«وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي، لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ، وَأَنْتُمْ جَمِيعًا إِخْوَةٌ. وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَبًا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَات…. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي، لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ، وَأَنْتُمْ جَمِيعًا إِخْوَةٌ.»
(متى 23: 8-12)
لقد تميّز رجال الدين في زمن المسيح بكبريائهم وسلطتهم وتسلطهم على الناس. كانوا يتميّزون بلباسهم، «فَيُعَرِّضُونَ عَصَائِبَهُمْ وَيُعَظِّمُونَ أَهْدَابَ ثِيَابِهِمْ، وَيُحِبُّونَ الْمُتَّكَأَ الأَوَّلَ فِي الْوَلاَئِمِ، وَالْمَجَالِسَ الأُولَى فِي الْمَجَامِعِ، 7وَالتَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ، وَأَنْ يَدْعُوَهُمُ النَّاسُ: سَيِّدِي سَيِّدِي!» وإن كنّا نريد أن نشبّههم في وقتنا اليوم، فهم يشبهون 99.99% من رجال الدين في كافة الطوائف والمذاهب والأديان. أما المسيح ربّ المجد، فقد أعلن رأيه فيهم عندما قال لتلاميذه وأتباعه المؤمنين ألا يدعوا أحداً سيدي أو معلمي أو أبي … وألا يقبل أحد منهم لقب السيد أو المعلّم أو الأبّ. فمن يقبل هذه الألقاب يناقض وصايا المسيح وتوجيهاته. لأنّ المسيح هو المعلّم والسيد والرب الوحيد. وكل من يستخدم ألقابًا روحيّة هو منتحل صفة مدفوعًا بكبريائه. لذلك حذّر المسيح قائلا إنّ من يرفع نفسه سينكسر وأما من يخدم بتواضع فيرفعه الله ويستخدمه لمجده. أما اللقب الأهمّ الذي أعطاه المسيح لأتباعه فهو لقب «الإخوة.» فالمؤمنون هم إخوة في شركتهم مع المؤمنين الآخرين، وفي محبّتهم، وخدمتهم، وقبولهم، واحترامهم، وعنايتهم بهم، ووحدتهم معهم تحت سيادة الإله الواحد الآب والأبن والروح القدس. كنيسة المسيح الحقيقيّة ليس فيها أسياد ولا آباء ولا من يدّعون السلطة التعليميّة، ولكن فيها إخوة يتّحدون مع بعض تحت سيادة المسيح للعبادة والخدمة والشركة والكرازة في العالم.