنا هل هي كدوافِع الرب يسوع الذي عبَّر قائلاً إن ما يطلُبه هو لمَجد الآب. على دوافِع الرب يسوع أن تُصبِح دوافِعنا، عندما نسأل بركة من الرب لنسألها بهدف تمجيد الرب بها، عندما نسأل العافية من الرب لنسألها بهدف خدمته ومجده. عندما نُصلي لأجل نمونا في الإيمان لنطلب ذلك من أجل مجدِه. عندما نسأل أي أمر من الآب السماوي لنطلُبه لأجل مجدِه. كما تظهَر ألوهية الرب يسوع المسيح بشكل واضِح إذ يطلُب من الآب «والآن مجِدني أنت أيُّها الآب عند ذاتِك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم» (5).
لقد تخلى الرب يسوع عن مجدِه عندما جاء إلى عالمِنا، وهنا وهو عالِمٌ أن وقته انتهى على الأرض وقد أتمَّ العمل الموكل إليه، يسأل الآب أن يرُد لهُ هذا المجد. نرى بكل وضوح أن الرب يسوع المسيح والله الآب هم واحد إذ يقول الرب في إشعياء 42: 8 «أنا الرّب هذا اسمي، ومجدي لا أعطيه لآخر..».
فلا يُمكن أن يسأل الرب يسوع هذا المجد من الله الآب إلا إذا كان هو نفسه الله. وفي هذا جواب بسيط وواضِح على البدع التي تدّعي أن يسوع ليس الله.