إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي، بَعِيدًا عَنْ خَلاَصِي، عَنْ كَلاَمِ زَفِيرِي؟.
(مز22 :1)
«إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي». صرخة ألم رفعها داود يعبر فيها عن حاجته للشعور بقرب الرب منه؛ صرخة رفعها أيضًا بروح النبوة وتمّمها يسوع وهو معلّق على الخشبة عندما كان يحمل خطايانا ليفدينا بموته على الصليب. صرخة دوّى صداها عاليًا عندما حجب الله وجهه عن ابنه الوحيد بسبب آثامنا التي كان ينبغي علينا نحن أن ندفع جزاءها، ولكن رحمة الرب ومحبته لنا دفعتاه لكي يبذل ابنه الوحيد عنا. فهل يمكن أو هل يعقل أن يتركنا وحيدين وسط التحديات الكبيرة والظروف الصعبة التي تعصف أحيانا بحياتنا؟ حاشا على الرب أن يفعل ذلك. ولكن هذا لا ينفي أننا في بعض الأحيان نشعر أننا وحيدون، وربما متروكون، تماما كما شعر داود في هذا المزمور، فما العمل عندها؟ وهل نستسلم لهذا الشعور فنسمح لإبليس أن يسلب منا فرحنا بالرب؟ علينا أن نتذكر دائما أن محبة الله من نحونا ورحمته علينا غير مرتبطين بمشاعرنا المتقلبة وسط الظروف الصعبة. الرب ثابت في محبته وهو قريب مني، وعليّ أن أثق به وأطلب وجهه بكل قلبي فيملأ كياني بالتعزية والفرح ويفيض بسلامه في داخلي رغم كل الظروف المحيطة.