وَلكِنْ كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ.
(يع 1: 19-20).
يصف الرسول يعقوب المؤمن الذي يسمع كلمة الرب دون أن يعمل بها بالانسان الذي يخدع نفسه. نعم هو يخدع نفسه لأنه يسمع الكلمة دون أن يعتبرها موجهة اليه. فمضمونها يناسب الآخرين فقط، وعليهم أن يسلكوا بحسبها، أما هو فلا يحتاج لأن يغيّر أي شيء في حياته. هو يخدع نفسه لأنه يسمع كلمة الله ويقرأها فتكلّم ذهنه وعقله فقط، أما قلبه وسلوكه اليومي فهو بعيد كل البعد عنها. هو يخدع نفسه لأنه عندما ينظر الى كلمة الله يفعل ذلك بشكل سريع دون أن يركز على ما يريد الرب أن يكلّم به قلبه، ثم ينسى للوقت ما قرأ، تماما كالذي ينظر وجهه في مرآة لمجرّد النظر دون تركيز، فلا يرى التفاصيل التي تحتاج الى تغيير، وعندما يذهب من أمام المرآة ينسى للوقت ما رآه. إن الرب يدعونا لكي نحيا حياة الإيمان العملي حتى نُظهر من خلال أعمالنا إيماننا السليم فنعكس بالتالي صورة الرب يسوع من حياتنا وسلوكنا.