«وَقَالَ يَشُوعُ لِلشَّعْبِ: «تَقَدَّسُوا لأَنَّ الرَّبَّ يَعْمَلُ غَدًا فِي وَسَطِكُمْ عَجَائِبَ».»
(يش 3: 5)
كانت هذه كلمات يشوع لشعب الرّب قبل دخولهم إلى أريحا. كانت اريحا مدينة مغلقة ومحصّنة أمام شعب الرّب. كان شعب اريحا قد تجهّز لمنع شعب الرّب من امتلاك الأرض. ولكن يشوع والشعب تسلحوا بوعد الرّب لهم. لم يكن لهم جيشا منظّما أو اعتدة حربيّة. ولكنّهم وثقوا بوعد الرّب. وكان هناك أمر آخر أساسي وجوهري يجب أن ينتبهوا إليه وهو «القداسة». كلمة قداسة تعني الإنفراز للرّب والانفصال عن كل ما لا يرضي الرّب. كان يشوع يعرف أن الله لن يبارك شعبا يعيش بالخطيّة والزنا والعبادة الوثنيّة. كان عليهم في تلك الليلة أن يتقدسوا أي أن يعزلوا من وسطهم كل ما لا يرضي الرّب بالعبادة والسلوك. فهناك مسؤوليّة على الإنسان الذي يريد أن يختبر تعاملات الله ويمتلك وعوده. عليه أن يتقدّس. تظهر كلمة «تقدسوا» مسؤوليّة الإنسان وشرط الله على الإنسان. فلكي يعمل الرّب في وسطهم عجائب كان يجب أن يتقدسوا. وهذا المبدأ الكتابي يلازم المؤمنين في كل العصور. لا يستطيع أن يختبر المؤمن بركات الرّب وحفظه وعنايته، بينما يعيش حياة الرخاء الروحي والبعد عن الرّب والجسديّة الروحيّة. على المؤمن أن يحيا بقداسه يوميّة في عبادته وسلوكه لكي يختبر وعود الله وبركاته على حياته. على المؤمن أن يتقدّس لكي يصنع الرّب في حياته عظائم. هذا يدعونا لكي ندقق في حياتنا ونكون حساسين لتعاملات الرّب معنا لكي تكون حياتنا نقيّة أمامه.