«أَحَقًّا قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟»
(تك 3: 1)
هذا هو السؤال الذي أدخل الخطيّة إلى العالم. إنّه سؤال مصاغ بكل حكمة وحنكة من قبل ابليس لكي يغوي الإنسان. إنه سؤال التشكيك بكلمة الله، «أحقا قال الله …» إنها الخدعة التي ما زال ابليس يستخدمها مع الإنسان. وللأسف إنها الخدعة التي ما زالت تنجح ضد الإنسان. فالله منذ أن خلق الإنسان أختار أن يتكلّم معه ويعلن وصاياه وتوجيهاته له بوضوح. في جنّة عدن كان الرّب يتكلّم مع الإنسان مباشرة. وبعد السقوط تعامل الرّب مع الإنسان بإعلانات واضحة ومباشرة من خلال الوصايا التي أعطاها لآدم وحواء وابنائهم. وكما تعامل الرّب في تلك الفترة عن طريق الاحلام كما كان مع يوسف أو الظهورات الملائكيّة كما مع يعقوب أو ظهور ملاك الرّب كما حدث مع إبراهيم. أعطى الله لموسى في مرحلة الناموس الشريعة المكتوبة التي أعلن فيها الرّب ذاته للمرّة الأولى بإعلان مكتوب ما زال يعرف بالتوراة. وبعد ذلك أعلن عن ذاته للأنبياء الذين كتبوا اسفار العهد القديم. ثم في العهد الجديد أكمل الرّب إعلانه المكتوب بواسطة الرسل الذين اختارهم ليكونوا معه. لقد كتب الرسول بطرس قائلا: « لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.» (2بط 1: 21). إن عمل ابليس اليوم هو التشكيك بكلمة الله وابعاد الإنسان عن كلمة الله، لأنّه يعرف أنّها الطريقة الوحيدة لكي يضلّ الإنسان ويحرمه من بركات الله والخلاص الذي اعدّه له.