يَا رَبَّ الْجُنُودِ، طُوبَى لِلإِنْسَانِ الْمُتَّكِلِ عَلَيْكَ.
(مز84: 12)
إن الإنسان بطبيعته البشرية الساقطة معرّض دائمًا لكي يتّكل على قوته الذاتية، وذلك بسبب البعد عن الله الذي سببته الخطية والسقوط. لقد خلق الله الإنسان على شبهه، على صورته خلقه حتى يكون جزءًا منه متّكلٌ عليه في كل أمر يقوم به. ولكن حالة السقوط والبعد عن الرب جعلت الإنسان يحصد المشاكل في عدم اتكاله على الله خالقه. لذلك يدعونا الرب في كلمته في الكثير من الأماكن إلى حياة الاتكال عليه، لأنها بكل بساطة مشيئته الصالحة لحياتنا. تطوّب هذه الآية من المزمور 84 كلّ انسان يتّكل على الرب. بمعنى آخر، تطلق هذه الآية على كل انسان متكل على الرب صفة المبارك، لأن حياة الاتكال على الرب هي مليئة بالبركة والنجاح، فقصد الله لكل واحد منا البركة والخير. اتّكل حزقيا الملك على الرب في حياته فشهد له الكتاب أنه لم يأت ملك مثله، لا قبله ولا بعده: «عَلَى الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ اتَّكَلَ، وَبَعْدَهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ فِي جَمِيعِ مُلُوكِ يَهُوذَا وَلاَ فِي الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُ». لا تفوّت بركة الاتكال على الرب في حياتك فالكتاب يعدك: «تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ. فِي كُلِّ طُرُقِكَ اعْرِفْهُ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ.»