«فَقَالَ لَهُمْ:«أَتَقْدِرُونَ أَنْ تَجْعَلُوا بَنِي الْعُرْسِ يَصُومُونَ مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ وَلكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ»
(لو 5: 34-35)
لقد كان تلاميذ يوحنا يصومون كثيراً، وكذلك تلاميذ الفريسيين، ومع صومهم «يقدّمون طلبات»، فسألوا المسيح عن تلاميذه لماذا لا يصومون. فجاء هذا الجواب من المسيح. فكون العريس معهم لا حاجة للصوم، لأن الصّوم مرتبط بالحاجة وليس مرتبط بتاريخ محدّد، وهو شخصّيّ بين المؤمن والرب وليس أشخاص آخرين يحدّدونه. وحين كان المسيح (العريس) مع تلاميذه لم يشعروا بحاجتهم ليصوموا، لكن بعد أن رُفِعَ عنهم فحيئذ سيشعرون بحاجاتهم للصّوم من أجل أمور معيّنة وطلبات خاصّة بهم وحينئذٍ سيصومون من أجلها. الصّوم حاجة ضرورية ومهمّة بحياة المؤمن حيث يضع أموره الملحّة أمام الرّب بالصّوم والصلاة بلجاجة. وبالصّوم يركّز المؤمن على حاجته التي قد تكون روحيّة أو مشكلة معيّة في حياته الزّمنيّة، ويتفرّغ للصلاة من أجلها. فلنضع أمرونا أمام الرب بالصوم والصلاة ولننتظر معجزات من الرب في حياتنا. ولكن ما نراه اليوم من حولنا من صوم طقسي لأوقات محدّدة، وعن أطعمة محدّدة، ولفترات محدّدة من رجال الدّين، ليس له علاقة بالصّوم الكتابي الذي تكلّم عنه المسيح، واختبره وصامه تلاميذه بعد أن رُفِع عنهم المسيح كما نقرأ في سفر أعمال الرّسل.