السبت 5 أيلول 2020

«أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنَا لَسْتُ أَحْسِبُ نَفْسِي أَنِّي قَدْ أَدْرَكْتُ. وَلَكِنِّي أَفْعَلُ شَيْئاً
وَاحِداً: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ.» (في 3: 13)


إن النموّ المتواصل في حياة الإيمان هو الحاجة الأساسيّة لكل مؤمن بالمسيح. لذلك دعا المسيح أتباعه تلاميذ، وبهذا اللقب عُرف المؤمنون الأوائل في كل أنحاء المسكونة: «التلاميذ». ولكي ينمو الإنسان، عليه أن يعرف نقصه ويقول مع بولس «أنا لست أحسب نفسي أني قد أدركت». فالإنسان الذي يدّعي المعرفة ويظن أنّه يعرف الكثير، لا يمكن أن يتعلّم ويتقدّم، إذ لا يستطيع أن يدرك حاجته. أما بولس الرسول فقد كان إنسانا يدفن الماضي ويطلب المزيد من الحاضر، إذ كان ينسى ما هو وراء. وهذا يشكّل العنصر الثاني في النموّ الروحي، وهو أن لا نسمح للماضي أن يقيّدنا ويأسرنا، إن بفشله أم بنجاحه. فلكي ننمو علينا أن نستثمر إختبارات الماضي للإمتداد إلى الأمام فننسى ما يعيقنا ونمتدّ إلى الأمام. أما الأمر الثالث المهم للنموّ فهو التصميم القلبي على ذلك والعمل باجتهاد للتقدم في الحياة الروحيّة الشخصيّة الفرديّة والكنسية وفي الخدمة أيضا.